أخبار خاصة

عراقيون يتحدثون عن التغيير2

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

العراقيون يتحدثون عن التغيير والحرب الأهلية (2-3)
حماية العراق ممكنة بالوطنية بدل الطائفية والحزبية

جنود اميركيون يعدون دولارات وجدت مع صدام بعد اعتقاله أسامة مهدي من لندن : دخل العراق عامه الرابع وقد تخلص من نظامه السابق في التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003 لكن هذا الخلاص ترافق مع احتلاله ثم دخوله في دوامة عنف قاتل دخل مراحل خطيرة تهدد بالقضاء على كل ما انجز خلال السنوات الثلاث الاخيرة من محاولات لبناء عراق جديد ديمقراطي تعددي اتحادي وحيث يبدو ان مواقف العراقيين اصحاب القضية الاساسيين مما تحقق ومما هو حاصل الان متباينة بين التفاؤل والتشاؤم .

ولذلك استقصت "ايلاف" آراء مجموعة من الساسة والمحللين والاختصاصيين والافراد العاديين من داخل العراق وخارجه عن مسيرة بلدهم خلال السنوات الثلاث الاخيرة وعن المخاوف التي تلف الجميع من تفجر حرب اهلية طائفية تعمل اطراف مختلفة على اشعالها.
لقد اختلف العراقيون في مواقفهم .. بين من يرى وسط الظلمة نورا وفي نهاية النفق مخرجا اذا تمكن ولاة الامر من استبدال طائفيتهم وحزبيتهم الضيقة بالوطنية المؤمنة بكل العراق وكل شعبه.. وهنا يطرح هؤلاء العراقيون رايهم بالسؤال الموجه اليهم من "ايلاف" : ما الذي حققه العراقيون من التغيير .. وكيف يمكن لهم تجنب اندلاع حرب اهلية؟ :

.. آية الله الشيخ محمد مهدي الخالصي زعيم التيار الخالصي المعارض :

الاميركان استثمروا المحنة العراقية

عراقيون يتحدثون عن التغيير 1
الصراعيخدم مصالحالساسة ولا دخل للشعب به

لم يتحقق للعراقيين اي امل في التغيير بسبب التدخل الاميركي بل يتفق المراقبون بان الاوضاع قد ساءت بمراتب عديدة منذ الغزو الاميركي يشهد يذلك الواقع المعاش ويعترف به حتى اشخاص من الجهات المشاركة في جريمة التعاون مع الاحتلال.
وحسب منظورنا لم يكن التغيير نحو الاحسن بما يحقق امال العراقيين متوقعا في ظل الاحتلال محمل بمشروع صهيوني معادي للعراق وللمنطقة . وقد حذرنا من هذه النتيجة منذ اللمحات الاولى من بوادر التصميم الاميركي للتدخل وفي بيانات لنا منذ عام ١٩٩٢ بينا بوضوح ان الهدف الاميركي من التدخل هو استثمار المحنة العراقية مع النظام لدفع الشعب والمعارضة الى الحظيرة الاميركية الصهيونية بغزو استباقي وبهدف تغيير موجه تحت السيطرة الاميركية خوفا من سقوط النظام بحركة داخلية كما حصل لنظام الشاه بالثورة الاسلامية مما كان يعني قيام نظام يسير بالوطن تجاة البناء والسيادة والاستقلال وانهاء المحنة بعيدا عن التدخل الاميركي والهيمنة الاجنبية الامر الذي يعني نسف مخططات الصيونية و اميركا في المنطقة لاماد بعيدة ويتنافى كليا مع اطماعهم في تقطيع اوصال المنطقة وتسليط اسرائيل على مقدراتها.
الامر الذي اقتضى تدخلا اميركيا مباشرا في العراق وتغييرا موجها تحت سيطرتها ولمصلحة حليفتها ا لاستراتيجية. هذا ما حصل فعلا وان كان من ناحية اخرى يمثل جوهر المأزق الاميركي والخيبة الصهيونية ازاء ماترى من تنامي شعبية الحركات الاسلامية وفوزها الكاسح لصناديق الاقتراح حيثما وجد ادنى قدر من الحرية للتعبير عن الارادة الشعبية وازاء ما ترى من استنكار عالمي للحرب على العراق حتى داخل اقطارها. ان للشعوب كلمتها تقولها رغم جبروت الطغاة ومهانة العملاء. ولله عاقبة الامور.

.. صادق الموسوي .. مستشار سياسي سابق للرئيس جلال طالباني (بغداد) :

السرقات تمول الارهاب


الامل كان يحدو العراقيين في التخلص من النظام وهذا تحقق تخلصنا من الكبت وعنف النظام والدوله ولكن الاخطاء التي ارتكبت من قبل الاميركان من حيث اصدار قرار اممي بتغير صفتهم من قوات تحرير الى قوات احتلال خيب ظننا وتولي السيد بريمر مقاليد الامور زاد الطين بله حيث ارتكب من الاخطاء ماينوء به كاهل العراقيين الى اليوم من حل الجيش والشرطه والاخراج السيء لقانون ادارة الدولة وغيرها من الاخطاء لا مجال لذكرها في هذه العجاله .
واما من الناحية الامنية فحدث ولاحرج فالاخطاء بدأت منذ اول يوم دخلت فيه القوات ففتح الحدود وترك مؤسسات الدولة وبنوكها ومعسكراتها عرضة للنهب والسرقة التي اصبحت هذه الموارد اليوم تمول العمليات الارهابية ضد الشعب واما التصادم الفكري والاستراتيجي بين القوى السياسية التي كانت في الخارج والتي نمت في الداخل وتبلورت بعد سقوط النظام
فهذا يحتاج الى مبحث خاص لوحده فمثال واحد على هذا هو الفرق بين التيار الصدري والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق او بين التيار السلفي والحزب الاسلامي العراقي
.. ان هذه الامور وغيرها غلفت اماني العراقيين بشوائب كثيره ما كان يتمناها بعد التخلص من النظام من القوى السياسية او كان يتوقعها من الولايات المتحدة .
اما من حيث حدوث حرب اهلية فانها موجوده ولكن تعامل المرجعيات الدينية والقوى السياسة المتفهمة وطبيعة الانسان العراقي الغير ميال الى الحرب في الوقت الحاضر هي التي توقفها على ان تصبح حالة عامة ومستشرية .. ففي بعض المناطق وفي بعض الاحيان تحدث امور تجعل المراقب يشعر ان الحرب الاهلية قامت كالذي جرى بعد حادثة سامراء اذا استثنينا القوى السياسية التي جاءت من الخارج فالقوتين الوحيدتين اللتين تؤججان هذه الحرب فهو التيار الصدري الذي يستفز من قبل التيار السلفي وبقايا النظام السابق والقاعدة اما بقية القوى فهم بعيدون عن مثل هذه الافكار .
اما كيف نبعد عن العراق شبح الحرب الاهلية اوجزها في ثلاث نقاط :
1-تقوية الاجهزة الامنية بحيث تكون قادرة على توظيف المعلومة بشكل متقن .
2-بعد تحقيق الاول على القوات الاجنبية ان تنسحب من المدن وتسلم الملف الامني للقوى الامنية العراقية .
3-العمل على اصدار قرار جديد من مجلس الامن الدولي تسلم فيه السيادة كاملة للحكومة العراقية واعطائها حق التباحث لوضع جدول زمني لانسحاب هذه القوات من العراق .

.. اسماعيل القادري .. ناشط ومحلل سياسي وبعثي سابق (لندن) :

اشكركم على هذه الفرصة حول العراق وشجونه وشؤونه وما يمكن أن يكون مصيره ،وهل تحققت آمال العراقيين من خلال التغيير الذي حصل يوم الأربعاء التاسع من نيسان العام 2003 حينما وصلت قوات الغزو الأميركي الى وسط بغداد الحبيبة وقامت بعمليتها التالفزيونية على مرآى العالم كله وأسقطت تمثال صدام حسين والذي عرفت تلك الحادثة فيما بعد بتعبير (سقوط الصنم)؟ ..
يأتي سؤالكم الموضوعي هذا بعد قرابة الثلاث سنوات على ذلك الحدث ومن الممكن القول الآن بأن العراقيين قد خابت آمالهم أيما خيبة بعد التداعيات المأساوية والخطيرة التي تطحن العراق شعبا ووطنا ،لقد فقدنا أستقلالنا الوطني وسيادة الشعب العراقي على أرضه وقامت بين ظهرانينا أصوات تدعو الى تجزئة العراق وشرذمة شعبه تحت لافتات متعددة وإضافة للإحتلال الجاثم على صدر العراقيين فإن الهم الآخر هو تدخل دول الجوار العراقي في الِِشأن الداخلي من خلال بعض القيادات (العراقية ) ومحاولة هذه الدول جعل العراق ساحة لصراعاتها هي مع الآخرين كما أعلن قبل أكثر من أسبوع حول (الحوار) الذي سيجري بين المحتل الأميركي والجار المسلم الإيراني حول العراق! وما يمكن أن نفهمه ومن دون ريب بأن شعبنا ووطننا قد غدا رهينة بين ايادي وإرادات القوى الأجنبية وإن الفرقة الطائفية والعنصرية التي وفد (أبطالها) مختبئين بأحذية جنود الدبابات الأميركية والبريطانية قد أعملوا فيها تمزيقا للجسم العراقي خدمة لأهدافهم الشخصية الدنيئة وتوجهاتهم الشريرة المشبوهة والمرتدية لبوس الطائفية السياسية الدينية من جهة والإستعلاء القومي الضيق والأجوف من جهة أخرى ..
هذا على الصعيد السياسي العام أما على صعيد معاناة المواطن داخل الوطن فحدث- كما يقال- ولا حرج ! الى جانب التراجع المريع في الخدمات الضرورية الحياتية للمواطنين والتي لم يشهد لها المواطن مثيلا حتى في أيام الحصار الدولي ولأكثر من عقد قبل نهاية النظام السابق، إن العراق يشهد اليوم موجة من الفساد الحكومي والمالي وتخريب القيم والذمم إضافة للإرهاب والعنف الذي يذهب ضحيته يوميا العشرات من المواطنين الأبرياء والتي تقوم به جهات متعددة منها جهات مرتبطة بالوضع الراهن ومنظمات مرتبطة مع الإحتلال بشكل مباشر ،إن محصلة ما جرى خلال الفترة الماضية كان في مجمله يصب لصالح رد الإعتبار لصالح النظام المنهار وصنمه الساقط..
خلال الإثنتى عشرة سنة التي سبقت سقوط صدام حسين ونظامه ،وجهت الى صدام حسين أربع رسائل علنية مكتوبة ومنشورة،كانت الثالثة ما نشرته صحيفة (الحياة) في لندن بعددها 11422 بتاريخ 27/5/1994 وأنقل هنا مقطعا ورد فيها ونصه(..قد لا تصدق ما أقوله الآن من أن الكثير من الوطنيين العراقيين لا يتمنون لك الموت وإنما يحلمون بعراق من دون صدام حسين ،فتنقلب الآية لترى من بعيد وأنت في المنفى ،كيف سيكون العراق من دون وجودك المدمر فيه ،بلدا آمنا مسالما يحترم حقوق الإنسان ،يعيد بناء مؤسساته بحرية وديمقراطية ويعود الى المجتمع الدولي من خلال إحترامه للقوانين والشرائع الدولية ،ويسترد إحترام العالم له ولدوره في محيطه العربي والإسلامي والدولي ،هذا هو حلم الوطنيين العراقيين وهو كما ترى نقيض مشاعرك وأفعالك تجاه أي عراقي يقف مناهضا ومعارضا لسياساتك التي خربت العراق ..فأنت لا تتمنى الموت لمعارضيك فحسب ، وإنما تمارس لعبة الموت ضدهم من خلال أجهزة الدولة وعناصر الإرهاب التي زرعتها في داخل تلك الأجهزة..)..
وحينما نقارن تلك الصورة الحلم ونبلها مع هذا الواقع الفاسد المرير يتبين للقارىء الكريم ما عنيته بجملة (رد الإعتبار لصالح النظام المنهار وصنمه الساقط) ومن دون لبس أو تأويل..
إن الحرب الأهلية ليست قدرا نازلا لا يمكن تجنبه، وبداية تجنبها تكون بعودة الوعي الوطني للعراقيين كافة وإستنهاض القيم العراقية التقدمية لدحر الموجة الرجعية الظلامية التي أستشرت في بلادنا وبلصوصية سرقت البسمة التي حلم شعبنا وأرتجى أن يرسمها على محياه بعد طول العذاب والألم من ديكتاتورية صدام ،وإذ بالخونة المارقين من محترفي التزويربداية من ركوب الموجة الدينية للطائفية السياسية وإستثمارها قفزا الى الصعود من خلال الديمقراطية المغتالة، يتوسلون اليوم بقاء الإحتلال وقواته علنا وطمعا في استمرار مشاركتهم له في نهب العراق وخيراته ولو بإلتقاط ما يرمى لهم تحت المائدة!!.

.. الدكتور علي الدباغ .. الامين العام لتجمع كفاءات العراق المقرب من مرجعية السيستاني (بغداد) :

الاستحقاق الانتخابي حل للازمة
لاشك ان أكبر أمل قد تحقق للعراقيين هو سقوط الطاغية صدام الذي كان بمثابة زلزال هز المنطقة وما كان هذا السقوط ممكنا بدون الإدارة الأميركية التي بلورت برنامجها الخاص والذي يلتقي في بعضه مع برنامج العراقيين باسقاط أعتى نظام بوليسي وقمعي كان مصمما لقمع العراقيين ولم يتمكن العراقيون بكل المراحل من إسقاط هذا النظام.
وقد تم إعتماد نظام توافقي منذ البداية وكان لابد منه في غياب الإنتخابات، لكن مع تقدم العملية السياسية وإجراء إنتخابات فإن هذا التوافق يولد عقداً وازمات كبيرة ولايمكن من خلاله بناء نظام يحقق أمل العراقيين في التحول نحو نظام ديمقراطي يرتقي بالحياة السياسية في العراق وسيولد هذا المنهج الخاطئ صراعات عنيفة لا تهدأ، ومع الأسف فان هذه الصراعات تأخذ أحيانا شكل هزات دموية خطيرة لايزال الوضع العراقي متماسكاً ومنيعاً على الحرب الأهلية لوجود مرجعية دينية شيعية واعية وحكيمة تضبط الوضع من الإنزلاق الخطير وكذلك فعاليات سياسية تتمتع بمستوى مسؤولية عالية، ولابد للعراقيين أن يفكروا ملياً وبمراجعة هادئة لتقييم المنهج الذي يتم إعتماده من قبل القوى السياسية قبل أن ننزلق لمواجهات عنيفة وفي رأيي فالأفضل هو إعتبار الإستحقاق الإنتخابي مرجعاً وحيداً للفترة التي تعقب الأربع سنوات القادمة وإلا فاننا سائرون نحو مأزق خطير.

.. الدكتور ماجد احمد السامرائي - سفير سابق واعلامي (لندن) :

حماية العراق بوضع الوطنية محل الولاءات الطائفية والحزبية

الأمل الجماعي حالة لا ترتبط بالخيال , بل هي نوع من التفكير بحلول الأفضل من واقع مر . والعراقيون قبل غزو العراق كانوا متعطشين للديمقراطية والحرية للجميع والعدالة وسيادة القانون .. لم يكونوا في لحظة من اللحظات يحلمون بمقايضة الدكتاتورية بالعنف والقتل والدمار وهدم دولتهم العتيدة وأسوار وطنهم ومؤسساته المدنية والعسكرية وفي مقدمتها الجيش الذي كان حامياً للحدود ومأمناً من أي تدهور أو انفلات مثلما حصل بعد الغزو الأميركي بعد التاسع من ابريل 2003 وما تلاه من تداعيات سياسية وأمنية حيث أصبحت أمنية العراقيين أن يحافظوا على حياتهم وحياة أطفالهم من شتى انواع الارهاب الذي تموله وتغذيه جهات استخبارية وارهابية عدة وجدت في بلادنا حقلاً يعيد لها الحياة , وموقعاً يمدها بالقوة في صراع لا يمت بصلة لمصلحة أبناء البلد .. كان يمكن للقوى والاحزاب السياسية التي وفدت مع قوات الاحتلال واستحوذت على السلطة السياسية بمنة وعرفان من قيادته السياسية أن تستثمر هذه الفرصة التاريخية لترجمة شعارات المشروع الوطني العراقي الذي كانت بعض تلك القوى ترفع شعاراته ضد دكتاتورية صدام , وأن تحوله الى منهج يبعث الأمل في نفوس العراقيين لا أن تتحول بعض تلك الاحزاب الى خانات للتمحور الطائفي وملاذات لدعوات الثأر والايقاع بالآخرين والى تكريس سياسات الاستئثار بالسلطات وزرع الفتن الطائفية واسقاطها الى مكونات الشعب العراقي بواسطة الخطاب الاعلامي والسياسي الطائفي الذي يمرر كل يوم على مسامع الناس العراقيين الصابرين الصامدين بوجه كل تلك النزعات وما زالوا يقاومون بما يمتلكونه من مخزون قيم الوحدة التاريخية وموروثات التواصل الاجتماعي .. في هذه اللحظة التاريخية يراد لهذا الشعب أن يسقط في مهاوي الاحتراب الطائفي بعد اتعابه بحرمانه من مقومات حياته الأساسية في الأمن والماء والكهرباء وتنفيذ عمليات القتل والاعتقال والتعذيب . وقد يحقق هذا المشروع اغراضه الخبيثة تلك إذا لم تتوقف مصادر إمداده بالحياة من الدوائر السياسية التي تغلغلت في الحياة العامة واذا لم توضع قواعد لقيادة العملية السياسية في العراق على أسس الوحدة الوطنية , وتنتزع أنياب الطائفية من جسم الهياكل التنظيمية في الحكومة والمجتمع . فرصة حماية العراق قائمة اذا توفر لعقلائه وحكمائه من السياسيين الحاضرين والمغيبين إمكانية وضع شعار الوطنية العراقية محل الولاءات الطائفية والحزبية .


.. سردار عبد الله .. صحافي ومحلل سياسي كردي (السليمانية) :

دولة جديدة تحتاج للصبر والايثار
"بين الحرب والسلام لحظة رمادية غالبا ما تسمى بالبرهة الثالثة, وهي برهة مزدوجة وحاملة لكل التوقعات." الجنرال مونتغمري ..

في الذكرى الثالثة للحرب واسقاط الصنم, يمكن القول ان العراقيين حققوا الاساس الذي يمكن ان يفضي الى تحقيق اقصى ما يمكن تحقيقه من آمالهم, والتي هي على كثرتها ليست بالمستحيلة وهم قادرون على تحقيقها بكل تأكيد. الذي جرى في العراق هو اسقاط تجربة بكاملها, وليس مجرد نظام ديكتاتوري, وعليه فإن ما يجري اليوم هو التأسيس لتجربة جديدة ونموذج لدولة جديدة. التجربة السابقة كانت تجربة الدولة القومية التي يسيطر عليها شلة طائفية, تحكم البلاد والعباد على حساب غالبية العراقيين. الدولة القومية العربية القمعية سقطت, وما نسعى اليوم لتأسيسه هو نموذج دولة المواطنة التي تستند الى الحقوق اكثر من استنادها الى قائمة واجبات وهمية تبدأ بنودها بحروب خارجية وتنتهي بمجازر وحروب داخلية. وهذه العملية ليست بالهينة كما يبدو وهي تحتاج الى الكثير من الصبر والايثار والايمان بالتعايش والتسامح.
اما بخصوص الحرب الاهلية, وقبل الاجابة عن سؤالكم لابد ان نأخذ حكمة الجنرال مونتغمري بنظر الاعتبار, مايعني ان احتمال الحرب الاهلية, مهما كان ضئيلا فإنه يظل قائما, وللأسف فإن الكثيرين من اعداء العراق والحرية والسلام في المنطقة ومن جيراننا ايضا,يتمنون رؤية ذلك اليوم الذي تتقطع فيه اوصال العراق في حرب اهلية طاحنة. السبيل الوحيد لتجنب هذه الحرب,هو التأسيس لدولة عادلة تحترم ابناءها, وهو ما يعني ان يأتي التأسيس سليما وبتأن, وانه يجب ان لا تتأجل الحرب بالقفز على اسبابها, بل يتم قلع كل اسباب الحرب من قمع وتهميش واقصاء بصورة كلية, اذ ان هذه هي الاسباب التي يمكن ان توقظ النار من تحت الرماد في يوم ما.

.. ذنون محمد يونس .. موظف (الموصل) :
حين انتهى النظام السابق عام 2003 كانت المشاعر مختلطة بين الخوف والامل والناس ذهلون مما حصل وكيف حصل .. لكن الواقع على ارض التطورات التي حصلت في الموصل لم تكن تبشر بالخير حين جاء اشخاص من الخارج ونصبوا انفسهم مسؤولين في المحافظة وسيطروا على شؤونها .. ومن يومها ورغم طردهم من الموصل الا ان الاوضاع لم تر هدوءا .. فالمدينة كبيرة ومداخلها متعددة وقريبة من المناطق التي تشهد دائما عمليات للمقاومة وللاميركان .
ومما عقد الامور ان الكثير من الغرباء عن المدينة بداوا يبحثون عن مواقع لهم فيها .. ثم ياتي رد الفعل ضدهم ليزيد من سوء الاوضاع .. وفي مدينتنا يختلط الحابل بالنابل كما يقولون يوم تشهد سيطرة الاميركان ويوم سيطرة الشرطة ويوم اخر سيطرة المقاومة .. لذلك فالمخاوف تزداد والخلافات والصدامات امتدت الى الجامعات والمدارس .. والله يستر مما سيحصل والجميع يبتهلون الى الله ان تنتهي المحنة ليعيشوا بسلام وتعود اخوتهم .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف