الحرب بين لبنان واسرئيل في الصحف الغربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الصحف الفرنسية
باريس -لندن : اجمعت الصحف الفرنسية اليوم على ابداء اسفها لعجز الاوروبيين بعد البيان الذي صدر في ختام قمة مجموعة الثمانية بشأن ازمة الشرق الاوسط. ولقي النداء الموجه الى اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحزب الله على حد سواء من اجل وقف اعمال العنف للخروج من الازمة المتفاقمة في الشرق الاوسط، انتقادات شديدة في افتتاحيات الصحف.
وكتب جيرار دوبوي في صحيفة "ليبراسيون" انه "بمعزل عن ارسال زوارق خلاص لانقاذ رعاياهم والموافقة على رد اسرائيل مع ابداء الاسف لشدته، اكد الاوروبيون انهم باتوا خارج اللعبة في الشرق الاوسط". وكتب فرنسوا كزافييه بييتري في صحيفة "لا تريبون" ان "دعوات الامم المتحدة الى الهدوء اشبه بصرخات في البرية. اما مجموعة الثماني، فهي اقرب الى تجمع كبار يبدون عاجزين للغاية".
واضاف "الواقع ان الخلافات في وجهات النظر عميقة: فاميركا جورج بوش لا تخفي دعمها لاسرائيل الذي يكاد يكون غير مشروط. اما اوروبا التي ضعفت سياسيا منذ ان باتت شعوبها انفسها تعترض عليها، فلم تعد تسمع صوتها. وروسيا من جهتها لا تخدم سوى مصالحها الخاصة القريبة الاجل".
وفي صحيفة "لوفيغارو" رأى بيار روسولان ان مجموعة الثماني "لزمت الحذر والاعتدال الشديد (..) وبكلام آخر، فقد اعطي ضوء اخضر لمواصلة الرد الاسرائيلي حتى لو اضطر اللبنانيون الى دفع الثمن".
وفي صحيفة "لومانيتي"، تساءل جان بيار بييرو "ماذا لو طالب بلدنا مثلا باجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، ازاء عجز مجلس الامن الذي قام بانجاز بينما بيروت تحت النار، واصدر قرارا .. حول كوريا الشمالية". وطغت النبرة ذاتها على الصحف المحلية حيث كتب جوزيف ليمانيه في "ويست فرانس" ان "عجز الكبار هو من الاسباب الرئيسية للمأساة الجديدة في الشرق الاوسط والتي لا يشكل اشتعال المنطقة اليوم بالتاكيد سوى بوادرها".
الصحف البريطانية
"بيروت-لبنان/ حيفا-اسرائيل: منقسمون في الحرب ومتحدون في الذعر". هذا هو الغلاف الذي اختارته صحيفة الاندبندنت مع صورتين كبيرتين واحدة للدمار في بيروت والاخرى لمحطة قطار حيفا الذي استهدفها قصف حزب الله كما ذكر موقع بي بي سي .
ومن بيروت، كتب روبرت فيسك تحت عنوان: "اذا بكى رئيس حكومتنا فماذا عسانا نحن ان نفعل"؟... وينقل فيسك عنوانه عن احد المواطنين اللبنانيين الذين التقاهم في بيروت. ويسأل فيسك في تقريره الذي يغطي فيه الجانب الاخباري السياسي والجانب الانساني والميداني عن رجال السياسة في لبنان، وعن فعاليتهم، ويسأل عن سعد الحريري وغيره ممن يعتبرهم "عمالقة السياسة في لبنان". اما الصفحة المقابلة، فخصصت لحيفا بتقرير للمراسل اريك سيلفر الذي جاء تقريره اكثر كلاسيكية من تقرير فيسك، اذ سأل المواطنين في حيفا، وبعض المتواجدين في الساحة المستهدفة عن انطباعاتهم ومشاهداتهم، ويختم تقريره بحديث مع عميد احتياط في الجيش الاسرائيلي والذي يؤكد له ان "حزب الله لن يعود الى الحدود مع اسرائيل" وان "اعداء اسرائيل يمتحنوها"، ولكنهم، حسب حد تعبير العميد "سيفشلوا".
ومن القدس، يكتب دونالد ماسنتاير حول عدم انعكاس عدد القتلى الاسرائيليين منذ الاربعاء الماضي والذي تخطى العشرين على شعبية رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت الذي لا يزال يتمتع بتأييد غالبية الشعب في اسرائيل. ولكن ماسنتاير يشير الى ان هناك مشكلة في حال لم يأت المجتمع الدولي بالمساعدت اللازمة للبنانيين بعد كل ما لحق بهم من اذى، اما المشكلة الثانية فهي بدء ارتفاع الاصوات المعارضة للحرب في حال دخلت اسرائيل الى حرب طويلة ومكلفة مع لبنان.
اسرائيل تحارب عن الغرب؟
"لبنان ينظر الى الهاوية"، عنونت صحيفة الدايلي تلجراف التي افردت صورة كبيرة لدمار الضاحية الجنوبية. وتشير الصحيفة كذلك الى حركة نزوح الآلاف واللوم الذي وجهه زعماء مجموعة الثماني لحزب الله محملين اياه مسؤولية العنف الحاصل. ووسط التقارير الميدانية عن بيروت واسرائيل واصابة المدنيين من الجهتين، يلفت تحليل لمحرر الشؤون الدبلوماسية في الصحيفة انتون لا جوارديا جاء تحت عنوان: "اسرائيل تحارب من اجل قضية الغرب ضد الاسلام المتشدد".
وفي نهاية تحليله عن العلاقة بين سورية وايران وحماس وحزب الله، وخوف اسرائيل والغرب من ذلك، يسأل المحلل سؤالا مهما وهو: "كيف ستكون النتائج على ميزان القوى السياسية الداخلية في لبنان، فهل سينظر الى حزب الله بعين البطل الذي استطاع استنهاض القضية العربية ومواجهة اسرائيل، ام سيكون المسؤول عن جر لبنان الى حالة التدمير التي يعيشها اليوم؟
ويختم المحلل بالقول ان الاجابة على هذا السؤال هي التي ستحسم الجهة الرابحة للحرب والتي ستحدد بالطبع مصير الشرق الاوسط لعدة اعوام في المستقبل.
المساعي الدبلوماسية
"مفاوضات الدقائق الاخيرة مع تزايد الخوف من عملية برية" هكذا جاء عنوان صحيفة الجارديان التي نقلت كذلك في صفحتها الاولى ردة فعل رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت الذي حذر من عواقب استهداف حزب الله لمدينة حيفا.
ونشرت الجارديان كذلك صورة كبيرة في صفحتها الاولى لامرأة لبنانية اصيبت بالقصف الاسرائيلي على مدينة صور في جنوب لبنان. وشملت الجارديان في تغطيتها الجهود الدبلوماسية الاخيرة التي يقوم بها في بيروت ممثل الامين العام للامم المتحدة تيري رود-لارسن، والممثل الاعلى للسياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا اللذين وصلا يوم الاحد الى لبنان.
ومن بيروت كتب مراسل الصحيفة براين ويتاكر عن الحالة الاجتماعية الحالية في لبنان معنونا: "القصف الاسرائيلي على لبنان يفجر ازمة لاجئين في شوارع بيروت"، ويقول ويتاكر ان آلاف المواطنين هربوا من بيوتهم ويبحثون عن مأوى، واتخذ بعضهم من حديقة الصنائع العامة ملجأ، فيما فتحت المدارس في بيروت ابوابها لاستقبال اللاجئين، ويذكر الكاتب ان عدد سكان الضاحية الجنوبية لبيروت التي يستهدفها بشدة القصف الاسرائيلي يبلغ اكثر من نصف مليون نسمة.
كما نقلت الجارديان خبرا آخرا يهم البريطانيين الموجودين في لبنان ومفاده ان عملية اخلاء الرعايا متعلقة بوقف اطلاق النار، حسبما اعلن مسؤولون في وزارة الخارجية البريطانية. ونشرت الصحيفة تقريرا عن استهداف حزب الله المدن الاسرائيلية وبخاصة ما شكله قصف حيفا يوم الاحد من تطور سياسي-عسكري بارز.
وينقل روري ماك كارثي، مراسل الجارديان في حيفا رأي بعض الذين هرعوا الى محطة القطارات التي اصيبت، وروى حالة الخوف التي يعيشها سكان حيفا بعدما نفذ حزب الله تهديده بالمدينة التي يبلغ عدد سكانها اكثر من 270 الف شخص. وتنتقل الجارديان كذلك الى الحالة الاجتماعية-الانسانية في جنوب لبنان حيث تطغى مخاوف من انقطاع المواد الغذائية في بعض القرى مع قصف الجسور وتقطيع الاوصال الذي يعاني منه لبنان بسبب القصف الاسرائيلي. وسألت الجارديان اختصاصيين عن القوة العسكرية لحزب الله التي باتت تمثل حسب الصحيفة تهديدا لاسرائيل.
قوة حزب الله
ويقول الباحث في جامعة كامبريدج البريطانية نيكولاس نوي ان ضرب حزب الله للبارجة الاسرائيلية قد لا يكون عسكريا حدثا كبيرا، لكنه اشار الى ان اثر ذلك النفسي على الاسرائيليين كان كبيرا جدا.
من جهة اخرى، يرى مارك بيري من مركز النزاعات في بيروت ان "حزب الله يعتبر ثاني او ثالث قوة في الشرق الاوسط بعد اسرائيل وايران". اما عن عدد الصواريخ التي يملكها حزب الله ونوعيتها، تذكر الصحيفة امكانية وجود صواريخ ايرانية متطورة مثل فجر3 و5 وبخاصة زلزال 1 و2 التي يمكن ان تطال المفاعل النووي الاسرائيلي النووي في صحراء النقب.
واختارت الفاينانشيال تايمز صورة لشارع لحقه الدمار في محافظة النبطية جنوب لبنان، تتوسطها امرأة لم تستطع ان تخفي غضبها من تدمير القصف الاسرائيلي لمنزلها.
اما عنوان االصحيفة الرئيسي فجاء فيه ان "بلاد مجموعة الثماني يتضامنون بشأن الشرق الاوسط"، وتنقل الصحيفة دعوة قمة سان بطرسبرغ الى الهدوء وامكانية اتخاذ خطوات مقبلة لانهاء العنف، وطلب المجموعة من اسرائيل ضبط النفس.
بيروت مدينة اشباح
ومن بيروت، كتبت رولى خلف مراسلة الصحيفة تحت عنوان: "الهروب الى الاماكن الآمنة يحول بيروت المشعة الى مدينة اشباح". وتصف خلف حركة النزوح الكبيرة للسياح والاجانب الى سورية، للعودة الى بلادهم او اختيار وجهات اخرى، ما افرغ بيروت وحولها مدينة اشباح، على حد تعبير المراسلة.
وتعبر خلف عن خيبة الامل التي عاشها الكثيرون اليوم مع تدمير بيروت، بعدما كانوا اعتقدوا ان خروج الجيش السوري من لبنان العام الماضي بعد خمسة اعوام على انسحاب الجيش الاسرائيلي، ادخل لبنان بحالة من الثبات والامان ووعد بمستقبل زاهر.
وبالضافة الى التغطية الاخبارية للملف، كتب المحلل مارك مازوير في صفحة الرأي تحت عنوان: "اوروبا يمكن ان تقول لاسرائيل ما هي نتائج معاقبة المدنيين".
ويقول مازوير ان الاسرائيليين "خائفون من مقومات صمود خصمهم، وفعالية سلاحه، ولذلك، قد لا تكون اسرائيل قد اختارت الاجابة الافضل على ما جرى الاسبوع الماضي.
ويقول مازوير، استاذ التاريخ في جامعة كولومبيا الامريكية ان على اوروبا اليوم الضغط من اجل التوصل لوقف اطلاق نار، وان الاوروبيين يجب ان يعيدوا اسرائيل بالذاكرة الى الحرب العالمية الثانية والتدمير الذي اصابهم خلالها وادى عام 1949 الى المعاهدة الدولية لمنع المعاقبة الجماعية خلال الحروب.
ويختم مازوير قائلا ان الحالة اليوم بعد القصف الاسرائيلي للبنان ليست اقل اهمية مما طال بعض البلدان الاوروبية خلال الحرب العالمية الثانية، ولذلك، ينتهي الى ضرورة ان تستعمل اوروبا قوة التأثير التي تملكها على اسرائيل من اجل توصل الى وقف لاطلاق النار.