طالباني والمالكي يبحثان لدى الجوار عن أمن بلدهما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أوساط شيعية تتهم الأردن بالإعداد لحكومة إنقاذ في العراق
طالباني والمالكي يبحثان لدى الجوار عن أمن بلدهما
أسامة مهدي من لندن : في سعيهم للبحث عن مساندة لتحقيق الأمن المفقود في بلدهم يقوم المسؤولون العراقيون بإجراء مباحثات مع قادة دول الجوار حيث اجتمع الرئيس العراقي جلال طالباني في طهران اليوم مع مرشد الثورة الايرانية اية الله السيد علي خامنئي بعد مباحثات أجراها مع الرئيس محمود احمدي نجاد فيما يغادر الى عمان غدا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للاجتماع مع العاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس الاميركي جورج بوش الذي يصل الى عمان غدا . وقالت الرئاسة العراقية ان طالباني بحث مع خامنئي العلاقات بين البلدين في المجالات الأمنية والسياسية . وقد اكد خامنئي خلال الاجتماع دعمه للعراق واستقراره وأبدى استعداد بلاده للتعاون من اجل تأمين الاستقرار في العراق . واعتبر ان رحيل الاميركيين من العراق هو "الخطوة الاولى" الضرورية في اتجاه إحلال الامن. وقال ان رحيل قوات الاحتلال هو الخطوة الاولى لحل مشكلة الامن في العراق". واضاف ان الولايات المتحدة لن تنجح بالتأكيد في العراق كما ان استمرار الاحتلال لن يكون لقمة سائغة بالنسبة إليها كما نقلت عنه وسائل اعلام ايرانية .
واشار الى انه اذا طلبت الحكومة العراقية فإن ايران ستبذل كل ما في وسعها من أجل المساعدة على إعادة الامن والاستقرار الى العراق . وقال ان الجمهورية الاسلامية تعتبر ان المساعدة على احلال الامن واجب ديني وانساني وحمل الولايات المتحدة مسؤولية الفوضى الامنية في العراق. وشدد على أن السبب الرئيس للوضع في العراق هو سياسة الولايات المتحدة التي تطبق عبر بعض الوسطاء مشيرا الى "الارهابيين والبعثيين" الموالين للنظام العراقي السابق برئاسة صدام حسين. واوضح ان المسؤولين عن انعدام الامن يختبئون وراء نزاع سني شيعي مشيرا الى ان الشيعة والسنة عاشوا معا طوال قرون لكن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن الوضع وعن وانعدام الامن في العراق . ومدد طالباني زيارته الى طهران لمدة يوم وسيغادر عائدا الى بغداد غدا الاربعاء حيث سيتم توقيع اتفاقات تعاون غدا بين البلدين.
واشار بيان رئاسي عراقي الى ان طالباني زار اليوم ضريح الامام خميني قائد الثورة الايرانية الراحل ووضع إكليلا من الزهور عليه وأضاف ان أعضاء الوفد المرافق والسفير العراقي لدى طهران محمد مجيد الشيخ وسفير ايران المعتمد لدى العراق حسن قمي كانوا برفقته. وكان طالباني اجتمع مع نجاد فور وصوله الى طهران ليلة امس حيث اجاب الرئيس الايراني على سؤال حول كيفية قيام ايران بتقديم المساعدات الي العراق للسيطرة على الامن قال " نحن كبلدين صديقين وجارين ينبغي ان نساعد بعضنا البعض" . واضاف ان ما يجري في العراق يهم الشعب الايراني و الظروف التي فرضها اعداء العراق على هذا الشعب تؤلم الشعب الايراني وكل الشعوب المسلمة في العالم. واشار قائلا " نحن سنتفاوض حول شتى الامور ومنها الصناعة والتعليم والبحوث حيث لن ندخر جهدا في تقديم المساعدات للشعب العراقي" . ومن جهته اشار الطالباني الى ان هدفه من زيارة طهران تعزيز العلاقات بين البلدين كما ان مواضيع اخرى مثل كيفية مكافحة الارهاب و أمن العراق سيتم طرحها خلال هذه الزيارة .
مصادر عراقية تحدثت معها "إيلاف" اشارت الى ان ايران يمكنها تقديم الكثير من اجل تحقيق الامن في العراق لكنها لن تفعل ذلك في الوقت الحاضر على الاقل . واشارت بهذا الصدد الى ان طهران تقدم مساعدات مادية وتسليحية لميليشيات مسلحة في الجنوب العراقي على الخصوص للقيام بعمليات ضد القوات البريطانية والاميركية على خلفية النزاع الغربي لايران حول ملفها النووي . واشارت الى انه اضافة الى ذلك فإن السلطات الايرانية تقوم عن طريق اجهزتها المختلفة ومنها الاستخبارية بالتدخل في شؤون العراق والتعاون مع بعض الاحزاب السياسية وخاصة في المحافظات الجنوبية . واشارت في هذا المجال الى اعلان الحكومة الايرانية مؤخرا عن تقديم قرض ميسر بمليار دولار الى محافظة البصرة ثاني اكبر المحافظات العراقية لتنفيذ مشاريع فيها الامر الذي سيتيح لها ارسال "خبرائها ومستشاريها" تحت ذريعة الإشراف على عمليات صرف القرض لتنفيذ "مشاريع مختلفة هناك " .
وفي هذا الصدد تربط المصادر كثيرا بين تجاوب ايران في المساعدة على تحقيق امن العراق وتطور نزاعها النووي مع الغرب والولايات المتحدة على الخصوص وبقوة الحكومة العراقية وعزمها على الوقوف بوجه العنف الطائفي وحل الميليشيات المسلحة .. وهما قضيتان لاتتوقع المصادر ايجاد حل سريع لهما الامر الذي لن يدفع ايران إلى تعاون حقيقي في استتباب الامن في العراق .
ويرافق طالباني في زيارته الحالية وزراء الخارجية هوشيار زيباري والنفط حسين الشهرستاني والتربية خضير الخزاعي والصناعة فوزي حريري والعلوم والتكنولوجيا رائد فهمي يرافقون طالباني في زيارته إضافة إلى عدد من أعضاء مجلس النواب والمستشارين. وتتصدر قضايا تعزيز العلاقات السياسية والامنية والاقتصادية مباحثات القمة العراقية الايرانية ومن بينها مساعدة ايران للعراق على تحقيق استقراره الامني اضافة الى مد انبوب للنفط بين مدينة البصرة العراقية الجنوبية وميناء عبادان الايراني الجنوبي وتزويد ايران للعراق بما يحتاجه من الطاقة الكهربائية . وعلى الصعيد نفسه أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني ان ايران بدأت التعاون مع الحكومة العراقية للمساعدة في ضمان الامن في العراق والمنطقة . واضاف "اذا ما دعونا للتعاون في هذا المجال فسنضع في تصرف العراقيين كل قدراتنا". وقال "ان الحل الوحيد هو وحدة العراقيين ومغادرة قوات الاحتلال وتسليم شؤون البلاد الى الحكومة المنبثقة من الشعب".
وتتهم الولايات المتحدة طهران وحليفتها سوريا بالإسهام في اعمال العنف هذه: الاولى بدعمها الميليشيات التابعة للاحزاب الشيعية الحاكمة والثانية بعدم منعها المقاتلين من عبور حدودها الى العراق. وكانت طهران التي تطرح نفسها كقوة اقليمية رفضت حتى الان الدعوات الاميركية لبدء حوار مباشر حول العراق. وترى طهران ان جوهر المشكلة في العراق هو وجود القوات الاميركية والحليفة في العراق.وقد اعاد العراق وايران اللذان خاضا حربا طويلة استمرت ثماني سنوات بين عامي1980 و1988 علاقاتهما بعد سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام 2003. ومن المنتظر ان يقوم طالباني بزيارة الى دمشق قريبا تلبية لدعوة حملها له وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال زيارته لبغداد الاسبوع الماضي والتي اسفرت عن اعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين منذ ربع قرن .
وعادة ما يتهم القادة العراقيون والاميركيون سوريا بتسهيل عبور المسلحين العرب الى العراق عبر حدودهما المشتركة لكن دمشق تنفي ذلك مؤكدة انه يصعب مراقبة هذه الحدود لطولها الذي يبلغ 650 كيلومترا . والاسبوع الماضي قال المتحدث باسم القوات المتعددة الجنسيات في العراق الجنرال ماكويل ان بين 70 ومئة مسلح يعبرون من سوريا الى العراق شهريا .
المالكي في عمان غدا وشيعة يتهمون الملك عبد الله
يغادر الى عمان غدا الاربعاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للقاء الرئيس الاميركي بوش حيث سيعقدان الخميس مؤتمرا صحافيا عن نتائج مباحثاتهما التي ستتناول الاوضاع السياسية والامنية في العراق . ويأتي لقاء المالكي وبوش في وقت أقر مسؤول اميركي كبير بأن العنف في العراق قد دخل مرحلة جديدة مؤخرا. وقال مستشار الامن القومي الاميركي ستيفن هادلي ان "العنف الطائفي في العراق قد انتقل الى مرحلة جديدة". واشار الى ان " تصاعد العنف الطائفي في العراق الى مرحلة جديدة يتطلب التكيف مع هذه المستجدات وستتركز مباحثات الزعيمين على سبل مواجهة هذا التطور". ويتوقع ان يكون محور المباحثات خيارات يطرحها هادلي لحسم المسألة العراقية ومن بينها اصدار عفو شامل عن المسلحين وتوسيع مبادرة المصالحة وإلغاء هيئة اجتثاث البعث واشراك البعثيين في الحكم وحل الميليشيات وتقديم قادتها المتورطين بالجرائم للمحاكمات وتجميد قانون الأقاليم والفيدراليات ووضع خطة لتوزيع عادل للنفط على العراقيين.
واليوم اشار هادلي الى ان بوش والمالكي سيبحثان غدا سبل التعامل مع "مرحلة جديدة" تمر بها الحرب على العراق وتتسم بتصاعد العنف الطائفي. واشار الى ان الرئيس الأميركي لن يطرح خلال الاجتماع أي خطط لتغيير حجم القوات الأميركية في العراق. واضاف انهما سيبحثان الخطوات التي يجب أن يتخذها العراق وسبل دعمها. وقال "إننا لم نقم بما فيه الكفاية وبالسرعة اللازمة من أجل تلبية احتياجات المالكي وحكومته." وأوضح مستشار البيت الأبيض أن بوش لن يطرح خططا مستقبلية محددة إزاء أسلوب معالجة الأوضاع الحالية في العراق ولكنه "سيستمع إلى وجهة نظر المالكي ويؤكد له أنهما سيطوران معا أسلوب المضي قدما. واضاف أن بوش ليس في موقف يسمح له بعرض خطة شاملة وفي المقابل من المرجح أن يؤكد المالكي ضرورة توجه سوريا وإيران من أجل إحلال الأمن والاستقرار في العراق. ويأتي اللقاء العراقي الاميركي في عمان في وقت تتزايد الضغوط على بوش من الاغلبية الديمقراطية للضغط على الحكومة العراقية حتى تتخذ الإجراءات الكفيلة بوقف العنف في العراق.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز امس أن مجموعة الدراسات حول العراق التي يرأسها وزير الخارجية السابق جيمس بيكر ستوصي باعتماد دبلوماسية اقليمية نشطة تشمل محادثات مباشرة مع ايران وسوريا غير انها تبقى بحسب مسؤولين مطلعين على الملف منقسمة حول الجدول الزمني لانسحاب عسكري اميركي محتمل من العراق. واوضحت الصحيفة ان عددا من المسؤولين قالوا ان اعلان انسحاب كبير هو الوسيلة الوحيدة لإقناع حكومة المالكي بالتركيز على قيام قوات عسكرية عراقية فعالة. واشارت الى ان من الافكار التي تدرس في اطار المجموعة إلحاق عدد اكبر من فرق التدريب الاميركية بالوحدات العسكرية العراقية في محاولة لتحسين فعاليتها، مشيرة الى ان مسودة التقرير وفقا للاشخاص الذين اطلعوا عليها، تربط الانسحاب الاميركي بأداء الجيش العراقي.
ويصل المالكي الى عمان بعد يومين من استقبال ملكها عبد الله للامين العام لهيئة علماء المسلمين العراقية الشيخ حارث الضاري العدو الاول للعملية السياسية في العراق والذي اصدرت السلطات العراقية مذكرة تحقيق بحقه الاسبوع الماضي .
وحذر الملك عبد الله خلال اللقاء من التداعيات الخطرة لعمليات العنف والاقتتال الطائفي التي اكد ان العراق بلدا وشعبا هو الخاسر الوحيد فيها. حيث كانت التفجيرات الارهابية الأربعة قد اسفرت عن مقتل ما يزيد على مئتي عراقي في مدينة الصدر في بغداد نهاية الاسبوع. واعتبر العاهل الاردني أن استهداف المقدسات الاسلامية في العراق سواء أكانت سنية أم شيعية وعمليات الخطف والقتل تشكل انتهاكا لحرمات دماء المسلمين ولمبادئ ديننا الحنيف وخرقا لكل القيم الانسانية.
وفي هذه الاثناء اتهمت اوساط شيعية العاهل الاردني الملك عبد الله بالاعداد لطرح مشروع سياسي على الرئيس بوش خلال لقائهما غدا للخروج من الازمة السياسية والامنية الحالية في العراق يعتمد اساسا على تقرير يعدد فيه مخاطر تنامي النفوذ الايراني والسوري في العراق وخطورة الميليشيات الشيعية التي من الممكن ان تتحول الى قوة كبيرة مؤثرة كما حزب الله في لبنان .
وفي تقرير له الى "إيلاف" قال موقع النهرين العراقي المقرب من الحكومة العراقية وأحزابها الشيعية إن الملك الاردني يحظى بدعم اقليمي لمشروعه وخاصة من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات ، وهذا المشروع يقوم على أساس قيام حكومة إنقاذ وطني في العراق لاعلاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بنتائج الانتخابات الاخيرة التي أفرزت مجلس النواب الحالي ، ويسند منصب وزيري الدفاع والداخلية الى عسكريين محترفين غير مسيسين ولا منتمين إلى أحزاب او اتجاهات . واشار الى ان الملك عبد الله الثاني سيحاول ضمان تأييد الرئيس بوش لمشروعه السياسي للعراق من خلال الكم الهائل من أسماء تنظيمات وشخصيات عراقية جمعها الملك وكان قد بحث معها الاردنيون الوضع العراقي الحالي بتفصيل دقيق ومن هذه ساسة سابقون وقادة عسكريون بعثيون لاجئون في الاردن وممثلون من عائلة صدام ورجال عشائر ورجال مال ورجال دين سنة ممثلون بهيئة علماء المسلمين ورجال دين شيعة اطلقت عليهم الاجهزة الاعلامية والسياسية الاردنية اسم مرجعيات شيعية مثل رجل الدين الشيخ حسين المؤيد المقيم في الاردن .
واوضح ان المقترح الاردني سيركز على هذه الفكرة ولكن سيقدم الملك اقتراحا اخر بديلا للرئيس الاميركي يتضمن اللجوء الى تنفيذ قيام حكومة طوارئ او ما يصطلح عليه بحكومة عسكرية تعطل البرلمان والحريات الاعلامية والسياسية وتطبق الاحكام العرفية بشكل صارم من اجل منع انجرار العراق الى نقطة يشكل فيها تهديدا للانظمة المحافظة في المنطقة . واضاف ان الملك عبد الله الثاني يعد لترتيب لقاء مصالحة بين المالكي وحارث الضاري الذي سبق له ان اكد في تصريحات في القاهرة السبت انه يرفض أي حوار مع المالكي متهما حكومته بالطائفية .