المقاومة الفلسطينية استفادت من التجربة الفيتنامية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أسامة العيسة من القدس
وقال العميد يوسف الشرقاوي لايلاف ان هذه العملية "نوعية, لأنها حتما ستغير قواعد اللعبة, نحو الأفضل لصالح الشعب الفلسطيني ونضاله العادل والمشروع ضد الاحتلال, إن استثمرت نتائجها من قبل المستوى السياسي، وخاصة التعامل بحكمة مع قضية الجندي الأسير (جدعون شبيط) الفرنسي الجنسية".
ورأى الشرقاوي بأنه قد يكون للعملية "ما بعدها كونها كسرت نظريتي الأمن والتفوق التي طالما تفاخرت بهما إسرائيل, ولو أخذنا أبعادها بنسبة وتناسب مع عملية (ديان بيان فو) بقيادة الجنرال نغوين جياب عام 1954 ضد جيش الاحتلال الفرنسي للقاعدة العسكرية المحصنة (ديان بيان فو) لأمكننا أن نشابه بينهما، من حيث المفهوم وليس من حيث الحجم".
وقال الشرقاوي الذي خاض معارك عديدة مع المقاومة الفلسطينية وتلقى تعليما عسكريا في دول المعسكر الشرقي السابق "اعتمد الجنرال جياب خطة التقرب من مواقع العدو لمباغتته, وإرباكه والتسلل عبر مقاطع صخرية شديدة الانحدار بزاوية مقدارها من 30-40 درجة، كذلك اختار المخطط لعملية (كيرم شالوم) التسرب إلى موقع العدو عبر نفق طوله 1000 متر للوصول إلى الموقع الإسرائيلي المحصن، منها نحو 250 متر تحت الموقع العسكري الإسرائيلي، للالتفاف عليه من الخلف ومهاجمة العدو، لمدة سبع دقائق فقط واطلاق النار من الخلف ليوهم العدو، ان إطلاق النار جاء من الأمام فينكفئ العدو خلفا ليقع في مرمى النار مباشرة (هذه الخطة تستعمل فقط عند مهاجمة المواقع المحصنة في الجبال)، وخلال 6 _7 دقائق تم تدمير دبابة من طراز ميركافاة وناقلة جند وقتل وجرح ما بين 8 أفراد وضابط وأسر أحد الجنود والعودة به وتغيير خط السير، والعودة فوق الأرض، حيث تم إسكات النار تماما لأنه لو لم يتم إسكات النار لما تمكن المقاتلون إلا النزول إلى النفق للعودة إلى نقطة الانطلاق، لأن التقدم كان عبر نفق تحت الأرض تم حفره وتجهيزه بدقة وعناية خوفا من الانهيار نظرا لطوله البالغ1000 متر مما يشكل ضعفا في قوة سطح النفق وجهز كل متر منه بفتحة تهويه خوفا من الاختناق أثناء العمل والتقدم".
واضاف الشرقاوي "العودة حسب اعتراف جنود العدو المربكين والذين لم يتمكنوا من استعمال أسلحتهم خوفا من تبادل الرماية مع المجموعة (طبعا هم ادعوا انهم لم يستخدموا أسلحتهم خوفا على حياة الجندي الأسير، بعضهم كانوا جرحى)، تمت فوق الأرض ومن هنا وجه الشبه بين معركة ديان بيان فو ليس من حيث الحجم كما قلت، بل من حيث المفهوم، وعملية رفح، حيث تم التقرب ونقل الوسائل الى الهدف والعمل عليه بنفس الأسلوب بل أن هناك تكتيك دقيق ومعقد لسير العملية الفدائية أقرب الى عمل
فرق الكوماندوس المعد جيدا للأعمال الخاصة، خلف خطوط العدو, حيث أن كل مجموعة من المجموعات الثلاث العاملة على الهدف لم يتداخل عملها مع الأخرى لكي لا تقع المجموعات الثلاث في مرمى النيران الصديقة".
ويعتقد الشرقاوي انه إذا كان المخطط لمعركة (ديان بيان فو) هو الجنرال جياب "فان مخطط عملية رفح هو جمال أبو سمهدانة قائد لجان المقاومة الشعبية قبل استشهاده، حيث أن بصماته واضحة عليها، وهذا ليس تقليلا من شأن من تابع التخطيط والتنفيذ بعده".
ويقول الشرقاوي "الشهيد جمال أبو سمهدانة لمن لا يعرفه خطط وهو في جنوب لبنان بعد عودته من دورة ضباط في ألمانيا الشرقية، خطط لتفجير دشم العدو في حرش النبي (طاهر) قضاء النبطية بعد أن استعصى تفجيرها على المقاومة اللبنانية, فاستعانوا به من اجل تفجيرها, كذلك وهو من خطط لاستدراج دورية راجلة للعدو في بلدة (جباع) في إقليم التفاح جنوب لبنان, وتمكن من إيقاع الدورية في حقل الغام, كذلك هو من خطط لتفجير دبابة الميركافاة في حي التفاح في غزة, وكذلك دبابة أخرى في رفح بعد أن تأكد أن السيراميك الموضوع في الدبابة لامتصاص الحرارة المنبعثة من القذائف المضادة للدروع يفشل عمل القذائف، لذلك زرع عبوة مخروطية الشكل من اجل تفجيرها من الأسفل".
ويضيف " في المستقبل سيطرح السؤال كيف استطاع هؤلاء الرجال الوصول الى النقطة القوية للعدو في رفح (كيرم شلوم) وكيف جرى توافق النية والإرادة والخطة والتنفيذ من اجل نجاح العملية، فأي جنرال هذا الذي استطاع ؟ تقدير الموقف بدقة متناهية بعد أن درس طبيعة الأرض وكيف عصر ذهنه؟ من أجل حفر نفق للتسرب إلى الهدف ومباغته العدو وفتح النار عليه من مأمنه ومن داخل الموقع نفسه, وأي تكتيك عسكري خلاق نبهه إلى ضرورة ارتداء المجموعة المهاجمة لباس الجيش الإسرائيلي واستعمال نفس الأسلحة ونفس شارات الوحدة العسكرية المنوي مهاجمتها وكيف استطاع جسر الهوة الشاسعة بين إمكانياته وإمكانيات العدو المتفوق بقوة النار والمراقبة والاتصال لهذا الجيش (الديجيتالي) المراقبة الدائمة من طائرات الاستطلاع بدون طيار( mk super )، والذي جرى تزويدها بقناص صاروخي متطور والمناطيد المعلقة بالجو لإرسال الصور أوتوماتيكيا إلى غرفة أركان فرعية في الجبهة مربوطة بغرفة العمليات المركزية في قيادة الأركان فتجعل مسرح العمليات ممسوحا مسحا دقيقا لمدة 24 ساعة لكن هذه هي حرب الشعب وهذه هي الإرادة القوية والمتواضعة، أنها مقاومة تفرض ولا تستجدي أحد، وهذا هو الجنرال (أبو سمهدانة) وهؤلاء هم الجنرالات الجدد الذين أعدهم".