اتهامات لبطانة الرئيس أبو مازن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة العيسة من القدس : بدأت كتلة التغيير والإصلاح التي تمثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المجلس التشريعي الفلسطيني اجتماعات لها اليوم الأحد بمدينة رام الله، تمهيدا للجلسة الطارئة التي سيعقدها المجلس غدا للنظر في مدى قانونية الاستفتاء الذي أعلن عنه محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة الفلسطينية، ويتوقع أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع درجة التوتر في الساحة الفلسطينية، وبين حركة حماس وأبو مازن، الذي لم تتخل الحركة عن الإشادة به وتوجيه الاتهامات لما تصفهم بالمحيطين به والتي تطلق عليهم (البطانة) باعتبارهم السبب في اتخاذ أبو مازن لقرارات ساهمت كما تقول الحركة في تسميم الأجواء ورفع درجة التوتر. وسخر محمد دحلان النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح، والذي تعتبره حماس أحد أفراد تلك البطانة، من محاولة ما اسماها دق أسافين بين أبو مازن ورجاله. وقال دحلان في لقاء مع التلفزيون الفلسطيني "عندما يتخذ الرئيس قرارات تناسب حركة حماس تشيد به هذه الحركة ويصبح بالنسبة لها رجلا مسؤولا وموثوقا وطيبا، ولكن الأمر يختلف عندما يصدر عنه قرارات لا تعجب الحركة، وتنقلب الأمور بالنسبة لها رأسا على عقب".
وخلال الفترة الماضية كان دحلان هدفا لوسائل الإعلام الذي تقوده حركة حماس، ونشرت له مواقع إلكترونية مقربة من حماس، تسجيلات صوتية فيها الكثير من التهديد للحركة وسخرية من شخصيات سياسية. وليس دحلان فقط من يعتبر من بطانة الرئيس، فالقائمة طويلة وتشمل الطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة الذي عرف بتصريحاته النارية ضد حماس واتهامها بالعمل وفقا لاجندة خارجية منذ أن كان يشغل نفس المنصب في عهد رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات، واتهمته حماس بأنه يقف خلف بيان مزور صدر باسمها ينعى أبو مصعب الزرقاوي قائد تنظيم الجهاد في العراق. ومن المقربين أيضا من أبي مازن، احمد عبد الرحيم الناطق باسم حركة فتح والذي فشل في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي خاضها مرشحا عن دائرة القدس، وياسر عبد ربة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عن حزب الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) ولكن الحزب فصله من عضويته منذ سنوات وبقي عضوا في اللجنة التنفيذية، وجبريل الرجوب رجل الأمن الفلسطيني السابق وغيرهم من شخصيات معروفة، ولكن توجد شخصيات غير معروفة للإعلام ولها تأثير كبير على أبي مازن مثل أبو هشام سباتين الذي كان نشيطا في الجهاز الأمني لحركة فتح، واعتقلته السلطات المغربية في أواسط سبعينات القرن الماضي مع مجموعة من الحركة كانت تخطط لتنفيذ عمليات اغتيال في المغرب، وتعرض لتعذيب ما زالت أثاره عليه حتى الان يمكن الاستدلال عليه من نظره الضعيف. وقربه ياسر عرفات إليه، واصبح من رجال عرفات المقربين وتولى مناصب في السفارات الفلسطينية في الخارج، وتعاظم دوره مع استلام أبو مازن لرئاسة السلطة الفلسطينية، وهو غير محب للظهور ولا يتعاطى مع الإعلام.
وحسب مراقبين مستقلين فان المقربين من أبي مازن لا يحظون بأية جماهيرية، وانهم يضعفون من شعبيته مثلما كان يحدث مع رئيس السلطة السابق، ولكن مراقبين آخرين يرون أن من مصلحة أبو مازن تحميل أية أوزار قد تلحق بسياسته للمقربين إليه ليبقى في مظهر الرئيس الطيب الجيد وان أي أخطاء قد ترتكب هي بسبب "البطانة السيئة". ورغم أن تحديد أبو مازن موعدا لإجراء الاستفتاء، اعتبر تصعيدا منه في الخلاف مع حركة حماس، إلا أن قادتها حافظوا على حرصهم تقديم الاحترام له، ومخاطبته بالسيد الرئيس أو الأخ الرئيس، ووجه له إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية رسالة فيها الكثير من التبجيل والاحترام، تحمل تحذيرا مما وصفها هنية مخاطر الاستفتاء. وحمل أنور زبون النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس "بطانة أبو مازن" مسؤولية التصعيد. وقال زبون في حديث لايلاف "نشعر بالأسف لأنه تم التلويح بإجراء الاستفتاء في أول يوم من جلسات الحوار الوطني، وأنا أرى انه توجد بطانة حول الرئيس أبو مازن، تحاول أن توجه البوصلة إلى غير موقعها الحقيقي من اجل تحقيق أهداف ومآرب شخصية". ورأى زبون أن وجود حركة حماس في قيادة الحكومة "قد سلب من البطانة المحيطة بالرئيس الآبار المالية التي كان يجلسون عليها، ويأخذون منها من غير وجه حق، لأنها أموال الشعب الفلسطيني، ووجود الحكومة الجديد اضر بمصالحهم وسرقاتهم".