قمة الخارجين عن القانون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إنتهت قبل أن تبدأ في ظل غياب اللاعبين الكبار عنها:
قمة "الخارجين عن القانون" في رحاب الخرطوم
سلطان القحطاني من مرّاكش: مع تخفيض التمثيل السياسي لأغلب الدول العربية واختزال قمة الخرطوم في يوم واحد بدلاً عن يومين وتجاوز أغلب الملفات الهامة عن التباحث حولها،فإن هذه النقاط تبدو كمعطيات متواترة يقدرها محللون سياسيون بأنها تُسهم في التأكيد على أن القمة انتهت قبل أن تبدأ بعدة أيام،ذلك أنها تحولت إلى قمة للخارجين عن القانون في ظل حضور أغلب زعماء محور الشر العربي،في تقدير الأوساط الأجنبية،وغياب اللاعبين الكبار في المنطقة،وفي بلد يرونه أيضاً بأنه خارج عن الشرعية الدولية.
هذا وانتهت فعاليات الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربية الثامنة عشرة التي تعقد في الخرطوم وذلك في غياب عدد من القادة العرب أبرزهم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس المصري حسني مبارك،في حين كان الرئيس الليبي معمر القذافي أكثر الزعماء تحمساً للقمة وأجندتها،وتمثّل ذلك في حضوره المبكر قبل القمة بأيام،وكذلك تكبده جزءاً من الدعم للبلد المضيف السودان كي يكون في تمام الجهوزية لاحتضان حدث كهذا.
ولكن لماذا هم خارجون عن القانون؟..معلقون عرب قالوا خلال حديث أمام "إيلاف" أن ذلك يتمثل في حضور الرئيس السوري وهو الذي ما زال نظامه في محيط الشبهات على خلفية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري،والقذافي الذي ما زالت تقلبات طقسه السياسي تثير الحيرة والتشكك في الأوساط الدولية،والبشير الذي لم يُبرأ نظامه بعد حول ما يتعلق بجرائم حرب في إقليم دارفور،والرئيس اللبناني لحوّد الذي يعتبر فاقداً للشرعية التمثيلية للبنان كما ترى أوساط دولية.
وليست هذه الأسباب وحدها مسببة لفشل القمة التي تحولت لحدث بروتوكولي لا أكثر،بل أن الأمر يتعدى ذلك ليصل إلى عدم قدرة الأمين العام لجامعة الدول العربية على الخروج من محيط "الطيف القومي" كي يستطيع التعامل مع المعطيات الجديدة في العالم،بعيداً عن موجة شعارات الستينات وفق ما يراه محللون سياسيون تعليقاً على القمة،ويرون أن هذا الإرث القومي دفع موسى إلى تزويج ابنته إلى أحد أحفاد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر.
إلا أن مراقبين مخضرمين لشؤون الجامعة العربية منذ تأسيسها قبل نحو نصف قرن يرون بأن موسى استطاع أن ينقل الجامعة من "غيبوبتها الإكلينيكية" في عهد سلفه عصمت عبدالمجيد إلى خطوات أكثر ديناميكيه بعدما ضربها الغزو العراقي للكويت آن ذلك في الصميم،وهي حيوية تُحسب لموسى وقتذاك وإن لم تستمر طويلاً،إذ وجد نفسه كأي سياسي عربي أسيراً للأصوات الشعبية التي يحرص على عدم فقدانها،وهو الذي يعد أكثر السياسيين العرب جماهيرية كما أشارت استطلاعات رأي بذلك.
وخلال الجلسة الافتتاحية، توالى عدد من المتحدثين على المنصة، حيث افتتح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الجلسة بوصفه رئيس الدورة السابعة عشرة للجامعة العربية.ودعا بوتفليقة في كلمته إلى توحيد الأمة العربية لمواجهة التحديات التي تواجهها. وقال بوتفليقة أن العالم العربي أصبح الساحة الرئيسية للتطورات الأكثر حدة والأشد تعقيدا وأضاف :"أوطاننا مستهدفة ونظرة غيرنا إلينا تفتقد إلى الإنصاف ويغلب عليها الاستصغار والازدراء".
وفي تقدير مثقفين عرب فإن الجامعة العربية هي بمثابة "الروح القُدس" بين الجماهير وشاغلي الكراسي العُليا في العواصم العربية.لذلك فإن على عاتقها أن تكون بفعالية أكبر حتى لو اضطر ذلك إلى تعديل صبغتها لتكون إتحاداً يظم الدول العربية الكُبرى بدلاً عن وجود 22 دولة،والتي هي في أغلبها دول صغيره لا تمتلك "قدرة على تحديد مصير نفسها فما بالك بمصير قضايا العالم العربي الكبرى" على حد قولهم.