أخبار

عراقيون شيعة وسنة يتبادلون منازلهم طائفياً

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إلى أن تزول الغيمة... شعار لتجاوز التهجير
عراقيون شيعة وسنة يتبادلون منازلهم طائفياً

الهاشمي دعا بوش لانتخابات عراقية مبكرة

الأسد يلتقي السيناتور نيلسون لبحث الوضع في العراق

بوش غير مستعجل لتغيير استراتيجيته في العراق

أميركا تنفي نية السعودية دعم سنة العراق في أيّ حرب طائفية

اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي لزيارة سوريا

أسامة مهدي من لندن : تضطر الشعوب في الظروف الصعبة التي تمر بها الى اللجوء لاساليب تعينها على تجاوز محنها.. والعراقيون ليسوا استثناء عندما بدأوا سلوك طرق لتجاوز ظروف التهجير الطائفي الذي يتعرضون له حاليا فأصبح الشيعة في حي غالبيته سنية يتبادلون دورهم مؤقتا مع آخرين سنة في احياء غالببيتها من الشيعة والعكس ما يحصل ايضا في اتفاقات ثنائية شعارها "حتى تزال الغمة".

ففي بغداد ذات السبعة ملايين نسمة فان احياء عديدة منها تشهد تطهيرا طائفيا تنفذه مليشيات مسلحة تقف وراءها قوى سياسية تلبس رداء الطائفية لتحقيق اهدافها على حساب مصالح العراقيين في حاضرهم ومستقبلهم في مسعى يستهدف تقسيم العاصمة وفرزها طائفيا بمناطق شيعية مغلقة واخرى سنية مغلقة بالضد من رغبة مواطنيها وتجاوزا لتعايشهم الذي اعتادوا عليه ومدينتهم منذ مئات السنين.
"ايلاف" سألت المسؤول في الائتلاف الشيعي الحاكم القيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الشيخ همام حمودي عن اسباب ودوافع هذا التهجير الطائفي فاشار الى ان الانتخابات النيابية التي شهدتها البلاد اواخر العام الماضي اظهرت غالبية شيعية في العاصمة فبوشرت عمليات تهجير طائفي بدعم وتحت انظار القوات المتعددة الجنسيات تحت شعار "اعادة التوازن الطائفي للعاصمة " شجعت عليها قوى تكفيرية وصدامية من البعثين. ومن جهته يتهم الحزب الاسلامي السني بزعامة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي مليشيات جيش المهدي التابع لرجل الدين الشاب المتشدد مقتدى الصدر بالوقوف وراء عمليات تهجير العائلات السنية واحراق منازلها.

اخر الاحصاءات الصادرة من بغداد تؤكد ان عدد العائلات العراقية المهجرة طائفيا تجاوز الخمسين الف عائلة يبلغ عدد افرادها حوالي نصف مليون نسمة في ظروف ماساوية قلبت حياتهم رأسا على عقب ووضعتهم امام مصير مجهول.

وبما ان "الحاجة ام الاختراع" كما يقول المثل الشائع فأن العشرات من العائلات السنية والشيعية وفي اصرار على رفض المخطط الذي يجري تنفيذه ضدهم فقد بدأوا يلجأون الى تبادل منازلهم فيما بينهم وديا في اتفاقات مكتوبة شهودها الاصدقاء والمعارف والجيران شعارها "حتى زوال الغمة".

طفلتان عراقيتان في مخيم لعائلات مهجرة في بغداد واحدة من قصص تبادل المنازل هذه رواها مواطن بغدادي ل"ايلاف" متحاشيا ذكر الاسماء الكاملة لبطليها لمقتضيات امنية عن طبيب سني اسمه الدكتور ع.الهاشمي يعمل في احدى مستشفيات العاصمة ويسكن شارع فلسطين ذو الاغلبية الشيعية.. وقبل ان يطوله التهجير مع عائلته اتفق مع زميل شيعي له يعمل رئيسا لقسم الممرضين في المستشفى نفسه اسمع م. الموسوي ويسكن حي العدل ذو الاغلبية السنية يهدده التهجير ايضا.. على تبادل منزليهما مؤقتا في اتفاق مكتوب خط في اعلاه ومضمونه "حتى تزول الغمة". وعادة ما تتضمن هذه الاتفاقات التي بدأت تنتشر بين العائلات المعرضة للتهجير جردا لمحتويات المنزلين. ويضيف البغدادي انه اصبح من المألوف ان تشاهد دورا مكتوب عليها "الدار جاهزة للمبادلة" مع ذكر رقم الهاتف النقال حيث تجري عبره صفقات تبادل "حتى تزوال الغمة".

وزير الهجرة والمهجرين العراقي عبد الصمد سلطان اكد ان عدد العائلات التي هجرت داخليا بسبب العنف الطائفي قد ارتفع 51 الفا تتركز معظمها في محافظتي بغداد وديالى مايعني وجود حوالي نصف مليون مهجر. واشار الوزير في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم الى ان هناك نزوح قسري جديد من منطقة سبع البور الشيعية شمال بغداد حيث وصل عدد العوائل النازحة منها الى 691 عائلة. واضاف انه تم تشكيل لجنة طوارىء لمتابعة أمور المهجرين وتوزيع الحصص الغذائية والعينية بالتنسيق مع المنظمات الانسانية ودائرة من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية. واوضح أن تخصيصات مجلس الوزراء لوزارة الهجرة والمهجرين بلغت 6 ملايين دولار سيتم زيادتها الى عشرة ملايين دولار. وشدد على ضرورة إن يكون توطين العوائل المهجرة في مناطق بالقرب من مناطق النزوح لمنع التغيير التركيبة السكانية في المناطق التي تشهد نزوح العوائل والتي تشهد مناطقها أعمال عنف طائفي.

طفلا عائلة عراقية في مخيم لعائلة مهجرة في بغداد وكانت الوزارة اشارت الى ان عدد العائلات النازحة في جانب الكرخ (غرب دجلة في بغداد) بلغ 5575 في حين بلغ مجموعها في جانب الرصافة (شرق دجلة) 2954 عائلة. واوضحت ان هناك ستة الان عائلة نازحة الى محافظة كربلاء واربعة الاف الى محافظة النجف واقل من اربعة الاف الى محافظة ميسان و2500 الى محافظة البصرة وهي محافظات ذات غالبية شيعية.

ومن جهتها اعلنت المنظمة الدولية للهجرة ان اعداد النازحين تزداد بشكل مطرد حيث يفر نحو تسعة الاف شخص كل اسبوع من منازلهم هربا من العنف الطائفي.وقالت المتحدثة باسم المنظمة جيميني بانديا في جنيف ان مئات الالاف قد نزحوا من وسط البلاد وجنوبها اثر اعمال العنف الطائفية وذلك وفق التوزع الطائفي للمناطق فالشيعة يلجأون الى الجنوب فيما السنة يهربون الى الوسط والغرب.
اما عن العائلات الاشورية المسيحية والصابئة المندائيين المهاجرين من مناطق الجنوب والوسط فقال الوزير ان عدد المسيحيين الذين نزحو من بغداد الى الموصل والقرى التابعة لها يصل الى حوالى 1000 نازح.

ويؤكد وزير الهجرة والمهجرين ان نجاح إستقرار العوائل وأيقاف عمليات التهجير القسري مرهون بنجاح مشروع المصالحة الوطنية الذي يجري تفعيله في البلاد حاليا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف