مفاجأة في بيروت : جبريل يزور الحريري ليلاً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس يوسف من بيروت: في تطور لافت، أعلن في بيروت اليوم أن رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري استقبل، ليل أمس في دارته في قريطم، الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة" أحمد جبريل، والأمين العام المساعد في هذه "الجبهة" طلال ناجي، والمسؤول عنها في لبنان أنور رجا. ومعلوم أن جبريل وتنظيمه وثيقا الصلة بالنظام السوري، ويشيع عن "القيادة العامة" أنها وتنظيم "فتح - الانتفاضة" يتبعان القيادة السورية فيما يتعلق بتحركاتهما العسكرية في لبنان. ومعظم المواقع والقواعد الفلسطينية المسلحة خارج المخيمات في لبنان تعود إلى هذين التنظيمين، وأشهرها في أنفاق منطقة تلال الناعمة وحارة الناعمة ، على الطريق بين مدينتي بيروت وصيدا، وكذلك في مناطق عدة على الحدود بين لبنان وسورية. والخميس الماضي سأل رئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط في حديث تلفزيوني لماذا تحتفظ "القيادة العامة" براجمات صواريخ يغطي مداها مطار بيروت الدولي وأجزاء واسعة من العاصمة ، "وهل هي لتحرير مزارع شبعا؟". وكان أركان الأحزاب والطوائف المتحاورون في مجلس النواب اللبناني قد اتفقوا على إزالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه في داخلها، وتحسين الوضع المعيشي والحياتي والإنساني للاجئين الفلسطينيين في لبنان الذين يراوح عددهم بين 350 ألفاً و400 ألف .
وظهرت الترجمة العملية لتوجه حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في هذا المجال في زيارة وفد وزاري لبناني للمخيمات من أجل الاطلاع على أحوالها وحاجاتها ، ومن ثم في تسوية وضع أمين سر منظمة التحرير في لبنان والمسؤول عن حركة "فتح" فيه، العميد سلطان أبو العينين، وتبرئته في قضيتين عدليتين كان قد نال بسببهما حكمين غيابيين بالإعدام قبل ستة أعوام، ويتعلقان بتشكيل "عصابات مسلحة" والقيام بأعمال مخلة بالأمن.
وقد عمّ الفرح المخيمات الفلسطينية أمس بتبرئة أبو العينين في جلسة عاجلة للمحكمة العسكرية التي انعقدت فور تسليمه نفسه في شكل مفاجىء أول من أمس ، بناء على اتفاق على هذا المخرج مع السلطات اللبنانية. وبدا من تصريحات المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين أن موضوع إزالة سلاح الفلسطينيين خارج المخيمات في لبنان لا يلقى اعتراضاً ذي بال، ويحظى بقبول القيادات الفلسطينية الأساسية في لبنان والخارج . خصوصاً أنه يجيء تحت وطأة ضغط دولي لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1559. خصوصاً أن الموفد الدولي تيري رود - لارسن سيقدم هذا الشهر تقريره الدوري إلى المجلس عن مدى السير في تطبيق بنوده ويحدد مسؤوليات الجهات المعرقلة. وتبقى بعده مهمة تنظيم السلاح داخل المخيمات.
وكان جبريل ومسؤولو تنظيمه تهجموا مراراً على رئيس الحكومة السنيورة، لكن آل الحريري تمكنوا باتصالات دؤوبة وشبكة علاقاتهم الواسعة من نسج روابط ثقة بينهم وبين القيادات الفلسطينية على تنوعها. وجاء في بيان للمكتب الاعلامي للنائب الحريري ان الاجتماع بينه وبين جبريل ومساعديه "كان مناسبة للبحث المعمق في وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وأهمية اتخاذ الخطوات العملية الآيلة الى تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني اللبناني، ولاستعراض الملف الفلسطيني من جوانبه كافة".
جبريل عند بري
وفي الحادية عشرة قبل ظهر اليوم استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقره في عين التنية جبريل ومساعديه ، وقال جبريل على الأثر :
"كان حوارنا وديا ومتطابقا في كل القضايا الرئيسية والتفصيلية, وأمس وقبله عقدنا اجتماعين متتاليين مع الشيخ سعد الحريري وتناول الحديث مصلحة الشعب الفلسطيني في لبنان ومصلحة لبنان ووحدة لبنان . تركيزنا الاساسي اليوم على كيفية اعادة الحقوق الحياتية والانسانية والسياسية للشعب الفلسطيني في لبنان. اما السلاح الفلسطيني فسنبحثه داخل الغرف المغلقة. المهم هو ان نطئمن الشعب الفلسطيني المقيم على الارض اللبنانية إلى انه سيتساوى مع اخيه اللبناني كما هو الحال مع الفلسطينيين في سوريا وغير سوريا".
اضاف:" كان لقاؤنا مع الحريري جيدا. صحيح انها المرة الاولى التي التقيه فيها، لكنه ترك في داخلنا انطباعات جيدة . واتفقنا ان نقدم له دراسة كاملة او مطالب كاملة حول حقوق شعبنا الفلسطيني في لبنان خلال ايام معدودة وسيدرسها, وقد تعهد شخصيا بان يتابع الملف الفلسطيني استنادا الى الحوار الذي حصل حول الطاولة المستديرة بين الاطراف اللبنانيين. في هذا الامر نحن مطمئنون ونقول بكل صراحة عندما يشعر شعبنا الفلسطيني في لبنان بالطمانينة الكاملة لن تكون عوائق أمام بحث الملف الامني".
ورداً على سؤال ، قال:" نحن دائما نقول سامح الله وليد جنبلاط . قال عنا اكثر من ذلك, قال سلاح الغدر، هذا السلاح الذي قاتل الى جانبه وسقط لنا في الجبهة مئتا شهيد من اجل عودة وليد جنبلاط الى المختارة. لا نعرف لماذا هو يفتح علينا النار بشكل مستمر. اذا كان الموضوع بشان لبنان والوضع في لبنان فنحن على استعداد لنتقبل كل ما يقوله. اما اذا كان الغاية منه تنفيذ وتطبيق القرار 1559 والمطلب الاميركي-الاسرائيلي فسنسد آذاننا في هذا الشأن".
وسئل: كيف تصف علاقتكم بآل الحريري خصوصا بعد ورود اسمكم واسم "الجبهة الشعبية- القيادة العامة" في تقرير الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس؟ اجاب:" عندما جلست مع الشيخ سعد الحريري سألته ، وقلت له سمعنا انكم تتهموننا بدم الشهيد رفيق الحريري, فاجاب: لا أبدا . هذا الموضوع عار من الصحة. وقلنا له نؤكد أن لا دخل لنا لا من قريب او من بعيد باستشهاد الرئيس رفيق الحريري ولا بكل الاحداث التي حصلت في لبنان ونحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية في لبنان".
وسئل: هل يمكن لهذه الجولة التي تقومون بها ان تسهل زيارة الرئيس السنيورة الى دمشق لبحث الملف الفلسطيني؟ اجاب:" اعتقد ان الطريق معبد للرئيس السنيورة ليزور دمشق وهذا يتوقف على الطرف اللبناني, وحسب ما كنا نسمعه من الاخوة في سوريا فانهم على استعداد لاستقباله في هذا الامر. واذا كان الملف الفلسطيني يساعد فسنعمل بكل جهد من اجل عودة العلاقات المتميزة بين لبنان وسورية".