كتلة بشرية بيضاء تندفع نحو مشعر منى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الحجاج يقضون يوم التروية وسط تدابير أمنية مكثفة
كتلة بشرية بيضاء تندفع نحو مشعر منى
قبول الهاجري من الرياض-وكالات: بدأ اكثر من مليوني حاج قدموا من كافة انحاء العالم، الخميس بالتدفق على مشعر منى شرق مكة المكرمة لقضاء يوم التروية، اول ايام الحج هذا العام وسط تدابير امنية مكثفة. وسمي اليوم الثامن من ذي الحجة بيوم التروية لان الحجاج يقومون فيه بالارتواء من الماء استعدادا للصعود الى جبل عرفات الجمعة، فيما وضع عشرات من العمال قبل أيام من بدء مناسك الحج اللمسات النهائية لكسوة الكعبة. كما طورت المملكة العربية السعودية
واندفعت كتل بشرية هائلة راجلة وراكبة طغى عليها لون ثياب الاحرام الابيض قاصدة منى لاداء صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر يوم الجمعة، اقتداء بسنة النبي محمد وهي تردد التلبية "لبيك اللهم لبيك لبيك. لا شريك لك لبيك. ان الحمد والنعمة لك والملك. لا شريك لك".
وقال التلفزيون السعودي ان "التقارير الاولية تشير الى ان خطة تصعيد الحجاج الى منى تسير بانسيابية ومرونة بلا مشاكل (..) والوضع الصحي للحجاج مطمئن".
تدابير أمنية
ووضعت السلطات الامنية السعودية والصحية اجهزتها في حالة استنفار كامل لتنفيذ خطتها بتصعيد الحجاج الى منى والتوقي من حصول اي حوادث. واكدت وكالة الانباء السعودية ان "التقارير الاولية من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة" تفيد ان "عملية انتقال حجاج بيت الله الحرام تسير بدقة وانضباط ومرونة مع المتابعة المستمرة من جميع الأجهزة المعنية بخدمة ضيوف الرحمن التي تسهم في تحقيق النجاح لخطة تصعيد لحجاج". واشارت الوكالة الى "توفر جميع الخدمات التموينية والصحية والارشادية على مختلف الطرق المؤدية الى منى".
وتابعت ان "جميع الخدمات والتسهيلات لضيوف الرحمن اكتملت في منى وفق ما هو مخطط له"، مشيرة الى "اقامة عشرات المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية بالحرس الوطني والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي وجمعية الهلال الاحمر السعودي والمستوصفات والمراكز الصحية".
تغطية تلفزيونية متواضعة
رافق أول أيام الحج لهذا العام تغطية تلفزيونية متواضعة من قبل القنوات الفضائية. حيث سبقت قناة الإخبارية"المتخصصة في الأخبار" وقناة المجد"الإسلامية" القنوات الفضائية في مواكبة أحداث الحج وسير الحجيج في المشاعر المقدسة والتي بدأت صباح اليوم في منى.
فيما قدمت عدد من القنوات العربية برامج وثائقية وحوارية عن الحج واستضافت العلماء والمتخصصين في الفقه والشريعة الإسلامية.وقدمت القنوات الإخبارية كقناة العربية وبعض القنوات الإخبارية الأجنبية تقارير إخبارية متفرقة ومتجددة كل ساعة تقريباً للوقوف على آخر المستجدات في مسيرة الحجاج.
ويتوقع أن يحظى يوم غد بتغطية إعلامية متميزة وعالمية وذلك لوقوف الحجاج على صعيد جبل عرفات ،حيث تحظى هذه الوقفة بمتابعة إعلامية سنوياً من مختلف القنوات والوكالات العربية والأجنبية.وكانت وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بالإعلام الخارجي قد أنشأت مركز إعلامي لمتابعة مناسك الحج و قدمت دعوات لمختلف وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية لنقل شعائر ومناسك الحج للمسلمين حول العالم.وقدمت الدعوات لكبار الإعلاميين والمذيعين في قنوات CNN,CNS,BBC وعدد من المذيعين في الدول الأوربية والأمريكية. ووفرت الوزارة كافة التسهيلات للإعلاميين من سيارات واستوديوهات بث وأجهزة اتصال فضائي للبث.
مراكز للاتصالات
كما تحدثت الوكالة عن "اقامة مراكز الاتصالات التي تربط الحاج بأهله وذويه في مختلف أنحاء العالم عبر الاتصالات الهاتفية والجوال والمكاتب البريدية".
ويمضي الحجاج يومهم في منى التي اخذ واديها الاجرد يتحول الى مدينة من الخيام يطغى عليها اللون الابيض.
ومع اشراقة الجمعة يتوجه الحجاج الى جبل عرفات ليشهدوا الوقفة الكبرى وقضاء الركن الاعظم من اركان الحج.
بمكة يوم 24 من ديسمبر كانون الأول 06 كسوة جديدة للكعبة
ويعد نحو 200 شخص يعملون في مصنع سعودي كسوة جديدة كل عام لتغطية الكعبة خلال الحج. وتبدأ مناسك الحج يوم الجمعة.
وقال صالح زقزوق وهو عامل بالمصنع "عندما تصل (الكسوة) هنا تبدو مثل هذا القماش المطبوع ثم نحشوها ونطرزها بالذهب. نقوم بذلك على أربع مراحل". وأضاف "أحمد الله أن مكنني من العمل في كسوة الكعبة".
وكانت الكسوة تصنع خارج السعودية فيما مضى وكان هناك كسوات بالالوان الاحمر والاخضر والابيض خلال القرون الماضية. لكنها تصنع الان من الحرير المصبوغ باللون الاسود وتطرز بكتابات بالذهب. ويستورد الحرير من الخارج لكن الكسوة تطرز وتحاك في السعودية. وتتحمل المملكة التكلفة سنويا.
وقال عدنان شيشة مدير المصنع ان صناعة الكسوة تكلف سنويا نحو 20 مليون ريال (5.33 مليون دولار) تشمل رواتب العمال.
جسر الجمرات
ويعد مشروع تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به الذي تقدر تكلفته بأربعة مليارات ريال (7ر1 مليار دولار) أحد العلامات البارزة في موسم حج هذا العام ونقلة نوعية باستخدام التقنية المتطورة للتسهيل على الحجاج في أداء شعيرة رمي الجمرات.
ويمثل بحسب الكثير من المختصين "نقلة حضارية وهندسية" توفر إنسيابية في حركة الحجاج وتوفير وسائل السلامة والخدمات المساندة أثناء تأديتهم لنسك رمي الجمار أيام التشريق التي عادة ما تشهد أحداث تدافع وازدحام تخلف عددا من المصابين والموتى.
ويحظى المشروع برعاية واهتمام خاص من القيادة السعودية التي انتقلت بالكامل إلى المشاعر المقدسة للمتابعة المباشرة للخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بما يمكنهم من أداء مناسكهم بأيسر السبل وأفضلها حتى يعودوا لديارهم سالمين غانمين.
وشهد جسر الجمرات منذ إنشائه عام 1974 عددا من الأعمال التطويرية بتوسعته بعرض 40 مترا وبمطلعين من الجهة الشرقية والغربية ومنحدرين بجوار جمرة العقبة من الدور العلوي من الجهة الشمالية والجنوبية وذلك لنزول الحجاج. وتواصل الاهتمام بتطوير الجسر ليشهد في عام 1978 تنفيذ منحدرات من الخرسانة المسلحة (مطالع ومنازل) الى المستوى الثاني من الجمرات على جانبي الجسر مقابل الجمرة الصغرى.
5 أبراج للخدمات
وفي عام 1982 شهد الجسر توسعة بزيادة عرضه إلى 20 مترا وبطول 120 مترا من الجهة الشمالية الموالية للجمرة الصغرى إضافة إلى توسعة أخرى عام 1987 بزيادة عرضه إلى 80 مترا وبطول 520 متر وتوسيع منحدر الصعود إلى 40 مترا بطول 300 متر وإنشاء خمسة أبراج للخدمات على جانبي الجسر وتنفيذ اللوحات الارشادية والانارة والتهوية وبلغت مساحته الإجمالية 600ر57 متر مربع.
ودخل جسر الجمرات مرحلة جديدة من التنظيم والتطوير اذ أجريت في عام 1995 عملية تعديل على مراحل مختلفة وبشكل جمع بين منظر الجسر وتمثيل حركة الحجاج عليه اعقبتها تعديلات مماثلة عام 2005 شملت بنية الجسر وتعديل شكل الأحواض من الشكل الدائري الى البيضاوي وتعديل الشواخص.
كما شملت هذه المرحلة تعديلات على مخارج طوارىء جديدة عند جمرة العقبة وتركيب لوحات ارشادية تشتمل على معلومات لتوعية الحجاج وتحذيرهم في حال التزاحم وتم ربط الشاشات واللوحات الارشادية بمخيمات الحجاج مباشرة.
وتوجت هذه المشاريع التطويرية لجسر الجمرات في موسم حج هذا العام باكتمال تنفيذ المرحليتن الأولى والثانية اللتان تضمنتا ازالة الجسر القديم والحفريات اللازمة لاساسات الجسر الجديد واقامة سرداب والطابقين الارضي والاول.
ويتكون مشروع الجسر الجديد الذي يبلغ طوله 950 مترا وعرضه 80 مترا من أربعة أدوار تنتهي أعمال انشائها قبل حج عام 2009 حسبما توضح التصاميم التي وضعها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى ووزارة الشؤون البلدية والقروية بجانب دراسات اعدتها جهات اخرى منها الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.
ووفقا للمواصفات فإن أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك ويرتفع الدور الواحد اثني عشر متر فيما يتضمن ثلاثة أنفاق وأعمال انشائية مع امكانية التطوير المستقبلي.
ويوفر المشروع 11 مدخلا للجمرات و12 مخرجا في الاتجاهات الأربعة اضافة الى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارىء ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعا من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات مما يؤدي لخفض درجة الحرارة الى نحو 29 درجة وأنفاقا أرضية - ورافقت مشروع تطوير جسر الجمرات تنفيذ مشاريع جديدة في منطقة الجمرات شملت اعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول الى الجسر عبر توزيعها على 6 اتجاهات منها 3 من الناحية الجنوبية و 3 من الناحية الشمالية وتنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات بها والسيطرة على ظاهرة الافتراش حول الجسر الى جانب مسارات الحجاج.
وسيساعد المشروع على تنظيم وتخصيص الاماكن المناسبة للخدمات مثل الاغذية واماكن الحلاقة ودورات المياه والخدمات الطبية والاسعافية وقوات الدفاع المدني والامن العام.
آلات تصوير
ولتحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة زود المشروع بآلات تصوير تقنية مطورة موزعة في عدة اماكن ومتصلة بغرفة العمليات التي تشرف على الجسر والساحة المحيطة به لمراقبة الوضع بصورة عامة واتخاذ الاجراءات المناسبة وقت وقوع أي طارىء.
وروعي في تنفيذ المشروع الضوابط الشرعية في الحج وازدياد عدد الحجاج المستمر وتوزيع الكتلة البشرية وتفادي تجمع الحجاج عند مدخل واحد وذلك عن طريق تعدد المداخل والمخارج في مناطق ومستويات مختلفة تناسب أماكن قدوم الحجاج الى الجسر ومنطقة الجمرات حيث يبلغ عددها 11 مدخلا ومثلها من المخارج.
كما يحتوى المشروع على انفاق لحركة المركبات تحت الارض لاعطاء مساحة أكبر للمشاة في منطقة الجسر ومخارج للاخلاء عن طريق 6 أبراج للطوارئ مرتبطة بالدور الارضي والانفاق ومهابط الطائرات.
ويؤمل ان يسهم تصميم احواض الجمرات والشواخص بطول (40) مترا بالشكل البيضاوي عاملا مساعدا في تحسن الانسابية وزيادة الطاقة الاستيعابية للجسر، مما يساعد في الحد من احداث التدافع والازدحام بين الحجاج اثناء اداء شعيرة رمي الجمرات.