الزرقاوي: من الانحراف الى قيادة القاعدة في العراق
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عمان: انتقل الاردني ابو مصعب الزرقاوي الذي تصفه والدته بانه "حنون" لكنه "ارهابي خطير" بالنسبة لباقي العالم من الانحراف في صباه الى التطرف بتأثير من امام سلفي ليصبح اسمه مرادفا لاعنف الاعتداءات.
وكان الزرقاوي ظهر للمرة الاولى على شريط فيديو على شبكة الانترنت في 26 نيسان/ابريل الماضي متوعدا بالحاق الهزيمة بالولايات المتحدة. وقال حينذاك "والله لنهزمن امريكا في العراق ولنخرجنها من ارض الرافدين مهزومة ذليلة حقيرة".
واحتفل فضل نزال الخلايلة في تشرين الاول/اكتوبر الماضي بعيد ميلاده التاسع والثلاثين بينما حددت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يساعد في اعتقاله وحملته مسؤولية سلسلة الهجمات التي تقع في العراق وتستهدف مدنيين وعسكريين خصوصا من الاميركيين.
واتخذ فضيل نزال الخلايلة عام 1991 اسم ابو مصعب الزرقاوي لدى انضمامه الى مجموعة "التوحيد والهجرة والموحدين" السلفية المتطرفة.
وبعد انغماسه في عالم الانحراف مدة من الزمن، جذبته مبادئ مؤسس المجموعة ابو محمد المقدسي الذي التقاه في باكستان حيث عمل في الصحافة بين 1988 و1992.
لكن الزرقاوي لم يلتق مؤسس شبكة القاعدة اسامة بن لادن الا العام الفين. والزرقاوي رابع اشقائه ولديه سبع شقيقات وقد ولد في عائلة فقيرة تنتمي الى عشيرة بني حسن، اكبر عشائر الاردن. وكان والده الذي توفي العام 1994 شخصا محترما في الزرقاء (28 كلم شمال) في حين توفيت والدته في 29 شباط/فبراير 2004.
ورغم وصفها اياه بانه "حنون" و"عاطفي" اقرت ام صايل بان ابنها لم يكن يتسم بالليونة.
وفي منزل عائلته المتواضع في حي المعصوم، ترفض شقيقاته التحدث الى الصحافة ويؤكدن عدم وجود اي اتصال معه لكنهن "يحترمنه كثيرا". ورفضت شقيقاته اليوم الخميس اثر الاعلان عن مقتله التحدث الى الصحافة.
ولم ينل الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين والمسؤول عن قطع رؤوس عشرات الاشخاص فضلا عن عمليات القتل شهادة الثانوية.
وعندما كان في السابعة عشرة، رسم وشما يمثل مرساة للسفن على كتفه بسبب تعلقه بالبحر الا انه احرق كتفه لازالة الوشم فور اهتمامه بعلوم الدين، وفقا لما قاله باسل ابو صبحة طبيب سجن الجفر (جنوب) لفرانس برس، حيث كان يمضي الزرقاوي عقوبة السجن حتى ايار/مايو 1999 عندما استفاد من العفو العام.
واضاف الطبيب ان الزرقاوي الذي حكم عليه بالسجن 15 سنة في 1994 كان "شخصا في غاية الخطورة وكان السجناء يخافونه فقد كان يفرض على مجموعته النظام من نظرة واحدة". وتابع انه ابلغ احد الموقوفين في يوم من الايام انه بحاجة الى منظار طبي الارم الذي يحتم نقله الى المستشفى لكن الموقوف اجاب "يجب ان اطلب السماح من الامير ابو مصعب".
ورغم ذلك، فان "الوفاء" يبقى احد خصال الزرقاوي. وقال الطبيب "كان يحمل السجين صالح الجهادين بيديه ويقوم بغسله" لان الاخير فقد ساقية خلال انفجار قنبلة وضعها في احدى صالات السينما. وتابع انه ليلة اطلاق سراحه في آيار/مايو 1999 في اطار عفو عام.
توجه ابو مصعب الى الزرقاء لزيارة عائلته لكنه عاد في ساعة مبكرة في اليوم التالي الى سجن الجفر الذي يبعد خمس ساعات بالسيارة، ليزور السجناء الذين لم يطلق سراحهم.
من جهته، قال عبد الله ابو رمان الذي دخل السجن في اب/اغسطس 1996 لانتقاده كيفية تعامل الحكومة مع المظاهرات التي اندلعت احتجاجا على رفع اسعار الخبر في مدينة الكرك الاردنية الجنوبية، انه يتذكر الزرقاوي "لشجاعته وجاذبيته".
ويروي ابو رمان "في اليوم الاول في السجن، كان الزرقاوي في زنزانة انفرادية بسبب ضربه حارسا فقرر سجناء مجموعته الاضراب، وانضممت اليهم. في وقت لاحق، شكرني بشدة، واصبحت مقربا منه". كذلك يتذكر ابو رمان الذي ينشر حاليا صحيفة اسبوعية في الاردن مدى تعلق الزرقاوي بوالدته. ويقول ابو رمان ان "الحياة لم يعد لها معنى بالنسبة له بعد وفاتها".
ويضيف ان الزرقاوي كان رجلا متدينا جدا في السجن، الى درجة انه قام بتغطية جهاز التلفزيون في الزنزانة التي كان يتقاسمها مع سجناء اخرين "لكي لا يشاهدوا النساء (...) وكان يزيل ذلك الغطاء فقط لمتابعة النشرات الاخبارية". وتقول بعض المصادر انه قام بزيارة سرية للاردن في نهاية 2001 قبل توجهه الى العراق، للقاء والدته المريضة في تحد لمذكرة الاعتقال التي صدرت بحقه لتورطه في مؤامرة لمهاجمة اهداف غربية في المملكة.
وفي نيسان/ابريل الماضي، حكمت محكمة عسكرية على الزرقاوي بالاعدام لدوره في عملية اغتيال دبلوماسي اميركي في تشرين الاول/اكتوبر 2002. ويشكك ابو رمان والطبيب ابو صبحة في ان يكون الزرقاوي قد فقد احدى ساقيه في معركة في افغانستان في 2001.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف