الجعفري: ماض في الترشيح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طالباني يروي قصة كردي دفن في مقبرة جماعية فبقي حيا
الجعفري : ماض في الترشيح حتى اللحظة الاخيرة
أسامة مهدي من لندن : اكد رئيس الحكومة العراقية إبراهيم الجعفري انه سيمضي في طريق ترشيحه لتشكيل الحكومة الجديدة حتى اللحظة الاخيرة وشدد على ملاحقة الارهابيين في كل مكان من البلاد وقال ان الدولة ضد مبدأ تسييس الاداء العسكري فيما روى الرئيس العراقي جلال طالباني قصة شاب كردي دفنه النظام السابق في مقبرة جماعية في الصحراء لكنه بقي حيا مؤكدا اكتشاف العديد من المقابر الجماعية التي ضمت رفات اكراد تراوحت اعمارهم بين ستة وعشرة اعوام. وقال الجعفري في تصريح للصحافيين عقب اجتماعه بكبار القادة العسكريين العراقيين في مكتبه في بغداد اليوم ردا على الاصوات التي تدعوه للتنحي عن ترشيح الائتلاف العراقي الشيعي له لتشكيل حكومة الاربع سنوات المقبلة ان الشعب العراقي هو صاحب هذا الترشيح من خلال اختياره للائتلاف ولذلك فهو سيمضي فيه قدما وقال " عندما يصوت الشعب لاحد فيجب احترام هذه الاصوات ولذلك سأمضي في هذا الطريق حتى اللحظة الاخيرة".
واكد ان القوات العراقية ستلقن الارهابيين اقسى الدروس وتلاححقهم في كل مكان مشيرا الى ان حكومته ستبقى تعطي الامن اولوية الاولويات لانه يتعلق بحياة المواطنين واستقرارهم وتداخله مع الملفات الاخرى . وخاطب الجعفري رئيس القوات المشتركة البرية والجوية والبحرية وكبار الضباط المجتمعين معه قائلا "ان حركم ضد الارهاب حرب مقدسة" مشيدا بتضحيات وجهود رجال القوات المسلحة الذين اكد انهم لابد ان يبقوا في خدمة جميع العراقيين مشددا على ان "الدولة ضد مبدأ تسييس الاداء العسكري" .
وفي وقت اكد اليوم عدد من اعضاء الائتلاف الشيعي تمسكهم بترشيح الجعفري مشيرين الى ان هذا الامر سيبلغ الى القوى المعترضة عليه في رسائل رسمية غدا يرفض التحالف الكردستاني وجبهة التوافق السنية والقائمة العراقية بزعامة اياد علاوي ترشيحه حيث فشلت الجهود التي بذلت حتى اللحظة الاخيرة لتجنيب الائتلاف الشيعي معركة صعبة قد تسفر عن انشقاق في صفوفه . وكان الائتلاف لجأ الى عملية تصويت داخلية لاختيار رئيس للوزراء
وكانت المنافسة منحصرة بين الجعفري ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وله 30 مقعدا مع منظمة بدر بعد انسحاب نديم الجابري رئيس حزب الفضيلة الاسلامي وله 15 مقعدا وحسين الشهرستاني رئيس كتلة مستقلون ولها 26 مقعدا من مجموع المقاعد التي حصل عليها الائتلاف والبالغة 130 مقعدا في مجلس النواب الجديد البالغة مقاعده 275 مقعدا . وقد حصل الجعفري في التصويت الداخلي على 64 صوتا مقابل 63 لعبد المهدي حيث يحظى الجعفري بدعم من كتلة التيار الصدري وله 30 مقعدا في مجلس النواب بالاضافة الى 25 نائبا يمثلون حزب الدعوة بجناحيه وبعض المستقلين في الائتلاف. والجعفري هو الامين العام لحزب الدعوة الاسلامية والمتحدث الرسمي باسمه.
وفي مؤتمر صحافي عقده اليوم لوح الرئيس العراقي جلال الطالباني بالاحتكام الى مجلس النواب لحل المشاكل حول تشكيل الحكومة اذا تعقدت الامور معربا عن امله الا تطول الازمة اكثر من اسبوعين لان هناك ضغوطا داخلية وخارجية. وقال "عندما يتعقد الامر سنحتكم الى البرلمان وهو الذي يحل المشاكل العراقية .
وحول توقعاته بانتهاء الازمة، اضاف اعتقد ان المشاورات تجري بسرعة وهناك ضغوط من الشعب والاحزاب ومن قوى في المنطقة ومن العالم الخارجي اتمنى ان لا يطول ذلك اكثر من اسبوعين. واكد طالباني ان الائتلاف العراقي الموحد لم يتوصل حتى الان الى رد مكتوب او شفوي على اعتراضات قوائم برلمانية على ترشيح الجعفري رئيس الوزراء المنتهية ولايته الى المنصب مجددا.
طالباني يروي قصة كردي دفن في مقبرة جماعية فبقى حيا
مع الاعلان اليوم عن انتهاء التحقيق في جرائم الانفال التي ارتكبها النظام السابق ضد الاكراد واحالة القضية الى المحكمة الجنائية العراقية لمحاكمة الرئيس السابق صدام حسين مع عدد من كبار مساعديه السابقين روى الرئيس العراقي الحالي جلال طالباني قصة شاب كردي اسمه تيمور هو واحد من 182 ألف كردي كانوا ضحية الإبادة الجماعية التي قام بها النظام السابق ضد الشعب الكردي عام 1988. ويقول طالباني في روايته التي بعث بها مكتبه الصحافي الى "إيلاف" اليوم ان النظام السابق ساق تيمور مع غيره إلى صحراء وسط العراق ليدفنوا أحياء بين رمال الصحراء القائظة إلا انه قد كتب له الحياة إذ إن طبقة التراب التي أهيلت فوقه لم تكن سميكة فنفضها عنه بعد حين ليبقى واحدا من ثلاثة أشهر على تلك الجريمة البشعة. آنذاك خرج تيمور يبحث عن ملاذ فرأى بصيص نور اتجه نحوه حيث آوته واحدة من العوائل العربية الطيبة الساكنة في تلك الصحارى. طببوه و آمنوه وواسوه بكلمات لم يكن يفهم معناها لأنه لا يعرف الكردية بيد انه أدرك مغزاها وطيبتها. وظل تيمور مكرماً معززاً لدى هذه العائلة حتى الانتفاضة الشعبية ضد نظام صدام حسين عام 1991 حينما ارجع إلى دياره في كردستان ليبقى شاهداً حياً ليس على جريمة النظام فحسب بل على الأخوة العربية الكردية.
الرئيس طالباني استذكر أيضاً إبادة (4000) أربعة آلاف من البارزانيين و دفنهم أيضاً و هم أحياء، من قبل النظام البائد، و إن أعمار هؤلاء البارزانيين كانت تبدأ من عشرة أعوام فصاعداً، مشيراً إلى معاناة الأكراد ليس في فقدان هؤلاء الشهداء فحسب، بل لان هناك مشاكل قانونية و شرعية تتمثل في الإرث وغير ذلك، و كل تلك الأمور كانت تحتاج إلى شهادة إعلان وفاة هؤلاء كي يتمكن ذويهم من إكمال الإجراءات المتبعة في وفاتهم و بعد وفاتهم، و كان النظام البائد يعارض منح هذه الشهادة.
رئيس الجمهورية أعلن انه تم اكتشاف الكثير من المقابر الجماعية لضحايا كانت أعمار البعض منهم تنحصر بين (سنة واحدة إلى ست سنوات) و مقابر أخرى ضحاياها من الأكراد تقدر أعمارهم بين (ست إلى عشر سنوات)، و مقابر لفتيات في عمر الزهور. واكد طالباني هو يروي تلك الأحداث المأسوية بان نهاية الطغاة ستكون دائماً مخزية و مذلة و هذا ما حصل لصدام و أعوانه مستذكراً كلمات علي حسن المجيد وزير دفاع صدام والملقب ( الكيماوي) التي يستخف فيها بعدد ضحايا الأنفال بقوله "إن عدد الضحايا هو 116 مئة و ستة عشر ألفا و ليس كما تدعون بان عددهم 182000 مئة و اثنان وثمانون ألفا".
جلال طالباني شكر أصدقاء العراق و هو يستذكر تلك الجرائم، مذكراً بما كان يقوله صدام عن هؤلاء الضحايا "قد أرسلناهم إلى جهنم و بئس المصير، و أضاف الرئيس طالباني " نشكر أصدقاءنا الذين حررونا من الدكتاتورية وقد أصبح لدينا فرصة لمحاكمة ذلك الدكتاتور و أعوانه، و لدينا وثائق صوتية و كتابية من شأنها تجريم هؤلاء وإن هناك تسجيلا صوتيا لعلي حسن المجيد، حين قيل له بان هناك 600 متمرد من الأكراد تم إلقاء القبض عليهم و لكن لا يوجد لدينا مكان فكان قول الكيماوي لمحدثه "ادفنوهم أحياء".
وعلى الصعيد نفسه دعا ممثلون عن ضحايا عمليات الانفال في إقليم كردستان العراق الحكومة العراقية والبرلمان إلى تقديم الاعتذار لهم على ممارسات النظام العراقي السابق ضدهم وجعل يوم الرابع عشر من نيسان (أبريل) في كردستان العراق عطلة رسمية وتطعيم المناهج الدراسية بدراسات تتحدث عن هذه العملية."
وطالب المتضررون في مذكرة سلمت الى برلمان كردستان بحل المشاكل القانونية والنفسية والاجتماعية لضحايا عمليات الانفال من النساء وتحديد رواتب شهرية لهم وللاطفال الذين فقدوا ذويهم خلال هذه العمليات وتقديم الخدمات الى مناطقهم. وقد وعد رئيس المجلس الوطني لكردستان العراق عدنان المفتي ذوي ضحايا الانفال ان البرلمان الكردي سيعقد في الرابع عشر من هذا الشهر "يوم احياء عمليات الانفال" جلسة خاصة لعرض جميع مطالبهم في الجلسة وايجاد آلية مناسبة لمعالجة مشاكلهم وتقديم المساعدات الى ذويهم."
يذكر ان النظام العراقي السابق قاد حملة في اقليم كردستان العراق بدأت في عام 1983 وانتهت في عام 1988 وسميت بعملية الانفال وهجر أكثر من خمسة آلاف قرية كردية وقاد سكانها الى مصير مجهول.وبحسب الاحصائيات الكردية فان الذين فقدوا خلال هذه العملية يقدر عددهم بحوالي 182 الف شخص من رجال ونساء واطفال.