لحود يبحث التطورات الإقليمية في الخرطوم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الخرطوم: تكرر مساء اليوم في الخرطوم المشهد اللبناني في الامم المتحدة، إذ وصل الى العاصمة السودانية وفدان لبنانيان الاول برئاسة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد اميل لحود و الثاني برئاسة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة. وعشية انعقاد مؤتمر القمة العربية بدأ رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود ورغم العزلة الدولية التي يواجهها لقاءاته إذ زار امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح والرئيس السوري الدكتور بشار الاسد.
وبحث لحود والاسد في مقر اقامة الاخير في الخرطوم التطورات الراهنة في لبنان وعددا من المواضيع التي تهم البلدين. واعرب الاسد خلال اللقاء مع الرئيس لحود،عن اهتمامه بالتقدم الذي احرزه مؤتمر الحوار الوطني، مركزا على "اهمية اتفاق اللبنانيين مع بعضهم البعض"، معتبرا "ان في وحدتهم قوة". وابدى استعداد بلاده للمساعدة في كل ما من شأنه ان يعزز وحدة لبنان وسيادته واستقلاله وسلامة اراضيه، مؤكدا "استمرار العلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين".
وبعد انتهاء اللقاء الذي استمر ساعة تحدث وزير الخارجية السوري وليد المعلم فنفى ان يكون الملف اللبناني-السوري مطروحا في جلسة غد. ووصف المحادثات بين الرئيسين اللبناني والسوري ب"الجيدة". وردا على سؤال قال :"ان المبعوث الدولي تيري رود لارسن يمثل القرار 1559، ولا علم عندي بأنه توجد علاقات دبلوماسية او ترسيم حدود في هذا القرار، فمن اين اتى بهذه الامور؟ واضاف :هذا شأن يقرره لبنان وسورية.
وعما اذا كانت سورية ستبادر الى المساهمة في اثبات لبنانية مزارع شبعا،اجاب:نحن من قال ان مزارع شبعا لبنانية ومشكلتها مزدوجة: الاولى تكمن في الاحتلال الذي نسيه الناس بفعل الاعلام اللبناني الذي قال ان سورية هي العقبة بينما الاحتلال هو العقبة .والثانية تكمن في تذكر ما حصل في العام 2000 عندما قالت لجنة في مجلس الامن ان اسرائيل نفذت القرار رقم 425، بينما في واقع الحال هي لم تنفذه، ووضع انذاك الخط الازرق وهو خط انسحاب وليس خط الحدود لانه لا تزال هناك مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، فلا بد للبنان ان يذهب مباشرة الى الامم المتحدة".
واضاف الوزير المعلم :"ان لارسن هو الذي يقول ان مزارع شبعا سورية، وعلى لبنان ان يصحح له هذه المعلومة". وردا على سؤال حول امكانية موافقة سورية في حال طلبت الحكومة اللبنانية الاعتراف خطيا بلبنانية مزارع شبعا، لفت الى انه لا يجيب على سؤال افتراضي ولكنه يعلم ان المطلوب هو ان يكون هناك مشكلة بين لبنان وسورية يعمل على ايجادها اشخاص مثل لارسن وغيره"بهدف ابقاء المشكلة قائمة بيننا ".
وكان الرئيس اللبناني استهل نشاطه في الخرطوم بزيارة امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في مقر اقامته وجدد لحود في مستهل اللقاء تهنئته لامير الكويت على تسلمه مهامه، متمنيا له التوفيق في قيادة الكويت نحو المزيد من الاستقرار والامن والتقدم. ورد الشيخ الصباح شاكرا لرئيس الجمهورية عاطفته، مؤكدا "ان الكثير من القواسم المشتركة تجمع بين اللبنانيين والكويتيين"، لافتا الى "ان كلا البلدين مر في ظروف متشابهة، وقد تمكنا من تجاوز المحن التي عصفت بهما".
ثم استفسر امير الكويت من الرئيس لحود عن تطور الحوار الوطني في لبنان، فاطلعه رئيس الجمهورية على المراحل التي قطعتها عملية الحوار والنقاط التي تم التوافق عليها حتى الان. فابدى الشيخ الصباح ارتياحه، متمنيا ان تستمر هذه الروح الوفاقية التي يتميز بها اللبنانيون، فوافقه الرئيس لحود على ذلك، مشيرا الى "ان قوة اللبنانيين هي في وحدتهم وتضامنهم".
ثم تطرق البحث الى العلاقات الثنائية الممتازة وسبل تطويرها، فاكد الشيخ الصباح على اهمية الاستقرار في لبنان، معتبرا "انه استقرار للكويت". وتم تقييم الاوضاع الاقليمية في المنطقة ومستجداتها. ووجه الرئيس لحود في نهاية اللقاء دعوة رسمية الى الشيخ صباح لزيارة لبنان، ووعد امير الكويت بتلبيتها قائلا "ان زيارة بيروت هي دائما مصدر سعادة له".
وكان الرئيس اللبناني اميل لحود اعرب في وقت سابق اليوم عن ارتياحه للتوصية التي صدرت مساء أمس عن الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان بانشاء محكمة تضم قضاة لبنانيين ودوليين وتنعقد خارج لبنان لمحاكمة المتهمين في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما.
واعتبر الرئيس لحود في حديث له اليوم أن هذه التوصية تأتي استجابة لطلب لبنان لكشف ملابسات هذه الجريمة النكراء ، معربا عن امله في أن يتجاوب مجلس الامن مع توصية الامين العام للامم المتحدة بحيث يتم تشكيل المحكمة بالتزامن مع الاسراع في التحقيقات الجارية والاستماع الى جميع الشهود الذين يملكون معلومات عن الجريمة وذلك وصولا الى تحديد هوية الجناة الحقيقيين تمهيدا لمحاكمتهم وانزال أشد العقوبات بهم.
وجدد التأكيد على أن لبنان لن يتساهل مع كل من يثبت التحقيق بالادلة الدامغة مسؤوليته عن الجريمة وذلك خدمة للحقيقة التي يدعو اليها الجميع ولوضع حد للتفسيرات والاجتهادات التي تروج من هنا وهناك والتي يراد منها استغلال استشهاد الرئيس الحريري لتحقيق أهداف تسيء الى وحدة لبنان واللبنانيين واستقلالية القرار الوطني.