موسى متفائل بحل قريب وعون يطالب بازالة صوره
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الياس يوسف من بيروت، وكالات: كثف الجيش اللبناني انتشاره اليوم في شوارع بيروت غداة سقوط قتيل و12 جريحا في مواجهات جرت بين انصار الحكومة والمعارضة وفي مقدمها حزب الله والتي تصر على اسقاط الحكومة التي يرأسها فؤاد السنيورة. وفي جو مشحون على خلفية ازمة سياسية لا تجد مخرجا لها. في حين دعا النائب الجنرال ميشال عون من جهته أنصاره في حزب "التيار الوطني الحر" في بيان عمّمه اليوم إلى إزالة صوره وأعلام "التيار" البرتقالية من الساحات والاملاك العامة في كل الاقضية والبلدات والقرى. وقال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اليوم الاثنين لدى عودته من مهمة مساع حميدة في بيروت ان "هناك دائما فرصا لحلحلة الموقف على الساحة اللبنانية". وكان موسى يرد على سؤال حول تقويمه لفرص حلحلة الموقف المتأزم في لبنان بعد زيارته لبيروت. واكد ان "الوضع المتأزم في لبنان حاليا سيكون محل مشاورات على هامش اجتماعات اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالعراق" التي تعقد غدا الثلاثاء في القاهرة.ووصف موسى قبل ان يغادر بيروت الوضع بانه "خطر" وشدد على "ضرورة الخروج من الازمة".
من ناحيته لفت النائب سمير فرنجية (من الاكثرية النيابية) الى "صعوبة ضبط حركة الشارع في هذا الجو من الاصطفاف خصوصا وان التحرك مفتوح".
وقال الاثنين في حديث اذاعي "يمكن ضبط مهرجان او تظاهرة ولكن من الصعوبة ضبط تحرك شعبي مفتوح". واضاف "المطلوب موقف من قيادة حزب الله الذي اتخذ قرار التحرك وليس من أي طرف اخر". ولفت فرنجية الى "عدم وجود مبادرات جدية" حتى الان. وقال "ما زلنا في معادلة صعبة جدا وهي ان الفريق الذي دعا الى التظاهرات يريد اما ان يخسر كل شيء، او يربح كل شيء، وهذه المعادلة عادة تفضي الى العنف".
وفعليا فان كل طرف لا يزال متمسكا بموقفه فيما المعارضة تنفذ منذ الجمعة اعتصاما مفتوحا في وسط بيروت امام القصر الحكومي. وتعيش الحكومة ازمة منذ استقالة ستة وزراء موالين لسوريا في 11 تشرين الثاني/نوفمبر من بينهم الوزراء الشيعة الخمسة الذين يمثلون حزب الله وامل. ولخصت صحيفة "السفير" اللبنانية في افتتاحيتها الازمة بقولها "ان الوضع في لبنان ينذر بمخاطر هائلة تتجاوز حدوده"، مشيرة الى ان "الخلاف على الحكومة هو الجزء الظاهر من جبل الثلج".
وكتب طلال سلمان "يجب التوصل الى صيغة اتفاق سياسي هدفها تعديل حكومي (...) لاننا في بلد يستحيل ان يكون فيه منتصر ومهزوم" خصوصا وان "المعارضة اكدت قوتها الشعبية في مواجهة حكومة بتراء لكن لها عصبيتها الشعبية القوية". يذكر ان الرئيس المصري حسني مبارك انتقد السبت مسيرات المعارضة وحذر من احتمالات تدخل ايراني قد يدفع دولا عربية الى التدخل بدورها والى "تدويل النزاع وتدمير لبنان".
ورغم الطابع السلمي للتظاهرات الاحتجاجية سقطت الاحد اولى الضحايا: شاب من المعارضة في العشرين من عمره لقي مصرعه برصاص اطلقه مجهولون خلال مواجهات وقعت في منطقة سنية في بيروت بعيدا عن وسط العاصمة اسفرت كذلك عن سقوط 12 جريحا. وقالت مصادر أمنية إن مسلحين أطلقوا النار على مجموعة من المحتجين أثناء عودتهم من تجمع للمعارضة في وسط بيروت في حي قصقص (فيه أغلبية سنية) المتوتر. وتوفي شاب اصيب بالرصاص في ظهره في المستشفى كما أصيب 12 شخصا اخر.
واتهمت المعارضة في بيان انصار الحكومة "بحملة تجييش وارتكاب اعمال شغب واعتداءات (...) ما ادى الى سقوط اول شهيد" ستجري مراسم تشييعه الثلاثاء.وغداة المواجهات كثف الجيش انتشاره اليوم الاثنين في شوارع بيروت. وذكرت محطة تلفزيون المستقبل الناطقة باسم تيار المستقبل ويرأسه زعيم الاكثرية النيابية سعد الحريري، ان الجيش اوقف ثلاثة مواطنين سوريين كانوا يرشقون المتظاهرين بالحجارة من على سطح احد الابنية. وكان سعد الحريري دعا اثر المواجهات انصاره الى "التزام الهدوء وعدم الرد على اي شكل من اشكال الاستفزاز". وشدد في بيان متلفز على ضرورة "التعاطي بروح الاستيعاب ورفض الفتنة والتنبه الى العناصر المدسوسة والمشبوهة" وركزت الصحف اللبنانية على خطورة المواجهات. ورات صحيفة "النهار" ان الصدامات التي شهدتها عدة احياء تشكل "اشارة انذار مبكر لسائر القوى السياسية وكذلك للدول العربية والاجنبية التي تسارعت تحذيراتها في الايام الاخيرة من دخول لبنان متاهة بالغة الخطورة".
عون يطلب من أنصاره إزالة صوره عن الطرق
دعا النائب الجنرال ميشال عون من جهته أنصاره في حزب "التيار الوطني الحر" في بيان عمّمه اليوم إلى إزالة صوره وأعلام "التيار" البرتقالية من الساحات والاملاك العامة في كل الاقضية والبلدات والقرى، والإكتفاء بوضعها في مكاتب التيار فقط ، ولمن يرغب في ملكه الخاص. وذلك اعتبارا من تاريخ اليوم الإثنين .
وكانت غالبية صور الجنرال عون وأعلام حزبه في مناطق بيروت وجبل لبنان قد أحرقت كما تعرضت بعض مكاتب التيار للتحطيم في رد فعل من أنصار حزبي الكتائب و"القوات اللبنانية" إثر اغتيال وزير الصناعة بيار الجميل، مما أثار استياء شديداً في أوساط مؤيدي عون الذين لزموا الهدوء ، وعندما بدأوا يعيدون رفع بعض الصور والأعلام إثر مرور ثلاثة أيام على الجريمة حصلت إصطدامات متفرقة بالأيدي والعصي بينهم وبين الآخرين ، الأمر الذي استدعى تدخل قوى الجيش، ولا سيما في ساحة ساسين وسط الأشرفية.
وبعد قرار الجنرال عون المشاركة في التحرك الشعبي الإعتراضي الذي يقوده "حزب الله" ضد حكومة الغالبية رغم إرادة البطريرك الماروني نصرالله صفير وبقية القادة السياسيين المسيحيين ، عاودت حملة تمزيق صوره في بعض الساحات وعلى الطرق.
ومن شأن خطوة عون زيادة التهدئة في "الشارع المسيحي" الذي عرف في بداية عقد التسعينيات معارك داخلية طاحنة أوقعت مئات الضحايا وخراباً هائلاً وانتهت إلى انهيار الطرفين المتقاتلين. وأدى اتساع شقة الخلاف أخيراً بين الجنرال والقادة المسيحيين المشاركين في تحالف الأكثرية إلى نشر موجة تخوف وقلق واسعة بين المسيحيين من احتمال معاودة مشاهد الصدامات الدموية في أحيائهم.
ويسلك معظم العونيين الذين يشاركون في الإعتصامات والتحركات الشعبية ليلاً الطريق السريع بين بيروت والشمال، نقيض الجماعات الشيعية التي تنزل إلى وسط بيروت من الضاحية وتضطر للمرور ذهاباً وأياباً في أحياء للمسلمين السنة الذين يوالون الغالبية في معظمهم، ولا سيما "تيار المستقبل" مما يهدد بصدامات في أي وقت.