صفقة للإفراج عن البرغوثي مقابل الجاسوس الإسرائيلي بواشنطن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بشار دراغمه من رام الله: كشفت مصادر إسرائيلية عن تخطيط الولايات المتحدة الأميركية لتنفيذ صفقة مع إسرائيل تهدف إلى إطلاق سراح أمين سر حركة فتح مروان البرغوثي وفي المقابل تقوم واشنطن بالإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد الذي تعتقله الولايات المتحدة. وقالت المصادر إن واشنطن تسعى من خلال هذه المبادرة إلى إعادة التيار المعتدل للساحة الفلسطينية وذلك بعد الفوز الذي حققته حماس في الانتخابات التشريعية الأخيرة وتشكيلها للحكومة. وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن قرار واشنطن هذا سيدخل حيز التنفيذ عندما تزداد حالة الفوضى في مناطق السلطة الفلسطينية بعد عدة أشهر وتتعالى أصوات ضد حكومة حماس مما يهيئ الأجواء لظهور وضع يساعد فيه إطلاق سراح البرغوثي بإعادة الحكم إلى أيدي حركة فتح.
وقالت الصحيفة أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن إطلاق سراح الأسير البرغوثي مقابل الإفراج عن بولارد وأنه تم طرح هذا الاقتراح عشية صدور الحكم على البرغوثي قبل عامين حيث حكم عليه بالسجن خمسة أحكام مؤبدة بعد إدانته بالضلوع في التخطيط لهجمات قتل فيها عدد من الإسرائيليين.
ويحظى البرغوثي بشعبية واسعة للغاية في الضفة الغربية وفاز بالانتخابات التمهيدية داخل حركة فتح عشية الانتخابات التشريعية التي جرت في كانون الثاني(يناير) الماضي بالمكان الأول في قائمة حركة فتح. وقالت هآرتس إنها تكشف لأول مرة اليوم النقاب عن اقتراح كان قد قدمه مسؤول إسرائيلي لمسئول أميركي حول إطلاق سراح البرغوثي مقابل إطلاق سراح بولارد. ورفض المسؤول الأميركي الاقتراح "لكن في إسرائيل يقدرون الآن أنه بعد صعود حركة حماس إلى الحكم في السلطة الفلسطينية سيغير الأميركيون موقفهم". وتجدر الاشارة إلى أن الجاسوس الإسرائيلي المعتقل لدى الولايات المتحدة جونتان بولارد بعث برسالة تهديد إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت بكشف وثائق سرية للغاية في حال وافق أولمرت على تعيين رئيس حزب المتقاعدين الإسرائيلي رافي ايتان وزيرا في الحكومة القادمة. وبعث بولارد هذه الرسالة إلى أولمرت من خلال محاميته والتي حملت تهديدا صريحا لأولمرت وايتان في حال لم يطبقا ما جاء في رسالة التهديد. وتبين في الرسالة أن بولارد سيقدم التماس إلى المحكمة الاسرائيلية العليا ضد تعيين إيتان وزيرا في حكومة أولمرت القادمة. وكشفت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية عن مضمون هذه الرسالة والتي جاء فيها أن تعيين ايتان في منصب وزير يعتبر أمرا مخجلا لإسرائيل وذلك نتيجة ضلوع ايتان في قضية الجاسوس بولارد وتقديمه شهادة كاذبة حسب ما جاء في الرسالة. وقالت المحامية:"بحوزة ايتان مستند ذو قيمة يرفض حتى هذه الساعة أن يوصله للاميركيين على الرغم من أن الاميركيين مصممون على نيله. ومن دون سيظل بولارد قابعا في السجون الأمريكية ونحن نطالب أولمرت بعدم تعيين ايتان في منصب وزير ففي حال تعيينه فإن موكلي سيعمل على منع التعين وسيكشف مستند أنا لست معنية بالكشف عن تفاصيله الآن. لكن هذا المستند سيسبب ضررا كبيرا لايتان".وقد بعث بولارد كميات هائلة من المعلومات لإسرائيل من جهاز الاستخبارات الأميركية. وعندما انكشف اتجه إلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن وطرد من هناك وكان المخابرات الأميركية خارج السفارة بانتظاره.