انتخبوا ام علي على المسرح السياسي الكويتي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
منتهى الفضلي من الكويت : مشاركة المرأة الكويتية في الحياة البرلمانية كانت موضع اهتمام منذ زمن طويل لدى شريحة كبيرة من الشعب الكويتي. وشكلت الرغبة السامية للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح في العام 1999 نقطة تحول كبيرة في الحياة السياسية الكويتية.
ولأن المرأة الكويتية مشاركة أساسية في كافة شؤون الحياة فقد دخلت قضية حقها في الترشيح والاقتراع محل اهتمام المبدعين والفنانين الكويتيين حيث سلط المسرح الضوء عليها في أكثر من مناسبة.
وتعتبر مسرحية "انتخبوا أم علي" من أشهر المسرحيات التي طرحت مسألة مشاركة المرأة في الانتخابات بشكل مباشر وكانت تعبيرا واضحا عن مدى رسوخ التجربة الديمقراطية في الكويت.
والمسرحية التي كتبها الفنان محمد الرشود وعرضت في العام 1993 تدور أحداثها حول وصول المرأة الى عضوية مجلس الأمة والمصاعب التي تواجهها أثناء الحملة الانتخابية بعد أن تصبح نائبا في البرلمان.
وفي التجربة الأولى للمرأة الكويتية مع الانتخابات البرلمانية بعد اقرار مجلس الأمة منحها حقها السياسي في الاقتراع والترشيح في العام 2005 أعلنت 32 امرأة كويتية ترشيحها للانتخابات.
وفي ما كتبه الرشود في مسرحيته ثمة نقاط التقاء كثيرة وهو يقول في هذا الشأن "ان المسرحية صورت وضع المرأة التي تترشح للانتخابات وتأثير ذلك على حياتها الشخصية ومحيطها الأسري بحيادية دون التطرق لظروف الزمان والمكان".
واضاف الرشود في تصريح لوكالة الانباء الكويتية "ان عدم التطرق الى الزمان والمكان في مسرحية "انتخبوا أم علي" يعود الى عدم وضوح الرؤية حيال مشاركة المرأة في الحياة البرلمانية عام 1993 رغم أن المسرحية لا تسمي الأشخاص بذواتهم ولكنها تطرح العديد من الهموم والقضايا الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع.
وسلطت مسرحية "انتخبوا أم علي" الأضواء على مشاركة المرأة في الانتخابات لكن هناك مسرحيات عدة عالجت قضية الانتخابات ومنها مسرحية "ممثل الشعب" التي أعدها الكاتبان عبد الأمير التركي وسعد الفرج وهي مأخوذة عن نص مسرحية تحمل الاسم نفسه لكاتب روماني صدرت منذ سنوات عن سلسلة المسرح العالمي التي كان يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وحملت هذه المسرحية الرقم 128 ضمن السلسلة المذكورة. كما أن هناك مسرحية "حرم سعادة الوزير" ومسرحية "حامي الديار" التي ركزت في جزء منها على قضايا تتعلق بالوحدة الوطنية وكانت الانتخابات من ضمن القضايا التي عالجتها.
وعن الأهداف التي ابتغتها مسرحية "انتخبوا ام علي" في ذلك الوقت قال الكاتب محمد الرشود "هدفنا كان منها القاء الضوء على فكرة اعطاء المرأة الحق في الانتخاب والترشيح بصورة حيادية لأن هذه القضية كانت مطروحة منذ زمن طويل". وأضاف "كما كنا نهدف الى توعية المواطنين بالكثير من القضايا المتعلقة بالانتخابات وطرح العديد من القضايا والمشاكل الاجتماعية بصورة هادفة ونقد بعض الجوانب السلبية في المجتمع بشكل بناء وأخيرا التأكيد على الترابط الأسري والتماسك بين افراد المجتمع".
وتنقل المسرحية صورة عن حرية الرأي والتعبير في الكويت اضافة الى الاستفادة من التجربة الديمقراطية الكويتية الرائدة خليجيا اذ فيها كمية كبيرة من الصور المعبرة عن كل ما يدور في المجتمع الكويتي وهي كما المسرحيات التي تناولت مسألة الانتخابات في البلاد تدل على مدى رسوخ التجربة الديمقراطية واستقرارها.
وكانت مسرحية "انتخبوا أم علي" التي سبقت اقرار الحقوق السياسية للمرأة بفترة 12 عاما قد لاقت استحسانا كبيرا من قبل الجمهور ووسائل الاعلام الكويتية.
وتشكل نسبة النساء المرشحات للانتخابات 96ر7 بالمئة من المرشحين البالغ عددهم 402 فيما يبلغ عدد النساء اللواتي لهن حق الاقتراع 910ر194 ناخبة ووفقا لذلك فان النساء الناخبات تشكلن نسبة 57 بالمئة من مجموع الناخبين الكويتيين البالغ عددهم 248ر340 ناخب طبقا للاحصاءات المعلنة من قبل ادارة الانتخابات.
والسؤال المطروح من أكثر من مراقب هل ستدخل المرأة الكويتية مجلس الأمة منذ التجربة الأولى لا سيما أنها كرمت من قبل القيادة السياسية في البلاد فور منحها حقوقها السياسية بتعيين أول وزيرة في تاريخ البلاد فمن ستكون أم علي التي تحدثت عنها مسرحية محمد الرشود هذا ما ستكشفه نتائج الانتخابات القادمة. (وكالة الانباء الكويتية)