أخبار

خليلزاد في مرمى النيران الشيعية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إتهم بدعم السنة وتشجيع الإرهاب ونودي بطرده من العراق
خليلزاد في مرمى النيران الشيعية

أسامة مهدي من لندن: يواجه السفير الاميركي في العراق زلماي خليلزاد حملة عدائية شرسة تشنها ضده قوى وشخصيات سياسية شيعية عراقية تتهمه بالانحياز للسنة واطلاق تصريحات تشجع على الارهاب وتهيء لحرب اهلية طائفية داعية الحكومة الى طرده من العراق بينما طالب مجلس امانة بغداد من السكرتير الاول في السفارة الاميركية في بغداد ايصال رسالة الى الرئيس الاميركي جورج بوش تطالبه بسحب السفير "الافغاني الاصل" الذي يبدو انه يغوص في رمال التجاذبات السياسية العراقية المتحركة .

فمنذ ان اطلق خليلزاد تصريحاته الشهيرة مطلع العام الحالي عن رفض تولي "اشخاص طائفيين" لحقيبتي وزارتي الداخلية والدفاع وحديثه عن جرائم ترتكبها مليشيات تابعة للداخلية التي يتولاها قيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بزعامة عيد العزيز الحكيم هو بيان جبر صولاغ وهو يتعرض لهجوم بدأ من دون ان يتوقف زاد من حدته التفجير الذي تعرض له ضريح الامامين العسكريين في مدينة سامرء (100 كم شمال غرب بغداد) في الثاني والعشرين من الشهر الماضي حيث اعتبر قادة القوى الشيعية انه جاء نتيجة لتصريحات السفير تلك خاصة وان هؤلاء الزعماء يتحدثون علنا عما يسمونه بدعم خليلزاد للقوى السنية من خلال مطالبته بحكومة وحدة وطنية تجمع كل القوى السياسية فيما هم كانوا يشددون على الاستحقاق الانتخابي الذي يحتلون المرتبة الاولى فيه . ولاتتردد بعض الشخصيات هذه في تسمية السفير خلال اجتماعاتها الخاصة ب"ابو عمر البلوشي" في اشارة الى طائفته السنية واصوله الافغانية .

وتجددت الحملة الشيعية ضد السفير اثر مهاجمة مسجد شيعي في بغداد (حسينية المصطفى) وقتل 20 شخصا بداخلها من عناصر جيش المهدي التابع لرجل الدين الشاب مقتدى الصدر حليف رئيس الحكومة ابراهيم الجعفري واعضاء في حزب الدعوة - تنظيم العراق بقيادة وزير الامن الوطني عبد الكريم العنزي وهو الهجوم الذي جاء بعد يومين من تصريحات لخليلزاد يتهم فيها مليشيات الشيعة بعلاقة مع ايران وتنفيذ اعمال عنف ثم جاءت اتهامات القوات الاميركية للمشرفين على الحسينة بتخاذها مقرا لاحتجاز رهائن لتفجر الموقف الذي لم تنفع معه توضيحات السفير التي ابلغها للرئيس العراقي جلال طالباني خلال اجتماعهما امس الاول ملقيا على الصحافة التلاعب بتصريحاته وعدم التزام الدقة عند نشرها .

فبعد ان اعلن عن الهجوم الذي تعرضت له الحسينية الاحد الماضي والهجوم الشيعي ضد السفير لم يتوقف مبتدءا بالاتهام الذي وجهه نائب الجعفري في حزب الدعوة والقيادي في الائتلاف العراقي الشيعي جواد المالكي الذي حمل السفير مسؤولية القيام بهذا الهجوم معتبرا ان تصريحاته الاستفزازية تعطي الضوء الاخضر للارهابيين بتنفيذ عملياتهم المسلحة ضد العراقيين . ومن جهته طالب حزب الفضيلة الاسلامي بزعامة المرشح السابق لرئاسة الحكومة نديم الجابري الحكومة العراقية بطرد خليلزاد وقال في بيان له ان فشل الإرهابيون والتكفيريون في إشعال نار الحرب الأهلية والفتنة الطائفية التي كان احد أهدافها القضاء على العملية السياسية السائرة قدما في العراق قد اثر سلباً على أجندات وسيناريوهات قد رسمتها الأيدي المعادية لإرادة الأمة في اشارة الى السفير . واتهم الحزب الاميركان بعد فوز الائتلاف في الانتخابات الاخيرة بالسعي " لاعادة ترتيب الأوراق والقوى السياسية الفاعلة في الساحة لأنهم يعرفون أن بقاءهم رهن بعدم الاستقرار الأمني واستمرار دوامة العنف في هذا البلد الجريح ونجاح مشروعهم الإمبريالي إنما يكون بتشكيل حكومة تنسجم مع مخططاتهم" داعيا الحكومة العراقية الى وقفة شجاعة " للدفاع عن خيارات الأمة وإرادتها لأنها ممثلة لها فعليها أن تلزم القوات الأميركية عند حدودها الطبيعية وان تطرد السفير الأميركي الذي طالبنا الإدارة الأميركية بتغييره وتبديله لما له من دور سلبي في التأثير على العملية الديمقراطية في العراق" . وشدد على "إن بقاء هذا السفير بسياسته الطائفية في العراق يجر البلد إلى الويلات وفي عقيدتنا إن السفير الأميركي أخطر على البلد من الإرهاب الضارب في إطنابه لأنه يحرك الكثير من أطراف خيوط هذا الإرهاب .. فعلى الحكومة تلبية مطالب الشعب بطرده من العراق" .

ومن جهته حمل سلام المالكي ممثل التيار الصدري وزير النقل العراقي خليلزاد "مسؤولية ما حصل" في الهجوم على الحسينية في إشارة الى تصريحات السفير لصحيفة "(واشنطن بوست" مطلع الاسبوع والتي إتهم فيها إيران بتدريب وتمويل الميليشيات الشيعية ومنها جيش المهدي .. وقال "نحن لدينا معلومات بوجود مؤامرة ضد التيار الصدري ...القوات الاميركية تحاول تأجيج وتصعيد الموقف وهي تحاول خلق أزمة سياسية في العراق."

كما شن حزب الله في العراق احد مكونات الائتلاف الشيعي اعنف هجوم ضد السفير قال فيه "كلما حاولنا ان نقنع انفسنا بان السفير الافغاني الاصل الاميركي الجنسية قد بدل من خطابه وغير من رؤيته السادية تجاه الوضع العراقي.. نتفاجأ بتصريحات يراد منها اذكاء فتنة تعصف بالبلاد الى المجهول او عرقلة العملية السياسية التي استطاع السياسيون ان يتخطوا فيها العراقيل ويصلوا الى مشتركات موحدة ويبدو ان هذا الامر مخطط له لبقاء قوات الاحتلال رابضة على صدورنا لاطول وقت ممكن" .

واكد الحزب "ان تصريحات السفير التي تعد المطالبة برحيله غير مأسوف عليه مطلبا شعبيا بعد ان اثبت في اكثر من مناسبة عدم حياديته وازدواجية معايير حكومته.. الا مصاديق على المؤامرة الخطيرة التي يشكل السفير رأس الحربة فيها" واضاف في افتتاحية لصحيفته "البينة" انه يبدو ان قوات الاحتلال بعد ان يأست من اذكاء نار الحرب الاهلية بدات بمحاولات لاثارة الفوضى في البلاد للتمهيد الى فرض سيناريو امريكي ـ بريطاني ـ خليجي على غرار سيناريو الجزائر في تسعينات القرن الماضي والمجيئ بأحد العملاء ليقمع ارادة الشعب العراقي التي عبر عنها في الانتخابات الماضية" وشدد بالقول في الختام "ما علينا اليوم كإئتلاف الا نقدم الاولويات ويتنازل بعضنا للاخر لنخرج بموقف موحد يقول للسفير الامريكي وقوات بلاده اخرجوا من بلادنا فلا حاجة لنا بكم" .

ومن جانبه دعا السيد صدر الدين القبنجي إمام جمعة النجف والقيادي البارز في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق في خطبة الجمعة البيت الأبيض إلى إعادة النظر في مدى صلاحية من يمثله في العراق .

وقال القبانجي في خطبة الجمعة الماضية " نحن نعتبر ما يحدث تدخلا في الشأن السياسي و لا ينسجم مع التصريحات التي تطلقها الإدارة الأمريكية حول الإصلاح السياسي فليعيدوا النظر فيمن يمثلهم ." واضاف أن "بوش و كوفي عنان استنكرا هذه العملية لكن ما جدوى الاستنكار وقيمته إذا كانت تصريحات ممثليهم يشم منها رائحة الطائفية .لذا فنحن نطالب بإعادة النظر في تمثيل الولايات المتحدة في العراق ، و ندعو البيت الأبيض إلى إعادة النظر في مدى صلاحية من يمثله هنا في العراق لأنه من أصول طائفية."

كما حمل حمل العلامة السيد جعفر الشيرازي الولايات المتحدة وتحديدا سفيرها زلماي خليلزاد مسؤولية تفجير مرقد الامامين الهادي والعسكري قائلا كان للتصريحات الالخيرة للسفير الاميركي من الاسباب التي وفرت للارهابيين مناخات سياسية والاعمية لتنفيذ جريمتهم واشار الى " ان التصريحات الاخيرة للسفير زلماي كشفت عن موقف اميركي خطير من تطورات الشأن الداخلي العراقي وان السفير تجاوز ضوابط الاداء الدبلوماسي ليتحول الى طرف منحاز في التطورات السياسية والعملية السياسية الجارية في البلاد . ووصف الشيرازي السفير بانه " طائفي وانه بدأ يجسد منهجا مفضوحا في الموقف الاميركي يشير الى انحياز ضد الاغلبية وضد الاستحقاقات الانتخابية الاخيرة .

وفي مؤتمر صحافي في بغداد اليوم قال عضو مجلس النواب عن الكتلة الصدرية العضو في الائتلاف بهاء الاعرجي ان عملية اقتحام حسينية المصطفى هي عملية مقصودة من قبل قوات الاحتلال واضاف" نحن نوجه كلامنا الى السفير الاميركي ان لا يتدخل فيما لايعنيه" موضحاي" ان الكتلة الصدرية طلبت ان لايحضر السفير الى اجتماعات الكتل السياسية لان هذا شأن عراقي". واشار الى ان السفير الاميركي يلعب دورا غير واضح في تحقيق مصالحه وهو يتدخل في الكثير من الامور وقال " كانت لدينا شكوك بان هذا السفير من أصول طالبانية لانه يريد ان يحقق اهدافا وينحاز لفئة معينة" .

اما عضو مجلس النواب عن الكتلة الصدرية بهاء الاعرجي فقال "ان عملية اقتحام حسينية المصطفى هي عملية مقصودة من قبل قوات الاحتلال". واضاف في مؤتمر صحفي في بغداد الاثنين " نحن نوجه كلامنا الى السفير الاميركي ان لا يتدخل فيما لايعنيه" موضحا " ان الكتلة الصدرية طلبت ان لايحضر السفير الاميركي الى اجتماعات الكتل السياسية لان هذا شأن عراقي".

واكد "ان السفير الاميركي يلعب دورا غير واضح في تحقيق مصالحه وهو يتدخل في الكثير من الامور" واوضح " كانت لدينا شكوك بان هذا السفير من أصول طالبانية لانه يريد ان يحقق اهدافا وينحاز لفئة معينة".

وعندما وجه السفير الأميركي الشهر الماضي تحذيرا شديد اللهجة الى المسؤولين في الحكومة العراقية قائلا ldquo;ان واشنطن لن تتغاضى عن وجود عناصر طائفية ومرتبطة بميليشيات في الحكومة الجديدة او في قواتها الامنيةrdquo;. واضاف ldquo;ان وزارة الداخلية والدفاع والمخابرات ومستشار الامن القومي يجب ان يكونوا بعيدين عن الطائفية ومقبولين من نطاق واسع وغير مرتبطين بميليشيات وان يعملوا من اجل العراقيين كافةrdquo; .. اثيرت ضده اتهامات بالوقوف مع الارهابيين ضد الشيعة كما بحث الحكيم الامر معه اجتماع عقد بمكتبه .

واصدر المجلس اثر الاجتماع بيانا قال فيه ان خليلزاد اشار الى ان تصريحاته السابقة حول وجود وزارات طائفية في الحكومة سيمنع تكرار تولي طائفيين لها كانت قد فهمت في الاعلام بشكل مخطوء ولم يكن يقصد تحفظه على أي وزير أو مرشح من قائمة الائتلاف لتبوء المناصب في الدولة .

وقد اعتبرت مصادر عراقية تحدثت معها "ايلاف" اليوم تراجع السفير عن تصريحاته نصرا للحكيم وللائتلاف الشيعي الذي سيجد يديه مطلقة في تعيين الوزراء الذين يرغب في التشكيلة الحكومية الجديدة وقالت ان زعيم الائتلاف استطاع بنجاح ان يوظف الاحداث التي جرت بعد جريمة تفجير ضريح الامامين العسكريين في مدينة سامراء الاربعاء الماضي لصالح طروحاته السياسية في ضرورة الحزم بالوقوف بوجه من يطلق عليهم "الزرقاويون والصداميون" من انصار زعيم منظمة القاعدة في بلاد وادي الرافدين ابو مصعب الزرقاوي وانصار الرئيس العراقي السابق صدام حسين .. اضافة الى تحجيم القوى الاخرى التي تعترض على سياسات الائتلاف وخاصة فيما يتعلق بعمل وزارة الداخلية واشارت الى ان الائتلاف خرج من الازمة الحالية اقوى مماكان عليه قبلا خاصة بعد ان اسستطاع ان يحشد الشارع الشيعي خلفه اثر ابداء هذا الشارع مؤخرا تذمرا من استمرار تراجع الخدمات وارتفاع اسعار المحروقات وفقدانها من الاسواق اضافة الى تصاعد العمليات المسلحة التي فشلت الحكومة في الحد منها .

وكان الحكيم اجاب في مؤتمر صحافي على سؤال حول اعتبار قوى سياسية عراقية تصريحات خليلزاد ضد الائتلاف بمثابة الضوء الاخضر لتفجير الوضع قائلا " قطعاً تصريحات السفير لم تكن بالطريقة المسؤولة ولم يتصرف كسفير وانما كانت هذه التصريحات سبب في مزيد من الضغط ومزيد من اعطاء الضوء الاخضر للمجموعات الارهابية وبالتالي هو يتحمل جزء من المسؤولية" .

واشارت المصادر الى تراجع السفير ياتي اثر الهجوم الذي تعرض له من قوى وجماهير شيعية اعتبرت تصريحاته تدخلا في شؤون العراق الداخلية وهو مارفضها رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري ايضا اضافة الى خروج الالاف من المتظاهرين في اكثر من مدينة عراقية بتنظيم من القوى السياسية الشيعية رافعين لافتات كتبوا عليها عبارات تدعو الحكومة الى طرد السفير الاميركي وهتفت بعبارت منها "لا لزاد .. لا للتكفيرين" .. و "كلا كلا اسرائيل كلا كلا امريكا" .

دبلوماسي الحروب من افغانستان الى العراق
والتحق زلماي خليلزاد الذي يتكلم العربية بعمله الجديد سفيرا لبلاده في بغداد قبل عامين وهو على علاقة قديمة تربطه مع السياسيين العراقيين الذين يمسكون بشؤون البلاد حاليا فهو سبق ان تعرف عليهم منذ خمس سنوات عندما كانوا يمثلون قوى المعارضة العراقية الخارجية ضد نظام الرئيس المخلوع صدام حسين .

ويعتبر خليلزاد (55 عاما) الذي عمل قبل ذلك سفيرا لواشنطن في كابل الذي اعلن البيت الابيض تعيينه ثاني سفير للولايات المتحدة في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين ربيع عام 2003 ارفع مسؤول مسلم من اصل افغاني في الادارة الاميركية وجاء تعيينه مؤشرالى دور حاسم يتوقع ان يلعبه في الحياة السياسية العراقية وهو احد الخبراء الذين عرفوا بكونه جزءًا من جهود الولايات المتحدة منذ مدة طويلة للحصول على مدخل إلى احتياطات النفط والغاز في آسيا الوسطى حيث كان يعمل مستشارًا للطاقة لدى شركة شيفرون كما عمل مشرفًا لدى شركة النفط الأمريكية العملاقة ينوكول التي كانت ترغب في بناء أنبوب للغاز يربط بين تركمانستان وباكستان عبر أفغانستان .

وخليلزاد ليس بعيدا عن الشؤون العراقية وشخصياتها وسياساتها فهو عمل سفيرا فوق العادة للادارة الاميركية لدى المعارضة العراقية عام 2002 حين رعا مؤتمرا لها في منطقة كردستان العراق ثم اخر في لندن اواخر عام 2002 حين تم اعداد برنامج متكامل لمرحلة مابعد صدام حسين الذي سقط نظامه بعد اربع اشهر من ذلك ليشرف على مؤتمر في مدينة الناصرية جنوب بغداد بعد ايام من رحيل صدام لبحث مستقبل العراق وتشكيلته السياسية ومتطلبات مرحلة الاحتلال ودور القوى العراقية في شؤون العراق الجديد .

ولد خليلزاد في بلدة مزار الشريف وكان والده موظفا انتقل بالاسرة الي العاصمة كابول ولكنه حصل علي ميزة تلقي الدراسة في الجامعة الاميركية ببيروت لأن والده كان يعتبر من الاعيان وبعد ذلك تحصل علي درجة الدكتوراه من جامعة شيكاغو الامريكية عام 1979. وخلال الفترة بين 1985و1989 عمل زلماي بوزارة الخارجية الاميركية وكان يقدم للحكومة الاستشارات عن الحرب العراقية الايرانية وايضا عن الغزو السوفييتي لافغانستان وخلال عامي 1991 و1992 اصبح مساعدا لنائب الوكيل الدائم لوزارة الدفاع بقسم التخطيط وكان يرأسه بول وولفوتيز وهو نائب وزير الدفاع الامريكي حاليا وخلال ادارة الرئيس كلينتون عمل في مكتب خاص لرسم السياسات في مدينة واشنطن.

وقد عمل خليلزاد مساعداً خاصاً لدى الرئاسة الاميركية لشؤون جنوب غربي آسيا والشرق الاوسط وشمال افريقيا في مجلس الامن القومي الاميركي وإثر وصول جورج دبليو بوش الى البيت الاببيض اقترح نائب الرئيس ديك تشيني ضمه الى فريق الامن القومي برئاسة كوندوليزا رايس للعمل في القضايا المتعلقة بمنطقة الخليج وآسيا الوسطى حيث عرف عن صلاته بجناح الصقور في الادارة الاميركية. وكان عمل في الثمانينات على صعيد افغانستان مع بول ولفويتز نائب وزير الدفاع الاميركي وأحد ابرز مؤيدي العمل العسكري الذي اسقط الرئيس العراقي صدام حسين .. كما يحتفظ بصلات وثيقة مع وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذي يستدعيه احياناً لطلب مشورته.

وفي محاضرة مهمة القاها في مطلع تشرين الاول (اكتوبر) عام 2002 عرض خليلزاد رؤية مستقبلية لعراق ما بعد صدام وقال انه "اذا دعت الضرورة الى استخدام القوة فإن قوات الولايات المتحدة والتحالف ستحرر الشعب العراقي من استبداد صدام حسين" واضاف "لن ندخل العراق كفاتحين ولن نعامل الشعب العراقي كأمة مهزومة".

بعد حصوله على الجنسية الاميركية عمل زادة في مكتب تخطيط السياسة التابع لوزارة الخارجية الاميركية في الفترة من 1985 الى 1989 وكان جزءاً من مجموعة صغيرة من مخططي السياسة الذين اقنعوا ادارة ريغان بتزويد المجاهدين الافغان اسلحة من ضمنها صواريخ ستينغرالمضادة للطائرات خلال قتالهم ضد القوات السوفياتية. وقبل ان يتولى مهمته كمسؤول في الادارة كان مساعد بروفسور في العلوم السياسية في جامعة كولومبيا وفي الوقت نفسه مديراً تنفيذياً لاصدقاء افغانستان وهي مجموعة مؤيدة للمجاهدين الافغان.

وفي عهد جورج بوش الأب شغل خليلزاد منصب مساعد وزير الدفاع لشؤون تخطيط السياسة وكان مستشاراً اساسياً خلال حرب الخليج التي اخرجت صدام حسين من الكويت كطلع عام 1991. وبعد انتهاء ولاية بوش في عام 1992 اصبح احد كبار محللي السياسة في مؤسسة "راند كوربوريشن" التي تعتبر مركز ابحاث البنتاغون وانشأ هناك "مركز الدراسات الشرق الاوسطية" المتخصص في القضايا العسكرية والسياسية.

وكان خليلزاد يدعو آنذاك الى تطوير صلات اوثق بين الولايات المتحدة وطالبان وقال في مقالة نشرت في صفحة الرأي في "واشنطن بوست" ان طالبان لا تمارس ذلك النمط من الاصولية المناهض لاميركا الذي تمارسه ايران وحض واشنطن على عرض الاعتراف بهم والمساعدات الانسانية وتشجيع عملية دولية لاعادة بناء الاقتصاد . وفي مقالة بالغة الاهمية نشرتها مجلة "واشنطن كوارترلي"الاكاديمية عام 2000 عرض خليلزاد ما اصبح يمثل في وقت لاحق المباديء الاساسية لحرب بوش في افغانستان وبفضل هذه المقالة والنجاح الذي حققته الحرب اصبح مستشاراً يتمتع بنفوذ كبير لدى الرئيس بوش.

وشغل خليلزاد منصب السفير الأميركي في كابول منذ تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2003 أما نيغروبونتي أول سفير للعراق في عهد ما بعد صدام فقد اختاره الرئيس بوش ليكون مديرا لأجهزة المخابرات الوطنية. وكان خليل زادة يشغل منصب المبعوث الأميركي لدى قوى المعارضة العراقية قبل اسقاط نظام صدام حسين في نيسان (ابريل) عام 2003. وفي أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) عمل مستشارا للشؤون الأفغانية ضمن فريق المستشارين الخاص بالرئيس بوش. ثم تولى خلال حياته العملية عدة مناصب بعد حدوث الهجمات وبروز اهمية الاستعانة بمستشار عليم ببواطن الأمور بافغانستان لم يضطر الرئيس بوش للبحث كثيرا حيث كان خليلزاد قريبا منه فكان هو الذي وضع تفاصيل المواصفات المطلوبة لأي عمل عسكري يجري في افغانستان حينما كانت الولايات المتحدة تنعم بالسلام وقال عنه شارلز فيربانكس مدير معهد آسيا الوسطي والقوقاز ان زادة يعرف عن افغانستان ما لا يعرفه اي شخص اخر في ادارة الرئيس بوش وهذا من حسن حظ الادارة الاميركية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف