أوروبا تعلق 8 فصول في المفاوضات مع تركيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بروكسل: أعلن مصدر اوروبي ان الدول ال25 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي اتفقت اليوم على ابطاء مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي عبر تعليق ثمانية فصول من اصل 35 تشملها عملية التفاوض. وقال المصدر "هناك الان اتفاق على تعليق ثمانية فصول". لكنه اضاف ان محادثات "ليست سهلة" مستمرة بين وزراء الخارجية الاوروبيين حول طريقة اعادة تقييم الدول ال25 الاعضاء للتقدم الذي تحرزه انقرة في مجال احترام التزاماتها.
وتطالب قبرص واليونان، الاكثر تشددا حيال رفض تركيا فتح مطاراتها وموانئها امام السفن والطائرات القبرصية اليونانية، خصوصا بتحديد مهلة يمكن عند انتهائها تشديد العقوبات ضد تركيا في حال عدم احراز تقدم.
وعرضت الرئاسة الفنلندية للاتحاد الاوروبي اعادة تقييم "مستمرة" لهذا التقدم لكن بدون تحديد مهلة نهائية، بهدف الوصول الى تسوية بين مواقف قبرص واليونان من جهة وبريطانيا من جهة اخرى التي ترفض على الاطلاق تحديد مهلة.
وكانبدأ وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الاثنين مناقشات صعبة حول الموقف الذي سيتخذ من تركيا بالنسبة لمحادثات انضمامها الى الاتحاد الاوروبي بعد رفضها فتح موانئها ومطاراتها امام القبارصة اليونانيين. وبعيد وصولهم الى بروكسل عبر العديد من الوزراء عن مواقف كانت متباعدة في اغلب الاحيان من مسالة الابطاء الذي سيعتمد في المفاوضات مع تركيا حول انضمامها الى الاتحاد الاوروبي.
ومع ان عددا من الوزراء اعربوا عن الامل بالتوصل الى اتفاق اليوم الاثنين فان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير اقر بان هناك "شكوكا" حول احتمالات التوصل الى ذلك. من جهته اعلن الوزير الفنلندي اركي تيوميوجا الذي تتراس بلاده الاتحاد الاوروبي انه ينتظر من نظرائه "مقاربة بناءة" لهذا الملف الذي سيرفع في حال عدم التوصل الى اتفاق بشأنه، الى قمة الاتحاد الاوروبي الخميس والجمعة المقبلين في بروكسل.
وحذر وزير الخارجية التركي اليوم الاثنين في صحيفة "انترناشونال هيرالد تريبيون" دول الاتحاد الاوروبي من "تداعيات" تعثر مفاوضات انضمام بلاده الى الاتحاد الاوروبي.واضاف عبدالله غول ان تركيا "ستصبح قريبا القوة الاقتصادية السادسة في اوروبا"، مضيفا ان "الوقت غير مناسب لاستخدام ذرائع بهدف حرف مسار الانضمام عن مساره".
وكانت المفوضية الاوروبية اقترحت في التاسع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر تجميد ثمانية من اصل الفصول ال35 التي تتالف منها المواضيع محور النقاش مع تركيا، الا ان هذه التوصية لا تحظى باجماع.وقال وزير الخارجية الهولندي بن بوت اليوم الاثنين انه لا بد من "تجميد عشرة فصول" في النقاش.
الا ان دولا اخرى هي بريطانيا واسبانيا والسويد والبرتغال تدعو الى تجميد عدد اقل من الفصول بينما تدعو اخرى مثل قبرص والنمسا الى ان يكون العدد اكبر.وهناك نقطة اخرى تثير جدلا ايضا هي وضع بند خاص يحدد موعدا معينا لاجراء اعادة تقييم للتقدم الذي تكون تركيا قد احرزته في مسيرتها الاوروبية.
وتؤيد قبرص واليونان والنمسا هذا البند في حين تعارضه دول اخرى وعلى راسها بريطانيا.والخلاف مع تركيا يتركز حول تطبيق بروتوكول يعرف باسم بروتوكول انقرة الذي يفرض على انقرة ان توسع اتحادها الجمركي على الدول العشر التي انضمت الى الاتحاد الاوروبي عام 2004 وبينها جمهورية قبرص.
وكان الاتراك وقعوا هذا البروتوكول عام 2005 الا انهم يرفضون تطبيقه بالنسبة الى قبرص ولا يزالون يقفلون مطاراتهم ومرافئهم امام طائرات وسفن جمهورية قبرص.وعرضت انقرة الاسبوع الماضي فتح احد مرافئها الكبيرة امام السفن القبرصية اليونانية. ومع ان بعض الدول اعتبر هذه الخطوة "ايجابية" فان القسم الاكبر راى انه من الصعب اخذها بعين الاعتبار بغياب اي وثيقة توضح تفاصيلها ومضمونها.
واضافة الى تركيا من المتوقع ان يكون النقاش حادا ايضا بين الوزراء الاوروبيين حول صربيا وطريقة تشجيع القوى الديموقراطية في هذا البلد قبيل الانتخابات التشريعية المقررة في الحادي والعشرين من كانون الثاني/يناير 2007.
وهناك دول كثيرة تريد اعادة اطلاق المفاوضات حول اتفاق شراكة مع بلغراد وهي الخطوة الاولى نحو انضمام كامل لصربيا الى الاتحاد الاوروبي.ولا تزال هذه المفاوضات مجمدة منذ ايار/مايو الماضي بسبب غياب التعاون الكافي بين السلطات الصربية ومحكمة الجزاء الدولية حول يوغوسلافيا السابقة وعجز هذه السلطات عن اعتقال الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش.
الاتحاد الاوروبي لايجاد توازن بين العقوبات والحوافز بشان تركيا
ورغم انقسامهم يحاول وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي اليوم ايجاد حل وسط بين معاقبة تركيا على عدم احترام التزاماتها له عبر ابطاء المفاوضات معها وفي الوقت نفسه عدم تثبيط عزيمة القوى المؤيدة للانضمام الى اوروبا. وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن قبل بدء اجتماع مع نظرائه الاوروبيين "لا يمكننا المضي قدما وكأن شيئا لم يكن مع تركيا كما اننا لا نستطيع قطع كل الجسور، يجب ان نجد موقفا وسطيا".
لكن هذا الموقف يصعب بلوغه لان بعض الدول الاعضاء تدعو الى تشديد التوصية التي اصدرتها المفوضية الاوروبية في 29 تشرين الثاني(نوفمبر) بابطاء مفاوضات انضمام تركيا عبر تعليق التفوض حول ثمانية من اصل 35 ملفا تقليديا يجب التفاوض حولها.
وتدعو قبرص واليونان والنمسا الى وضع بند خاص يحدد موعدا معينا لاجراء اعادة تقييم لموقف تركيا من قبرص واحتمال تشديد العقوبات ضد تركيا. لكن مصدرا اوروبيا قال ان هذا البند "لا يحظى بفرص قوية لكي يعتمد" حيث ان غالبية الدول الاعضاء تعتبر ان من شأنه زيادة غضب تركيا بعدما حذرت انقرة الاتحاد الاوروبي من "تداعيات" تعثر مفاوضات الانضمام.
ولازالة مخاطر تعثر المفاوضات، تقترح النسخة الاخيرة من التسوية التي قدمتها الرئاسة الفنلندية للاتحاد الاوروبي بان يقوم الوزراء ب"مراجعة مستمرة" للوضع "على اساس تقارير المفوضية" بحسب مصدر دبلوماسي.
وبحسب هذا الدبلوماسي فان هذه الصيغة ستشجع الاتراك اكثر على احترام تعهداتهم بخصوص قبرص. ويمكن ايضا ان يتم رفع العقوبات فور قيام تركيا بفتح مطاراتها وموانئها امام القبارصة اليونانيين وليس فقط عند انتهاء المهلة الجديدة.
وكانت تركيا وقعت عام 2005 البروتوكول المعروف باسم بروتوكول انقرة والذي يوسع اتحادها الجمركي ليشمل الدول العشر الاعضاء التي انضمت الى الاتحاد الاوروبي عام 2004 لكنها ترفض تطبيقه على جمهورية قبرص. واذا كانت غالبية الدول الاعضاء لا سيما دول اوروبا الشرقية وفرنسا تدعم توصية المفوضية فان دولا اخرى تريد زيادة محدودة لعدد الفصول التي سيتم تجميدها مثل هولندا او زيادة كبرى مثل نيقوسيا واثينا وفيينا. لكن عدة عواصم عبرت عن قلقها ازاء الاثر السلبي الذي يمكن ان يخلفه اعتماد موقف قاس جدا من قبل الاتحاد الاوروبي حيال انقرة. وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير اليوم الاثنين "يجب الا ندمر في بضعة ايام ما بنيناه في سنوات طويلة".
وللتوازن مع التلويح بالعقوبات ستسعى الدول ال25 الى "الترحيب بالتقدم المستمر الذي تحرزه تركيا في عملية الاصلاح" بحسب مشروع البيان الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه، رغم ان وتيرة هذه العملية "تباطأت عام 2006". كما يعتزمون التذكير باستعدادهم للعمل من اجل انهاء عزلة الشطر الشمالي من قبرص كما وعدوا في نيسان(ابريل) 2004، رغم ان نيقوسيا عارضت ذلك حتى الان.