انان يضغط على واشنطن لتجري مفاوضات مباشرة مع طهران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فيينا-لندن: مارس الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اليوم ضغطا على الولايات المتحدة معتبرا للمرة الاولى ان الايرانيين لن يخوضوا مفاوضات جدية حول برنامجهم النووي مع استمرار غياب الحوار المباشر بين واشنطن وطهران.واوضح انان للصحافيين في فيينا "طالما شعر الايرانيون انهم يتفاوضون مع الاوروبيين وان ما يناقشونه معهم يجب ان يناقش مع الاميركيين قبل ان يعود الاوروبيون اليهم ثانية، أنا غير متأكد انهم سيطرحون كل ما لديهم على الطاولة".وقال أنه اوضح بشكل جلي في اللقاءات الخاصة وفي اتصالاتي مع الادارة الاميركية وعلنا، ان من المهم ان تشارك الولايات المتحدة في المفاوضات كما يجب ان تشترك مع كل الدول الاوروبية وايران في ايجاد حل.
وهي المرة الاولى التي يؤكد فيها انان بوضوح استحالة التوصل الى اتفاق مع الايرانيين ما دام الاميركيون يدعون الاوروبيين في المقدمة.
وتفاوض المانيا وفرنسا وبريطانيا (الترويكا الاوروبية) ايران منذ عام 2003 بدعم من الاميركيين لمحاولة منعها من تخصيب اليورانيوم وتاليا امكان امتلاك سلاح نووي.لكن ايران قلقة من ضربة عسكرية اميركية محتملة اذا فشلت الوسائل الدبلوماسية، وتريد الحصول على ضمانات امنية وحدها الولايات المتحدة تستطيع ان توفرها لها.
وجاءت دعوة كوفي انان فيما علم في فيينا ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية عثرت على اثار يورانيوم عالي التخصيب في موقع ايراني نووي، وحيث نفت طهران ان تكون قامت بتجربة مماثلة.وعثر على اثار اليورانيوم في عينات اخذها مفتشو الوكالة الذرية من موقع لافيزان قرب طهران الذي دمرته السلطات الايرانية عام 2004، بحسب دبلوماسيين.
وردا على ذلك، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي في تصريح للتلفزيون الايراني ان هذه المعلومات "لا اساس لها من الصحة".
وفي الولايات المتحدة واوروبا، تزايدت الدعوات الى مفاوضات مباشرة بين واشنطن وطهران، رغم تمسك واشنطن برفضها هذا الامر.
وفي هذا الاطار، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي الجمعة ان "من الاهمية بمكان ان تشارك الولايات المتحدة في التحرك الذي يقوم به الاوروبيون حول رزمة من العروض الايجابية يمكن اقتراحها على ايران".واضاف ان باريس تعتبر ان ايران "بعرض عضلاتها، تسعى اكثر من اي وقت الى ان تعترف (الولايات المتحدة) بنظامها، انهم يريدون اجبار الاميركيين على خوض حوار معهم".
واكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الخميس انه "مستعد لمحاورة اي بلد".وكان بعث برسالة الى الرئيس الاميركي جورج بوش انهى عبرها 26 عاما من القطيعة الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.
وبعدما اخفقت الولايات المتحدة في اقناع روسيا والصين بتاييد قرار الزامي يصدره مجلس الامن لاجبار ايران على وقف اعمال التخصيب، قرر الافرقاء الغربيون الانتظار "بضعة اسابيع" وتقديم عرض جديد الى ايران.
وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك "همنا ان يتم الاستماع الى المجلس وتلبية شروطه"، وذكر بان "الفصل السابع لا يعني فرض عقوبات او استخدام القوة في شكل فوري"، حتى لو كان ينص عليهما.واوضح ماتيي ان سلسلة الاجراءات التي قد تعتمدها الترويكا الاوروبية تشمل تدابير ذات الطابع الاقتصادي واخرى الهدف منها طمأنة ايران الى تمكينها من الحصول على التكنولوجيا النووية المدنية في حال تخليها عن النشاطات التي يمكن ان تستخدم لاهداف عسكرية.واضاف المتحدث الفرنسي "يتم البحث ايضا في تحديد نوع الضمانات الامنية التي يمكن ان تعطى لايران مع اخذ المستوى الاقليمي في الاعتبار".ومن المقرر ان تناقش هذه الاجراءات في 19 ايار/مايو في لندن خلال اجتماع للموظفين الكبار في الدول الست (الترويكا الاوروبية والولايات المتحدة وروسيا والصين).
من جهتها، اعلنت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت اليوم ان لندن "لا تنوي" التحرك عسكريا ضد ايران، مستخدمة لهجة مغايرة قليلا عن لهجة سلفها جاك سترو الذي استبعد هذا الاحتمال باعتباره "غير معقول" في وقت نفت ايران صحة المعلومات حول العثورعلى آثار يورانيوم عالي التخصيب في موقع نووي ايراني.
وقالت بيكيت في حديث الى هيئة الاذاعة والتلفزيون البريطانية (بي بي سي) ان لندن "لا تنوي" شن هجوم عسكري ضد ايران، موضحة انها قررت استخدام "تعابيرها الخاصة" لشرح موقف بريطانيا حول الموضوع.وحين ذكرها الصحافي بان جاك سترو اعتبر هذا الهجوم "غير معقول"، اكدت بيكيت ان تعابيرها مختلفة عن تلك التي استعملها سلفها، وان ذلك متعمد. وقالت انه "بعد ساعات فقط على تعييني (يوم الجمعة الماضي)، توصلت الى استنتاج بانه اذا استعملت التعابير التي استخدمها رئيس الوزراء توني بلير في السابق او تلك التي استخدمها جاك سترو، ساعقد الامر كثيرا على نفسي".
لكنها اوضحت انه حتى لو اختلفت الكلمات، الجميع (بلير وسترو وهي نفسها) يعني الفكرة ذاتها "جميعا يقول ان لا احد ينوي شن عملية عسكرية (...) ولا وجود لفرق بين ما نقوله". وكان جاك سترو غادر وزارة الخارجية في اطار قيام بلير بتعديل وزاري واسع، وعين وزيرا للعلاقات مع مجلس العموم.
من جهة اخرى اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي اليوم في تصريح للتلفزيون الايراني ان "لا اساس من الصحة" للمعلومات حول العثور على آثار يورانيوم عالي التخصيب في موقع نووي ايراني.وقال اصفي ان "هذه التصريحات لا تستند الى حقيقة فعلية وتشبه تأكيدات سابقة نفتها لاحقا الوكالة الدولية للطاقة الذرية".