البعث: بوش يلعب بالوقت الضائع وقواته على حافة الإنهيار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن : في أول رد فعل على تصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش بأن قواته لم تنتصر في العراق قال حزب البعث العراقي المحظور اليوم ان بوش كشف بذلك عن حجم الهزيمة التي تواجهها قواته في العراق ولذلك فإن ادارته تلعب الان بالوقت الضائع وقال ان مشروع المصالحة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يراد منه مساعدة الاحتلال على تحويل هزيمته الى نصر مجاني واشار إلى ان القوات الاميركية في العراق تقف حاليا على حافة الانهيار الكامل محذرا من خطة اميركية ايرانية لاستهداف "المقاومة" بعمل هجومي كبير ضدها .
واضاف الحزب في بيان اليوم ردا على تصريحات بوش امس التي قال فيها إن كل ما يتوقعه للعام 2007 بالنسبة إلى العراق هو انه سيتطلب خيارات صعبة ومزيدا من التضحيات لأن العدو عنيف وبلا رحمة وان الحسم الاستراتيجي لصالح العراق وحركته الوطنية المسلحة قد تحقق وان الادارة الاميركية تلعب بالوقت الضائع بحثا عن حل يحفظ ماء الوجه حتى لو تطلب ذلك زيادة معاناة الشعبين العراقي والاميركي . واشار الى ان اللجوء الى تصعيد القتل على الهوية الطائفية ليس "الا تعبيرا عن الاحساس العميق بان الحسم الاستراتيجي قد حصل وان المقاومة العراقية تعزز انتصاراتها استعدادا للانهيار المحتوم لقوات الاحتلال قريبا اذا رفضت التفاوض طبقا لشروط الحزب والمقاومة". وتساءل قائلا اذا كانت اميركا لا تملك المال المخصص بالقدر المطلوب لادامة الحرب واذا كانت لاتجد العدد المطلوب من الجنود لخوضها واذا كان جنودها ينتحرون للتخلص من ورطتهم في العراق كما اشار بوش فكيف تواصل حربا هي الاكثر تكلفة ماليا وبشريا والاشد شراسة في تاريخ حروب اميركا؟
واشار الى انه في ضوء هذا الوضع الاستراتيجي الخطر عالميا واقليميا "من المحتمل ان تلجأ اميركا وايران الى عمل كبير في العراق يتمثل في تعزيز تحالفهما ضد العراق تحت غطاء صراعهما المفتعل وتحشيد قوات من عملاء ايران وقوات حرس خميني والبيشمركة الكردية والقوات الحكومية العميلة وبحماية ودعم القوات الاميركية، لأجل تصفية المناطق المحررة في بغداد بالقوة كخطوة اولى في عملية اكبر تقوم على الانفراد بالمدن والمحافظات المحررة ومهاجمتها واحدة بعد الاخرى" كما قال . واضاف ان هذه الخطة هي من اهم ما تمخض عنه لقاء بوش مع المالكي ولقاء بوش مع الحكيم وقبلها الاتصالات الاميركية - الايرانية. ودعا جميع " فصائل المقاومة الشقيقة وكل الاحزاب والشخصيات الوطنية العراقية" الى الاستعداد لهذا الاحتمال عسكريا وامنيا وسياسيا وتنظيميا واعلاميا وتعزيز التعاون بين الوطنيين العراقيين، وتجنب اي لعبة اميركية لاختراق هذا التنظيم او ذاك سواء تحت واجهة التفاوض او اشراكه في الحكومة او تشكيل حكومة جديدة، فكل هذه الدعوات هي اساليب خداع وتسقيط للقوى والشخصيات الوطنية".
وشدد الحزب على انه مازال متمسكا بمطاليبه بانه لا مفاوضات مع اميركا الا بعد ان تقبل بشروط المقاومة وأهمها الانسحاب الكامل وغير المشروط من العراق والاعتراف بالمقاومة العراقية كممثل شرعي ووحيد لشعب العراق. لكنه حذر مما اسماه الركون الى افتراض قاتل وهو ان العدو قد افلس وان النصر صار مضمونا وقال "في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة قد تقع اخطر الاحداث وقد نشهد اكثر الالعاب تضليلا، وهذه الحقيقة هي التي جعلت حزبنا يكرر التأكيد على انه يرفض كليا ما يسمى المصالحة الوطنية والتي دعا اليها المالكي" .
وكان مؤتمر المصالحة العراقية قد رفض في ختام اعماله في بغداد الاحد الماضي عودة حزب البعث الى العمل السياسي باعتباره حزبا شوفينيا يسعى إلى العودة للسيطرة على البلاد واعادتها الى العهد الماضي .
وكان بوش قال في مؤتمر صحافي في واشنطن امس ان الصراع في العراق سوف يحتاج "خيارات صعبة والمزيد من التضحيات" خلال العام المقبل. واشار الى ان العام 2007 سيتطلب خيارات صعبة وتضحيات اضافية في العراق في وقت تقوم ادارته بالتحضير لاستراتيجية جديدة في هذا البلد.
واضاف انه سيستمع الى الافكار الجديدة من جميع الاطراف قبل ان يعلن عن الاستراتيجية الجديدة في العراق مطلع الشهر المقبل. وقال اقطع عليكم الوعد التالي وهو "ان ادارتي ستعمل مع الجمهوريين والديمقراطيين لإطلاق مسار جديد قابل للنجاح في العراق". واقر ان النجاح في العراق ليس بالسرعة التي كان يتمناها بعد ان كان اعلن في مقابلة لصحيفة واشنطن بوست للمرة الأولى ان الولايات المتحدة لا تكسب حاليا الحرب في العراق.