أخبار

فوز كاديما يكشف تغيرات في المجتمع الاسرائيلي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حيان نيوف من دبي: حملت الانتخابات الاسرائيلية الأسبوع الماضي مفاجآت تكشف حدوث تغيير جوهري في بنية المجتمع الاسرائيلي الباحث عن حلول حقيقية لمشاكل الفقر وغياب السلام، وسط دعوات من كتاب ومفكرين اسرائيليين لحكومة إيهود أولمرت المنتخبة أن تفتح قنوات حوار مع الجامعة العربية لمناقشة مبادرة السلام العربية للعام 2000.
فللمرة الأولى في تاريخ الانتخابات الاسرائيلية، يدلي معظم المصوتين من الاسرائيليين لصالح الانسحاب من 90 % من قطاع غزة والضفة الغربية بعد احتلالهما عام 1967 بما في ذلك بعض أجزاء من القدس. ويكمن هذا التغيير في أن ما كان محرما على الاسرائيليين التفكير به إلى حد اعتباره أمرا انتحاريا، صار اليوم أمرا واقعيا وقّع عليه المصوتون في الانتخابات، وإن كان هذا التوقيع في ظل ظروف أجبرتهم على ذلك.

وكان الكاتب وداعية السلام الاسرائيلي أموس أوز أول من عبر عن هذا التغيير، وعلى صفحات الجرائد الأميركية، عندما اعتبر أيضا أنه تغيير في "القلوب الاسرائيلية". ويبدو أن هناك مجموعة من الأسباب التي أدت إلى هذا التطور في بنية المجتمع الاسرائيلي :استمرار وجود جماعات فلسطينية مسلحة تقاوم في الأراضي الفلطسينية، شعور لدي ساسة اسرائليين بعزلة دولية وإدراك واقعي أن التوازن الديموغرافي بين اليهود والعرب سوف يتغير لمصلحة الفلسطينيين إذا استمر الوجود الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويلوح في الأفق سبب آخر أكثر قوة : لقد أقدم الاسرائيليون بشكل تدريجي على إعادة ترتيب أولوياتهم. وهنا يقول الكاتب الاسرائيلي أموس أوز : لقد انتقل الاسرائليون من ميول جغرافية واهتمام بالأرض إلى ميول أكثر واقعية، ومن عقيدة عسكرية إلى عقيدة براغماتية ومن القومية الحمقاء إلى رغبة بالتعاون مع الآخر.

كما يبرز أيضا سؤال آخر: لماذا بدت الحملات الانتخابية هذه المرة هادئة على عكس الحملات السابقة التي كانت تحدث فيها مواجهات نارية، ولماذا كانت نسبة التصويت ضئيلة ؟ يرجع أموس أوز ذلك إلى فشل الأحزاب في تقديم أجوبة على مشكلتين رئيسيتين في اسرائيل: غياب السلام وتكاثر الفقر.

خلال 30 سنة مضت، كانت المنظمات الدولية تقول إن اسرائيل ردمت الهوة بين الفقراء والأغنياء، ولكن عادت الهوة الآن من جديد تتسع بينهم وهذا ما يؤكده أموس أوز الذي يرى أن الاسرائيليين على اقتناع بأن ردم هذه الهوة لا يمكن أن يأتي من خلال سياسات اجتماعية واقتصادية راديكالية وإنما من خلال تطوير وإصلاح قانوني على أمد طويل ومؤلم. وكذلك على صعيد عملية السلام ، فحزب كاديما لا ينادي حتى اليوم بالسلام إنما بانسحاب أحادي الجانب.
ويرى أموس أوز أن مواجهة حكومة فلسطينية جديدة ترفض الاعتراف باسرائيل وحتى اتفاقات السلام الموقعة معها لا يمكن مواجهته من خلال حزب يسار الوسط أو انسحاب أحادي، معتبرا أن ما يسعى أولمرت لتقديمه الآن هو الأرض مقابل الوقت وليس الأرض مقابل السلام.

من هذا المنطلق يطالب أموس أوز مع مفكرين اسرائيليين الحكومة الجديدة بأن تفتح قناة حوار ومفاوضات مع جامعة الدول العربية لمناقشة مبادرة السلام العربية لعام 2000 التي دعت لحل قضية اللاجئين والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة مقابل اتفاقات سلام عربية مع اسرائيل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف