الكويت تخوض معركة انتخابية من نوع آخر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الصورة أقوى تأثيرا من الكلمة على الناخبين
الكويت تخوض معركة انتخابية من نوع آخر
إقرأ أيضا
الكويت: المرأة ستخون نفسها إن أوصلت معارضي حقوقها
تاريخ المطالبات بحقوق المرأة في مجلس الأمة
الكويت: أساليب متنوعة لشراء الأصوات
700 قاض يشرفون على الانتخابات الكويتية
المرشحون الكويتيون يخوضون حرب الشعارات
الكويت - غادة الحبيب ونجوى الجاسم : قالت خبيرة الايحاء والايماء الدكتورة منى الغريب ان الصورة في الدعاية الانتخابية اوقع تأثيرا على الناخبين من الكلمة أو الشعار. وقالت الغريب في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان شكل المرشح او المرشحة يلعب دورا في التأثير على الناخبين، موضحة ان الدراسات اثبتت انه كلما كان الشخص جميلا كلما استطاع ان يستقطب اعدادا أكبر من الناس حوله. واشارت الى ان تربية المرأة لابنائها ومراقبة سلوكيات طفلها في مراحل التنشئة الاولى جعلت قوة الملاحظة لديها أكبر بكثير منها عند الرجل مما يجعلها تدقق أكثر في صورة المرشح التي أمامها وتبحث في تفاصيلها وبالتالي يتكون في اللاوعي لديها الانطباع الاساسي عن هذا المرشح والذي قد يستمر معها الى لحظة تسجيل صوتها على ورقة الاقتراع.وتابعت الدكتورة منى قائلة ان المرأة عندما تنظر الى صورة المرشح الرجل يلفت انتباهها مباشرة لحيته المهذبة وابتسامته المتسامحة فينعكس لديها في العقل الباطن انه شخص نظيف يعتني بنفسه وهندامه واثق من نفسه بينما هي تنفر مباشرة من صورة المرشح صاحب اللحية غير المهذبة أو الوجه المتجهم.
واستطردت ان المرأة تنظر أيضا في صورة الرجل المرشح الى عينيه فالعين ذات الجفن الواسع تدل على أن هذا الشخص خدوم للاخرين كما أن الصورة الكاملة بالحجم الحقيقي للمرشح تعطي انطباعا بقدرة صاحبها على القيادة وهو الأمر الذي ينطبق أيضا على الابتسامة الثابتة التي تدل على تمتع المرشح بثقة عالية بنفسه.
وبينت الدكتورة منى ان اهتمام المرأة بالجمال والشكل الخارجي للمرشح الذي أمامها هي ظاهرة عالمية توجد في كل دول العالم التي تمارس العملية الديموقراطية وحتى في تلك التي تعتبر من الدول المتشددة اسلاميا مدللة في ذلك على الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي الذي أكدت استبيانات الرأي التي أجريت أيام انتخابه للرئاسة أن لحيته المهذبة وابتسامته المميزة ومسحة التسامح التي تدل عليها تعابيره كان لها دورا كبيرا في التأثير على الناخبين والناخبات في ايران . وقالت أن الرجل يتأثر أيضا بصورة المرأة المرشحة ويتأثر بجمالها كما تتأثر هي بوسامته مؤكدة في ذلك أن الجمال غاية فطرية خلقها الله في الانسان رجلا كان أم امرأة.
وافادت أن مقاييس الجمال تختلف من بلد الى اخر ومن ثقافة مجتمعية الى أخرى وحتى في ظل الدولة الواحدة كالكويت فان هذه المقاييس قد تختلف من دائرة الى أخرى حسب طبيعة التكوين الاجتماعي والثقافي للناخبين في الدائرة. وقياسا على ذلك أكدت الغريب أن تأثير صورة المرأة المرشحة على الناخبين تختلف باختلاف البيئة الانتخابية المحيطة بها فالمرأة المحجبة قد تستقطب أصواتا في دوائر معينة بينما تستقطب المرأة غير المحجبة أصواتا من الناخبين والناخبات في دوائر أخرى تبعا للثقافة الاجتماعية السائدة لدى ناخبي الدائرة.
وأشارت الى أن تصويت الرجل للمرأة وتصويت المرأة للرجل يعتمد غالبا على التربية ونظام الاعتقاد السائد لدى الشخص اذا نشأت المرأة في بيئة تكرس قوامة الرجل وانه يمثل جانب القوة والقدرة على فهم الأشياء فانها تلقائيا بسبب هذه الموروثات سوف تتجه الى التصويت لصالح المرشح الرجل.
واضافت أن الامر نفسه يحدث عند تصويت الرجل للمرأة المرشحة فالرجل الذي نشأ في ظل امرأة قوية (أم) مثالية شكلت تأثيرا في حياته فانه سوف يصوت لصالح المرأة المرشحة دون حرج او تردد بينما الرجل الذي نشأ في بيئة ترفض اعطاء المرأة حقوقها وتعتبرها ضلع ناقص يجب ان تسير خلف الرجل فانه تلقائيا لن ينتخبها.
وحول مدى تأثير الصورة والحركة والكلمة في الدعاية الانتخابية على الناخبين قالت الدكتورة منى الغريب أن صورة المرشح الذي يومىء بسبابته مثلا يمكن أن تخلف انطباعا سيئا لدى الناخب لأنها تحمل علامة التهديد والوعيد. وأوضحت أن المرشح الذي يضع خلفيات وراء صورته كعلم الكويت أو صورة مجلس الأمة يريد أن يعطي انطباعا بأنه يحمل هموم الكويت ويهتم بقضايا الوطن والمواطنين .أما من يستشهد في اعلانه بايات من القران الكريم قالت انه يستهدف الضرب على وتيرة الدين كوسيلة ناجحة في بعض الدوائر لكسب الناخبين. وعلى الصعيد نفسه أشارت الى أن صورة المرأة المرشحة في الدعاية الانتخابية ينبغي أن تعطي انطباع بالقوة والثقة والحماسة للتأثير في الناخبين بينما صورة المرشحة التي تومىء برأسها أو تعطي انطباعا بالضعف الأنثوي واستجداء الصوت هي صورة ضعيفة قد تنعكس سلبا على الناخبين .
وبينت أن المرشحة أو المرشح الذي يحرص على وضع انجازاته على اعلان الانتخاب قد يشكل اعلانه هذا سلاحا ذو وجهين فهو في الدول الغربية مثلا يعد اعلانا سلبيا يسقط صاحبة تماما ويؤدي الى فشلة السياسي بينما في بعض الدول العربية فان عرض الانجازات قد يساعد في جذب الناخب ونجاح المرشح وذلك في النهاية يرجع الى الثقافة الاجتماعية للناخبين. أما بخصوص الاعلان الانتخابي الذي لا يحمل صورة المرشح وانما هو اعلان مكتوب فقط أوضحت الدكتورة الغريب ان هذا الاعلان اذا كان يحمل صيغة الأمر في التعبير ويوجه الناخب نحو شيء معين فقد يكون ذا تأثير سلبي اذا كان المتلقي (الناخب) ذو شخصية متمردة يرفض صيغة الامر بينما قد يكون تأثيره ايجابيا اذا كان المتلقي قابلا للانقياد في شخصيته فسوف يرى في اعلان هذا المرشح قوة تدفعه الى التمسك به وانتخابه. وفي نهاية الامر فان خبيرة الايحاء والايماء الدكتورة منى الغريب توجه رسالة الى كل مرشح ومرشحة لانتخابات مجلس الأمة 2006 مفادها اعتنوا بجمال أشكالكم في الصورة الدعائية لأنها قد تكون مفتاحكم الى النجاح.
تأثيرعرض الاعلانات الانتخابية
والملاحظ انه منذ الساعات الاولى لقرار حل مجلس الامة اكتظت شوارع الكويت وطرقاتها وساحاتها باعلانات المرشحين الانتخابية التى تهدف الى اقناع الناخبين بالتصويت لهذا المرشح دون الاخر . ويلاحظ فى هذه الاعلانات ان اعدادها وصلت الى الملايين وتتركز فى مناطق محدودة بارزة وتتضمن صور للمرشحين باحجام مختلفة وضعت متقاربة لايبعدها عن بعض سوى امتار قليلة وتضمنت شعارات كالتعهد بالتصدي للفساد واشاعة الاصلاح ووعود بالتغيير نحو الافضل واخرى تتضمن كلمات كالثقة والصدق والامانة فى وصف المرشح . لكن هل لهذه الاعلانات المتضمنة صور المرشحين والتى يصرف عليها الالاف من الدنانير اي تاثير بالغ فى تكوين قناعة لدى الناخب او الناخبة باختيار المرشح او المرشحة الذى يفضلونه عن غيره لتمثيلهم فى مجلس الامة القادم؟ هذا السؤال طرح على اخصائى العلاج النفسى الدكتور مروان المطوع فى مقابلة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) الذى قال ان حرص المرشحين على هذه الاعلانات نابع من عدة عوامل منها شعور بعض المرشحين بانها تترك اثر الشعور بالامان فى نفس الناخب تجاه المرشح واحساس بان الناخبين يعرفونه عند زياراته لدواوينهم لاسيما للمرشحين غير المعروفين .
واضاف المطوع ان وراء كتابة شعارات تدعو للاصلاح وشعارات تتعهد بكويت افضل وغيرها من الشعارات الوطنية وربطها بالصورة فان الهدف منها اعطاء احساس عميق بتوجه هذا المرشح نحو المستقبل وعندما ترتبط الكلمة بالصورة فان اثرها يكون اقوى فى نفس الناخب . واوضح ان بعض المرشحين وهم قلة جدا حريصون على ابراز صورهم باحجام كبيرة ومبالغ فيها وهذا دليل على حالة عدم ثقة بالنفس وتضخيم الانا اوالذات. لكن المطوع اشار الى ان الناخب بصورة عامة يميل ويتعاطف دائما مع المرشح المقتصد فى مصاريفه والمتواضع الذى يفضل العمل وليس الابهار الاعلانى فى حملته الانتخابية ويبتعد عن المرشح المسرف . وقال أنه حين يرى الناخب هذا الابهار الاعلانى يجب الايفكر من اين اتى هذا المرشح بهذا المال الناخب ذو المستوى المادى والاجتماعى البسيط يتعاطف مع المرشح المحدود الامكانيات.
واضاف ان بعض المرشحين يتبعون "التقليد " فى اسلوب ابرازالاعلانات الانتخابية من اجل مسايرة ماهو موجود ودائما يتساءلون " لماذا اكون المستثنى الوحيد من هذه الساحة واوضح ان بعض المرشحين اللذين سبق وكانوا فى المجالس السابقة يلجأون لابراز صورهم القديمة وليس صورهم الحديثة فى اعلاناتهم الانتخابية واحيانا صورهم اثناء عضويتهم فى المجلس بهدف تذكير الناخب بانهم كانوا هناك فى المجلس وليس غريبا ان يعودوا اليه مرة اخرى . وعن مدى تاثير اللوحات الاعلانية فى تحديد اتجاهات الناخب اشار الى انه على يقين بان الطبقة المثقفة والواعية من الناخبين لاتهتم بالصورة وانما بالمحتوى فنجدهم يميلون للمرشح ذو الخبرة السياسية والاقتصادية . واضاف ان المظهر الحسن سواء للمرشح او المرشحة له ايضا تاثير ايجابى على بعض الناخبين لانه يساهم فى التقارب الوجدانى والانفعالى مع المرشح ويجعله احيانا يتعاطف معه فى مناشدته له باعطائه صوته يوم الانتخابات .
واشار الى انه لاحظ من خلال تتبعه للحملات الانتخابية عدم التركيز من قبل المرشحين على الاصلاح التربوى واصلاح الوضع الاسرى او المشاكل الاجتماعية والنفسية التى قال بانها قضايا تهم المجتمع الكويتى بدرجة كبيرة. وحث المطوع المرشحين على ضرورة الحرص في ندواتهم الانتخابية على عدم المبالغة في اطلاق الوعود بالانجازات التي يستحيل تحقيقها حتى لا ينفروا الناخبين منهم .