نجاد: على الغرب ان يقبل وجود إيران كدولة نووية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طهران عازمة على مواصلة برنامجها النووي
رايس لمعاقبة إيرانوروسيا مرتاحة للقرار
واشنطن-طهران-نيويورك، موسكو:أعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اليوم الاحد ان على الغرب ان يقبل وجود ايران كدولة نووية، واصفا قرار مجلس الامن بانه "مجرد ورقة" لا يمكن ان تحدث انقساما في صفوف الشعب الايراني، كما نقلت عنه وكالات الانباء. وقال الرئيس الايراني "سواء راق ذلك للغرب ام لا، ان ايران دولة نووية ومن مصلحته ان يقبل وجودها كدولة نووية". واضاف "انهم يريدون تنشيط مجموعات معينة (داخل ايران)، لذا يلوحون بمجرد ورقة لاحداث انقسام في صفوف الشعب".
وأعلن الناطق باسم الخارجية الايرانيةان الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب الا تتوقع ان تبقي ايران "مستوى التعاون نفسه" بعد اعتماد مجلس الامن الدولي القرار الذي يفرض عليها عقوبات. وقال المتحدث محمد علي حسيني خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي "ينبغي عدم توقع ان يكون لنا مستوى التعاون نفسه مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية" اثر تصويت مجلس الامن.
واضاف "سنعلن تدريجيا خططنا على قاعدة مصالحنا الوطنية". واكد حسيني ان "البرلمان يشكل العين الساهرة للشعب وسيعلن قراره"، في اشارة الى القانون الذي سيصوت عليه مجلس الشورى والهادف الى حصر عمليات تفتيش الوكالة الذرية في ايران الى حد كبير.
رايس لمعاقبة إيران وروسيا مرتاحة للقرار
من جهتها طالبت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس السبت بالتطبيق الفوري للعقوبات التي صوت عليها مجلس الامن بالاجماع ضد ايران لحملها على وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم.وقالت رايس في بيان "ندعو كافة البلدان الى ان تتخذ على الفور التدابير المتصلة بالتزاماتها المنصوص عنها في هذا القرار".واضافت ان "هذا القرار اشارة قوية الى الحكومة الايرانية التي عليها ان تقبل بالتزاماتها الدولية وتعلق انشطتها النووية الحساسة وتوافق على طريق المفاوضات التي اقترحتها الولايات المتحدة وشركاؤها في مجلس الامن قبل ستة اشهر".
إيران تتحدى وتتوعد بمواصلة برنامجها
وقد تبنى مجلس الامن امس السبت في اعقاب شهرين من المفاوضات الدؤوبة بين البلدان الغربية من جهة، وروسيا والصينيين من جهة اخرى، قرارا يفرض عقوبات على ايران التي رفضت تعليق انشطتها النووية الحساسة.ويفرض القرار 1737 الذي تبناه المجلس بالاجماع، عقوبات اقتصادية وتجارية في مجالات محددة بدقة: تخصيب اليورانيوم واعادة المعالجة ومشاريع متصلة بالمفاعلات التي تشغل بالماء الثقيل وتطوير الصواريخ الباليستية.
رفض ايراني للقرار
ايران، بدروها، رفضت قرار مجلس الامن الذي يقر عقوبات تستهدف المسؤولين عن برنامجها النووي واكدت في الوقت نفسه عزمها على مواصلة انشطتها النووية في اطار معاهدة الحد من الانتشار النووي. وقالت وزارة الخارجية الايرانية في بيان لها ردا على قرار مجلس الامن ان "هذا القرار لا يمكنه ان يضع عراقيل امام مسيرة التطور والتقدم للشعب الايراني ولن يثني هذا الشعب عن مواصلة حقوقه المشروعة". واضاف البيان ان "مثل هذه الاجراءات السياسية وغير القانونية لا تستطيع الحد من الحقوق المشروعة للدول بل تزيد من عدم مصداقية مثل هذه القرارات الصادرة عن مجلس الأمن".
واتهم البيان "الولايات المتحدة وبريطانيا باستغلال مجلس الامن كأداة لتحقيق مصالحهما الخاصة" مشددا على ان "الشعب الايراني لم ولن يضع مصيره بيد قرارات مجلس الامن الفاقدة للمصداقية". واكد ان "ايران ستتابع بجد عملية تشغيل ثلاثة آلاف جهاز من اجهزة الطرد المركزي في منشأة (نطنز) وذلك في اطار انشطتها السلمية بالمجال النووي".
وانتقد البيان عدم تحرك مجلس الامن ازاء البرنامج النووي المعلن لاسرائيل التي ترفض الانضمام الى معاهدة الحد من الانتشار النووي واخضاع منشآتها لاشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
العقوبات على ايران: ردود الفعل
روسيا تعرب عن ارتياحها
اعربت روسيا عن ارتياحها للقرار الذي تبناه مجلس الامن بالاجماع امس السبت ويفرض عقوبات على ايران، كما اكد امس سفيرها في الامم المتحدة فيتالي تشوركين لصحافيين روس.ونقلت وكالة انباء ايتار-تاس عن تشوركين قوله "نحن مسرورون لان كل هواجس روسيا ومواقفها حول مسائل اساسية قد اخذت في الاعتبار وادخلت في نص هذا القرار".واضاف "عملنا بدأب، لكن انتصارنا المشترك لن ياتي الا عندما نصبح جميعا قادرين على حل المشكلة النووية الايرانية بوسائل سياسية ودبلوماسية".
الا ان تشوركين قال ان موسكو ما زالت تعتبر ان من الضروري ان تكون العقوبات "الوسيلة الاخيرة للدبلوماسية الدولية". واكد السفير الروسي ان "روسيا حرصت في اتصالاتها مع الجانب الايراني وشركائها في اطار مجموعة الدول الست العظمى (المكلفة الملف، اي الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) ومجلس الامن، على حل المسالة النووية الايرانية من دون اللجوء الى العقوبات. ويا للاسف، لم نتوصل الى ذلك".
وقد عدل مشروع القرار الذي اقترحه الاوروبيون مرات عدة، بسبب اعتراضات روسيا والصين اللتين تقيمان علاقات وثيقة مع ايران على الصعيد الاقتصادي والطاقة، فيما كانت الولايات المتحدة تريد نصا يتميز بمزيد من التشدد.
اليابان تأمل في "امتثال" إيران للقرار
دعت اليابان التي تقيم علاقات وثيقة مع ايران، اليوم الاحد طهران الى امتثال قرار الامم المتحدة الصادر امس السبت والذي يدعوها الى تعليق انشطتها النووية الحساسة على الفور.وقد رحب وزير الخارجية الياباني تارو اسو بقرار الامم المتحدة الذي فرض عقوبات على ايران، لكنه اشار الى "امل اليابان العميق" في التوصل الى "حل سلمي للازمة عبر الحوار".واضاف الوزير الياباني في بيان "نعرب عن املنا العميق في ان تمتثل ايران قرار مجلس الامن وتعود الى طاولة المفاوضات". ووعد اسو باغتنام "كل مناسبة" لاقناع ايران بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم.
وتحتاج اليابان، التي تعتبر القوة الاقتصادية الثانية في العالم، الى الشرق الاوسط بشكل تام تقريبا لتلبية حاجاتها النفطية. وتستورد من ايران حوالى 15% من النفط الذي تستهلكه.وقد وقعت طوكيو في 2004، على رغم استياء الولايات المتحدة، عقدا بقيمة ملياري دولار لتطوير المشروع الشاسع لاستثمار حقل ازاديغان الكبير في جنوب غرب ايران.الا ان اليابان خفضت، جراء الضغوط الدولية المتزايدة على طهران، من 75 الى 10% الحصة التي تملكها شركة اينبكس النفطية اليابانية شبه الرسمية في هذا المشروع.
الهند تؤكد حق ايران في الطاقة النووية المدنية
كما اعلنت الهند اليوم الاحد ان من حق ايران امتلاك الطاقة النووية المدنية، وذلك غداة قرار مجلس الامن الدولي فرض عقوبات على طهران لرفضها تعليق انشطتها النووية الحساسة. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الهندية ان "من حق ايران مواصلة برنامجها النووي بهدف استخدام مدني وسلمي، لقد التزمت شروطا معينة تثبت ان برنامجها النووي محصور باغراض سلمية". واضاف البيان "اخذنا علما بقرار مجلس الامن الدولي ونحن ندرس انعكاساته".
وتعرضت الهند لضغوط كبيرة لتعيد النظر في وقوفها الى جانب ايران، ووقعت اخيرا اتفاقا مع الولايات المتحدة يتيح لها الافادة من التكنولوجيا والوقود النوويين رغم عدم توقيعها معاهدة حظر الانتشار النووي.لكن الكونغرس الاميركي ربط موافقته على القرار بدعوة نيودلهي الى المشاركة في الجهود الاميركية بهدف "ردع ايران وعزلها ومعاقبتها عند الضرورة".
مجلس الأمن: القرار رسالة جدية
من جهتهم، رأى الاعضاء في مجلس الأمن الدولي ان القرار "رسالة جدية" ارسلها المجلس الى طهران. وقال المندوبون الممثلون للدول الأعضاء في كلمات لهم اثر التصويت بالاجماع على القرار ان الكرة باتت حاليا في ملعب ايران وانها تواجه "خيارا استراتيجيا" عليها اتخاذه خلال الشهرين المقبلين والا فان الأمور ستتخذ "منحى تصعيديا".
وفي هذا الاطار قال المندوب الروسي فيتالي شوركين ان بلاده تنظر الى القرار كرسالة جدية بعث بها المجلس الى ايران لكي تتعاون بشكل أفعل واكثر انفتاحا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من اجل ايجاد تسوية للمخاوف المتعلقة ببرنامجها النووي. واضاف شوركين "نأمل بأن تتلقى ايران مضمون القرار بشكل صحيح وجدي وان تتخذ الاجراءات المناسبة لتصحيح الوضع".
من جهته قال المندوب الاميركي اليخاندرو وولف ان التصويت شكل "رسالة جدية لايران" مضيفا "ان الولايات المتحدة تتوقع ان تتجاوب ايران وتلتزم بشكل فوري بهذا القرار" معتبرا انها الطريقة الأمثل لانهاء العزلة الايرانية. وشدد وولف على انه اذا لزم الأمر "فمن غير المستبعد العودة الى مجلس الأمن اذا فشلت ايران في الوفاء بالتزاماتها".
بدوره تحدث المندوب الصيني غوانغيا وانغ الذي تعارض بلاده العقوبات بالمبدأ فقال ان هذه العقوبات ليست النهاية ولكنها تهدف الى حث ايران على العودة الى المفاوضات معتبرا ان القرار الذي تبناه المجلس اليوم محدود ويمكن تعليقه لاحقا. وشدد وانغ على انه لا يمكن للمجلس معالجة المسألة النووية الايرانية لوحده وان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تبقى "الآلية الاساسية للتعاطي في هذه القضية".
واشار الى ان وسيلة الحوار والمفاوضات تبقى الوحيدة لايجاد المخرج الملائم لحل الازمة النووية الايرانية التي تتطلب جهودا ديبلوماسية من الاطراف كافة وانه يجب تدعيم المفاوضات وخصوصا تلك التي تجري خارج مجلس الأمن. ودعا كل الفرقاء المعنيين الى تبني "سلوك بناء ومسؤول والاحتفاظ بالهدوء والتخلي عن اتخاذ اي خطوات قد تحبط الجهود الديبلوماسية وتؤدي الى تدهور الوضع".
كذلك تحدث مندوب دولة قطر ناصر النصر فأبلغ المجلس ان بلاده تتوق لرؤية التزاما من الدول الأعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي باعتبارها مسألة مبدئية بالنسبة لقطر. واعلن النصر ان قطر تعتبر الالتزام بمعايير السلامة الخاصة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية قد يشجع على الاستخدام الآمن للتقنية النووية كما قد يعيد بناء الثقة بين الدول الأعضاء. واشار الى ان بلاده تعتقد ان لدى ايران الحق بانتاج الطاقة النووية للأهداف السلمية وانها لا تشك ابدا بحسن النوايا الايرانية مناشدا طهران بالاستجابة للقرار الذي اتخذه المجلس.