أخبار خاصة

حياة خجولة في وسط بيروت

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تجار يحصون خسائرهم وزبائن يعربون عن خيبة املهم
الحياة تعود بخجل الى وسط بيروت بعد تأجيل الحوار

وسط بيروت امس ..تصوير ريما زهار ريما زهار من بيروت: لم يكد وسط بيروت التجاري يتنفس الصعداء ، بعد تأجيل مؤتمر الحوار اللبناني الى الاثنين المقبل حتى عاجله الطقس الرديء الذي عصف بلبنان قبل يومين .الا ان برودة الطقس وعواصفه لم تمنع بعض بعض السياح العرب واللبنانيين من انتهاز فرصة فك الحصار " الحواري" عن الوسط لزيارة مطاعهم ومقاهيهم المفضلة للحديث والتسامر.. وان كان التسامر في لبنان مؤخرا يعني التباحث في المواضيع السياسية والاقتصادية .معظم الذين التقتهم إيلاف في وسط بيروت عبروا عن سخطهم وانزعاجهم وخيبتهم من تأجيل مؤتمر الحوار، وصبوا كل انزعاجهم على الطبقة السياسية التي تحكم البلد، مقابل قلة ما زالت تحتفظ ببعض الامل الحذر مؤكدة ان القادة اجتمعوا فيما بينهم وهو مؤشر ايجابي، ويجب الانتظار الى الاثنين المقبل، وان خلافات عمرها ثلاثين عامًا لا يمكن ان تحل خلال يومين.

ومن خلال هذا الجو القاتم، الذي اضيف اليه الطقس الخارجي العاطل، فان معظم المحلات التجارية في وسط بيروت اصابها الكساد وتبدو فارغة فضلًا عن ان السياح في المنطقة يعدون على الاصابع.


"لم اكن متفائلًا منذ بدء الحوار"، يقول أحد المارة في وسط بيروت ويتابع" لم اندهش من وجود اختلافات عميقة بين المتحاورين، وان الحوار لن يجدي نفعًا لانه قائم بين متحاورين دينيين وليس بين رجال دولة، ورغم ذلك كنا نتمنى بان تتم عجيبة ويتفق الجميع، وبرأيي، سيعودون الى طاولة الحوار الاثنين المقبل لكنهم لن يتخذوا قرارات جريئة تخدم البلاد.


"لبنان لن يتغير"، يضيف يوسف الخوند احد الباعة في الوسط التجاري، "فالكل يريد ان يكون زعيمًا ولن يقدم أحد اي تنازلات". الكثير ممن سألناهم تحدثوا عن المصالح الشخصية للقادة السياسيين وللقوى الخارجية التي تتلاعب بالبلاد، "فاذا كان رجال السياسية يملكون الضوء الاخضر الخارجي فسيتفقون"، يقول عمر الداعوق أحد الذين قصدوا وسط بيروت لشراء حاجياته ويعتبر انهم اخذوا هذه الفرصة حتى نهار الاثنين المقبل للتشاور مع الخارج، وهو لا يؤمن بتغيير رئيس الجمهورية، مشيرًا في النهاية بان الوضع الحالي يبقى افضل مما كان عليه مع الوجود السوري في لبنان.


وسط بيروت قبل أشهر .. خيبات الامل المتكررة ضد الطبقة السياسية الحاكمة كانت الابرز لدى من تواجد في وسط بيروت خصوصًا من قبل البائعين واصحاب المطاعم والمقاهي. فبالنسبة للاغلبية هؤلاء القادة السياسيين لا يهتمون بالطبقة الشعبية كل ما يهمهم مصالحهم الخاصة، فهم اما "يختلفون في بعض الايام وفي ايام اخرى يتبادلون القبل على شاشات التلفزيون، ومنذ ثلاثين عامًا وهم يطلقون الوعود البراقة، وليسوا في الحقيقة الا مصاصي دماء"، يقول روجي احد التلاميذ الذين يقصدون وسط بيروت يوميًا،" لقد قضوا على موسم السياحة في وسط بيروت، ورغم ذلك لا يخجلون من وقف الحوار او حتى افشاله".


ويجب الا ننسى بان الاقفال الذي طال منطقة وسط بيروت لما يقارب الاسبوع ادى الى خسائر كبيرة بالنسبة للمستثمرين، في وقت تمر فيه المنطقة بكساد اقتصادي.ويقول زياد مسعود أحد المسؤولين في مقهى في وسط بيروت ان احدهم وجد حلًا لكل تلك الخسائر مشيرًا الى وجود اكثر من 100 شخص يتحملون خسائر انعقاد مؤتمر الحوار، وقال بان اصحاب الاملاك في المنطقة قرروا عدم ايقاف الدفع لموظفيهم حتى خلال الاقفال، وكان على المتحاورين ان يحددوا ايام التعطيل حتى يقدر المالكون خسائرهم، ورغم الخسائر يفضل ايجاد حل للقضايا اللبنانية العاجلة من خلال الحوار.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف