بيونغ يانغ تستانف المفاوضات الدولية حول ترسانتها النووية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بكين: بعد أكثر من شهرين على تحديها المجموعة الدولية عبر القيام باول تجربة نووية، تستانف كوريا الشمالية الاثنين في بكين المحادثات المتعددة الاطراف حول ترسانتها النووية التي لم تسجل تقدما بعد ثلاث سنوات على اطلاقها. والمحادثات التي تضم الصين والولايات المتحدة والكوريتين واليابان وروسيا علقت قبل اكثر من سنة بسبب مقاطعة بيونغ يانغ احتجاجا على العقوبات المالية الاميركية ضد مصرف في ماكاو "بانكو دلتا آسيا" بتهمة تبييض اموال مزورة لحساب كوريا الشمالية.
وقبل استئناف المفاوضات ستجري الولايات المتحدة وكوريا الشمالية محادثات ثنائية اليوم الاحد في بكين كما اعلن المفاوض الاميركي الرئيسي كريستوفر هيل امس السبت في طوكيو موضحا انه سيجتمع مع نظيره الكوري الشمالي كيم كاي-غوان في العاصمة الصينية.
وحث هذا الاخير الولايات المتحدة على تغيير سياستها "العدائية" حيال جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية (الاسم الرسمي لكوريا الشمالية).
وقال كيم الذي نقلت تصريحاته وكالة الصين الجديدة قبل التوجه الى بكين ان "المسائل النووية لن تسوى الا عندما تنتهج الولايات المتحدة سياسة تعايش". وردا على سؤال حول هذه التصريحات كرر هيل ان الولايات المتحدة تعارض برنامج كوريا الشمالية النووي وليس النظام في ذاته. واكد الموفد الاميركي "كنت واضحا حول معارضة الولايات المتحدة السياسة النووية لجمهورية كوريا الشمالية". وعند وصوله الى بكين اكد الموفد الكوري الشمالي مجددا ان بلاده تشترط رفع العقوبات المالية المفروضة عليها قبل انجاز اي تقدم في المفاوضات.
واثر اجراء اول تجربة نووية كورية شمالية في 9 تشرين الاول/اكتوبر صوت مجلس الامن الدولي على قرار ينص على فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية. وردا على سؤال من الصحافيين حول ما اذا كانت واشنطن مستعدة لرفع العقوبات، قال هيل ان "كيم يعرف جيدا طبيعة عقوبات الامم المتحدة والقرار. كما يعلم ايضا جيدا ان ما نحاول التوصل اليه هو جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الاسلحة النووية". وخلال الجلسة ما قبل الاخيرة للمفاوضات وقعت الدول الست بيانا مشتركا.
واعترفت واشنطن في هذا البيان بحق كوريا الشمالية بامتلاك صناعة نووية مدنية على ان يلتزم نظام كيم جونغ ايل في المقابل بالتخلي عن برنامجه النووي العسكري والعودة الى معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية التي انسحب منها في كانون الثاني/يناير 2003.
وفي العام 2002 اثارت كوريا الشمالية ازمة عبر اعلانها عن استئناف برنامجها النووي في خرق لاتفاق ابرمته مع الولايات المتحدة عام 1994.
وابدت غالبية المحللين تحفظا ازاء فرص احراز تقدم خلال الجلسة التي تبدأ الاثنين لمدة غير محددة. واعتبر جون فيفر من مركز العلاقات الدولية الذي يوجد مقره في الولايات المتحدة ان "كوريا الشمالية لن تتخلى ابدا عن اسلحتها النووية". واضاف "الان تملك كوريا الشمالية الورقة النووية في المفاوضات ولن تتخلى عنها. والولايات المتحدة ليست في موقع يخولها تغيير موقف كوريا الشمالية".
من جانب اخر رأى زهانغ ليانغو الخبير الصيني في المسائل الكورية الشمالية ان "التجربة اظهرت ان القادة الكوريين الشماليين اتخذوا منذ فترة طويلة القرار بتطوير وامتلاك اسلحة نووية". وكتب في الاونة الاخيرة في مجلة "تشاينا سيكيوريتي" "بعد مثل هذا الالتزام، يبدو من الصعب ان يتخلوا عن ذلك بدون مقابل".
روسيا تغير رئيس وفدها التفاوضي في المحادثات السداسية
من جهة ثانية اعلنت السفارة الروسية في بكين ووزارة الخارجية الصينية يوم الاحد ان روسيا غيرت كبير مفاوضيها في المحادثات السداسية الرامية الى انهاء البرنامج النووي الكوري الشمالي .ورئيس الوفد الروسي الجديد هو سفير روسيا لدى الصين سيرجي رازوف وسيحل محل الكسندر اليكسييف نائب وزير الخارجية المسؤول عن شؤون اسيا.وامتنع مسؤول في السفارة الروسية عن اعطاء سبب لهذا التغيير .
من جهته اعرب كبير المفاوضين الاميركيين كريستوفر هيل اليوم عن امله في ان يكون نظام بيونغ يانغ مستعدا للتفاوض تمهيدا لاحراز تقدم حول تسوية الازمة النووية الكورية الشمالية. وسيعقد هيل لقاء مباشرا مع المفاوض الكوري الشمالي كيم كي-غوان اليوم في بكين، عشية الاستئناف الرسمي للمفاوضات السداسية حول الملف النووي.
وقال هيل في طوكيو وهو في طريقه الى بكين "ارغب في ان اتاكد ان كيم يملك هامشا كافيا للمناورة وانه تلقى تعليمات لعقد اتفاق".واضاف "اعتقد ان المسالة ليست مطروحة للوفود الاخر، لكن مع الكوريين الشماليين لا نعرف". واكد "آمل في ان يكونوا مستعدين لاحراز تقدم لاننا نحتاج الى التقدم". وترمي المفاوضات السداسية (الكوريتان والصين والولايات المتحدة وروسيا واليابان) التي ستبدا الاثنين في بكين بعد توقف استمر ثلاثة عشر شهرا، الى اقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامجها النووي. وعلقت المحادثات بسبب مقاطعة بيونغ يانغ احتجاجا على عقوبات مالية اميركية فرضت على مصرف في ماكاو هو بنكو دلتا اجيا المتهم بتبييض اموال مزيفة لمصلحة الكوريين الشماليين.