أخبار خاصة

مباراة السعودية والقاعدة: ستة مقابل واحد

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سلطان القحطاني من الرياض: العملية الأمنية التي نفذتها السلطات السعودية فجر يوم أمس بحق منتمين لتنظيم القاعدة في حي النخيل شمال العاصمة الرياض كانت أكثر العمليات إحكاماً ودقة تكتيكية في التعامل مع المحاصرين والموقع ذو الصيد الوفير من الإرهابيين دون ضجيج يُذكر أو حتى تأخير في حلحلة الحصن الذي كان يتخذ منه سبعة من المطلوبين أمنياً غرفة عمليات كبيرة يتم من خلالها بث البيانات والمواد المسجلة عن طريق الفيديو.

ويأتي تحصن المطلوبين في أحد أرقى أحياء العاصمة الصحراوية وأكثرها غلاء كترسيخ لموسم هجرة الإرهابيين السعوديين نحو الشمال في الرياض بعد أن كانت المناطق الجنوبية منها المنبت وبنية التطرف الأولى، إذ كان من غير الممكن في أوج الصحوة الدينية في السعودية مشاهدة محال بيع الأشرطة الموسيقية أو محال بيع الفيديو أو الصحون اللاقطة في أحياء الجنوب من العاصمة حتى طال الأمر أرفف المكتبات خلال عملية مطاردة المجلات التي تنشر صور النساء.

وفي قراءة لخريطة المضبوطات التي وجدت في حوزة المطلوبين، كما علمت عنها "إيلاف"، فإن الأمر يغدو إيضاحاً لخطة سير فلولا الفرع السعودي لتنظيم القاعدة في مقبل الأيام، يتجلى ذلك في الزخم التكنولوجي الذي كانت الخلية القتيلة تستند عليه في ما تبقى من معركتها ضد حكومة البلاد، بعد ما أوجعتها الضربات الأمنية المتلاحقة التي نفذها رجال الأمن السعوديين منذ بدء المعركة المشتركة مع التنظيم في الثاني عشر من أيار(مايو) قبل نحو عامين وأزيد.

ويبدو أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة "حرب إلكترونية" يكون للمتشددون المسلحون زمام المبادرة فيها بعد أن غدت غرف الإنترنت الملعب الوحيد لهم في ظل التضييق الأمني الذي قاسوه مؤخراً، وذلك على الرغم من العداء الأصولي المستحكم لكل ما هو حديث تحت ستار معاداة "الحداثة" والتغريب والعلمنة، إلى آخر ما درجت عليه "الكليشيهات المتطرفة التي يتغنى بها أصوليو السعودية" كما يرى معلقون خليجيون.

إلا أن الكثير من الخبراء الأمنيين يبدون تفاؤلهم في تحول طريق الحرب إلى الحرب بالعلم إن انتهجت ذلك القاعدة ومناصريها، كون ذلك سيكون الكمين المحكم الذي سينصبه الأصوليون لأنفسهم دون أن يعلموا، وذلك إذا ما أخذ في عين الاعتبار طريقة الوصول إلى قائد تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي بعد أن أظهرته التقنية وحددت أماكن الوصول إليه ليكون وجبة سهلة على طبق من صحراء عراقية.

يذكر أن إحدى أعنف الضربات التي نفذتها القوى الأمنية السعودية بحق أفراد الفرع المحلي لتنظيم القاعدة كانت رداً على الهجوم الفاشل الذي قصد وزارة الداخلية السعودية ووزيرها ونجله، إذ استطاع رجال الأمن تحديد وجهة المهاجمين الفارين عبر الأقمار الصناعية التي حددت أبراج هواتفهم الجوالة كي تُطبق عليهم السلطات فيما بعد أثناء محاولتهم الاحتفال بهجومهم غير المكتمل.

عملياً يبدو ان وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز قد استطاع الاستمرار في عملية "تقليم أظفار القاعدة على أراضي بلاده" كما يقول خبراء أمنيون راقبوا شؤون المملكة المحافظة منذ بدء الهجمات المسلحة، وهم بذلك يشيرون إلى مدى التحول الكبير الذي شهدته إستراتيجية قوى الأمن السعودية بعد أن كانت تعمل عبر قاعدة "رد الفعل" لتتحول إلى المهاجمة والوصول إلى عش الدبابير بشكل مباشر دون انتظار.

وبهذه الضربة الأمنية التي انتهت بوجبة دسمة قوامها ستة إرهابيين أعادت التفاؤل الشعبي في الأوساط المحلية بعد نكسة منتخب البلاد في مونديال كأس العالم، وذلك عبر الانتصار الذي جاء بنتيجة مقتل 6 مطلوبين في مواجهة مقتل رجل امن واحد خلال ديربي سريع ومفاجئ قطعه السعوديون في زمن قياسي.

وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز جدد في الأول من نيسان/ابريل التزامه القضاء على تنظيم القاعدة في المملكة الذي أعلن مسؤوليته عن سلسلة من الاعتداءات الدموية فيها.

ونهاية شباط/فبراير، أعلنت وزارة الداخلية السعودية قتل زعيم تنظيم القاعدة في السعودية فهد بن فراج بن محمد الجوير وأربعة مشتبه بهم آخرين في اشتباكات مع قوات الأمن. وكل هؤلاء الأشخاص شاركوا مباشرة في محاولة الاعتداء الفاشلة على مجمع بقيق النفطي (شرق).

وهدد تنظيم القاعدة باستهداف منشآت نفطية سعودية أخرى بعد محاولته الفاشلة في الهجوم على منشأة بقيق التي توفر 10% من الإنتاج العالمي و70% من الإنتاج السعودي.

وفي 12 حزيران/يونيو، حذرت سفارة بريطانيا في الرياض رعاياها من المستوى المرتفع للتهديدات الإرهابية في المملكة العربية السعودية، لكن دبلوماسياً بريطانياً قال لـ"إيلاف" وقتها إن ذلك لا يعدو كونه تحذيراً لرعايا المملكة البريطانية من استهدافهم خلال قضاءهم الإجازة الأسبوعية في صحارى ضواحي العاصمة الرياض.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف