وفائي دياب إلى اللقاء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ناجي شربل- بيروت:
ليس سهلاً الكتابة عن شخص احببته وتتلمذت في فترة من حياتي على يديه. والأصح ان العلاقة مع وفائي دياب في "الانباء" الكويتية في 1999 شكّلت استمراراً لما تعلمته وتعودت عليه مع الاستاذ فرنسوا عقل في "النهار".
وجه بشوش ساعدني في تخطي الغربة عن الوطن والمؤسسة التي أحببت. لم تفارق الابتسامة ثغره يوماً، وكان شعاره في الحياة: "ان المسؤول في الصحيفة أشبه بالطبيب النفسي الواجب عليه حلّ مشكلات الآخرين والاستماع اليهم". الا ان العلاقة تخطت حدود العلاج وصولاً الى الاتحاد بين خماسي مؤلف من نائب رئيسة التحرير (الآنسة بيبي خالد المرزوق) وفائي دياب ومدير التحرير ايلي الحاج ومسؤول الملاحق يحيى جابر ومسؤول قسم الخارجيات (جميعهم كانوا في "الانباء" وقتذاك) ابرهيم بيرم وانا.
وقد رفع الاستاذ وفائي شعار "المركب الواحد"وكرّسته الايام منذ 1999 الى ما بعد 16 كانون الاول 2006 تاريخ انتقال وفائي دياب الى الحياة الابدية، وانتقاله هذه المرة من الكويت (حيث وافته المنية) ولندن ودول أوروبا والخليج، الى مسقط رأسه في عين أبل البلدة التي لم يحجم عن زيارتها رغم ايام الاحتلال، وقد غرس في ولديه سامر وتمارا حبها.
سأفتقد البحث في شؤون كرة القدم الدولية و"الفورمولا 1" ورياضة العاب القوى وافلام السينما والسياسة. ستغيب المنافسة بين انتصارك لانكلترا رياضياً مقابل دفاعي عن المانيا. سأشتاق اليك، وسأتغلب على "عقدة كانون الاول" للسنة الثانية على التوالي بعدما أخذ منّا العام الماضي الاستاذ جبران. وسأذهب الى الميلاد الذي كنت تحبه وتلفظه بالانكليزية (اللكنة البريطانية) "كريسمساس".
وسأتذكر ما ردده من أخذت من ملامحه في نظري الاستاذ فرنسوا، من أن الجميع سيموتون وما من أحد باقٍ، لأعلم انك سبقتنا الى حيث رسم الخالق ركيزتي الكون: المهد واللحد. وسنلتقي يوماً في غربة عن الحياة الارضية هذه المرة. وأودعك بالعبارة التي قلتها لي بعد اغتيال الاستاذ جبران منذ عام بالتمام والكمال: "ضيعان الشباب، ضيعان الرجال".