أخبار

مصر تستبعد مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نبيل شرف الدين من القاهرة: جدد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري رفض بلاده إيفاد مبعوث دبلوماسي إلى العراق في الوقت الراهن، بسبب الوضع الأمني المتدهور هناك، مشيرا إلى حوادث القتل والاختطاف التي واجهت الدبلوماسيين العاملين في العراق، ففضلاً عن مقتل السفير المصري إيهاب الشريف، جاء اختطاف أربعة دبلوماسيين روس، وقتل دبلوماسيين مغاربة واثنين آخرين من باكستان، بالاضافة لسلسلة من حوادث إطلاق الرصاص التي تعرض لها العديد من الدبلوماسيين الآخرين في العراق .

وعلى الرغم من استبعاده إجراء مفاوضات الآن بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال أبوالغيط ـ في تصريحات للتليفزيون المصري - إن التطورات المتلاحقة في المنطقة بأسرها دفعت مصر للقيام بدور فاعل من خلال استقبال قادة المنطقة لدفع عملية السلام، وأعرب عن أمله بأن تتوصل الأطراف الفلسطينية إلى إتفاق حول استراتيجية العمل في المرحلة المقبلة، مؤكدا رفض مصر لخطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت الأحادية.

أما في الملف الايراني، فقد رفض أبو الغيط تعبير "القنبلة النووية الإسلامية"، قائلا "لا يوجد ما يسمي بالقنبلة الاسلامية أو اليهودية أو المسيحية إنما يوجد قنبلة نووية تخدم المصالح الوطنية لدولة ما، بمعنى أن القنبلة الذرية الباكستانية ليست قنبلة إسلامية، بل أن باكستان نفسها أعلنت هذا الكلام إنما القنبلة تخدم المصالح الاستراتيجية لدولة ما"، مشيرا إلى أن ما تطالب به مصر هو إخلاء منطقة الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل .

المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية

وفي التفاصيل فقد تطرق وزير الخارجية المصري إلى الشأن الفلسطيني، حيث استبعد استئناف التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في الوقت الراهن، مشيرا إلى ضرورة تهيئة مسرح التفاوض من خلال استقرار الوضع الفلسطيني الداخلي على سياسة موحدة تضمن سريان أي اتفاق بشكل فعال.

وأعرب وزير الخارجية عن أمله في التوصل الي اتفاق بين كافة الأطراف في الأراضي الفلسطينية ، مؤكدا رفض مصر لخطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت الاحادية، قائلا إنه "يجب التفاوض بين مختلف الاطراف من أجل الوصول الي حل مرض للطرفين واتاحة الفرصة للشعب الفلسطيني بأن يتنفس".

وحول موقف أولمرت من المفاوضات ، قال ابو الغيط ان أولمرت أكد استعداده للحوار والتحدث مع الفلسطينيين، ولكن في اطار وجود قوة قادرة على تأمين الوضع المتفق عليه بين الطرفين، لافتا إلى أن أولمرت يرفض التحدث مع حكومة حماس لأنها لا تعترف باسرائيل أو الاتفاقات الموقعة بين الطرفين.

وأضاف أبوالغيط أنه أبلغ وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار أثناء اجتماعه معه في القاهرة "بأنه لابد من أن تسير التسوية الي الأمام ولا تتوقف أو تتراجع إلي الخلف فهناك مفهوم لدولتين دولة اسرائيلية موجودة والعالم معترف بها وهناك رغبة أكيدة لدي مصر والمجتمع الدولي للحصول على حق الدولة الفلسطينية القادرة على صيانة حق مواطنيها في التحرك من مكان إلى آخر، وألا يشعر مواطنها بالتهديد وأن تكون له حدوده الآمنة".

العلاقات المصرية الإيرانية

وتطرق أبو الغيط إلى العلاقات المصرية الايرانية قائلاً "إن مصر لديها سفير في ايران، ولديها مكتب ليس لرعاية المصالح، ولكن بعثة مصرية في طهران بدرجة سفير، لكن العلاقات الدبلوماسية منذ قطعها في عام 1980 لم تعاد حتي الآن" ، مشيرا إلى أنه يتلقى من السفير المصري في طهران 10 تقارير يوميا.

وحول زيارة الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني على لاريجاني قال أبو الغيط إن مصر تؤكد دوما على ضرورة اخلاء منطقة الشرق الاوسط من السلاح النووي ، قائلا "هناك حديث مستمر عن قدرات اسرائيل النووية في هذا الاقليم ومصر ترفض هذا الكلام وهذا الرفض يتبعه انها تطالب اسرائيل باعلان انضمامها لمعاهدة منع الانتشار النووي ثم التخلي عن اي قدرات نووية في اطار هذه التسوية الشاملة مثلما كانت تقول في السابق واعلان المنطقة بأسرها خالية من اسلحة الدمار الشامل".

وتابع "عندما يأتي البعض ويتهم ايران بأنها تسعي لامتلاك سلاح النووي ، فأنا أري ان هذا يمثل تعقيدا جديدا للموقف في الشرق الاوسط نظرا لانه في حالة ظهور قوة نووية اضافية فلا يمكن الحديث بعد ذلك عن منطقة خالية من السلاح النووي نظرا لوجود عنصر آخر في المنطقة".

وأضاف أن مصر نصحت طهران ان تتبين بأن المسألة النووية هامة وتحتاج الي اكبر قدر من الاهتمام والتقييم الجيد حتي لا تضاف بؤرة توتر جديدة في هذه المنطقة اضافة الي ما هو موجود في العراق وفلسطين وسوريا ولبنان ودارفور.

وعن تصوره في ما يتعلق بامكانية خلق وضع اقليمي جديد في المنطقة حال امتلاك ايران التكنولوجيا النووية ، قال أبوالغيط "انه لا يمكن المجادلة في الواقع، فهناك قوي رئيسية على المسرح في الشرق الاوسط فايران وتركيا ومصر قوي رئيسية في منطقة الشرق الاوسط بسبب قدرتها الامساك بالقضايا الاقليمية" ، معربا عن أمله في التوصل الي تسوية مرضية تحقق لايران أملها في تحقيق الاستخدامات السلمية وتؤدي الي زوال الخطر الذي يتحدث عنه الجانب الغربي .

وأضاف أبو الغيط أن لاريجاني عرض على مصر الحوافز الغربية التي تم طرحها على ايران في حالة تخليها عن طموحاتها النووية ، كما انه شرح وجهة نظر بلاده في امتلاك التكنولوجيا السلمية للطاقة النووية وهذا امر مشروع ومتفق عليه ، نافيا سعي بلاده التحرك في اتجاه امتلاك سلاح نووي.

العراق وحقوق الإنسان

واختتم الوزير المصري تصريحاته بالملف العراقي ، حيث جدد رفض القاهرة إيفاد أي مبعوث دبلوماسي إلي العراق، بعد مقتل السفير المصري على يد تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي كان يتزعمه ابو مصعب الزرقاوي في يوليو الماضي ـ بسبب الوضع الأمني المتدهور هناك ، مشيرا الي حوادث القتل والاختطاف التي واجهت العديد من الدبلوماسيين العاملين في العراق كاختطاف أربعة من الدبلوماسيين الروس وقتل دبلوماسيين من المغرب واثنين اخرين من باكستان بالاضافة إلي عمليات إطلاق النار التي تعرض لها العديد من الدبلوماسيين الآخرين هناك .

وأكد أن مصر تؤيد وتشارك في اي مؤتمر او اجتماع يستهدف دعم الشعب العراقي وتحقيق وحدته ، موضحا أن اجتماع المؤتمر الاسلامي الأخير في باكو قرر انشاء لجنة معنية بالشأن العراقي ومصر جاءت كعضو في هذه اللجنة، وشدد على أن العراق من الاطراف الرئيسية في المعادلة العربية ولا يجب السماح له بأن يهدر بهذا الشكل او ينتهي به الحال الي التفتت.

وعن المفاوضات التي جرت مع الاتحاد الاوروبي في ما يخص سياسة الجوار وحقوق الانسان ، جدد أبو الغيط رفض مصر التدخل في شئونها الداخلية تحت ذريعة حقوق الانسان ، مشددا على أن مصر تحترم حقوق الانسان وتلتزم بكل المعايير الدولية.

وقال أبو الغيط "إن المشكلة أن تستخدم مسألة حقوق الانسان للتدخل في المسائل الداخلية لدولة يعطي لدولة اخري الحق بأن تقول لي لماذا واجهت هذه المظاهرة ؟ ، فأرد عليه واقول له وانت المظاهرة في فرنسا او اليونان تصديت لها بالضرب ليه ؟ فهناك معيار مزدوج لذلك يجب عدم استخدام قضية ما للتدخل في الشأن الداخلي لأنه امر حساس للغاية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف