تضييق الخناق على المسلحين في سامراء

أسامة مهدي من لندن: قالت القوات الاميركية ان هجومها في منطقة سامراء دخل يومه السادس اليوم بتضييق الخناق على المسلحين هناك وشل حركتهم واكدت سقوط طائرة لها بدون طيار والعثور على مخابيء اسلحة جديدة واعتقال 60 مشتبها به في حين اكد رئيس الحكومة العراقية ابراهيم الجعفري ان الاولوية في برنامج عمل الحكومة المقبلة ستركز على الجانب الأمني من خلال بناء الأجهزة الأمنية من حيث الكمية والتجهيز والإعداد .

وقالت القوات في بيان صحافي ارسل الى "ايلاف" ان العمليات المشتركة لقوات الامن العراقية وقوات التحالف دخلت يومها السادس وسط محافظة صلاح الدين ومركزها تكريت "حيث تستمر الوحدات بتنظيف المنطقة وشل حركة الارهابيين ومنع نشاطهم في المنطقة" في مثلث بلدات سامراء تكريت الدور شمال غرب بغداد. واكدت العثور على مخباين اخرين يحتويان على اسلحة خفيفة وذخائر ومواد صنع العبوات وبذلك يصبح عدد المخابيء المكتشفة 15 مخبأ اسلحة في العملية التي يشارك فيها الف و500 عسكري مدعومين ب60 طائرة و200 عجلة عسكرية .

واشارت الى ان من ضمن المشاركين في العمليات المشتركة اللواء العراقي الاول-الفرقة الرابعة واللواء القتالي الثالث- الفرقة المجوقلة 101 واوضحت ان عملية سوارمر (الانقضاض) هذه قد اظهرت ازدياد كفاءة قوات الامن العراقية وتوليهم للمزيد من المسؤولية التي يتطلبها امن العراق.

واعلنت القوات الاميركية سقوط طائرة استطلاع بدون طيار وتحطمها قرب بلدة بلد في المنطقة التي تتعرض للهجوم موضحة ان الطائرة كانت تابعة لقاعدة جوية أميركية هناك وقالت ان الطائرة التي يتم التحكم بها عن بعد قد تحطمت ظهر اليوم . ويحلق طراز الطائرة المحطمة MQ-1 على ارتفاعات متوسطة وهي وتقوم بمهام استطلاعية.

وقالت القوات انها تواصل اعتقال مشتبهين ومصادرة ذخائر عبر مناطق ريفية بها مجموعات سكانية متناثرة في وسط محافظة صلاح الدين حيث بلغ عدد المعتقلين 60 شخصا. ووصفت المقاومة ضد القوات المشتركة بأنها محدودة حيث لم ترد تقارير عن وقوع قتلى أو معارك كبيرة خلال الهجوم وهو ما دفع إلى تقليص عدد القوات المشاركة في الهجوم من 1500 عنصر إلى 900 فقط.

وبدأت العملية الهجومية الخميس الماضي بعد ثلاثة أسابيع من اندلاع موجة العنف الطائفي بالعراق على إثر تفجير ضريح الامامين العسكريين في سامراء في الثاني والعشرين من الشهر الماضي.

وفي وقت سابق نفى قائد القوات الأميركية في العراق، الجنرال جورج كيسي، أن تكون هذه العملية العسكرية الواسعة تهدف رفع شعبية الرئيس الأميركي جورج بوش المتدنية قائلاً إن العملية "اكتسبت زخماً أكبر مما تستحق، إلا أنها تحقق أهدافها." واضاف "هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، تم التخطيط لهذه العملية مع قوات الأمن العراقية إثر توفر معلومات استخباراتية أنها عملية استندت في المقام الأول على استخبارات ولا شأن لها بالسياسة."

وقد اعتقلت القوات الاميركية في منطقة الضلوعية قرب بغداد خمسة أشخاص، ومداهمة وتفتيش عشرات المنازل في البلدة في إطار العمليات التي تقوم بها بمشاركة وحدات من الجيش العراقي.

ومن جهة اخرى قالت القوات الاميركية ان القوات متعددة الجنسيات قد انهت بناء قاعدة للدوريات كجهد مشترك بين قوات التحالف والشرطة العراقية من مركز شرطة المسيب لبناء مركز شرطة جرف الصخر جنوب بغداد . وقالت ان المواطنين بحاجة لوجود المباني الامنية في المدينة لتوفير الامن لهم. ويقول الملازم باتريك دوناهو، قائد 1-67 "ان قاعدة الدوريات هي حافز لدعم استقرار المدينة من اجل بناء مركزاً للشرطة". ويضيف الكابتن وليام كرون، السرية A، الكتيبة الاولى، الفوج المدرع 67، الفريق القتالي الثاني، فرقة المشاة الرابعة، " ان المشروع هو خطوة اولى في تأمين المدينة لكي يتمتع سكان جرف الصخر بالخدمات الاساسية التي تعمل معظم المدن على تحسينها. نأمل توفيرالامن والاستقرار الى المنطقة ستؤمن مشاريع اكثر والاموالاً.

ومثال واضح على مدينة جرف الصخر الجديدة هو مشروع "صبغ المدينة" الذي نفذ هذا الشهر حيث قامت قوات الامن العراقية والمواطنين بصبغ الجدران التي غطتها الشعارات لمساعدة المدينة بالتحول من ارض معركة الى مدينة واعدة بالامل. ويقول قائد شرطة المسيب المقدم احمد " ان هذا المشروع حفز المواطنين في جرف الصخر على الشعور بالفخر لمدينتهم. نأمل ان يستمر الاهتمام في المستقبل".

وعلى الصعيد الامني نفسه أعلنت وزارة الداخلية اليوم ا أنها اعتقلت 27 مسلحا بينهم ايرانى، وضبطت عددا من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بالاضافة الى تفكيك عبوتين ناسفتين أثناء عمليات دهم وتفتتيش قامت بها قوات الأمن العراقية في إطار عملية الرعد.واضافت في بيان لها اليوم انه تم إعتقال ثمانية من حي فلسطين وحي صناعة الكرامة في محافظة نينوى، وواحد من منطقة الكفاح وباب الشيخ في بغداد ،وألقت مفارز شرطة النجف القبض مطلوب من قبل قوات الشرطة في الديوانية (القادسية) ،وواحد من منطقة وادي عكاب بمحافظة نينوى."

وفى بيان آخر قالت الداخلية انه "تم القاء القبض على 15 ارهابيا) يستقلون قاربا في نهر دجلة في منطقة المدائن وضبط بحوزتهم قاذفات RBG7 و (8) رمانات يدوية." واضافت ان قوات حدود البصرة من القاء القبض على مشتبه به ايراني الجنسية يروم دخول الاراضي العراقية.

واوضحت أن دوريات النجدة تمكنت من العثور على قذيفة هاون عيار 60 ملم مع صاروخ قاذفة في منطقة السيدية في محافظة بغداد، وعبوة ناسفة كانت مزروعة في منطقة حي الربيع في تلعفر في محافظة نينوى . واشارت الى انه "تم ابطال عبوتين ناسفتين الأولى كانت مزروعة في ناحية المشرح في محافظة العمارة، والثانية كانت مزروعة بالقرب من شارع الاطباء في محافظة صلاح الدين."

ومن جانبه قال رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري إن برنامج الحكومة المقبلة سيركز على الجانب الامني . وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك في بغداد اليوم مع وفد من الكونغرس الأميركي ان الاولوية ستركز في برنامج عمل الحكومة على الجانب الأمني الذي يتضمن بناء الأجهزة الأمنية من حيث الكمية والتجهيز والإعداد". واكد ان الحكومة ستعمل من اجل تحديد ومعالجة أسباب الإرهاب بشكل جذري سواء الإرهاب القادم من الخارج أم الذي في الداخل وقال " إننا نريد أن نحل هذه القضية حلا جذريا كما سنعمل للاقتراب من أسبابها في ما يتعلق بالجانب السياسي والاقتصادي والخدمي والإجرامي". وأشار إلى:"إن رفع مستوى الخدمات وتقوية الجانب الاقتصادي شيء مهم في عمل الحكومة وسنعمل لزيادة الإنتاج وتقليص النفقات كما سيتم فسح المجال أمام الاستثمار والشركات لخلق فرص عمل للعراقيين والقضاء على البطالة بالإضافة إلى الحد من الفساد الإداري والمالي".