المالكي : قانون مكافحة الإرهاب سيطال الفضائيات المسيئة
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن : أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان قانون مكافحة الارهاب سيطال الفضائيات التي تشجع على الارهاب وقال ان هناك 17 الف عراقي يعانون امراضا نفسية نتيجة مشاهدة صور قتلى الانفجارات وأشار الى ان خطة امن بغداد التي سيبدأ تنفيذها خلال ايام ستكون طويلة وتهدف لتأمين مداخل ومخارج المدينة ومنع حمل السلاح ونشر السيطرات ومنع التجول من الساعة التاسعة مساءاً الى الساعة السادسة صباحاً .
واشار المالكي في لقاء مع الصحافيين العراقيين ووزعت دائرة الاتصالات بمجلس الوزراء مضامينه اليوم الى ان العملية الاعلامية تحتاج الى استحقاقات، تتمثل في الا يكون الإعلام تشهيرياً يتصيد السقطات وانما إعلاماً يلتقط الإيجابيات ويبثها في ذهن الشعب ويلتقط السلبيات ويطرح معالجات وحلول ويسلط الضوء ويحذر من استمرار هذه الظاهرة السلبية . وحدد اتجاهات الإعلام بأن يكون دوره عاكساً لحقائق ووقائع بنبغي ان يتطلع اليها الشعب او ان يكون ممهداً لأعمال تهيأ لها أرضية وأجواء ومناخات حتى يمكن للقضية السياسية والاجتماعية ان تأتى في إطارها المقبول حينما يكون الشعب قد هيأه الإعلام لتقبل فكرة التغير او التبديل او التحول مبيناً ان هذه قضايا نسبية وليست قضايا مطلقة ومحددة غير قابلة للتفصيل او التجزء .
وقال " على هذا الأساس فان الصحفي في تعب دائم وأرق مستمر وجهد متواصل سيما اذا كانت الأوضاع التي يتحرك فيها الإعلامي كالأوضاع التي نعيشها في العراق، عملية تحصيل المعلومة وعرضها والحركة في الواقع لها ضرائب تصل الى حد الاستشهاد" .الآن عدد الشهداء الذين سقطوا في الإعلام بالعراق يبلغ 160 شهيداً، فقط في الفضائية العراقية اكثر من أربعين شهيداً . واعتبر السيد المالكي ان هؤلاء الشهداء مجاهدين من اجل الكلمة الحقيقية، ويعلم الجميع أن من يعمل في الإعلام يواجه هذا الوحش الإرهابي الذي يتمرد في العراق ويستشري ولم يبق احداً برسالته ولم يحترم رسالة أحد الدينية منها او الإعلامية او السياسية او الاجتماعية، واكد ان الكل سواء أمام الإرهاب .
وأكد ان صدره يتسع لكل وسائل الإعلام التي اتفقت مع خطنا او اختلفت، ليس هناك خط مفروض او خط احمر الا خط المصلحة الوطنية وان الصحفي لا يحده أي حدٍ الا اذا اصطدم بالمصلحة الوطنية العليا ومصلحة الشعب العراقي . واوضح ان هذه قضية تحتاج الى تدقيق وقد نختلف فيها، هل ان هذا البرنامج او المنهج الإعلامي يضر بالمصلحة الوطنية؟ ام ينفع؟ هذه واحدة من الأمور التي ممكن ان تُنضج في ظل أجواء نقابة الصحفيين او في لقاءات عامة ممكن ان نصل الى قاسم مشترك، موضحاً "انتم تراقبون الإعلام العالمي حينما تحصل عمليات إرهابية او كوارث طبيعية فان الإعلام هونتيجة فلسفة وليست نتيجة عفوية لا يسلط الكاميرا او الضوء على الضحية والقتلى والجرحى والمعاناة لأن فيه استفزازاً للنفوس وصدمات نفسية تصيب كثيراً من الناس" .
وأضاف المالكي" الإعلام لم يعرض لنا صور الضحايا في الحادي عشر من أيلول، عرض لنا الخراب الموجود والطائرة عندما ضربت البرج ولم يعرض ضحايا محترقين او ميتين تحت الأنقاض، لقد منع ذلك وهذه نظرية صحيحة" ولو تتبعنا كل الإعلام العالمي لوجدنا شيئاً متقارباً انه يبتعد عن عرض الصور المقززة لأنها تشكل صدمات نفسية عند الطفل بالدرجة الأولى والشاب والمرأة، وعندنا إحصائية في العراق عن وجود 17 الف مصاب بمرض نفسي نتيجة الصور التي يراها على شاشات التلفاز . وقال سيادته: ان الشيء الذي اعتقده من المصلحة الوطنية هو ان لا تعمم صورة الدمار للحد الذي يشعر العراقي بأنه مطوق من كل جانب وان مصيره أشلاء مقطعة كالأشلاء التي يراها في التلفاز بحيث تذهب بعض الفضائيات لتصوير هذا الطفل وهو ناقع بالدم ورأس الضحية وهو مهشم. وحذر من عرض الصور التي تدخل في تفاصيل الجريمة والضحية وصور الدم والمعاناة لأنها ستترك آثارا نفسية على جميع الأطفال الذين يشاهدوها خصوصاً أنها تعرض بشكل يومي مستمر وإنها تشكل خطراً كبيراً من خلال تحول هذا الطفل او الشاب او المرأة الى إرهابي عندما يستسيغون ظاهرة الدم .
وخاطب المالكي ممثلي وسائل الإعلام قائلا " لدي مطلبان، الأول يخص خطة تأمين بغداد التي ستشرع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في تنفيذها وهي خطة امن وخطة انسانية تجمع بين الأمن ومواجهة التحدي الإرهابي وانسانية لأنها ستمكن العراقيين من العيش ببغداد في سلام، وان الخطة جاهزة وستعلن خلال يومين وستبدأ قريباً جداً، وهناك خطط في البصرة وديالى والأنبار لمعالجة الوضع الأمني والإنساني فيها كذلك، مبيناً ان عمليات الدهم لبؤر الإرهاب في هذه الخطة ستكون ضمن السياق الطبيعي وستكون العملية قاسية جداً مع الإرهابيين لأنه لا رحمة مع من لا يرحم ابناء الشعب .
وحول خطة تأمين بغداد اشار المالكي الى انه سيكون لها جو إعلامي انساني اضافة الى جوها الأمني والعسكري وستفعل من قبل مجلس النواب وهيئة الرئاسة ورجال الدين وابناء العشائر ضمن اجواء داعمة لهذه الحملة حتى نتمكن من تحقيق الأمن في بغداد لينعم الناس بالسلام وتزدهر الحياة وتثمر في هذه المدينة مضيفاً المطلوب من إخواننا في الإعلام دعم هذه العملية وتهيئة المناخ الإعلامي والايجابي والصبر عليها لأنها ستكون طويلة وهي ليست عملية ضربة وانما تأمين مداخل ومخارج المدينة ومنع حمل السلاح ونشر السيطرات ومنع التجول من الساعة التاسعة مساءاً الى الساعة السادسة صباحاً . واضاف ان " المطلب الثاني هو قضية تصب في مصلحة العراقيين جميعاً لأن العمليات العسكرية تكسر شوكة الإرهاب ولكنها لا تنهيه لذا فان مشروع المصالحة والحوار الوطني الذي فيه هيكلية وآلية ومشاركة للجميع من اجل ان يعم الفهم والتناغم والحوار بين مكونات الشعب العراقي وعليه اتمنى ان تكون أقلامكم وأفكاركم الفاعلة طريقاً لإيصال رسالتكم المهنية الصادقة في خدمة ابناء الشعب . وقال" اذا تمكنا من انجاز مشروع المصالحة الوطنية سيتحقق الكثير، وسنتحرك على باقي الخدمات الاقتصادية والعمرانية والإعلامية، وان السياسة التي نعتمدها هو جعل العراق ضمن اطار ثلاث ورش عمل في المصالحة الوطنية والأعمار والبناء ليرى المواطن شيئاً يتحرك في الجانب الاعماري ولدينا خطوة لتوزيع قطع اراض ٍ سكنية لعوائل الشهداء والفقراء ونسعى بأن تكون لكل عراقي قطعة ارض سكنية، موضحاً " اما الورشة الثالثة تتمثل في اعمار واكمال الأجهزة الأمنية لأننا في وضع نحتاج فيه الى عدد كبير من القوات للإمساك بالوضع الأمني للمدن التي هجرت منها العوائل قسراً .
وفي مداخلة مع عدد من رؤساء التحرير قال المالكي" لدي ملاحظتان اضافة لتفعيل القضاء لملاحقة الافتراءات او الاساءات التي يمكن ان تلصق بهذا المسؤول او ذاك الشخص العادي والتي لابد ان يكون لها حساب ويجب ان يتضمنها قانون المطبوعات والإعلام، مبيناً ان هناك نقصاً في التشريعات وهو موجود منذ زمن النظام السابق . واشار الى انه اضافة الى القضاء لدينا قانون مكافحة الإرهاب لأننا نعتبر الممارسات التي تصدر من عدد من القنوات الفضائية العراقية مثل عرض الزرقاوي يتهدد ويتوعد ويطلق العيارات النارية او عرض أشرطة ابن لادن ونعتبر ذلك ارهابا ً، كذلك عرض صور المخطوفين يذبحون ويقتلون نعتبره تشجيعاً على الإرهاب، ملمحاً الى وجود شخصين تحملهما الحكومة مسؤولية كلامهما باعتبار الزرقاوي مجاهداً وفقيداً للأمة لأن هذا قمة عدم احترام النفس والعقل والإنسان والا كيف يتحول هذا القاتل للأبرياء والأطفال الى شهيد للأمة اي أمة التي شهيدها الزرقاوي؟ هذه إساءة للأمة التي ينتمي لها الزرقاوي ان كانت الأمة العربية او الإسلامية، وانا لا أتحدث عن الأردنيين او الفلسطينيين وانما أتحدث عن أناس هنا وعبر الإعلام .
واكد " لدينا قانون مكافحة الإرهاب وهذا القانون يجب ان يفعل وينفذ وسيطال الكثير من الممارسات الإعلامية لأن الإعلام له اثر كبير في دعمنا لمواجهة الإرهاب ولكن ان يتحول أعلامنا الى مروج او يحاول اختراق نفسية وعقلية الشعب العراقي ويعمل على ترويضه على الإرهاب فاننا نعتبر ذلك ضد الرسالة التي نحملها ضد الإرهابيين، اضافة الى اهمية متابعة ما تردده وتستخدمه بعض الفضائيات في مسمياتها كالقتلى والمسلحين فضلاً عن العمليات الترويجية الإعلامية التي تخلط القضية والحقيقة على المواطن وتجعله لا يعرف أمام أي معركة هو ومن طرفيها فهذا مجاهد وشهيد وهذا قتيل ومسلح، كيف كانت هذه المعركة وكيف دارت؟".
وفي مداخلة أخرى حول قضية كركوك أوضح المالكي قائلا" لقد فاتحت الأخوة الأكراد وطلبت منهم الحضور لتشكيل لجنة كركوك حتى نستطيع وضع هذه القضية والمشكلة الموقوتة التي بقت على طول الخط في ضوء دستوري لأنه لدينا دستور نظم المادة المعنية بكركوك وامس تسلمت مقترحاتهم بشأن أسماء اللجنة لاجراء المرحلة الأولى من العملية وهي التطبيع وتحديد وضع أهالي كركوك ونسب السكان ثم بعد ذلك المرحلة الثانية والمرحلة الأخيرة الخاصة بالتصويت والاستفتاء على عائدية هذه المدينة.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف