الأنفال : طبيب يؤكد استخدام غاز الخردل ضد أكراد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن : اكد طبيب قام بفحص مصابين اكرد بهجوم طائرات عراقية على قراهم وجود اثار استخدام اسلحة كيمياوية وغاز الخردل على اجسادهم بشكل واسع بينما سمح قاضي المحكمة الجنائية العراقية محمد العريبي الخليفة لمحامي الدفاع بديع عارف عزت الى العودة الى المحكمة والغاء قرار اعتقاله ليوم واحد الذي اصدره ضده في الجلسة الصباحية للمحكمة بتهمة اهانة المحكمة لكن فريق الدفاع عبر عن قلقه من عملية الطرد .. حيث استمعت المحكمة في جلستها الخامسة والعشرين اليوم الى خبيرين جديدين في قضية ابادة 180 الف كردي عام 1988 المتهم فيها الرئيس العراقي السابق صدام حسين وستة من كبار مساعديه السابقين قبل ان تؤجل اعمالها الى يوم غد الخميس .
وقد سمح القاضي محمد الخليفة لدى بدء جلسة بعد الظهر لمحامي الدفاع بديع عزت عارف
بالعودة الى المحكمة بعد ان كان قد طرده منها وامر باعتقاله ليوم واحد بتهم اهانة المحكمة .
وكانت المحكمة شهدت صباحا مشادة بين القاضي والمحامي الذي ابدتدأ كلامه قائلا انه سيحاول عدم استعداء المحكمة عليه لانه يثق بان القاضي عادل .. فرد عليه القاضي بضرورة التحدث باسلوب قانوني ومناداة المشاركين في المحكمة بالقابهم القانونية مؤكدا ان المحكمة لااستعداد لها للدخول في خصومة مع أي احد .
فرد المحامي مخاطبا الادعاء بكلمة (هذا الرجل).. وهنا تدخل القاضي صارخا بوجه المحامي (اخرج .. اخرج) وامر باعتقاله لمدة 24 ساعة .. وقال انه سيخاطب نقابة المحامين لاتخاذ اجراءات قانونية ضده .. فاجابه المحامي انه يترك القضية الى الراي العام العالمي .
فريق الدفاع
وقد ابدت هيئة الدفاع عن قلقها البالغ وخوفها الشديد على حياة عزت نتيجة إحتجازه بمعرفة المنتمين للمليشيات العسكرية التي تقوم بقتل مئات العراقيين يومياً في شوارع بغداد دون سبب .
وناشدت في بيان لها وصل الى "ايلاف" ويبدو انه كتب قبل السماح بعودة عزت الى المحكمة جميع المنظمات و المؤسسات الدولية من اجل التدخل لوضع حد لهذه المهزلة المستمرة .. وفيما يلي نص البيان :
في إنتهاك لحق الدفاع المقدس و استكمالاً لمسلسل طرق كافة المعايير المستقرة للمحاكمة العادلة .
قامت المحكمة اليوم بطرد زميلنا المحامي بديع عارف عزت وتوقيفه لا لشيء سوى أنه يريد إظهار الحقيقة وهذا ما استشهد بسببه خمسة محامين أبطال وهذا ما لا يروق للمحكمة .
مما يؤكد أن هيئة الدفاع كانت على حق حينما أتخذت قراراها بتعليق حضورها أمام المحكمة ما لم تتوافر الضمانات الكافية للدفاع لإنجاز واجبهم المقدس بشكل مناسب .
وإذا تبدي الهيئة قلقها البالغ وخوفها الشديد على حياة الزميل المحامي بديع عارف عزت نتيجة إحتجازه بمعرفة المنتمين للمليشيات العسكرية التي تقوم بقتل مئات العراقيين يومياً في شوارع بغداد دون سبب .
فإننا نناشد كافة المنظمات و المؤسسات الدولية من اجل التدخل لوضع حد لهذه المهزلة المستمرة .
هيئة الدفاع
عن الرئيس صدام حسين
وكافة المعتقلين في العراق
خبير وطبيب يدلي باقواله
وقال الصبيب سفنديار احمد شكري وهو كردي عراقي الاصل حاصل على الجنسية الاميركية من مواليد عام 1940 ويسكن مشيغان بالولايات المتحدة ان منظمة اطباء من اجل الانسانية اتصلت به عام 1988 للتحقيق في عمليات ضرب اكراد بالاسلحة الكيمياوية . واضاف انه تم توزيع اكثر من الف استمارة استبيان على لاجئين اكراد في تركيا في معسكر ديار بكر وكان فيه 13 الف لاجيء ومعسكر ماردين وفيه 5 الاف لاجيء اضافة الى مقابلات تلفزيونية . واشار الى ان 25 شخصا اكدوا انهم ضربوا في 25/8/1988 بقنابل كيمياوية وحدثت لهم اصابات جراء ذلك وقالوا ان روائح هذه القنابل كانت تشبه رائحة الثوم . وعرض اقوال مصابين اكراد اكدوا فيها اصابتهم بالاسلحة الكيمياوية وقدموا وصفا لاثار هذه الاسلحة على اعينهم واجسادهم اضافة الى وفاة اقارب لهم بفعل هذه الاسلحة .
وقد اعترض الادعاء العام على اقوال الطبيب مشيرا الى ان سرده لاقوال اخرين غير مؤثر على سير القضية وطلب منه مشاهداته عما شاهده وكذلك نتائج تحليلاته عن المصابين .
فرد الطبيب بانه شاهد فتاة مصابة بصدرها بالاسلحة الكيمياوية لكنها لم تسمح بتصوير صدرها قائلة ان ذلك امر معيب وحرام وعرض صورة للصبية ويبدو ان عمرها كان يبلغ حوالي 10 اعوام .. كما عرض صورا لاصابات اشخاص اخرين واثار الجروح على اجسادهم التي تؤكد اصابتهم بغاز الخردل .
واشار الى ان السلطات التركية منعت الاصطباء الذين عالجوا المرضى من التحدث اليه فتم نقل عدد من هؤلاء الى منطقة حدودية مع ايران للالتقاء بهم وتصويرهم . واكد ان فحوصاته اثبتت استخدام غاز الخردل وغاز الاعصاب ضد الاكراد على نطاق واسع وهو ما اكدته الفحوصات والتحليلات التي اجرتها مختبرات في اميركا وبريطانيا .
خبير اميركي ثان يدلي بشهادته
واستمعت المحكمة صباحا الى اقوال خبير اميركي في علم الاثار في السلاح اسمه دوكلاس داول سكوت من مواليد عام 1948 ويسكن لنكلن براسكا في الولايات المتحدة . وقال الخبير
سكوت وهو الثاني الذي تستمع اليه المحكمة خلال يومين والذي عرف عن نفسه أنه موظف متقاعد من وزارة الداخلية الأميركية التي عمل لديها بصفة عالم آثار واستاذاً محاضراً في الجامعات في الطب الشرعي والأدلة الجنائية
أنه عمل مع الخبير الأميركي الآخر كلايد سنو الذي ادلى باقواله امام المحكمة امس للتعرف على أنواع الأسلحة التي استعملت على الجثث في مقبرة قرية كوريمي الكردية بشمال العراق . ثم شرح سكوت أن عمله تركز على دراسة 124 ظرفاً فارغاً لطلقات نارية وجدت قرب الجثث وقد تأكد أنها كلها صادرة من سلاح من نوع كلاشينكوف .. كما عرض صوراً إفتراضية لموقع الجريمة مع المواقع التي قد يكون مطلقوا النار قد أطلقوا النار منها على الضحايا، بناء على المعلومات التي استنتجها من مكان تواجد الظروف الفارغة.
وهنا سأل احد محامي الدفاع الخبير عن الطريقة التي عرف بها أماكن وجود الظروف الفارغة والمسافة التي تفصلها عن الجثث فاجاب سكوت أن المعلومات وصلته عبر سنو الذي قام هو وفريقه بجمع الظروف الفارغة وتحديد أماكن تواجدها.
ثم طلب المتهم سلطان هاشم أحمد وزير الدفاع السابق من الخبير عرض الخرائط التي قدمها له سنو والتي على أساسها قام بخلاصاته ويطلب منه تحديد الوسيلة التي استطاع عبرها التاكد من مكان وجود كل مجموعة من الطلقات. فرد سكوت بأن الخريطة التي أرسلها سكوت والظروف الفارغة كانت مزودة بأرقام وألوان خاصة لتوضيح المكان التي كانت فيه تلك الظروف.
وهنا عاد سلطان هاشم أحمد للقول أن عدد الظروف الموجودة على أرض المقبرة كبير جداً بينما جنود الجيش العراقي لديهم أوامر باستعادة الطلقات الفارغة كما يشير إلى أن العديد من العوامل قد تؤثر على تحديد هوية السلاح الذي أطلق منه الرصاص.
وقد ايد الإدعاء شهادة الخبير وطلب من المحكمة اعتمادها لأنها دقيقة وتتوافق مع ما قاله المشتكون والشهود بحسب ما اشار .
وهنا سال المتهم علي حسن المجيد الخبير الاميركي ما إذا كان قد دخل العراق في العام 1991 وزار مكان الجريمة مشككا في صحة استنتاجاته حول موقع الرماة .. فنفى الخبير أن يكون قد زار العراق وعاين موقع المقبرة مؤكداً أنه يزور البلاد للمرة الأولى للوقوف أمام المحكمة.
المتهمون في قضية الانفال
والمتهمون الستة الاخرون بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد التكريتي رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بلدهم في الحرب بين الدولتين بين عامي 1980 و1988 .
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وقد سميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم . و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة . استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ".