إفتتاح مؤتمر المحرقة في طهران وسط استنكار دولي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طهران : افتتح المؤتمر الذي تنظمه الحكومة الايرانية حول محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية الاثنين في طهران، بمشاركة عدد من الجامعيين الذين يشككون في الهولوكوست. وتعقد الندوة تحت عنوان:" دراسة للهولوكوست: رؤية عالمية"، ويشارك فيها نحو 67 باحثا من 30 دولة بينها بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا.وأثار المؤتمر الإيراني غضب الجماعات اليهودية حول العالم.وقال نائب وزير الخارجية الإيراني للأبحاث، منوشهر محمدي، إن المؤتمر، الذي ينعقد على مدى يومين، يأتي استجابة لردود الأفعال الدولية المنددة لتصريحات الرئيس محمود أحمد نجادي المتكررة والتي وصف فيها الهولوكوست بـ"الأسطورة."وأضاف محمدي قائلاً "إذا كان الهولوكوست حدثاً تاريخياً.. أوليس من المبرر إقامة الأبحاث والتعمق فيه؟"واستطرد قائلاً إن إيران لا تنفي جرائم الإبادة التي ارتكبها النظام النازي كما أنها لا تتقبل مزاعم أن 50 مليون شخص راحوا ضحية عنصريته.
وأوضح محمدي أن قادة إيران سيتقبلون "الهولوكوست" حال إثبات العلماء والمفكرين المشاركين في المؤتمر إعدام النظام النازي ستة ملايين يهودي في المحارق.وحول ما بعد تقبل حقيقة الهولوكوست، قال المسؤول الإيراني إن السؤال التالي الذي يفرض نفسه هو: "لماذا يدفع الفلسطينيون ثمن الهولوكوست؟."
استنكار دولي
وأثار المؤتمر الإيراني ردة فعل غاضبة من الحركات اليهودية في أنحاء العالم.واستنكر الحاخام مارفين مائير، مؤسس ورئيس "مركز سايمون ويسنثال" المؤتمر قائلاً "هذا تعد وإهانة للإنسانية في أن تنحدر دولة إلى مستوى نفي أكبر جرائم التاريخ ضد المدنية."وسيتصدى المركز، من مقره في لوس أنجلوس، للمؤتمر الإيراني بإقامة مؤتمر عبر شبكات التلفزة المغلقة يشارك فيه 70 من الناجين من الهولوكوست.
أما فرنسا فقد أدانت الندوة على لسان وزير خارجيتها فيليب دوست بلازي الذي أعرب عن قلقه من ذلك بالقول:" لقد علمت بشعور القلق بأن مؤتمرا عن المحرقة سيعقد في طهران في الحادي عشر والثاني عشر من هذا الشهر. إذا كان القصد منه الترويج لنفي حصول المحرقة ولأفكار لمراجعة وقائعها فإنه لا يسع فرنسا إلا أن تدين ذلك بأشد الأشكال."
كما كانت الحكومة الألمانية قد استدعت القائم بأعمال السفير الإيراني في برلين لتسلمه احتجاجا رسميا على تلك الندوة الدولية. وقالت الخارجية الألمانية إنها أوضحت بجلاء أن ألمانيا كدولة مسؤولة عن جرائم النازيين "تجد كل ما يشكك في حق إسرائيل في البقاء أو في حقيقة وقوع "المحرقة" أمرا مثيرا للصدمة وغير مقبول". وفي هذا الإطار أصدرت محكمة ألمانية قرارا بمصادرة جواز سفر زعيم الحزب القومي الديمقراطي السابق( حزب للنازيين الجدد) "غونثار ديكيرت" لمنعه من المشاركة في ندوة طهران بدعوى أن من شأن مشاركته أن تهدد مصالح ألمانيا الاتحادية." وكانت ألمانيا قد فرضت حظرا للسفر على يميني متطرف آخر هو هورست ماهلر في بداية العام الماضي لمنعه من المشاركة في الندوة التي كانت مقررة أصلا في منتصف العام الجاري قبل أن تؤجل.
ويشار إلى أن إيران تنظر في إقامة مؤتمرات لدراسة ما وصفه محمدي بالإبادات الأوروبية ضد سكان أميركا الأصليين والأفارقة والفلسطينيين.وكان الرئيس الإيراني قد دعا الغرب في مطلع العام الحالي إلى "إظهار ما يكفي من استقلال التفكير للسماح بنقاش دولي مفتوح" حول الهولوكوست.وقال احمدي إنّ إقامة دولة إسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية "أصاب عصفورين بحجر واحد" بالنسبة إلى أوروبا.وأضاف أن الهدفين اللذين حققتهما هما "طرد اليهود من أوروبا، وفي الوقت نفسه إقامة زائدة أوروبية ذات طبيعة صهيونية معادية للإسلام في قلب العالم الإسلامي."