ساعتان من المحادثات بين شيراك والحريري

اندريه مهاوج من باريس: اعادت محادثات الرئيس الفرنسي جاك شيراك مع رئيس كتلة نواب المستقبل في البرلمان اللبناني سعد الحريري اطلاق ديناميكية الاهتمام الدولي بالملف اللبناني قبل ايام من التقرير المتوقع لتيري رود لارسون المكلف من قبل الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بمتابعة تنفيذ القرار 1559 وقبل اسبوع من زيارة شيراك الى مصر التي تقوم بجهود دبلوماسية من اجل ترطيب الاجواء بين لبنان وسورية وتسوية الملفات العالقة بين البلدين.

وقد عبر النائب الحريري عن التقاء الجهود والمساعي الاقليمية والعربية والدولية بشأن لبنان بقوله ان الرئيس شيراك ذاهب الى القاهرة ومحادثاته ستتناول في احد جوانبها الملف اللبناني ونحن نسعى لان يكون لبنان من بين المواضيع التي تتم مناقشتها خلال أي اجتماع بين رؤساء الدول وقادتها لاننا نريد ان يكون الموضع اللبناني حاضرا في كل المناسبات والمحافل العربية والدولية.

وقد عقد الحريري جولة محادثات مع الرئيس شيراك طالت ساعتين حضرها مستشاره للشؤون الاوروبية المحامي بازيل يارد كما رافقه في زيارته الى الاليزيه مستشاره الاعلامي هاني حمود. وبعد اللقاء الذي كان بمثابة جولة افق عامة بدءا بالتحقيق الدولي في اغتيال رفيق الحريري والحوار الوطني اللبناني وعملية الاصلاح مرورا بسلاح المقاومة وانتهاء بالعلاقات مع سوريا قال النائب الحريري لقد تحدثت مع الرئيس شيراك في امور عدة وشكرته على اهتمامه الدائم بالاوضاع اللبنانية عموما وبشكل خاص بمسالة المحكمة الدولية والاجراءات المتعلقة بانشائها وشرحت له ما حصل في جلسات الحوار الوطني والتقدم الذي تحقق وتكلمنا على العلاقات بين لبنان وفرنسا اضافة الى امور اخرى . وبشأن رئاسة العماد اميل لحود قال الحريري ان هذا الامر موضوع على طاولة الحوار وهو شأن لبناني وسوف تتطرق جلسة الحورا المقبلة في 28 من الحالي الى كافة المواضيع. موضع اخر اعتبره الحريري من الشؤون اللبنانية الداخلية وهو مصير سلاح حزب الله وتنفيذ ما بقي من القرار الدولي المتعلق بنزع اسلحة الميليشيات فقال ان لبنان متمسك بالشرعية الدولية ويحترم قراراتها ولكن ما يهمنا ايضا هو استقرار لبنان وسلاح المقاومة شان داخلي ومطروح على طاولة الحوار وسوف ننقاشه والرئيس شيراك كان دائما متفهما للوضع اللبناني وداعما للبنان ويضعه في مقدم اهتماماته.

وبشأن المحكمة الدولية قال رئيس كتلة نواب المستقبل ان هناك قرارات دولية بشأن التحقيقات في اغتيال رفيق الحريري والحصول على التعاون المطلوب مع هذه التحقيقات وقد حصل تقدم كبير وان شاء الله يكون عندنا محكمة متفق عليها . واعتبر ان اهمية معرفة قتلة والده تعتبر امرا اساسيا لكي ينال من يثبت تورطه عقابه ويكون ذلك بالتالي رادعا لمنع أي جريمة في المستقبل متطرقا بذلك الى الانباء عن محاولة اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومؤكدا ان نصرالله هو رجل مهم للبنان وللمقاومة.

المحادثات تطرقت الى مسالة اعمار لبنان والدعم الدولي له فقال الحريري ان شيراك يدعم بقوة عقد مؤتمر بيروت واحد والجميع يعرف الدور الريادي الذي قامت به فرنسا في عقد مؤتمري باريس واحد وباريس اثنين وعلينا من جهتنا ان نكون جديين في تنفيذ التزاماتنا واتخاذ الاجراءات الضرورية لاجراء عملية الاصلاح المطلوبة.

وشدد الحريري على اهمية اقامة افضل العلاقات بين لبنان وسوريا وهو ما يجمع عليه اللبنانيون معتبرا ان الثقة موجودة بين الطرفين وان الزيارة المحتملة لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى دمشق امر ضروري لان العلاقات يجب ان تتحسن وتصبح صافية وذهاب السنيورة الرجل القومي والعربي الى دمشق امر مهم للبلدين.

الناطق باسم الرئاسة الفرنسية قال من جهته ان الرئيس الفرنسي جدد تاكيده على الامل الكبير الذي تعلقه فرنسا على الحوار بين اللبنانيين الذي يتطلب تنازلات متبادلة من اجل التوصل الى نتائج مفيدة وايجابية واكد عزم فرنسا على القاء الضؤ على اغتيال الحريري وعلى دعمها لمشروع اقامة محكمة دولية. جيروم بونافون قال ايضا ان الرئيس شيراك عبر عن الامل في ان تسجل المجموعة الدولية تضامنها الكامل مع لبنان وتقدم له الدعم الاقتصادي والمالي ولكنه شدد على ضرورة اجراء الحكومة اللبنانية الاصلاحات المطلوبة.