تحرك عربي مكثف باتجاه بيروت : تشييع اول ضحية للمعارضة اليوم

بيروت : يدخل اعتصام المعارضة اللبنانية يومه الخامس ..وفي هذا اليوم الخامس سيصار الى تشييع جثمان اول ضحية للمعارضة احمد محمود (21 عاما ) الذي سقط برصاص مجهول الهوية ليل الاحد .واوضحت محطة تلفزيون المنار الناطقة باسم حزب الله الذي يقود المعارضة بان التشييع سيجري بعد صلاة ظهر الثلاثاء في روضة الشهيدين داعية انصار المعارضة للمشاركة الكثيفة.
وكانت المعارضة قد سجت مساء الاثنين نعش محمود ملفوفا بالعلم اللبناني لمدة ساعة في ساحة الاعتصام في وسط بيروت قبالة مقر رئاسة الحكومة.
وامام الحشد المعتصم امام السراي الحكومي قام النائب من حركة امل علي بزي بتأبين القتيل مشددا على انه "سقط من اجل الدفاع عن الوحدة الوطنية".
ويشيع القتيل غداة حوادث شغب شهدتها لليوم الثاني على التوالي عدة احياء ذات غالبية سنية من بيروت واسفرت وفق الشرطة عن سقوط جريحين فيما اشارت صحف لبنانية معارضة بينها "السفير" الى ان عدد الجرحى وصل الى 20.

ومع استمرار المعارضة في تحركها من المتوقع ان يطرح الموضوع اللبناني خلال اجتماع اللجنة الوزراية الخاصة بالعراق . كما ترددت معلومات عن زيارات عربية مرتقبة الى بيروت خلال الساعات المقبلة وأبرزها لمسؤول سعودي كبير، فضلاً عن احتمال وصول وزيري خارجية الامارات عبد الله بن زايد وقطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، استكمالاً للمشاورات التي بدأها الامين العام للجامعة العربية.

وكان موسى قد عاد الي القاهرة امس حاملا محصلة مشاوراته مع قادة الموالاة والمعارضة وهي المحكمة ذات الطابع الدولي، حكومة الوحدة الوطنية، الانتخابات الرئاسية والانتخابات النيابية المبكرة. وان كان الخلاف ما زال على ترتيب هذه الاولويات فان موسى لم يضع ترتيباً محدداً لهذه العناوين لكنه "تبرع" بمحاولة حلحلة الوضع اللبناني المعقد . ففي حين تمسك الرئيس بري بأولوية إقرار مبدأ حكومة الوحدة الوطنية من اجل دعوة الناس للخروج من الشارع، ومن ثم تكون الاولوية لإقرار المحكمة الدولية وبعدها موضوعي الرئاسة والانتخابات النيابية، فإن فريق الاكثرية اشترط ان تكون الاولوية لموضوع المحكمة الدولية وبعد ذلك تؤلف حكومة وحدة وطنية (من دون الثلث المعطل) وتجري انتخابات رئاسية، على أن يكمل رئيس الجمهورية اميل لحود ولايته وبعد انتهائها تجري انتخابات نيابية مبكرة.

ومن المتوقع ان يلتقى موسى اليوم اليوم على هامش اجتماعات اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالعراق، وزراء خارجية عشر دول عربية هي العراق والكويت والسعودية والأردن وسوريا ومصر والبحرين والإمارات والسودان والجزائر. ومن المرتقب أن يكون الموضوعان اللبناني والفلسطيني، جزءاً من جدول الأعمال الذي كان مخصصاً للعراق، خصوصاً في اللقاءات الثنائية التي سيعقدها مع وزراء خارجية السعودية الامير سعود الفيصل وسوريا وليد المعلم والمصري احمد ابو الغيط.

وقال قيادي كبير في "حزب الله" لصحيفة السفير اللبنانية في عددها الصادر اليوم "إن المعارضة ستواصل تحركها حتى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإذا أرادوا عدم الاستجابة لهذا المطلب المشروع فإنهم يكونون قد قرروا ان يبقوا في سجنهم، بينما نحن أحرار في شوارعنا"، مشيراً الى ان هذه السلطة "آيلة الى السقوط حكماً، ونحن لن نتعب ولن نملّ حتى يتحقق ذلك".
من جهتها قالت اوساط الرئيس نبيه بري ل للصحيفة نفسها : إن ما حمله الامين العام لجامعة الدول العربية لم يتعد الافكار التي تقارب القضايا الخلافية بين اللبنانيين، وهي لم تصل الى حدود المبادرة، وربما يكون مطلوباً من اطراف عربية، وخاصة مصر والسعودية ان تطوّرها، وجددت القول إن المبادرة داخلياً بيد فريق الاكثرية و"رئيس المجلس لن يفرط بورقة المجلس النيابي او يحرقها، لأنها الملاذ الاخير للجميع".

عون :شغب السلطة سيؤدي إلى سقوطها

حذر العماد عون في حديث لـ"المنار" من أعمال الشغب التي تقوم بها السلطة ومناصروها على حد قوله . وقال: "إن الخلل الأمني سيؤدّي الى سقوط الحكومة بكاملها تحت أقدام الناس". وأضاف: "إنهم يحاولون إلباسنا حالة الشغب، ولكن قدرة الانضباط هي ما أبرز أن الجريمة أتت من الطرف الآخر، وأنصار الحكومة لا يتحرّكون بالبنادق والرصاص إن لم يحظوا بغطاء سياسي". ورد على الوزير فتفت بالقول "أنت تعرف من أطلق النار يا معالي الوزير، ومن تعرض للنار كانوا عائدين بشكل سلمي ليرتاحوا بعد اعتصامهم".
وأكد أنه ليس أمام المعارضة إلا التقدم الى الأمام في تحركها، منبّهاً الى فشل الحكومة الحالية على مختلف الأصعدة وخاصة الاقتصادية ــــــ الاجتماعية، وتاريخ الرئيس السنيورة في الديون العامة والخارجية وخاصة حين توليه حقيبة المالية. وسخر من تصريحه بأنه باقٍ قائلاً: "أنا باكٍ؟ أم باقٍ؟"، ورأى أن المطلوب هو فقط المشاركة في الحكومة، داعياً الجميع الى الحذر في استخدام التعابير خاصة مثل "الحياة أو الموت"، وذكّر عون بأنه رفض "تهجّم بشار على السنيورة وكذلك ورقة الاستحضار السورية لمروان حمادة ووليد جنبلاط ووافقنا على المحكمة الدولية".
ورأى أن "الجو السياسي يذكّرنا بأجواء حرب تموز، هم أنفسهم الذين وقفوا ضد حزب الله مع حلفائهم الخارجيين، يعودون الى الاصطفاف نفسه اليوم، كذلك حالة الشغب التي تحدث اليوم تكملة لذلك الموقف". وأكد أن الموضوع المطروح هو إقالة الحكومة وليس تأليف حكومة في الوقت الحاضر.

اشتباكات جديدة

لم يكد جثمان الشاب احمد محمود الذي قتل، امس الاول، بالرصاص ينتقل من رياض الصلح، حيث سجي نحو ساعة ولف بالعلم اللبناني، حتى اندلعت مواجهات جديدة بالعصي والحجارة في حي العرب في منطقة قصقص وأدّت الى سقوط عشرين جريحاً واستدعت تدخلاً من الجيش الذي كان قد عزّز قوته في منطقة الطريق الجديدة بنحو الف عسكري، فيما وضعت قوى الامن الداخلي في وضعية تجميد قواها كافة بنسبة تسعين بالمئة في العاصمة والضواحي.

ودعت المعارضة إلى ضبط النفس لإفشال اية محاولة لإثارة الفتنة المذهبية، كما دعت الى المشاركة بكثافة في تشييع محمود اليوم الثلاثاء في روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية.

وبعيد منتصف ليل امس قام مئات المواطنين الغاضبين، بقطع طريق المطار احتجاجاً وتدخل الجيش اللبناني على الفور بالتنسيق مع فرق الانضباط التابعة للمعارضة، خصوصا حزب الله، حيث تم تفريق المحتشدين وإعادة فتح الطريق المؤدية إلى المطار.

وكانت قد اندلعت حرب اعلامية ضروس بين تلفزيون المنار وتلفزيون المستقبل الناطق باسم تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري على خلفية مقتل احمد محمود .
فالمنار اتهمت "ميليشا تيار المستقبل " بقتل الشاب ونقلت عن والد القتيل انه يعمل تحديدا من اطلق النار وقد تمت تسمية بعض الاشخاص ، من حهته اصدر تيار المستقبل بيانا اتهم فيه المنار بالتحريض ونشر الاخبار المخرضة محملا القناة مسؤولية سلامة الاسماء التي تم ذكرها موضحة ان التيار لا علاقة له بالموضوع .
من جهتها عرضت المنار ليل امس شريط صوره احد المتواجدين مكان الاشتباك يظهر عدد من المشاغبين وقد خرجوا من محلة قصص وبدأو برمي الحجارة ما يكذب رواية القاء القبض على 3 سوريين كانوا يلقون الحجارة على المتظاهرين في ذلك المكان .
وتظهر الصور تاخر عناصر الجيش بالتدخل في الوقت الذي يستمر فيه عدد من المشاغبين برمي الحجارة ..ويستمر الوضع على ما هو عليه حتى وصول وريات الجيش المعززة وتنتشر على امتداد الطريق من محلة قصقص الى البربير وتقطع الطرقات

ووفق الراوية الرسمية فأن ثلاثة سوريين هم من بادر الى رشق المتظاهرين بالحجارة من على ظهر مسجد الخاشقجي ما استتبع تطور الامور لكن الصور اظهرت ان الاعتقالات التي نفذها الجيش اللبناني جرت قرب مدرسة المقاصد في محلة البربير وليس على طريق قصقص مكان المشكلة الرئيسية وليلا وليس مساء، فماذا جرى في محلة قصقص. الصور اظهرت التالي المتوجهون الى الاعتصام يسيرون على المسرب الثاني للطريق، لسبب غير معروف يخرج مشاغبو تيار المستقبل ويرمون المارة بالحجارة من خلف ظهر عناصر الجيش من مفرق البربير وليس مسجد الخاشقجي. تأخر عناصر الجيش في المبادرة الى وقف الاعتداء كما تظهر الصور ، ولحظة قرر ذلك اكتفى بدفع عناصر الشغب الى الخلف واطلاق الغاز المسيل للدموع على جهة المتظاهرين.عند مدرسة المقاصد وقبل تنفيذ الجيش للاعتقالات ينطلق الرصاص.