الانفال : استئناف الجلسات بحضور صدام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن : استأنفت المحكمة الجنائية العراقية في جلستها الثامنة والعشرين اليوم محاكمة الرئيس العراقي السابق حسين صدام حسين وستة من مساعديه السابقين المتهمين بقضية الانفال ضد الاكراد العراقيين التي قتلت 180 الفا منهم واحرقت مئات القرى في عام 1988 وذلك بحضور صدام الذي كان طلب اعفاءه من الحضور.
واستأنفت المحكمة جلساتها بحضور جميع المتهمين بعد يوم من طلب صدام حسين من قاضيها محمد العريبي الخليفة اعفاءه من حضورها واصفا المحكمة بالمهزلة الحديدة.
وقال صدام في رسالة بخط يده الى الخليفة نشرتها "ايلاف" امس ان المحكمة تسيء اليه وتسمح لمن اسماهم بالعملاء والنكرات بالحديث بينما تحرمه هو من فرصة الكلام . ونفى ما اشار اليه محامي الضحايا الاكراد بأنه يملك الجزء الاكبر من مبلغ 10 مليارات دولار للنظام السابق الذي كان يترأسه . وخاطب رئيس المحكمة قائلا " أن نفسي تسمئز ان تقبل لها ولغيرها هذه الاساءات المستمرة منك ومن غيرك" . واضاف صدام "وعليه اطلب اعفائي من حضور جلسات هذه المهزلة الجديدة ولكم ان تتخذوا ما تشاؤون" . وقال في نص رسالته مايلي :
الى رئيس الهيئة الثانية
بعد ان تكررت اساءاتك متعمدا الى محامي الدفاع والى من سموا بالمتهمين ومن بينها التضييق عليهم لتمنعهم من قول الحق وتوضيح الحقيقة في الوقت الذي تسمح للعناوين والمسميات الاخرى بالبهتان ومن بينها ما قاله محامي الحق الشخصي الذي طالب مدعيا بان هناك عشرة مليارات دولار لدى الاميركان قد استولوا عليها واوحى وكأنها شخصية لمسؤولين في حكومتنا او قيادتنا وربما يكون صدام حسين صاحب "الحظوة" الاكبر في كفة الميزان الاثقل مثلما اراد خاب وخسيء ان يصور للرأي العام وعندما حاولت ان اوضح الحقيقة منتبها برفع اليد ثلاث مرات لم اعط الفرصة ولذلك اقول لك بأن نفسي تسمئز ان تقبل لها ولغيرها هذه الاساءات المستمرة منك ومن غيرك وان نفس صدام حسين التي علمت كثر على الشمم والاباء او حصنته ونمته فيهم لتأنف ان تقبل بالحضور ليسيء اليها نكرات عملاء واتباع وعليه اطلب اعفائي من حضور جلسات هذه المهزلة الجديدة ولكم ان تتخذوا ما تشاؤون .. ومن الله التوفيق سبحانه .. والله اكبر .. الله اكبر وليخسأ الخاسئون .
توقيع
صدام حسين / رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة المجاهدة
في : 4/12/2006
شاهد اثبات
وبدات المحكمة اليوم بالاستماع الى شهادة طبيب قال انه عالج مصابين بضرب الاسلحة الكيمياوية لقراهم فيما ينتظر ان تستمع ايضا الى اقوال شهود النفي في قضية عمليات الانفال التي شهدت ابادة 180 الف كردي عام 1988 المتهم فيها صدام حسين وستة من كبار مساعديه السابقين .
واكد الطبيب ان القوات العراقية قصفت عام 1988 عددا من القرى الكردية بالاسلحة الكيمياوية وانه عالج بنفسه اكثر من ثلاثين مصابا . وقال ان قوات البيشمركة التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني مخيمات لسكان القرى الهاربين لكن هذه قصفت ايضا وعلا دخان تنبعث منه رائحة التفاح الفاسد .
جلسة الاثنين
وقد اعترض الرئيس السابق الاثنين على عدم السماح له بالكلام وكذلك فعل المتهم علي حسن المجيد الذي قال انه لايملك أي عقارات ليتم مصادرتها كما طالب محامي المشتكين .. لكن القاضي منع صدام من الكلام حيث يبدو ان ذلك قد دفعه لتوجيه هذه الرسالة المكتوبة بخط يده الى القاضي .
كما استمعت المحكمة الى مشتك واحد هو الاخير الذي يدلي باقواله من بين المشتكين وشهود الاثبات بعد ان قرر القاضي محمد العريبي الخليفة الاستجابة لطلب رئيس هيئة الادعاء العام منقذ ال فرعون بالاكتفاء بالاستماع الى مشتكين جدد لان شهاداتهم اصبحت متشابهة حيث ستبدأ المحكمة اليوم بالاستماع الى شهود النفي الذين قدمهم المتهمون ومحاموهم.
ولدى بدء جلسة الاثنين قال القاضي انه قرر الاكتفاء بالاستماع الى شهادات المشتكين الذين بلغ عددهم اكثر من ثمانين مشتكيا والانتهاء منهم اليوم ثم البدء بالاستماع الى اقوال شهود النفي الذين قدمهم المتهمون ومحاميهم .
وطالب رئيس هيئة الادعاء العام منقذ ال فرعون المحكمة بالاكتفاء بالشهود الذين استمعت لهم لحد الان موضحا ان هناك عدد كبير من اخرين لذلك فان شهاداتهم بدات تتشابه . ودعا الى ضرورة العمل على اجراء محاكمة عادلة وسريعة لانجاز القضية مشيرا الى ان التهم المرتكبة ضد الانسانية والتي تلحق الضرر بمجموعات معينة هي محاكمات دولية لايمكن فيها احضار جميع الشهود .
وقد استمعت المحكمة لحد الان الى 86 مشتكيا وشاهدا وخبيرا اجنبيا منذ بدء جلساتها في الحادي والعشرين من اب (اغسطس) الماضي .
المتهمون في قضية الانفال
والمتهمون الستة الاخرون بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد التكريتي رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بلدهم في الحرب بين الدولتين بين عامي 1980 و1988 .
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وقد سميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم . و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة . استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ".