سلب ونهب في مقديشو بعد إخلاء مواقع للمحاكم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عواصم: شهدت مقديشو حالة من الانفلات الامني اثر اخلاء قوات المحاكم الاسلامية مواقع رئيسية لها في العاصمة الصومالية. وعادت مظاهر التسلح في المدينة حيث بدأت الميليشيات القبلية في العودة الى الشوارع وممارسة اعمال السلب والنهب. وتعتري حالة من القلق العائلات المقيمة في المدينة والتي بدأت بشراء كميات من التموين تحسبا لفرض حصار بري وبحري على مقديشو. ودعا زعيم اتحاد المحاكم الاسلامية شيخ شريف شيخ احمد، الصوماليين الى التوحد ومواجهة الوضع بحكمة. وتعهد بعدم السماح بحصول فوضى وقال ان المحاكم الاسلامية بذلت جهودا كبيرة لفرض الامان في المدينة ولن تسمح بضياع ذلك سدى. على ابواب العاصمة وتأتي هذه التطورات بعدما أصبحت القوات الإثيوبية وقوات الحكومة الصومالية المؤقتة على بعد ثلاثين كيلومترا من العاصمة الصومالية مقديشو في وقت طالبت الجامعة العربية والاتحاد الافريقي اثيوبيا بالانسحاب من الصومال.
ونقل عن مندوب الحكومة الصومالية في اديس أبابا عبدي كرين فرح قوله إن القوات الحكومية التي تدعمها قوات إثيوبية ستفرض حصارا على العاصمة حتى تعلن قوات المحاكم استسلامها. وأضاف إن هذه القوات لن تخوض قتالا لإخضاع المدينة "خوفا من وقوع خسائر بين المدنيين". أما رئيس الحكومة الصومالية المؤقتة على محمد غيدي فقال لبي بي سي إن اهالي مقديشيو سيستقبلون قواتهم بالورود عندما يصلون الى مقديشيو وان القوات الإثيوبية ستغادر فور بسط سيطرة الحكومة على سائر الأراضي الصومالية. وفي وقت سابق استولت القوات الإثيوبية على مدينة جوهر الاستراتيجية التي تبعد 90 كيلومترا شمالي العاصمة. وقال شهود عيانإنهم شاهدوا قوات تابعة للحكومة الصومالية المؤقتة على متن دبابات إثيوبية في المدينة. وتعد جوهر آخر مدينة مهمة على الطريق الى مقديشيو من الشمال لتنضم بذلك الى ثلاثة مدن رئيسية أخرى انسحبت منها قوات المحاكم الإسلامية.
وأكدت المحاكم الإسلامية أن الانسحاب هو خطوة تكتيكية تستهدف ترتيب صفوفها في ضوء استخدام إثيوبيا لسلاح الطيران وتعهدت بأن تكون حربا طويلة. وتسيطر المحاكم الإسلامية حاليا على العاصمة مقديشيو بالإضافة الى منطقة كيسمايو الساحلية. يذكر أن أبرز قائدين عسكريين في قوات المحاكم الإسلامية وهما مسؤول الدفاع يوسف اندادي ونائبه ابو منصور غير موجودين في الصومال حاليا حيث يؤديان فريضة الحج.
وعلى صعيد الجهود الدبلوماسية، عقد المندوبون الدائمون في جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا في القاهرة ناقشوا فيه القتال الدائر في الصومال. وطالب المجتمعون بانسحاب القوات الإثيوبية من الصومال قائلين إن النزاع قد يهدد الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي برمتها.ما لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية عبر المفاوضات، فإنني أخشى أن يواجه الصومال فترة من تعميق هوة الصراع وزيادة حجم عدم الاستقرار في البلاد
فرانسوا فول، المندوب الخاص للأمم المتحدة إلى الصومال وقدم عمرو موسى الأمين العام للجامعة تقريرا عن الجهود الجارية لاقناع الفصائل الصومالية بحضور محادثات سلام في العاصمة السودانية الخرطوم.
وفي أديس أبابا افتتح اجتماع مماثل بمشاركة ممثلين من الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي لبحث سبل إنهاء القتال. وتلى الاجتماع إصدار رئاسة الاتحاد الإفريقي بيانا طالبت فيه القوات الإثيوبية بالانسحاب الفوري من الصومال. وطالب البيان الذي صدر موقعا من رئيس الاتحاد عمر كوناري بانسحاب القوات الإثيوبية وكافة العناصر الاجنبية الموجودة في الصومال بدون أي تأخير كما طالب بتوفير الدعم العاجل للحكومة المؤقتة. وناشد البيان كلا من الحكومة الصومالية والمحاكم الإسلامية بإنهاء كافة الاعمال العدائية والعودة مجددا الى المفاوضات التي تتم تحت إشراف الجامعة العربية والتي انهارت في السودان الشهر الماضي. وأشار البيان الى ان وفدا من الاتحاد الإفريقي سيزور الصومال خلال الأيام المقبلة للقاء الجانبين المتنازعين. ويعتبر بيان الاتحاد الإفريقي ارتدادا تاما عن موقف اعلنه أمس وتضمن تبرير ودعم التدخل الإثيوبي في الصومال.
وكان المتحدث باسم الاتحاد الافريقي باتريك مازيمهاكا قد قال في مقابلة مع بي بي سي أمس إن المنظمة الافريقية اخفقت في العمل في الوقت المناسب لمنع نشوب الازمة، وإن لاثيوبيا حقا مشروعا في اتخاذ اجراء اذا اعتقدت انها مهددة.
وأمس الثلاثاء عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لمناقشة توسع دائرة القتال في الصومال. وأطلع فرانسوا فول، المندوب الخاص للأمم المتحدة إلى الصومال، المجلس على مستجدات الوضع في الصومال. وخاطب فول أعضاء المجلس قائلا: "ما لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية عبر المفاوضات، فإنني أخشى أن يواجه الصومال فترة من تعميق هوة الصراع وزيادة حجم عدم الاستقرار في البلاد" وأضاف أن مثل هذا الأمر "سيعتبر مأساويا بالنسبة لشعب الصومال الذي يعاني منذ وقت طويل وقد يكون له انعكاسات خطيرة على المنطقة برمتها". وكانت اثيوبيا قد أعلنت أمس أنها أوقعت هزيمة "نكراء" بقوات اتحاد المحاكم الاسلامية.
على الصعيد العالمي بررت الولايات المتحدة العمليات العسكرية التي تقوم بها اثيوبيا في الصومال. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية جونزالو جاليجوس بان العمليات العسكرية الاثيوبية هي بناء على طلب الحكومة الصومالية المؤقتة " التي تحظى بالدعم الدولي " ضد النفوذ المتصاعد لقوات المحاكم الاسلامية. ومن الجدير بالذكر ان اثيوبيا تتلقى الدعم من الولايات المتحدة في مجال "مكافحة الارهاب" والتدريب العسكري في مجال سلامة الطيران. وقامت الطائرات الحربية الإثيوبية يوم الثلاثاء بقصف القوات التابعة للمحاكم الإسلامية التي كانت تنسحب من من بلدة بورهاكابا بعد استيلاء القوات الحكومية عليها أمس الأول.
وفي أديس أبابا قال رئيس وزراء إثيوبيا ميليس زيناوي إن القوات الإثيوبية قتلت ألفا من عناصر المحاكم الاسلامية في الاشتباكات المستمرة منذ الأسبوع الماضي. واضاف زيناوي " ان القوات الاثيوبية قد وجدت ادلة على وجود مقاتلين من اريتريا وبريطانيا في صفوف المحاكم الاسلامية". أما زعيم المحاكم شيخ شريف أحمد فأعرب في تصريحات أدلى بها الثلاثاء عن ثقته من تمكن قواته من تحقيق النصر ورد القوات الإثيوبية على أعقابها، مشيرا في الوقت نفسه الى عدم وجود قوات إريترية تقاتل الى جانب قوات المحاكم. واستبعد شيخ احمد احتمالات الحوار مع الحكومة الصومالية الانتقالية "بعدما اصبحت القوات الاثيوبية تقاتل قوات المحاكم على ارض صومالية". ووصف قرار الاتحاد الافريقي المساند للتدخل الاثيوبي في الصومال بأنه "نوع من الغباء".