فرنسا تتخوف على استقرار الشرق الأوسط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فيحالفشل أميركي في العراق
فرنسا تتخوف على استقرار الشرق الاوسط
باريس: بعد ان قادت جبهة المعارضة للاجتياح الاميركي للعراق قبل ثلاث سنوات باتت فرنسا القلقة من ان يؤدي فشل محتمل للاميركيين فيه الى مزيد من التوتر على مستوى الشرق الاوسط تمتنع عن انتقاد الوضع القائم.وتعرب باريس دوريا عن "قلقها العميق" تجاه "التدهور المستمر" للوضع في العراق داعية العراقيين الى رفض العنف والى التوحد.
وبعد فشل كل المبادرات الدبلوماسية التي اطلقتها باريس طوال السنتين الماضيتين تتجنب العاصمة الفرنسية توجيه انتقادات او حتى تقديم اقتراحات تتعلق بالوضع العراقي.ويقول الباحث في مؤسسة الابحاث الاستراتيجية فرانسوا هايسبورغ "الوضع الحالي في العراق مرشح للاستمرار. وليس من مصلحة فرنسا التي تلتزم موقف المتفرج المحايد، التورط في الدوامة العراقية او عرقلة جهود الاميركيين فيه".وتفضل فرنسا اعطاء الاولوية لتقاربها مع الولايات المتحدة والتنسيق الوثيق معها في الملفين السوري والايراني الساخنين.وتبدو فرنسا حذرة في الاعراب عن مواقفها لا سيما ان المسؤولين الاميركيين باتوا لا يخفون قلقهم من تطور الحالة العراقية.
واعتبر السفير الاميركي في العراق زلماي خليل زاد ان بلاده فتحت الوضع على كافة الاحتملات في العراق مستعيدا بذلك كلام الرئيس الفرنسي جاك شيراك في ايلول/سبتمبر 2004.كما كشف السفير الاميركي ايضا ان القوات الاميركية ستنسحب من العراق دون الابقاء على قواعد عسكرية فيه وانه يحاور"المسلحين" ويتحضر لاطلاق حوار مع "المقاومين الذين يريدون خير البلاد".وطالبت باريس طويلا بتحديد "افق" لانسحاب القوات الاجنبية من العراق وبوضع اسس حوار مع المجموعات المسلحة السنية التي تبدي استعدادها للتخلي عن العنف.
ويقول الباحث في مرصد الدول العربية انطوان بصبوص ان "الاميركيين اقتنعوا بحجج فرنسا بيد ان فرنسا من جهتها لا تستعجل رحيل الاميركيين لان الوضع العراقي يمكن ان تكون له ارتدادات رهيبة على الامن الاوروبي".ويشير هايسبورغ بدوره الى ان "المضي في التركيز على العجز الفرنسي عن اقناع الاميركيين بتغيير مواقفهم ليس بالامر الرائع"، معتبرا ان الفرنسيين فهموا ان "ليس من مصلحتهم اظهار هذا العجز".
وتخلت باريس عن معظم حصتها من الديون العراقية في تشرين الثاني/نوفمبر 2004 بالرغم من موقفها السابق المتمثل بعدم التخلي عن اكثر من نصفها. ولم تحصل بالمقابل سوى على تنازلات شكلية في مؤتمر شرم الشيخ (مصر) الذي عقد في الشهر عينه وخصص لمناقشة مستقبل العملية السياسية في العراق.ويعتبر الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية ديدييه بليون ان فرنسا "لم تتمكن على الصعيد الدولي وعلى مستوى الدول العربية من استثمار المعركة الجميلة التي خاضتها عام 2003 في الامم المتحدة" والتي عبر عنها خطاب وزير الخارجية الفرنسي آنذاك دومينيك دو فيلبان.واضاف "لم يتفهم بعض من الذين ساندوا الموقف الفرنسي جهود باريس للمصالحة مع واشنطن".
ويلاحظ بصبوص من جهته ان "فرنسا لا تستطيع ان تتمسك بالموقف عينه الذي التزمته منذ ثلاث سنوات لان ذلك يعني مطالبة الاميركيين بالانسحاب من العراق مما يعزز احتمال اندلاع حرب اهلية ويصب في خانة مساعي زعيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي من اجل تحويل هذا البلد الى ما كانت عليه افغانستان بالنسبة الى اسامة بن لادن".