علاوي يحذر من فتنة والعلماء تنتقد الصدر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن : دعا علماء سنة وشيعة في بغداد اليوم الى الوحدة ونبذ الطائفية بينما اعتبر رئيس القائمة العراقية اياد علاوي قصف مرقد الامام ابي حنيفة في بغداد عملا اجراميا ضمن مسلسل بغيض لاثارة الفتنة الطائفية في وقت ردت هيئة علماء المسلمين السنية على دعوة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لها بإدانة الارهاب بالقول انها كفرت مرارا كل من يستحل دماء المسلمين رافضة التهديدات التي تستهدفها والتي قالت انها تنطلق من اجل مكاسب سياسية بينما كفر الوقف السني كل من يستحل دماء المسلمين داعيا العراقيين الى الصيام غدا والتضرع الى الله لاطفاء نار الفتنة .
وعقد رجال دين سنة وشيعة مؤتمرا في بغداد اليوم هدفه لم الشمل وتوحيد كلمة العراقيين اثر التوتر الناجم عن تفجير مرقد الامامين للشيعة علي الهادي والحسن العسكري في سامراء في الثاني والعشرين من الشهر الماضي وما اعقبه من هجومات وتدمير لمساجد اسفرت عن مقتل حوالى الف عراقي سني وتهجير مئات العائلات من الطائفتين بالقوة.
وقال آية الله السيد حسين الصدر في مدينة الكاظمية في ضواحي بغداد الشمالية لدى افتتاح المؤتمر مخاطبا رجال الدين السنة والشيعة ان "العراق يناديكم ويستنجد بكم لحقن الدماء والحفاظ على حرمة المقدسات ووحدة البلاد" واكد انها "مسؤولية كبيرة تقع علينا جميعا". وقال ان العراق يعيش في فترة عسيرة وصعبة فهو ينزف دما من هنا وهناك، وللعراقيين مآس كثيرة والجميع يعيش في بلد جريح حزين.
واكد الصدر انه من الضروري ان لا يكون اختلاف الرأي سببا في العداء والتناحر ليكون بعدها ثغرة يدخل منها اعداء الاسلام والعراق ليزرعوا الفتنة وشدد على ضرورة ان نعرف كعراقيين كيف نتعايش بهذا التعدد وان نعرف من يريد ان يمزق العراق ويزرع الفتنة عبر مسألة الطائفية".
وشارك في المؤتمر الذي عقدته مؤسسة "الحوار الانساني" الشيعية التي يرعاها الصدر وسط اجراءات امنية مشددة في جامع الهاشمي في منطقة الكاظمية عدد كبير من رجال الدين السنة والشيعة من محافظات العراق كلها .. وانعقد تحت شعار "مؤتمر الافتاء للتسامح والتآخي العراقي" في مسعى لإصدار فتوى تحرم الاقتتال الطائفي وتؤكد الوحدة الوطنية واحترام دور العبادة لمختلف الاديان. ويهدف المؤتمر الى تحقيق ثلاثة اهداف رئيسة الاول: التأكيد على الوحدة الوطنية العراقية ونبذ كل انواع العنف وإشاعة ثقافة التسامح والتآخي بين المواطنين على اختلاف اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم والثاني: السعي الى استصدار فتوى بتحريم الاقتتال الطائفي والثالث: التأكيد على احترام دور العبادة سواء كانت للمسلمين او لغيرهم من اتباع الديانات الاخرى .
ومن جهته قال رجل الدين اياد الجبوري ممثل الحزب الاسلامي العراقي ابرز احزاب العرب السنة بزعامة طارق الهاشمي ان اساس الطائفية سياسي ذلك لان من يسعى الى بث الطائفية يطمح في تحقيق مكاسب سياسية وطالب بان يتوقف البعض من رجال الدين عن استخدام الفاظ ومصطلحات تزرع الفتنة وقال انها يجب ان تمحى من قاموسهم.
واكد رجل الدين ماجد الحكيم من اقليم كردستان العراق ان افضل حل للخلافات هو التحاور والابتعاد عن مبدأ القوة او الانتقام "لان النزيف الدموي الان يضعفنا كما اضعف البلدان التي عانت من الحرب الطائفية قبلنا". كما اعتبر رجل الدين السني عبد الوهاب الاعظمي ان الفتنة التي يتعرض لها العراقيون من كلا المذهبين امر خطر، لانها ستحرق كل ما في البلاد.
اما رجل الدين ثائر العاني ممثل الامانة العامة للافتاء السنية فقد حمل قوات الاحتلال الاميركي مسؤولية" الاحداث قائلا "المظالم كثيرة واول من عمل عليها هو المحتل الغازي الذي جاء ليرعى مصالحه" . وقال حازم الاعرجي ممثل رجل الدين الشاب مقتدى الصدر في منطقة الكاظمية ان "العراقيين اخوة لكن الاستعمار يسعى لان يفرق بينهم لكننا سنقف صفا واحدا ضد كل الاعتداءات".
ومن جانبه اعتبر رجل الدين السني مروان العبيدي العراقيين السنة والشيعة جبلين يشطرهما نهر الاسلام ولا بد من بناء جسور بينهما مؤكدا ان اللقاء بين العراقيين هو افضل علاج للاحتقان الذي صنعته اعمال الارهاب والعنف .
علاوي يحذر من فتنة طائفية
وفي بيان صحافي اصدره علاوي وارسلت نسخة منه الى "إيلاف" ان عناصر مجرمة مجبولة على الشر وزرع الفتنة الطائفية اقدمت على عمل مشين استهدف مرقدا" مقدسا" وانتهكوا حرمة مرقد الإمام ابو حنيفة النعمان واشار الى أن هذا العمل الإجرامي يعتبر تواصلا" لما تقوم به القوى المعادية للعراق ومحاولة جديدة ضمن مسلسل تآمري بغيض لإثارة الفتنة الطائفية وافشال التحولات الديمقراطية للعراق ودعا السلطات الحكومية الى اخذ دورها وتنهض بمسؤوليتها في حماية العتبات المقدسة من الانتهاك والتطاول ليتعايش العراقيون جميعا" تحت الخيمة الوطنية .. وفي ما يلي نص البيان :
أيها الشعب العراقي العظيم ..
في مثل هذه الظروف المعقدة التي يمر بها شعبنا وبلدنا ، وفي الوقت الذي يواصل فيها الخيرون الليل بالنهار لقيادة هذا البلد الى شاطئ الأمان ، ووضع الأسس الصحيحة لبناء التجربة الوطنية العراقية وانجاح العملية السياسية ،في هذا الظرف اقدمت عناصر مجرمة مجبولة على الشر وزرع الفتنة الطائفية على عمل مشين استهدف مرقدا" مقدسا" له منزلته الكبيرة في نفوس العراقيين والمسلمين في كل مكان ، وانتهكوا حرمة مرقد الأمام ابو حنيفة النعمان ، ولا يسعنا إزاء ذلك الا أن ندين ونستنكر هذا العمل الجبان ، و ندعو الى الوحدة الوطنية التي يراهن الأعداء على إضعافها لعرقلة المسيرة الديمقراطية.
إن هذا العمل الإجرامي يعتبر تواصلا" لما تقوم به القوى المعادية للعراق ومحاولة جديدة ضمن مسلسل تآمري بغيض لإثارة الفتنة الطائفية وافشال التحولات الديمقراطية للعراق وليبق حبنا للعراق وتماسكنا سلاحنا الأقوى بوجه اعداء العراق في الداخل والخارج وندعو جميعا" الى أن
تأخذ السلطات الحكومية دورها وتنهض بمسؤوليتها في حماية العتبات المقدسة من الانتهاك والتطاول ليتعايش العراقيون جميعا" تحت الخيمة الوطنية .
ومن الله التوفيق
الدكتور اياد هاشم علاوي
رئيس القائمة العراقية الوطنية
الامين العام لحركة الوفاق الوطني العراقي
15/3/2006
هيئة علماء المسلمين
وفي بيان لها اكدت هيئة علماء المسلمين السنية ردا على دعوة الصدر لها وبقية الهيئات السنية بادانة الارهابيين والتكفيريين انها كفرت مرارا كل من يستبيح دماء المسلمين معتبرة ذلك جريمة نكراء.واشارت الهيئة في بيان لها اليوم إلى انها على الرغم من ادانتها هذه "الا انه لم يصدر أي موقف واضح ضد التكفيريين الجدد سواء الذين ينتمون الى اجهزة الدولة او غيرها ممن يحاربون الله ورسوله واطلقوا نيرانهم على بيوت الله وما زالوا يستهدفون الابرياء بالاغتيال والاعتقال والتعذيب ويهجرون مئات العوائل " في اشارة الى ما تعرضت له مساجد للسنة من اعتداءات .
واكدت الهيئة انها لا تفرق بين سني او شيعي اوبين عربي وكردي او بين مسلم ومسيحي وقالت "كلنا ابناء العراق ودم كل عراقي بريء امانة في عنق الاخر" . واشارت الى ان مطالبة الهيئة بالادانة مرفوقة بالتهديدات بعد مواقفها هذه امر لا معنى له وليس له تفسير سوى استغلال عواطف الجماهير لمكاسب سياسية وللتغطية على الفشل الذريع لاداء الحكومة الحالية بسياستها التي يراد اسناد الدولة اليها مرة اخرى". ودعت العراقيين الى ضبط النفس والصبر وقالت "ان الاحتلال على وشك الفشل الذريع وحينها يبقى العراق للعراقيين جميعا من غير تهميش لاحد او اقصاء" .
وكان الصدر خاطب الهيئة في مؤتمر صحافي الاحد الماضي قائلا اطالب " اخواني في هيئة علماء المسلمين وغيرهم من الاحزاب السنية ان تتبرأ من الزرقاويين والتكفيريين وغيرهم". واضاف "يمكنني ولدي القدرة ان احارب النواصب وهناك غطاء شرعي من قبل المراجع واستطيع مواجهتهم عسكريا وعقائديا ولكني لا اريد ان انجر الى حرب اهلية وادعو للتهدئة وسأبقى داعيا لها".
وبدوره اكد ديوان الوقف السني في وقت سابق اليوم تكفيره كل من يستحل الدم العراقي كائنا من يكون. وقال الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي رئيس الديوان في بيان له إن ديوان الوقف السني يعلن امام العالم تكفير كل من يستحل الدم العراقي كائنا من يكون ويستنكر الأعمال الإجرامية التي طالت مراقد الائمة الاطهار في سامراء والاعتداء الاثيم على بيوت الله وقتل العاملين فيها من الائمة والخطباء والمصلين . واضاف "نستنكر كذلك وبشدة تفجير السيارات المفخخة في مدينة الصدر خاصة والمدن العراقية عامة وقتل الابرياء العزل في جريرة غيرهم".
وطالب السامرائي ،في مؤتمر صحافي عقده اليوم مسؤولو الحكومة وقوات الأمن من الجيش والشرطة بألا يقفوا موقف المتفرج إزاء إهدار الدم العراقي والإعتقالات العشوائية التي تتم لأبناء البلد. وقال " إننا لا نسمح بأن يدفع أبناء السنة فاتورة الزرقاوي والإرهابيين ،ونحن نكفر كل إنسان يستبيح الدم العراقي.. وهو مرتد وعليه لعنة الله."
وأشار السامرائي إلى الإستنكار الواسع ضد الأعمال الإجرامية التي طالت مراقد أهل البيت في سامراء ،ومسجد الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان وكذلك الأعمال الإرهابية التي شهدتها مدينة الصدر ،وعمليات القتل على الهوية وتهجير العوائل من مساكنهم والإستيلاء على أموالهم." وأعرب عن أسفه لأن الأمر وصل إلى حد الإجهاز على الجرحى ،حتى صارت بعض المستشفيات وبعض المناطق خطرا يحرم الإقتراب منها. وقال "من أجل ذلك كله فإن ديوان الوقف السني يدعو المسلمين عامة والعراقيين خاصة لصيام يوم غد الخميس والتضرع إلى الله لإطفاء نار الفتنة وحقن الدماء العراقية والحفاظ على وحدة البلد.