نصرالله: الخطاب السياسي قد يرجع الحرب الاهلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يدنا ممدودة والجميع مدعو الى منطق الحوار
نصرالله: الخطاب السياسي قد يرجع الحرب الأهلية
ريما زهار من بيروت: ألقى امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله خطابًا في ذكرى استشهاد السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب في قصر الاونيسكو، رد فيه على ما القي في 14 شباط/فبراير من خطابات من قبل قوى 14 آذار، واصفًا اياها بانها قد ترجع الحرب الاهلية، كما شدد باهمية المقاومة وماذا قدمت من تضحيات سابقة مشيرًا الى ان الصراخ والشتائم لن يثنيان المقاومة التي وقفت في وجه الاحتلال وقاومته. واشار في حديثه الى ان يده ممدودة للجميع والجميع مدعو الى منطق الحوار وفي غيره الكل خاسر. وقال نصرالله:"في ذكرى استشهاد سيدنا واستاذنا وقائدنا واميننا العام السيد عباس الموسوي ومعه زوجته الفاضلة والمجاهدة الشهيدة ام ياسر وطفلهما حسين ومن قبله اخوه وحبيبه شيخ شهداء المقاومة الاسلامية الشيخ راغب حرب، في ذكراهم تحتشد المعاني والصور والذكريات والآمال والآلام ويحضر الماضي بكل من فيه الى الحاضر لنواجه به المستقبل.
نحن امامهما كلبنانيين وكأمة امام قيمتان حضارتين، ما كانا يحملان من اخلاص وصدق وحب وتواضع وزهد واخلاق وانسانية قلما نجد مثيلًا لهذه الشخصيات على امتداد عالمنا العربي والاسلامي، لقد كانا في البعد الآخر يمثلان في الحقيقة هذا النموذج وهذه القمة وهذا الرقي، يعني ننظر اليهما كأمامين للجهاد، لكن للنظر اليهما كإمامين للزهد والتواضع. وأضاف:"هؤلاء القادة هم حصيلة هذه المدرسة الايمانية والجهادية والسياسية تبلورت في تلميذين رائدين، في ذكرى استشهادهما تظهر مشهدية التضحية بلا حدود، العائلة التي تتقدم ولا تهاب الموت، المقاومة التي كانت قضيتهم وحياتهم وساعات ودقائق عمرهم وشبابهم، المقاومة التي كانت املهم وتطلعهم الى المستقبل، معهما تحضر المقاومة بكل جهادها وجراحات جرحاها، تحضر المقاومة بكل الآمال والآلام، واريد ان اتحدث عنها اليوم لانها ما زالت العنوان، انطلقت منذ البداية انطلاقًا من حق واضح تكفله شرائع السماء والارض، ليس هناك قانون يمنع شعبًا من ان يحمل السلاح ليدافع عن ارضه، استنادًا الى هذا الحق قامت المقاومة، وهي لا تحتاج في انطلاقتها الى اذونات او الى اجماع وطني، اسمحولي ان اقول نحن في لبنان لسنا بدعًا من الشعوب او الاوطان.
وتابع:"لطالما كان المقاومون ايضًا في اوطانهم وشعوبهم قلة، وكانت هذه القلة تكبر عندما تثبت في الميدان صدق منطقها وسلامة مسارها، المقاومة في لبنان كما في العالم بدأت واستمرت هكذا. هذه المقاومة كان لها قضية واضحة، تحرير كل شبر من الارض اللبنانية واستعادة الاسرى والحفاظ على سيادة البلد بحرًا وبرًا وجوًا. عدوها اسرائيل كان وسيبقى، وخيار استراتيجي واحد الجهاد لا المساواة والالاعيب السياسية، ومواصلة العمل مهما كانت الاخطار والتضحيات، هنا تستمر المقاومة وتنتصر، قدمت نموذجًا واضحًا، وقدمت قائدها شهيدًا، المقاومة هذه ايضًا خاضت الحرب الوحيدة التي لا يمكن ان يناقش فيها وطني من موقع الوطنية، هذه المعركة لا غبار عليها، نحن نتوجه بالشكر الى سورية التي وقفت الى جانب هذه المقاومة والجمهورية الايرانية التي وقفت الى جانبنا، لكن هذه الحرب كانت حربنا والقضية قضيتنا، كما قادتها واسراها والآمها منا، نحن لا غيرنا، ولذلك كانت هذه المعركة الوطنية الحق.
عندما نتحدث عن المقاومة فهذه طريقها فمن الطبيعي ان نتحدث عن مقدس، واذا كان الوطن مقدسًا فان المقاومة التي حفظت الوطن هي المقدسة الى جانب الوطن.
السلاح والدم الذي سقط على الارض من اجل ان تبقى هامات اللبنانيين مرفوعة هو دم مقدس، ولولا ذلك كانت جيوش الاحتلال الاسرائيلي في بيروت، ولرأينا اليوم من هو الاسرائيلي ومن هو اللبناني اولًا وآخرًا. هذه هي حقيقة المقاومة وهذا ليس جدلا فلسفيًا عقيمًا، من لم يذق طعم الجهاد لا يفهمه، ان طعم القتال مع العدو الاصلي للبشرية يختلف عن قتال الزواريب، هذه المقاومة اليوم حاضرة فاعلة وقوية اود ان اذكر في النقطة الاولى التأكيد ان هذه المقاومة لم تحمل سلاحًا لتدافع عن حزب بل من اجل الوطن، هذا السلاح منذ اليوم كان وسيبقى وطنيًا. عندما نتمسك بسلاح المقاومة حتى اشعار آخر، ليس من اجل تأمين الحماية للطائفة الشيعية، ان هذا السلاح الذي حملناه منذ اليوم الاول للدفاع عن وطننا تحمل عبأه الطائفة الشيعية.
الدولة وحدها والوحدة الوطنية وحرص اللبنانيين على العيش المشترك هي التي تحمي اللبنانيين. لم نأت بقطعة سلاح لنحمي زاروبًا او قرية، نحن اتينا بهذا السلاح من اجل اشرف قضية وهي مواجهة الصهاينة والقتلة. اما النقطة الثانية فهي الاقتطاع والمصادرة والتحريف في وسائل الاعلام، وما الذي حصل بيني وبين الشهيد الحريري في سلاح المقاومة، طالما لا تسوية فانا مع عدم مس هذا السلاح لكنني لم اقل ذلك لا اريد ان اطمئن او اخوف السلاح لا مربوط ولا غير مربوط بالتسوية، لست حاضرًا لأصنع جزائر ثانية في لبنان. الرئيس الشهيد ربط سلاح المقاومة بالتسوية، بالنسبة لنا خطابنا في السلاح هو ما نصت عليه الوثيقة التي تم التفاهم عليها مع التيار الوطني الحر. اود ان اؤكد عندما نتحدث عن حماية لبنان ونحن ايضًا مشروعنا الدولة التي تحمي شعبها في لبنان، حتى الآن لم تستطع ذلك، ان حماية لبنان بالدرجة الاولى هو حماية الدولة ولو قامت بذلك العام 1982 لما كانت حاجة لان تقوم الاحزاب بهذه المهمة، ان اهم عنصر رئيسي يؤسس استراتيجية هو بناء الدولة القادرة والقوية، دولة القانون ولا المزاج، الدولة التي لا تتغير بين ليلة وضحاها.
الشرط الرئيسي هو قيام دولة قادرة، اما المسألة الثالثة فهو الاجماع على سلاح المقاومة، قبل ايام عقدت لقاء مع العماد ميشال عون واخرجنا وثيقة، بعدها جرى جدل كبير في البلد، الكثيرون قالوا اننا قدمنا تنازلات، هذه لنا وليست علينا، بدل ان نرى مشهد تيارين متباعدين، يتقاربان بدء الهجوم عليهما.
كان الرد على هذا اللقاء بما يسمى بمتابعة 14 آذار/مارس قالوا في البيان سلاح حزب الله لم يعد يحظى بالاجماع الوطني، انا هنا سأقول اننا لم نخسر شيئًا بل ربحنا بمعنى لم يكن هناك اجماع وطني واما بعض القوى في 14 آذار/مارس ففهي لم تحترم المقاومة منذ 1982 حتى اليوم. بعض هذه القوة كانت في المشروع المعادي لهذه القوى، لا نريد ان نعود الى الماضي، لكن يحاولون ضخ التضليل سنعود الى الماضي للتذكير. وساعلن "نعمًا البعض نصحنا الا نقبل اساسًا بالحوار، ان قبولنا بالحوار بلا شروط وقبل الدخول الى الحوار هو تنازل كبير جدًا لمن يعرف تركيبة حزب الله، لكننا قدمنا ذلك من اجل المصلحة الوطنية، كل الصراخ والشتائم لا يمكن ان يثنينا عن واجبنا، ان قتلنا على الطرقات والرصاص الذي قتل اخواننا لم يثن من عزمنا، فلييأس المهولون والصارخون والمنفعلون.
نحن في مرحلة حساسة ومصيرية جدًا هناك خطاب توافقي، يتحدث عن الحوار وهو ما يمثله التيار وحزب الله. وهناك خطاب غلبي يتحدث عن العزل والالغاء والشطب، في كل الاحوال نحن امام خطاب سياسي يضع البلد امام حرب اهلية. لكن اين هو الطائف في خطاب 14 شباط/فبراير، وهل يبنى لبنان والوحدة الوطنية فيه وهل يحضر لمؤتمر بيروت 1 وهل يقطع الطريق بمثل خطاب البحر من امامكم والعدو من ورائكم، هذا امر خطير ما شهدناه الثلاثاء، انه يحمل الحكومة اللبنانية والاخوة في تيار المستقبل مسؤولية أكبر، لا يكفي ان يقال ان بعض اصدقائنا هاجم بعض اعزائنا حتى يهاجم الخطاب، انها مسألة الخيارات السياسية في لبنان. واضاف:"لبنان اولًا هل يعني عدم الاتفاق، يجب ان تطمئنوننا انكم عندما تبدلون مواقفكم لن يكون الامر بطلب من جورج بوش وكوندوليزا رايس. لسنا بحاجة كلبنانيين لأحلاف بل الى التواصل، ولكن اذا اصر البعض على ضم لبنان الى احلاف دولية تخوض حروبًا دولية ووضعنا بخيار بين حلف يمتد من غزة وبيروت وطهران ودمشق، وبين حلف آخر يمتد من تل ابيب الى اميركا فقطعًا سنكون في الحلف الاول. خطابنا في لبنان دعوتنا لنضع الاحلاف جانبًا لحمايته وسيادته ووحدته الوطنية وبناء دولته القادرة. يدنا ممدودة للجميع والجميع مدعو الى منطق الحوار وفي غيره الكل خاسر.