فتح تتهم مشعل بالتدبير لحرب أهلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بعد قصفه القيادة الفلسطينية من العاصمة السورية
فتح تتهم مشعل بالتدبير لحرب أهلية
مشعل يؤكد رفضه الاعتراف باسرائيل سمية درويش من غزة: اتهم المجلس الثوري لحركة فتح، مساء اليوم الجمعة خالد مشعل زعيم حركة حماس في الخارج، بإشعال فتنة والتدبير لحرب أهلية في قطاع غزة والضفة الغربية، وذلك بعدما قصف أبو الوليد القيادة الفلسطينية بعبارات من العاصمة السورية دمشق، متهما مسؤولين بالفساد والتآمر على تجربة حماس في الحكم. وقد سيرت المجموعات المسلحة التابعة لحركة فتح في الضفة الغربية وقطاع غزة مسيرات جماهيرية حاشدة ، وذلك للتنديد بتصريحات مشعل، متهمة إياه بمحاولة إشعال فتنة داخلية.
وقد وظفت بعض الإذاعات المحلية والمحسوبة على حركة فتح، برامجها لاستقبال ردود الشارع الفلسطيني على تصريحات أبو الوليد، والتي جاءت منددة ومدينة لتك التصريحات، مطالبين في الوقت ذاته بالتدخل لعلاج الأزمة الراهنة، ومنع بذور الفتنة في هذه الظروف الراهنة التي تمر بها الساحة الفلسطينية. وقالت فتح في بيان لها، " إننا ننظر بخطورة بالغة لما تضمنه خطاب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ولا نستطيع أن نصفه إلا بأنه خطاب فتنة يسعى إلى توتير الأجواء في الساحة الفلسطينية وتدبير حرب أهلية بأوامر من أسياده الذين يريدون فتح معارك جانبية في فلسطين لتحقيق أهداف خاصة بهم ".
وأضاف البيان، " لقد جاء خطاب الفتنة الذي ألقاه خالد مشعل ليؤكد لنا أن هذا الرجل كان وما يزال يسعى إلى إراقة الدم الفلسطيني فوق هذه الأرض الطاهرة بينما يعيش في مقره في دمشق ومستفيدا من خبرات البعض في تدبير الفتن والحروب الأهلية ".
وكان مشعل، قد شن هجوما شديد اللهجة على القيادة الفلسطينية مطلقا جملة توصيفات ضد مسؤولين لم يسمهم، حيث اتهمهم بالفساد والتآمر على تجربة حماس في الحكم، قائلا، " لن نحشر في قضية الرواتب فلدينا قضايا مثل القدس والمستوطنات ومقاومة الاحتلال ستكون على راس الاولويات".
وانتقد مشعل في خطابه بدمشق، قرار الرئيس محمود عباس إلغاء قرار وزير الداخلية أمس بتشكيل جهاز امني خاص، وقال "من حق الحكومة ان تشكل قوة حماية للوطن وهي تشكيلات لا تتقاضى رواتب مثل تلك التي وصفها بالمأجورة تباع وتشترى بالمال".
وحسب أبو الوليد، فان الهدف من وراء إلغاء قرار وزير الداخلية إطلاق العنان للمزيد من الفلتان الأمني، داعيا الشعب الفلسطيني لإفشال ما اسماه بالمؤامرة ، مؤكدا في السياق ذاته قدرة منظمته على إفشال تلك المؤامرة.
وفي رسالة هجومية أخرى على الرئيس عباس لقوله بان عملية تل أبيب بالحقيرة، قال مشعل " إنها مفردة جديدة على المفردات السياسية لا أطيق الحديث عنها ولا أريد ان أعيد تلك الكلمة لكنني أقول أليس عيبا ان يقال مثل هذا الكلام بحق المجاهدين هل العيب فيمن يقدم نفسه ضحية ام فيمن يذهب إلى تل أبيب يتعشى ويسكر".
من جهته أعرب احمد عبد الرحمن الناطق باسم حركة فتح ، عن أسفه لما بدر في خطاب مشعل من عبارات قال بأنها تدفع إلى حرب أهلية. وأضاف عبد الرحمن في تصريحاته لقناة العربية، " ان الكفاح بدأ قبل ان يولد وان السلطة قامت بالنضال والدماء على ارض الوطن فالمناضلون لا تطلق عليهم مثل هذه التوصيفات ، داعيا زعيم حماس الى عدم إطلاق حرب أهلية من دمشق قائلا ، "ما هو اثر كلماتك على الشعب الفلسطيني اتركنا بحالنا هل تريد للناس ان يقتتلوا ".
بدوره ، أكد غازي حمد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية ، بان قرارات وزير الداخلية الفلسطيني القاضية تشكيل قوة خاصة لضبط الوضع الأمني ، وتعيين العقيد جمال ابو سمهدانه مراقبا عاما لوزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطينية ، جاءت وفق القانون الأساسي الذي يمنح صلاحيات لوزير الداخلية بأن يتخذ من الإجراءات ما يكفل الحفاظ على الأمن والنظام العام.
وقال حمد في مؤتمر صحافي بمدينة غزة ، " إن قرار وزير الداخلية جاء بعد استشارات قانونية وأمنية حتى لا تحدث أي حالة من التناقض أو التعارض ، وهذا القرار جاء وفقا للقانون والقانون الأساس ، الذي يمنح صلاحيات لوزير الداخلية بأن يتخذ من الإجراءات ما يكفل الحفاظ على الأمن والنظام العام".
وكان سعيد صيام وزير الداخلية ، قد أعلن عن تشكيل قوة خاصةمن نخبة رجال الأمن الفلسطيني وممن وصفهم بالمقاتلين، في إشارة إلى نشطاء الفصائل الفلسطينية، يتبع له مباشرة لمواجهة حالة الفلتان والجرائم التي يعيشها الشارع الفلسطيني.
كما وأعلن صيام عن تعيين جمال ابو سمهدانة قائد لجان المقاومة الشعبية والمطلوب لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية ، مراقبا عاما لوزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني ، حيث أثارت سلسلة القرارات التي إتخذها الوزير الفلسطيني حفيظة الرئيس عباس ، الذي أصدر قرارا يلغي جميع قرارات صيام.
وبالعودة لبيان حركة فتح ، فقد جاء فيه ، " لقد امتلأ خطاب مشعل بالدس والوقيعة والأكاذيب والتلفيقات والحقد الأعمى بالرغم من استشهاده بالآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة وهي عادة معروفة للمنافقين الأفاقين الذين لا يعرفون ذمة أو يتمتعون بشيء من ضمير ولا يعرفون المحرمات ".
لقد اقترب خالد مشعل من نقطة ادعاء النبوة وهو ليس أكثر من مسيلمة الكاذب الكذاب فزعم أن الأموال قد سرقت حتى فرش المكاتب والشاي والقهوة، إلى هذا الحد وصل التضليل بهذا الرجل في الوقت الذي انتقلت به السلطة وباعتراف العالم بشكل حضاري كعادة حركة فتح دائماً في كل المنعطفات التي مرت بها القضية الفلسطينية وحاول أن يدمر القانون الأساسي وأمر باستحداث جهاز أمني يكون تحت إمرته وكأن النظام السياسي الفلسطيني قد أصبح مشاعاً له ولأسياده يحلل ويشرع للحرام محطما كل الخطوط الحمراء ومتجاوزاً كل المحرمات.
لقد فجع الوطنيون الفلسطينيون وكل الشعب الفلسطيني بخطاب الفتنة الذي حاول من خلاله خالد مشعل أن يعيدنا إلى عهد الظلام والتيه والقتال بالجنازير تحت شعار أجرني به يا أخي بعد أن اخترنا الديمقراطية طريقاً لتداول السلطة. وإزاء هذه المحاولات الموتورة فإننا نحذر من هذه المنزلقات التي يخطط لها أعداء هذا الشعب وأعداء قضيته وممثله الوحيد منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية مهما كانت الشعارات والأراجيف التي يطلقها أمثال خالد مشعل بأوامر من أسيادهم.
وستظل حركة فتح ومعها كل الوطنيين الفلسطينيين هي الحارسة للمشروع الوطني والمتمسكة بالثوابت الوطنية التي أجمع عليها شعبنا، ستظل في صدارة المدافعين عن الدم الفلسطيني تقف بحزم وقوة ضد كل الهادفين إلى إثارة الفتنة والحرب الأهلية حتى نحقق هدفنا بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين كما أقرت بذلك القمم العربية والشرعية الدولية. أما أولئك العابثين والمقامرين بمصير هذا الشعب وقضيته المقدسة ممن يخططون لعزله وعزلته فسيكون مصيرهم مثل غيرهم ممن حاولوا أن يكونوا أدوات رخيصة ومأجورة بثمن بخس وعلى حساب وحدتنا ودمنا وأهدافنا المقدسة وحقوقنا الشرعية.
وتتوجه حركة فتح قيادة وكوادر وقواعد وأنصار إلى العقلاء وشركائنا في الدم والمصير من حركة حماس وكل الفصائل بأن يتوخوا الحذر واليقظة تجاه الأهداف المشبوهة لخطاب الفتنة لأن من يكتوي بنارها هم أبناء هذا الوطن الفلسطيني في الضفة والقطاع والقدس وأبطالنا في سجون الاحتلال ومخيماتنا في لبنان وليس أمثال خالد مشعل الذي يعيش في قصره في دمشق والذي لم يدفع في يوم من أيام عمره ضريبة النضال والسجون.
من جهتها إستنكرت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح تصريحات مشعل، محملة إياه مسئولية ما سيحدث في المستقبل. وقالت الكتائب في بيان لها ، " في هذا الوقت العصيب يطل علينا خالد مشعل من سوريا بخطاب مفرداته بعيدة كل البعد عن أخلاقيات وقيم شعبنا الوطنية حيث قام بتخوين الآلاف من أبناء الأجهزة الأمنية وأبناء وقيادات حركة فتح ، ليس هذا فحسب بل تضمنت دعوة من بين السطور قرأناها لحرب أهلية في فلسطين"، وأضافت " من هنا نقول لمشعل لا تشعل نار الفتنة وأننا نحملك مسؤولية ما سيحصل في المستقبل، حيث إن كلماتك المسمومة لا تعبر إلا عن حقد على شعبك وتساوق تام مع مخططات أعدائنا". كما أعلنت حركة فتح بالسجون الإسرائيلية، استنكارها الشديد لتصريحات مشعل، مشيرة إلى انه من يريد أن يدبر حرب أهلية في الشعب الفلسطيني ليس منها.