ضغط عسكري إسرائيلي غير مسبوق منذ اجتياح لبنان عام 1982
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بشار دراغمة من رام الله-وكالات : تمارس اسرائيل منذ 24 ساعة على لبنان ضغطا غير مسبوق منذ اجتياحها هذا البلد عام 1982.واثار اسر جنديين اسرائيليين ومقتل ثمانية اخرين الاربعاء في عملية نفذها حزب الله اللبناني غضبا عارما في الدولة العبرية، زاد من حدته مقتل اسرائيلية في صاروخ اطلق من لبنان على مدينة نهاريا (شمال).وقالت مصادر إسرائيلية أن حكومة أيهود أولمرت بدأت بتنفيذ خطة عسكرية ضد لبنان أعدتها منذ شهور وأنها استغلت أحداث تصعيد حزب الله على الحدود وقتل سبعة إسرائيليين وخطف إثنين من أجل البدأ بتنفيذ هذا المخطط.
وكتب صحيفتا "معاريف" و"يديعوت احرونوت" الواسعتي الانتشار في صدر صفاحتها "اعلان حرب"، ودعت الاخيرة الحكومة الى "المضي حتى النهاية هذه المرة".واعطت حكومة ايهود اولمرت مساء الاربعاء خلال اجتماع طارئ ضوءها الاخضر لشن عمليات عسكرية على لبنان.
وباشر الطيران الحربي الاسرائيلي شن غارات فقصف صباح الخميس مطار بيروت الدولي بعدما نفذ اربعين غارة خلال الليل على لبنان مستهدفا خصوصا مواقع لحزب الله.
واعلنت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان المطار يستخدم "لنقل اسلحة لحزب الله".واوضحت المتحدثة ان "الطيران الاسرائيلي هاجم مطار بيروت لانه كان يستخدم لنقل الاسلحة والعتاد العسكري لحزب الله".وقالت ان الغارة تقررت اثر رفض الحكومة اللبنانية "وضع حد لهذه الحركة".
وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي من جهتها ان اسرائيل فرضت عمليا "حصارا جويا" على لبنان بمهاجمتها مطار بيروت.واضافت الاذاعة "الهدف هو حمل الحكومة اللبنانية في ذروة الموسم السياحي على ادراك الثمن الذي يجب ان تدفعه لرفضها نزع اسلحة حزب الله".واعلن الجيش بعد ذلك فرض حصار جوي وبري وبحري كامل على لبنان ودخل سلاح البحرية المياه الاقليمية اللبنانية.
واعلن الجيش ان الغارات التي شنها ليل الاربعاء الخميس استهدفت خصوصا مواقع في جنوب لبنان يخزن فيها حزب الله "كميات كبيرة جدا من الاسلحة والذخائر ومنها صواريخ تستخدم ضد الاراضي الاسرائيلية".
وافادت مصادر طبية وفي الشرطة اللبنانية ان هذه الغارات اسفرت عن سقوط 39 قتيلا في لبنان.كذلك افاد حزب الله ان مبنى تلفزيون المنار التابع له في ضاحية بيروت الجنوبية اصيب بصاروخ اسرائيلي مما ادى الى اصابة ثلاثة من العاملين فيه بدون ان يتوقف البث.
وحذر وزير العدل الاسرائيلي حاييم رامون متحدثا لاذاعة الجيش من ان "الحكومة اللبنانية التي سمحت لحزب الله بارتكاب عمل حربي ضد اسرائيل ستدفع الثمن غاليا لقد تغيرت قواعد اللعبة".واضاف رامون المقرب من اولمرت "منذ الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000 سمحت الحكومة اللبنانية لحزب الله بالتحول الى جيشها شبه الرسمي".ونقلت الاذاعة العامة عن مسؤولين سياسيين وعسكريين ان الهدف المباشر للعمليات هو ابعاد حزب الله ابعد ما يمكن عن حدود اسرائيل الشمالية ومهاجمة "منشآت استراتيجية في لبنان".
وقال اولمرت بوضوح انه يريد ممارسة اقصى قدر ممكن من الضغط على الحكومة اللبنانية من اجل نزع سلاح حزب الله طبقا لقرار الامم المتحدة 1559 الذي نص على نزع سلاح الميليشيات في لبنان.واعلنت الحكومة الاسرائيلية في بيان من ان "الاسرة الدولية تدرك ان على اسرائيل مثل اي دولة اخرى ان ترد بحزم ضد اهداف عدوة مثل حزب الله".
وكان اولمرت حذر قبل ذلك من ان "الحكومة اللبنانية مسؤولة ولبنان سيدفع الثمن" مؤكدا "انه عمل حربي من دون استفزاز مسبق ضد سيادة اراضي (...) دولة اسرائيل". وازاء التصعيد العسكري الحالي، حذرت صحيفة هآرتس (ليبرالية) في افتتاحيتها الاربعاء من "تكرار حرب لبنان"، وكتبت ان "اسرائيل يجب الا تنجر الى الحرب بسبب خطف الجنود".
إسرائيل تنفذ خطة عسكرية ضد لبنان أعدتها منذ شهور
وقالت مصادر إسرائيلية أن حكومة أيهود أولمرت بدأت بتنفيذ خطة عسكرية ضد لبنان أعدتها منذ شهور وأنها استغلت أحداث تصعيد حزب الله على الحدود وقتل سبعة إسرائيليين وخطف إثنين من أجل البدأ بتنفيذ هذا المخطط. وبينت هذه المصادر أن الاجتماع الذي عقدته الحكومة الأسرائيلية يوم أمس كان اجتماعا شكليا فقط وخصص للمصادقة على قرارات أعدها الجيشس الإسرائيلي سلفا. وبين ذات المصادر أن الخطة الإسرائيلية تشمل أهداف داخل سوريا. وأن قصف الجسور في لبنان يقع ضمن هذه الخطة ولم تقرره إسرائيل يوم أمس. لكن هناك خشية كبيرة لدى إسرائيل تكمن في امتلاك حزب الله لأسلحة قد لا تكون إسرائيل على علم بها. ويسود الاعتقاد في إسرائيل أن إيران وسوريا نجحتا في إدخال أسلحة متطورة إلى حزب الله.
وفي السياق الإسرائيلي اللبناني دعت حماس حزب الله إلى استثمار أسر الجنديين في إطار صفقة فلسطينية - لبنانية شاملة وموحدة لتبادل الأسرى، فقد "آن الأوان لصفقة جدية وحقيقية تنهي معاناة الكثير من إخواننا وأبنائنا الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال".
كما دعت الحكومة الإسرائيلية إلى الاستجابة لنداءات العقل والمنطق، والإصغاء إلى المناشدات الإسرائيلية الداخلية المتصاعدة، الخاصة بأهل الجنود الأسرى، والكثير من المثقفين والسياسيين والمواطنين في المجتمع الإسرائيلي، والقبول بإنجاز صفقة تبادل أسرى منصفة بعيدا عن لغة القوة والعربدة والاستكبار.