أخبار

الأستاذ بوش يشوي التلميذ الجنرال مشرّف

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بوصلته نحو الهند النووية الزعيمة ومحتمل ضمّها للثمانية
الأستاذ بوش "يشوي" التلميذ الجنرال مشرّف

نصر المجالي من المنامة: بدأ الرئيس الاميركي جورج بوش صباح اليوم زيارته الاولى الى باكستان بمحادثات مع نظيره الباكستاني برويز مشرف تتمحور حول حملة مكافحة الارهاب التي تشكل باكستان عنصرا مهما فيها بالنسبة لواشنطن. واحيطت هذه الزيارة بانتشار امني لا سابق له حيث خلت شوارع العاصمة الباكستانية، في هذه المحطة الثالثة والاخيرة للرئيس الاميركي بعد افغانستان والهند في اطار الجولة الاولى للرئيس بوش على جنوب آسيا.وباكستان هي المحطة الثانية بعد الهند بلد المليار نسمة والصناعات الثقيلة والديموقراطية الأكبر في العالم، وإذ تعتبر زيارة الهند إيذانا بعهد جديد قد يؤدي الى ضم هذا البلد الآسيوي الى مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبار، فإن زيارة بوش الى اسلام اباد تحمل معاني مختلفة تماما مع الحليف والشريك الاستراتيجي في الحرب ضد الارهاب, لكن يبدو أن هذه الشراكة الاستراتيجية تدخل الفصل الأخير مع باكستان التي يتعين عليها الانخراط بمشروع الشرق الأوسط الكبير، لتتجه البوصلة الأميركية نحو الهند شريكا استراتيجيا بديلا. وفي وصف بوش للعلاقة الاستراتيجية المقبلة بين واشنطن ونيودلهي يشير الى هذا ويؤكده حين قال "نحن دولتين زعيمتين على الساحة الدولية."

وتفصيلا حول جولة بوش، فإن باكستان اشتعلت على مدى يومين احتجاجا على زيارة الرئيس الأميركي الذي تعتبره جماعات اسلامية متشددة "عدوا لدودا وكافرا ويجب قتاله". وكان بوش قاد في العام 2001 بعد تفجيرات سبتمبر الحرب ضد الارهاب الذي ترى الولايات المتحدة أن مصانع تفريخه كانت المدارس الباكستانية الدينية. وكانت نظمت سلسلة تظاهرات مناهضة للاميركيين في كل المدن الباكستانية الكبرى فيما نفذ اضراب عام بدعوة من احزاب اسلامية قبل وصول بوش مساء الجمعة. ويعتزم الاسلاميون الباكستانيون تنظيم "يوم اسود" اليوم السبت احتجاجا على وجود الرئيس الاميركي في البلاد وذلك عبر عدة تظاهرات. وكان الرئيس بوش اعلن في نيودلهي قبل دقائق من توجهه الى اسلام اباد "سالتقي الرئيس مشرف لبحث التعاون الحيوي لباكستان في الحرب على الارهاب وجهودنا في مجال التنمية الاقتصادية والسياسية التي يمكن ان تقلص قوة جذب الاسلام المتشدد". واضاف "اؤمن بباكستان ديموقراطية ومزدهرة تكون شريكا قويا لاميركا وجارا مسالما للهند وقوة من اجل الحرية والاعتدال في العالم العربي". وبالنسبة للسلطات الباكستانية فانها تنظر الى هذه الزيارة خصوصا على انها بادرة تضامن مع الرئيس مشرف لا سيما وان المعارضة الاسلامية تشجب تعاونه مع واشنطن. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الباكستانية تنسيم اسلام "انها زيارة مهمة جدا ستوسع وتعمق العلاقات الثنائية الحالية. ننتظر ان يتم تعزيز تعاوننا".
واضافت ان باكستان والولايات المتحدة يفترض ان تحضرا ايضا معاهدة ثنائية حول الاستثمارات ما يشكل الخطوة الاولى نحو اتفاق تبادل حر بين البلدين.

ويبدو أن زيارة بوش غدا لباكستان لن تكون ودية، فلا الشارع الباكستاني يرحب بها ولا الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف يكاد يرحب به خاصة وانه يعرف سلفا جدول الأعمال الذي كما ذكرت مصادر دبلوماسية سيكون "جلسات تقريع وتوجيهات من جانب بوش لمضيفه وحليفه الجنرال". واضافت المصادر ان الجنرال مشرف الذي قاد انقلابا اطاح الديموقراطية العام 1999 ضد جكومة نواز شريف المنتخبة، لن يسمع من ضيفه كلاما فيه ثناء او مديح "حتى رغم التحالف الاستراتيجي بينهما في الحرب ضد الإرهاب".

وتعتقد المصادر الغربية ان الرئيس الأميركي غير مرتاح لأداء باكستان العسكري في مطاردة جماعات التشدد داخل المدن الباكستانية او المسلحين التابعين لشبكة القاعدة والحليفة حركة الطالبان على الحدود الأفغانية الباكستانية وخاصة منطقة وزيرستان التي كانت تقارير سابقة قالت ان زعيم القاعدة اسامة بن لادن وانصاره يتحصنون فيها. وأشارت من جانب آخر إلى أن بوش عازم "على تلقين الجنرال الرئيس درسا في الديموقراطية، حيث سيدعوه ليس فقط الى لجم الجماعات المتشددة في باكستان، بل الى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في العام المقبل". وبالمقابل سيطالب بوش، مضفيه القادة الباكستانيين لإبداء مرونة في المفاوضات مع الجارة الهند لحسم مشكلة كشمير، إضافة الى مراقبة النشاطات النووية وضبطها الى حدود الاستخدامات السلمية وعدم تهديد دول الجوار. وقارن المراقبون بين الزيارة الرسمية التي كانت هي الأولى للرئيس بوش الى الهند وما حملته من معالم الود والثناء الذي يحمل في طياته رسالة الى باكستان، وزيارته الى هذه الأخيرة.وكان بوش قال خلال زيارته لمدينة حيدر اباد التاريخية الهندية "نحن بلدين زعيمين في العالم"، ومن وسط حصن منيع يعود إلى القرون الوسطى في العاصمة الهندية دلهي، قال بوش "إنّ معاهدتنا ستعزز الأمن و الاقتصاد في بلدينا."

وجاء خطاب بوش بعيد التوقيع الخميس على الاتفاقية المثيرة للجدل بخصوص التعاون النووي بين الهند و أميركا. وستمكن الاتفاقية الهند من استخدام التكنولوجيا النووية الأميركية رغم أنّ نيودلهي لم توقع بعد على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية. وزار الرئيس بوش الخميس مركز التكنولوجيا المتطورة في حيدر آباد حيث شدد هناك على أهمية العلاقات الاقتصادية بين بلاده و الهند. يذكر أنّ الاتفاقية النووية تشكل انعطافاً في السياسة الأميركية التي كانت قد حدّت تعاونها النووي مع الهند منذ أن كانت نيودلهي قد أجرت أولى تجاربها النووية عام 1974. ورحب محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالاتفاقية التي جرى توقيعها بين الولايات المتحدة والهند حيث قال بأنّها ستساهم في تدعيم الحد من انتشار الأسلحة النووية. وكذلك لاقت الاتفاقية ترحيباً من كل من بريطانيا وفرنسا، ولكنها تعرضت للانتقادات من بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذين قالوا أنها ستؤدي إلى انتشار الأسلحة النووية.

ولكن الاتفاقية تواجه انتقادات حادة، وقال جوناثان بيل مراسل البي بي سي في واشنطن إن جورج بوش سيواجه مصاعب جمّة بعد اتهامه "بإرسال مؤشرات خاطئة في وقت تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها تحديد طموحات إيران النووية". وستعلن الهند بموجب الاتفاقية أن 14 من أصل 22 من منشآتها النووية تعمل لأغراض سلمية وبالتالي ستفسح المجال أمام تفتيشها. ويقول العديد من مؤيدي اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية أن الاتفاقية الأخيرة تتجاهل البرنامج النووي للهند. أمّا باكستان فقد قالت أنها ستمارس ضغوطا من أجل أن تحصل من الولايات المتحدة على نفس المساعدات التقنية التي ستقدمها للهند بموجب الاتفاقية. وقال بوش في مدينة حيدر آباد التي تحتضن صناعة التكنولوجيا المتطورة "الولايات المتحدة سترفض قوانين الحماية، نحن لن نخاف من المنافسة، نحن نرحب بالمنافسة." وحثّ بوش الهند على محاربة البيروقراطية التي تدفع الاستثمارات الأميركية للهروب.

وقال بوش إن أفضل رد لبلاده على العولمة هو عدم إقامة حواجز اقتصادية لحماية الوظائف بل عبر تثقيف القوى العاملة لضمان أنها قادرة على المنافسة في حقل العمل. وقال بوش "العولمة توفر فرصا عظيمة."

وكان رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، أكدّ الخميس، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأمريكي جورج بوش، عُقد في العاصمة الهندية نيودلهي، أن حكومتي البلدين أبرمتا اتفاق تعاون نووي لأغراض مدنية.وقال سينغ "توصلنا إلى تفاهم على تطبيق اتفاقية بيننا حول التعاون النووي لأغراض مدنية." والتقى بوش الجمعة في مدينة حيدرآباد أصحاب المشاريع التجارية من الشباب في معهد إدارة الأعمال، كما زار كلية الزراعة في المدينة التي تقوم بأبحاث على التكنولوجيا الحيوية.يُشار في الختام، إلى أن 65 بالمائة من عدد سكان الهند البالغ قرابة مليار نسمة يعيشون من مردود الزراعة، غير أن هذا القطاع يتلكأ وراء صناعة المعلوماتية المتنامية وصناعة الخدمات.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف