أخبار خاصة

الصحافة الإلكترونية زلزال يهز الورقية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ميردوخ: الماضي ولى.. فإما التغيير أو الموت
الصحافة الإلكترونية زلزال يهز "زميلتها" الورقية


بلقيس دارغوث من أبو ظبي: التغيير أو الموت ، التطوير أو التقوقع والاندثار ، المستقبل أم الماضي، أسئلة تطرح نفسها عند التطرق لموضوع الصحافة الالكترونية في مواجهة الصحافة الورقية، وهل من الصحي ان يتواجه هذا الشكلان التابعان للوسط نفسه وللصناعة نفسها..الإعلام . السؤال نفسه دفع بإمبراطور الإعلام روبرت ميردوخ بأن يدلي بدلوه ويقرر ركوب موجة التغيير ويرفع شعار "التغيير او الموت"، إذ قال ميردوخ في تصريحات أدلى بها مؤخرا إنه يقف أمام فجر العصر الذهبي للمعلومات لا بل إمبراطورية المعلومات الجديدة، وقال "إن الشركات الاعلامية التي تتوقع من ماضيها المزدهر ان يحميها من التيار الالكتروني الجارف ستندثر وتختفي عما قريب".

واعتبر انه يقرأ المستقبل وينظر إلى الأمام لا الخلف حين يقول "من الصعب لا بل من الخطورة الاستخفاف بالتغيرات الضخمة التي تقودها هذه الثورة التكنولوجية وقدرتها على بناء او تدمير دول بأكملها وليس شركات فقط". وفيما وصف الانترنت بأنها ثاني أهم اختراع في العصر، أكد ان السلطة تنسحب تدريجيا من تحت بساط عتاة "العهد القديم" من الصحافة، وان جيلا جديدا ينشأ ويطالب بالحصول على المعلومة بالوقت الذي يريده وبالشكل الذي يريده...

ورفض ميردوخ التغني أو الوقوف عند الانجازات التي حققها في مسيرته الاعلامية بدءا من "دايرك تي في" و "نيويورك بوست" في الولايات المتحدة الى "سكاي" و "سان" في بريطانيا اضافة الى مؤسسات اعلامية اخرى في اميركا الجنوبية، آسيا وأستراليا، وربط اهتمامه بالثورة الرقمية الجديدة بشعار: "تغير أو اندثر" والذي وجهه لكافة المؤسسات الاعلامية ذات اللون الواحد، وقال "إن خطر زوال تأثير المؤسسات الاعلامية التقليدية امام الاسلوب الجديد في صناعة المعلومات يهدد مؤسساتي ايضا، وكذلك عالم الأعمال بالمعنى الأوسع".

يذكر أن ميردوخ أنفق ما يعادل 400 مليون دولار في موقع www.MySpace.com الذي يتابعه أكثر من 35 مليون متصفح من جهتي المحيط الاطلسي.

ومن أهم المزايا التي تتميز بها الصحافة الالكترونية عن الصحيفة الورقية لا بل عن نشرات التلفزيون والإذاعة طريقة عرض الخبر على شاشة القارئ، مع المواضيع المتصلة وأحداث سابقة تساعد على تكوين فكرة عن الخلفية للموضوع المطروح أو البلد المعني، الأمر الذي تنفرد فيه الصحافة الاكترونية، بالإضافة الى سهولة استرجاع أي معلومة سابقة عبر خدمة البحث والتفاعل مع المادة المطروحة عبر ما يسمى "رجع الصدى" او الـ Feed back" وحوارات مع كتاب وشخصيات بارزة وإمكانية التواصل معهم الكترونيا من أجل تبادل الآراء والخبرات والإلمام بكل جوانب الموضوع، ناهيك من التغطية الآنية والمواكبة الفورية والتحديث، هذا من الناحية التصميمة للصحيفة، الأمر الذي يساهم الى حد بعيد في استقطاب المعلن لنشر صورة المنتوج او الخدمة ضمن صفحة شاملة وجامعة.

ويرى باحثون غربيون أن هذه الخصائص التي تصب لناحية الصحافة الالكترونية من الميزان، تقلص من إقبال القارئ على الصحيفة الورقية التي تفرض عليه بذل "مشوار" ووقت لشرائها، في حين ان النسخة الاكترونية من الصحيفة نفسها متوافرة أمامه على شاشة الكومبيوتر ومجانا!

وأشار تقرير صدر مؤخرا في واشنطن تحت عنوان "حالة وسائل الإعلام الإخبارية عام 2006" شارك في إعداده عدد من معاهد ومراكز الأبحاث المعنية بشؤون الإعلام في الولايات المتحدة أن العام 2005 سجل "بداية موت الصحافة الورقية" في ظل التقليصات التي شهدتها كبرى الجرائد الأميركية كـ"نيويورك تايمز" التي استغنت عن 60 بالمئة من محرريها و"لوس انجلس تايمز"، بالإضافة الى إعلان مجموعة "نايت رايدر"، التي تتولى نشر 30 صحيفة أميركية، أنها تعاني من مشاكل مادية وأنها طرحت أسهمها للبيع.


وأكاديميا أصبحت "الصحافة الاكترونية" مادة تدرس ضمن تخصص الصحافة والإعلام في الجامعات الغربية لمواكبة تطور صناعة الإعلام وحاجة السوق الذي يتجه أكثر فأكثر نحو التسويق الاكتروني.

إقتصاديا
ومن وجهة نظر اقتصادية، تعتبر الصحافة الالكترونية، وفق محللين أجانب، الأرضية الخصبة الجديدة لسوق الإعلان الذي يرتبط بالإعلام وفق علاقة متداخلة تعود إلى بدء التعامل مع الإعلام كسوق وصناعة ومنذ طرح السؤال الجدلي من يتحكم بمن.. الإعلان أم الإعلام.

وشهدت السنوات الماضية القليلة تقدما ملموسا في توسع حركة النشر الاكتروني عربيا رغم التحفظات او المخاوف التي يقف عندها الناشرون العرب، وتشير الدارسات الأوروبية في هذا الإطار إلى ان التجربة الغربية عادت بنتائج أكثر من مرضية .

وشهد الإعلان العربي عمليات انتقال وإعادة انتشار بين مصر ولبنان والإمارات، كما شهد أيضا تحولات كبرى ومهمة مع تطور وسائل الاتصال المختلفة مثل التليفونات الجوالة (الموبايل) والبريد الالكتروني، وتعتبر دبي اليوم مركزا إقليميا للإعلان الخليجي أساسا ثم العربي، وقد بدأت العمل فيها عشرات الوكالات الدولية للإعلان.

ويجمع أهل الإعلان على أن مستوى الاستثمارات والنفقات الإعلانية في الشرق الأوسط ضعيف، فبلغ حجم النفقات الإعلانية للعام 2000 حوالي (1.3) مليار دولار أميركي، منها نصف مليار في المملكة العربية السعودية، وهو حجم أقل بكثير بالنسبة للناتج القومي من بريطانيا والولايات المتحدة (حوالي 25% من نسبة الإنفاق على الإعلان في الغرب).

وفي غياب دراسات عربية تفصيلية وقوانين منظمة توضح حركة النشر الاكتروني، ربما من المبكر في العالم العربي أن نقول أن عهد الصحيفة الورقية ولى، إلا أن النسبة المتزايدة في المتابعين والمتصفحين تنبئ بتوجه جديد يختلف مع آمال الورقية، التي تبقى مرتبطة بفنجان قهوة تشربه في أحد المقاهي... لأنك في بيتك او مكتبك ستتصفح النسخة الالكترونية... على الأرجح.

المصادر
* The State of The News Media 2006
إعداد معاهد ومراكز الأبحاث المعنية بشؤون الإعلام
الولايات المتحدة

*Towards Hypermedia Electronic Publishing
Jean-Henry Morin
Dimitri Konstantas
سويسرا

*الفضاء العربي.. الفضائيات والإنترنت والإعلان والنشر
مجموعة من مراكز الدراسات الفرنسية بالإضافة إلى الجامعة اللبنانية وجامعة القاهرة
إشراف: فرانك مرمييه

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف