أخبار

الأميركيون: الحسينية استخدمت لاحتجاز رهائن

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

جنود عراقيون هاجموا المسجد الشيعي بحماية أميركية

الأميركيون: الحسينية استخدمت مقرا لاحتجاز رهائن

أسامة مهدي من لندن : بعد يومين من هجوم عسكري استهدف مسجدا للشيعية (حسينية) في بغداد واثر تبادل الاتهامات بين العراقيين والاميركيين حول الجهة التي نفذته بدأت تتكشف حقيقة الحادث الذي شكل الرئيس العراقي جلال طالباني لجنة مشتركة للتحقيق في ملابساته حيث اكد الجيش الاميركي ان 50 عسكريا عراقيا يساعدهم 25 مستشارا اميركيا هاجموا المسجد بينما قال عضو في مجلس النواب العراقي انهم 45 عسكريا من الحرس الوطني العراقي بينهم اكراد في حين اشار شهود عيان الى ان جنودا عراقيا تحميهم طائرات اميركية اقتحموا الحسينية التي اكد قائد عسكري اميركي انها كانت مقرا لاحتجاز مختطفين .

وفي بيانات عسكرية وتصريحات اصدرها الجيش الاميركي ارسل عدد منها الى "ايلاف" في رد فعل على الضجة السياسية والشعبية التي اثيرت حول مهاجمة الحسينية الواقعة في حي اور ببغداد مساء الاحد وقتل 20 عنصرا من جيش المهدي وحزب الدعوة تنظيم العراق كانوا بداخلها قال اللفتنانت جنرال بيتر تشياريلي ثاني أكبر القادة الامريكيين في العراق انه "عقب الواقعة.. ذهب شخص ما وجعل الموقع يبدو على خلاف ما كان عليه. كان هناك كثير من التضليل " رافضا الاتهامات بحدوث مذبحة وهي الاتهامات التي دعت الائتلاف العراقي الشيعي الموحد الذي يقود الحكومة العراقية الى مطالبة القوات الاميركية بتسليم السيطرة على الامن غير أنه رفض الافصاح عن اسم الجماعة التي نقلت الجثث .

واكد تشياريلي ان المداهمة التي قام بها نحو 50 من جنود القوات الخاصة العراقية مدعومين بنحو 25 "مستشارا" أميركيا كانت نتيجة نشاط استخباراتي مطول لكنه قال انه لا يعرف الانتماء الديني "للمتمردين" الستة عشر الذين قتلوا كما نقلت عنه رويترز مضيفا أن المجمع المستهدف لم يكن مسجدا وانما كان مجمع مكاتب برغم ان الجيران ومساعدون لرجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر يصفون المجمع بأنه مسجد ويقولون انه كان في وقت من الاوقات مكاتب تابعة لحزب البعث المنحل الذي كان يتزعمه الرئيس المخلوع صدام حسين. واشار الى انه تم تحرير عراقي كان أخذ رهينة في ذلك اليوم وقال انه كان مهددا بالموت اذا لم يدفع فدية تبلغ 20 ألف دولار.

وأكد تشياريلي ان الجنود تعرضوا لدى اقترابهم من المجمع الى اطلاق للنار من جميع الغرف مؤيدا الرواية الاميركية حول الحادث مؤكدا ان وحدة تابعة للقوات الخاصة العراقية مدعومة بطاقم مكون من 25 أمريكيا ما بين مستشارين ومدربين وأطباء وخبراء ازالة المفرقعات وصلوا لمداهمة الموقع مع حلول الظلام وتعرضوا على الفور لاطلاق النار من عدد من المباني حول المجمع. وقال ان القوات "طهرت المجمع" وقتلت أو اسرت من كانوا بداخله. وأكد قائلا "كانت القوات العراقية هي التي شاركت في القتال" وان طائرات هليكوبتر أمريكية كانت تحلق في ذلك الوقت ولكنها كانت تقوم بدعم مهمة أخرى وشدد على ان جميع القتلى سقطوا بنيران عراقية. وعرف تشياريلي الرهينة على أنه فني يصنع الادوات التي يستخدمها أطباء الاسنان وقال "أطلع على صورة لابنته وأبلغ بأنه اذا لم يدفع 20 ألف دولار فسيقتل في اليوم التالي."

وحول الضجة التي اثارها سياسيون عراقيون ضد العملية قال تشياريلي "تم تنسيقها من خلال قنوات عسكرية ولا يتم تنسيق كل عملية نديرها مع كل سياسي في العراق." ورغم رفضه الانجرار الى القول بالتورط المحتمل لجيش المهدي التابع للصدر والذي تصدر زعماؤها السياسيون ادانة المداهمة قال تشياريلي "اعتقد أن رد الفعل أحدثه هؤلاء الذين أعدوا الموقع.
"
ومن جهته قال الميجر جنرال جي.دي. ثورمان الذي تسيطر فرقته على بغداد "اذا كان مسجدا.. فلماذا كانوا يستخدمونه كمكان لاحتجاز رهائن." واضاف أنه تم العثور بداخله على أسلحة من بينها 34 بندقية وقذائف صاروخية.

واتهم الائتلاف العراقي الموحد الذي يضم سبع هيئات او احزاب ويشكل الكتلة البرلمانية للاحزاب الشيعية الدينية القوات الاميركية والقوات الخاصة الخاضعة لها بارتكاب جريمة بشعة عندما هاجمت مسجد المصطفى ما ادى الى استشهاد عشرات واعتقال اخرين وتخريب المبنى ومكتب حزب الدعوة الاسلامية-تنظيم العراق . وطالب الائتلاف الحكومة العراقية "بفتح تحقيق سريع وشامل لكشف الخلفيات والاهداف والملابسات واتخاذ الاجراءات لمنع مثل هذا التلاعب بالدماء وبالعملية السياسية" وقد اعلن الرئيس العراقي جلال طالباني امس الاثنين تشكيل لجنة مشتركة عراقية اميركية للتحقيق في الحادث وقال انه سيترأس اللجنة بطلب من الاخوة في الائتلاف للتحقيق في الحادث وتحديد المسؤوليات كطرف حيادي اي مخالف للقوانين سنقدمه الى المحاكمة كائنا من يكون .

وعلى الجانب الثاني كشف فلاح حسن شنشل عضو مجلس النواب عن كتلة الائتلاف من التيار الصدري أن العملية العسكرية التي استهدفت المصلين في مسجد المصطفى في حي اور هي عملية همجية وحشية الهدف منها اثارة الفتنة وهي محاولة بائسة من جانب الاحتلال ومن يعاونه لجر التيار الصدري للقتال وتقويض العملية السياسية في البلاد.

واضاف ان قوات عراقية من فوج 36 حرس وطني شاركت قوات الاحتلال بالهجوم على مسجد المصطفى وشاركت باعدام المصلين مؤكدا ان غالبية عناصر هذا الفوج من االاكراد البيشمركة وهي المليشيات المسلحة التابعة للاحزاب الكردية . وقال ان الحكومة العراقية المتمثلة برئيس الوزراء الدكتور ابراهيم الجعفري بصفته القائد العام للقوات المسلحة لاعلم له بهذا الهجوم ومشاركة قوات عراقية فيه وطالب السلطات العراقية بفتح تحقيق في هذا الامر وكشف ملابسات الحادث والتعريف بمن قاموا بهذا الهجوم وكشف الدوافع الاساسية لهذا العمل الاجرامي.

وفي مستشفى الامام علي في مدينة الصدر حيث يرقد اثنان من جرحى الحادث ابلغ احدهما واسمه محمد حسن صحيفة "البينة" في بغداد اليوم انه شاهد تلك قوات عراقية وهي تقتحم المسجد بينما كانت طائرات مروحية اميركية تحلق في سماء المنطقة وسرعان ما هرع للمسجد لانقاذ اخيه الا انه تفاجئ بفتح النار من قبل عناصر الحرس الوطني باتجاهه وباتجاه من هرعوا لانقاذ المصلين وبقي مختبئا يراقب مايجري عن بعد . ويضيف انه اخلى اخيه الجريح الى سيارة قريبة وشاهد عدد كبير من الجثث وعليها اثار تعذيب بعضهم يعرفهم من اعضاء حزب الدعوة تنظم العراق الذي يتزعمه وزير الدولة لشؤون الامن الوطني الحالي عبد الكريم العنزي . ويوضح الجريح ان مع تلك القوات عراقيين وعدد اخر يتحدث اللهجة اللبنانية يبدوا انهم من المترجمين او العملاء حيث يحملون السلاح .

وقد رفض وزير الداخلية العراقي بيان جبر التفسير الأميركي للغارة على المسجد الشيعي وطالب الجيش الأميركي "بتفسير واضح" للعملية واصفا اقتحام الحسينية وقتل المصلين بالتصرف "غير المبرر والانتهاك البشع .
وقد قرر محافظ بغداد حسين الطحان والمجلس المحلي للعاصمة العراقية تجميد التعاون مع القوات الأميركية لحين استكمال التحقيقات في الغارة التي استهدفت الحسينية .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف