تدمير أوكار وإعتقال مسلحين وضبط وثائق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إنزال جوي أميركي على قرى وريد في بغداد
تدمير أوكار وإعتقال مسلحين وضبط وثائق
وقالت القوات الاميركية في بيان صحافي ارسل الى "ايلاف" ان القوات العراقية والاميركية التي تنفذ اوسع هجوم بري وجوي منذ غزو العراق ربيع عام 2003 قد دمرت العديد من أوكار المسلحين واستولت على اخرى تحوي كميات كبيرة من الأسلحة ضمنها قذائف مدفعية ومتفجرات ومواد تدخل في تصنيع العبوات الناسفة وملابس عسكرية خاصة بقوات الأمن العراقية اضافة الى وثائث تخص المسلحين وتحركاتهم. ويقوم الف و500 عسكري عراقي واميركي تساندهم 60 طائرة و200 عربة عسكرية منذ فجر امس بعملية عسكرية اطلقت عليها (سوارمر) أي الانقضاض جنوب محافظة صلاح الدين.
واشارت الى ان قوات الامن العراقية وشركائها قوات التحالف تقوم باكبر عملية هجوم جوي "منذ عملية تحرير العراق" وذلك جنوب محافظة صلاح الدين (مركزها تكريت (120 كم شمال غرب بغداد) لتنظيف المنطقة من المتمردين الذين يتواجدون شمال شرق سامراء وقالت ان العملية بدأت من قوات اللواء الاول، الفرقة الرابعة، اللواء القتالي الثالث و لواء الطيران القتالي التابعين للفرقة 101 الحمولة جواً التي تنفذ هجوم جويا وارضيا لعزل منطقة الهدف وهي عبارة عن مثلث مليء بالاحراش والمزارع والبساتين اتخذه المسلحون ملاجيء لهم بين سامراء وتكريت والدور.
واوضحت القوات الاميركية ان الجنود العراقيين والاميركيين يقومون بتفتيش كل منزل او بقعة في منطقة عملياتها التي تبلغ مساحتها حوالي 600 كيلومترا بطول 30 كم وعرض 20 كلم مؤكدة ان الاستعدادات للعملية بدات قبل شهر بناء على معلومات اشارت الى وجود خلايا من المسلحين مسؤولة عن شن هجمات عدة.
وقد اغلقت القوات الاميركية الطرق الأربعة الرئيسية التي تصل سامراء بمنطقة العمليات فيما منعت دخول الاعلاميين الى منطقة العمليات حيث تنفذ القوات الخاصة الثانية (الكوماندو) مهمة تمشيط تهدف الى تأمين العديد من البنايات المنتشرة في ساحة المعركة. كما طوقت القوات فجر اليوم بلدة الضلوعية هناك وقامت بحملة اعتقالات بعد ان انتشرت المدرعات في شوارعها حيث يقوم الجنود الاميركان بالبحث في احيائها عن بعض المطلوبين في الوقت الذي تحلق المروحيات الاميركية حلقت بكثافة في سماء المدينة التي خلت شوارعها من المواطنين الذين التزموا منازلهم فيما قامت الشرطة العراقية بدعوة منتسبيها الى الالتحاق بمراكزهم .
وتوفر طائرات الهجوم دعما جويا للعملية ونقل القوات من الفرقة الرابعة التابعة للجيش العراقي، ومن الكتيبتين الاولى والثالثة، فوج المشاة 187 وقوات سرب الطائرات الثاني، فوج الخيالة التاسع الى اهداف متعددة. وقام جنود من لواء المغاوير بالتسلل الى عدة مباني آمنة في المنطقة. ويشارك في العملية اكثر من 1,500 جندي من قوات التحالف والقوات العراقية وما يزيد على 200 مركبة تكتيكية واكثر من 60 طائرة.
وتوقعت القوات ان تستمر العملية لعدة ايام حتى الانتهاء من اجراء بحث شامل لمنطقة الهدف واوضحت ان عملية سوارمر (الانقضاض) تتبع اكمال عملية مشتركة غرب سامراء في بداية الشهر الحالي والتي اسفرت عن العثور على مخابئ للاسلحة للاعداء. وقالت انه تم اخذ اسم العملية سوارمر من الاسم الذي اعطي لاكبر المناورات عسكرية التي نفذتها القوات المحمولة جواً في ربيع 1950 شمال كارولينا بالولايات المتحدة حيث تم بعد هذا التمرين اختيار فرقة المشاة 187 للتنتشر في كوريا كفريق قتالي محمول جواً لتزويد الجنرال ماك آرثر عن قابلية النقل جواً.
واضافت القوات انها قامت بانزال جوي في عدد من نواحي المنطقة فيما تقوم "قوات من فوج القوات الخاصة الثانية (الكوماندو) بعمليات تمشيط لغرض تأمين العديد من البنايات المنتشرة في ساحة المعركة." واشارت الى اعتقال حوالي 50 مسلحا مع انتهاء اليوم الأول من العمليات واشارت الى ان القاذفات والمقاتلات التي توفر الإسناد الجوي لم تقم بإسقاط أي قنابل أو إطلاق أي صواريخ.
وقال الجنرال جون أبي زيد، قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، للصحفيين في واشنطن إن العملية تتعلق "ببعض خلايا للقاعدة وللمسلحين في العراق تتطلب التعامل معها" لكنه نفى أن يكون المستهدف من هذه العملية مطلوبين بارزين مثل أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق. وكانت سامراء شهدت الشهر الماضي تفجير ضريح الامامين العسكريين مما أثار هجمات طائفية ثأرية ودفع العراق إلى شفا حرب أهلية.
وكان الجيش الأمريكي قد شن عدة هجمات كبرى ضد مسلحين في مناطق غرب البلاد السنية من بينها هجوم تمت خلاله السيطرة على مدينة الفلوجة التي كانت معقلا للمسلحين إضافة إلى سلسلة من الهجمات في محافظة الأنبار معقل المسلحين في غرب العراق لكن تلك العمليات فشلت في تخفيف حملة المسلحين التي أسفرت عن مقتل آلاف من الجنود الأمريكيين وقوات الأمن العراقية والمدنيين.
وقالت مصادر عراقية ان العملية تتركز قرب أربع قرى، هي جيلام، مملحة، بنات حسن، وبوكادو، على مسافة نحو 30 كيلومترا شمالي سامراء وتقه هذه القرى الأربع قرب الطريق السريع الواصل بين مدينتي سامراء والدور حيث ان مسلحين مجهولي الهوية موجودون في هذه المنطقة، وهم يقتلون ويخطفون أفراد الشرطة والجيش والمدنيين .
ومن جهته قال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي المؤقت إن الهجوم كان ضروريا لمنع المسلحين من تكوين معقل جديد مثل الذي أنشأوه في الفلوجة من قبل. وقال زيباري لشبكة سي إن إن الإخبارية "بعد الفلوجة وبعض العمليات التي أجريت بنجاح على طول نهر الفرات والحدود السورية انتقل كثير من المسلحين إلى مناطق أقرب إلى بغداد حيث يتعين اجتثاث جذورهم . ومن الواضح أن الأميركيين يعتقدون بوجود جيوب للمسلحين في منطقة سامراء كما تقول بي بي سي من بغداد مضيفة ان الولايات المتحدة تجري استعراضا كبيرا للقوة على أمل كسر حلقة العنف المتنامي التي تخشى أميركا أن تتفاقم إلى حرب أهلية حيث تبدو وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" حريصة على إظهار أن القوات الأميركية والعراقية يمكنها العمل معا وبفاعلية في الرد على أعمال العنف الطائفية اضافة الى ان هذه العملية العسكرية تدعم أيضا الرسالة السياسية من إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش التي وجهها في الأسابيع الأخيرة بأنه يجري إحراز تقدم في العراق. وقال سكوت ماكليلان المتحدث باسم البيت الأبيض إن قرار شن العملية اتخذه القادة العسكريون في الميدان.
وتتزامن العملية مع إعلان الولايات المتحدة عن استراتيحية جديدة للأمن القومي تعيد من خلالها التأكيد على سياسة الضربات الإجهاضية التي استحدثت للمرة الأولى في عام 2002 والتي قوبلت بانتقادات منذ بدء حرب العراق كما تتزامن العملية أيضا مع اليوم نفسه الذي انعقدت فيه أولى جلسات مجلس النواب العراقي كما انها تاتي قبل وقت قصير من مرور ثلاث سنوات على بدء الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق ربيع عام 200 واسقطت نظام الرئيس السابق صدام حسين .
وتزامنا مع هذه العملية العسكرية وصل الى بغداد اليوم وزير الدفاع البريطاني جون ريد حيث ستكون العملية من ضمن مباحثاته التي سيجؤيها مع الرئيس جلال طالباني ورئيس وزرائه ابراهيم الجعفري ووزير الدفاع سعدون الدليمي .
واعلنت لندن الاسبوع الماضي انها ستسحب في ايار (مايو) المقبل حوالي عشرة في المائة من عدد قواتها المنتشرة في جنوب العراق والبالغة 8500 عسكريا .
وفي مؤتمر صحافي عقده في مطار البصرة قال العميد باترك ماريوت قائد القوات البريطانية إن الوضع الأمني في المدينة قد ازداد سوءا بسبب مقاطعة مجلس محافظة البصرة للقوات المتعددة الجنسيات وقد شجع ذلك على ازدياد عدد المليشيات في الشارع البصري وتنامي فاعلية المجاميع الإجرامية "مما تسبب في قتل عدد من جنودي" .
وأضاف إن بعض عناصر الشرطة ليست بالمستوى المطلوب بل إن إحصائيات الجرائم التي حدثت أخيرا تشير إلى إن نسبة 20% منها لها علاقة بالذين يشتغلون داخل سلك الشرطة وأكد إن هناك اتفاقا مع وزير الداخلية العراقية لإعادة تشكيل بعض مديريات الشرطة مشددا على انه "لا سبيل سوى التعاون بيننا وبين القادة المحليين والأجهزة الأمنية في البصرة " .وعن إمكانية تخفيض مطرد للقوات البريطانية في الجنوب أجاب "نحن نعمل هنا بناء على قررات الأمم المتحدة ورغبة الحكومة العراقية وان خفض قواتنا يعتمد على استتباب الوضع الأمني واستكمال سيطرة القوات العراقية لتكون قادرة على توفير الأمن الأهلي وذلك ليس مرتبطا بزمن محدد نحن نريد ان نترك البلد ولكن كل اعتداء علينا يطيل مدة بقائنا".