دمشق مرتاحة لتقرير برامرتس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دمشق: عبرت سوريا عن ارتياحها لتقرير الامم المتحدة المتعلق باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ووصفت عمل الرئيس الجديد للجنة التحقيق الدولية القاضي البلجيكي سيرج برامرتس بانه "مهني". ورأى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في تصريحات نشرتها صحيفة "الثورة" الحكومية اليوم ان تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري "يتسم بالواقعية وفيه الكثير من المهنية".
واشار التقرير الى ان "الحكومة السورية لبت رسميا ولا سيما خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة، كل طلبات المساعدة تقريبا التي تقدمت بها اللجنة". وتولى برامرتس رئاسة الجنة خلفا للقاضي الالماني ديتليف ميليس. وقد تسلم مهامه في 23 كانون الثاني/يناير. واعتمد لهجة معتدلة في صياغة تقريره .
ودان المقداد الذي اعرب عن اعجابه بطريقة برامرتس الهادئة في التحقيق، "التقارير الفضائحية السابقة التي كانت تعطي وسائل الاعلام مجالات لاطلاق احكام مسبقة"، مشددا على ان "التقرير الجديد لا يعطي المجال لذلك". وتوقع ان "تكرر بعض الدول اقوالها حول التعاون السوري مركزة على البعد السياسي وليس التقني". واوضح انه "لا يوجد اي شيء يمكن التعليق عليه في التقرير ضد سوريا".
وكان ميليس دان في تقارير سابقة "المماطلة" السورية في التعاطي مع التحقيق مشيرا الى "دلائل متقاطعة" تدل على تورط الاجهزة الامنية السورية واللبنانية في عملية الاغتيال مشككا في نية سوريا التعاون مع التحقيق. واعلن برامرتس في تقريره عن لقاء قريب سيجمعه مع الرئيس السوري بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع، موضحا ان "السلطات السورية اكدت ان مسؤولي الحكومة سيكونون جاهزين ليستجوبوا" في اطار تحقيقات اللجنة.
وجاء في التقرير ايضا ان سوريا "اعلنت انها ستتجاوب تماما مع اي طلب بتوقيف مسؤولين" يشتبه بتورطهم في اغتيال الحريري. وكشف تقرير برامرتس ان دمشق وافقت على طلبات للجنة التحقيق متعلقة بالاطلاع على ارشيف مخابراتها العسكرية وبالاستماع الى اشخاص معينين. وتم تسليم ملفات متعلقة بالوضع السياسي والامني في لبنان الى محققي الامم المتحدة.
وبالرغم من هذه الاجراءات، اكدت "الثورة" ضرورة احترام السيادة السورية. وقالت انه ينبغي " على اللجنة ورئيسها تفهم مواقف سوريا" وخصوصياتها في المرحلة المقبلة. ورأت الصحيفة ان التقرير "وجه صفعة لاولئك لذين حملوا سوريا مسؤولية كل الجرائم التي ارتكبت في لبنان". وسيقدم التقرير الى الدول الاعضاء في مجلس الامن غدا الخميس في جلسة عامة. وذكرت الصحف اللبنانية ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان وسفير الولايات المتحدة في المنظمة الدولية جون بولتون سيتغيبان عن الجلسة.
بيد ان التقرير لم يبرئ ساحة دمشق نهائيا. فقد نص على انه "بالرغم من هذا التقدم المشجع تجدر الاشارة الى ان اللجنة ستحكم في النهاية على تعاون السلطات السورية على اساس المعلومات التي قدمت وسرعة تلبية طلباتها". كما نص على ان مندوبي اللجنة والسلطات السورية سيتابعون لقاءاتهم بغية ضمان استمرار التعاون بينهم.
وتوجه برامرتس للمرة الاولى الى دمشق في 23 شباط(فبراير) حيث التقى وزير الخارجية السوري فاروق المعلم. واستمعت لجنة التحقيق الدولية لمسؤولين سوريين رفيعي المستوى في كانون الاول(ديسمبر) 2005 وكانون الثاني(يناير) 2006 في فيينا. وكانت دمشق اعلنت عن رغبتها بان تدور جلسات الاستماع الى مسؤوليها في بلد محايد.