السعودية تكشف اسمي المعتقلين اللذين انتحرا في غوانتانامو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ميامي: أعلنت السلطات السعودية اليوم اسمي مواطنيهما اللذين كانا معتقلين في غوانتانامو واعلنت السلطات الاميركية انتحارهما السبت، مؤكدة بدأت اجراءات استعادة جثمانيهما. ونقلت وكالة الانباء السعودية عن المتحدث الامني باسم وزارة الداخلية ان "الجهات الامنية بالمملكة تبلغت عن وفاة سعوديين في معتقل غوانتانامو هما مانع بن شامان العتيبي وياسر طلال الزهراني". واضاف المتحدث انه "تمت مباشرة الاتصالات والاجراءات الرسمية لاستعادة جثماني المتوفيين".
وكانتسلطات معتقل غوانتانامو الاميركي أعلنتوفاة ثلاثة معتقلين هم سعوديان ويمني بشنق انفسهم في زنزاناتهم صباح السبت، في اولى حالات الانتحار التي تسجل في هذا السجن منذ فتحه في 2002.
وقال قائد القاعدة البحرية الاميركية في كوبا الادميرال هاري هاريس في مؤتمر صحافي هاتفي ان حارسا اكتشف ان احد المعتقلين "شنق نفسه" في سجنه. واضاف ان عمليات بحث جرت في الزنزانات الاخرى حيث عثر على اثنين آخرين في الوضع نفسه. واضاف ان الرجال الثلاثة وهم سعوديان ويمني كانوا غائبين عن الوعي وبذلت جهود كبيرة لانعاشهم من دون جدوى.
ورأى الادميرال هاريس ان انتحار المعقتلين الثلاثة "عمل حربي". وقال "انهم ماكرون ويتمتعون بالقدرة على الابتكار وبالتصميم. انهم لا يقيمون اي اعتبار للحياة، سواء لحياتهم او لحياتنا واعتقد ان انتحارهم ليس عملا ناجما عن اليأس بل عمل حربي غير متوازن ضدنا".
وقال الجنرال جون غرادوك المسؤول في القيادة الجنوبية في ميامي التي تشرف على معسكر غوانتانامو انها اولى حالات الانتحار التي تسجل في القاعدة بالرغم من "محاولات الانتحار العديدة" التي جرت في القاعدة الاميركية.
وذكر المتحدث باسم البيت الابيض جون سنو ان الرئيس الاميركي جورج بوش الذي ابلغ بانتحار هؤلاء المعتقلين، عبر عن "قلقه العميق" واصر على "ضرورة احترام الجثث والتعامل معها بما تفرضه تقاليد كل منهم".
طالبان تتهم الولايات المتحدة بانها قتلت المعتقلين
واعلن متحدث قال انه ناطق باسم حركة طالبان اليوم ان الولايات المتحدة قتلت المعتقلين الثلاثة في سجن غوانتانامو الاميركي الذين عثر عليهم مشنوقين في زنزاناتهم مؤكدا ان المقاتلين الاسلاميين لا ينتحرون ابدا.
واعلن محمد حنيف "لا نصدق انهم انتحروا". واضاف حنيف الذي غالبا ما يتبنى عمليات طالبان "المسلم والمجاهد لا ينتحر ابدا. هذا امر لا يجوز في الشريعة الاسلامية". واكد حنيف "ان الولايات المتحدة تقول ان الرجال الثلاثة وهم عرب انتحروا وهذا ليس صحيحا، لقد قتلهم حراسهم". وتابع "ان المجاهد يلتزم بالقتال حتى اخر رمق من حياته".
واعتبر الناطق باسم طالبان ان ثمة فرقا كبيرا بين الانتحار والعمليات الانتحارية التي تستهدف "الكفار". لم تكن تنفذ عمليات انتحارية في افغانستان حتى السنة الماضية لكن عددها تضاعف منذ ذلك الحين. وقال ان "الذين ينفذون عمليات انتحارية يستهدفون الكفار" خلافا للذين ينتحرون "تهربا من المعاناة".
رئاسة الحكومة البريطانية: انتحار المعتقلين"حادث مؤسف"
من جهته صرح متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اليوم ان انتحار ثلاثة معتقلين في قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا "حادث مؤسف"، داعيا الى انتظار نتائج التحقيق. وقال المتحدث "انه حادث مؤسف (...) يجب اجراء تحقيق وعلينا انتظار نتائجه".
من جهته، قال شفيق رسول الذي كان معتقلا في غوانتانامو ان انتحار السعوديين واليمني السبت في المعتقل ليس مفاجئا. وصرح رسول الذي امضى في غوانتانامو عامين قبل ان يتم الافراج عنه بدون توجيه اي اتهام له، لشبكة "سكاي نيوز" "اني مصدوم لكن هذا كان متوقعا". واضاف "حدثت محاولات انتحار عديدة عندما كنت هناك".
ويجري تحقيق لكشف ملابسات موت المعتقلين الثلاثة بدقة. وستخضع جثثهم للتشريح. ولم يتم الكشف عن اسماء المعتقلين الثلاثة الا ان وزارة الخارجية الاميركية اعلمت الحكومتين السعودية واليمنية بالامر.
ودعا مركز الحقوق الدستورية الذي يدافع عدد محاميه عن اكثر من مئتي معتقل في غوانتانامو الحكومة الاميركية الى الاستماع بسرعة الى المعتقلين في غوانتانامو ومحاكمتهم. واوضح المركز انه لم يبلغ حتى بعد ظهر السبت ما اذا كان المعتقلون الثلاثة هم من موكليه، لكنه رأى في انتحار المعتقلين الثلاثة "محاولة اخيرة في سلسلة طويلة من التحركات اليائسة".
وقال المدير القانوني للمركز بيل غودمان في مؤتمر صحافي هاتفي ان المعتقلين يرون ان احتجازهم هو "اعتقال عشوائي وغير محدد زمنيا ويحرمهم امكانية المثول امام القضاء في المستقبل".
وكان ثلاثة معتقلين في غوانتانامو حاولوا الانتحار بتناول ادوية منتصف ايار/مايو لكن امرهم كشف في الوقت المناسب وتلقوا العلاج اللازم. واعلن بعد ساعات على ذلك ان حياتهم ليست في خطر. وفي اليوم نفسه اعلن الجيش الاميركي ان المعتقل شهد 41 محاولة انتحار من قبل 23 سجينا على الاقل منذ فتحه في 2002، موضحا ان معتقلا واحدا قام ب12 من هذه المحاولات.
واسر معظم المعتقلين في غوانتانامو في افغانستان خريف 2001. وقد مر في هذا المعتقل حوالى 760 سجينا. ومن اصل 460 معتقلا ما زالوا في القاعدة البحرية الاميركية وجهت التهمة رسميا الى عشرة منهم ولكنهم لم يحاكموا بعد.
وتزايدت الدعوات الى اغلاق معسكر غوانتانامو. وقد دعا رئيس الوزراء الدنماركي اندريس فوغ راسموسن حليف واشنطن، الجمعة الى اغلاق المعتقل. واكد الرئيس الاميركي جورج بوش "نريد ان نرى (غوانتانامو) فارغا" موضحا انه ينتظر قرار المحكمة العليا الذي سيصدر خلال اسابيع لمعرفة ما اذا كانت المحاكم العسكرية الاستثنائية التي شكلتها حكومته شرعية او يجب ان يمثل المعتقلون امام محاكم مدنية. وشدد الجيش الاميركي في اعلانه عن انتحار المعتقلين الثلاثة ان "المعتقلين سجنوا في غوانتانامو لانهم خطيرون وكانوا ما زالوا يمثلون تهديدا للولايات المتحدة ولحلفائنا"، موضحا انهم "قتلوا اميركيين".
ونشر الجيش الاميركي في اذار/مارس الماضي رسالة من جمعة الدوسري المعتقل البحريني في غوانتانامو الذي حاول الانتحار في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، سلمت الى احد محاميه ويصف فيها معاناته في السجن. وقال المعتقل البحريني الذي اسر في باكستان في نهاية 2001 ان الانتحار هو "الوسيلة الوحيدة لاسماع ندائنا الى العالم الخارجي ليعيد النظر في قيمه والى المنصفين في اميركا (...) ليقفوا في لحظة حقيقة مع انفسهم".