أخبار

الشأن اللبناني يستحوذ على اهتمام صحف ألمانيا وبريطانيا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لندن، برلين، وكالات: مازال الشأن اللبناني يحظى باهتمام واسع في الصحف البريطانية وكذلك الألمانية التي خلت تقريبا من تغطية باقي شؤون الشرق الأوسط، وركزت في تغطيتها على رصد الأزمة وخلفياتها. الصحف البريطانية سلطت الضوء على المجازر التي تدور على الأراضي اللبنانية بحسب ما جاء في ترجمة البي بي سي، فيما استحوذت مسألة نشر قوات دولية على الحدود بين إسرائيل ولبنان على الألمانية.

اندبندنت: ارحموا الأبرياء
وفي صحيفة الاندبندنت، كتب روبرت فيسك مقالة كانت الموضوع الرئيسي للصحيفة تحت عنوان "ارحموا الأبرياء" تساءل فيها "كم يجب أن يموت من الأطفال جراء الهجمات الاسرائيلة قبل أن نرفض عبارة (خسائر جانبية)، ونبدأ في الحديث عن محاكمة أولئك الذين ارتكبوا جرائم ضد الانسانية".

ومضى فيسك يقول في مقاله "الطفلة الملقاة كدمية بالية رمز للحرب اللبنانية الأخيرة". وأضاف قائلا "إن تلك الطفلة الملقاة إلى جوار سيارة كان من المفترض أن تنقلها وأسرتها إلى مكان آمن رمز لهذه الحرب، لقد أطيح بها من العربة هي وعائلتها بينما كانوا يهربون من قريتهم في الجنوب اللبناني". وأضاف قائلا "ونظرا لمقتل والديها في هذه الغارة الاسرائيلية فان اسم هذه الطفلة مازال غير معروف". وأردف قائلا "ورغم ذلك فان قصة هذه الطفلة موثقة تماما، وهي تعكس قصة سكان قرية مروحين الذين أمرتهم القوات الاسرائيلية بالمغادرة ثم تعرضت قافلتهم لقصف الطيران الحربي الاسرائيلي مما أسفر عن مقتل 20 شخصا".

وقال فيسك "ومازال الأبرياء يموتون في الغارات الجوية الاسرائيلية في أنحاء لبنان، ومنهم خمسة مدنيين لقوا حتفهم في هجوم صاروخي إسرائيلي على منزلهم قرب النبطية". وأضاف قائلا "وفي الواقع أن حزب الله يقتل مدنيين في إسرائيل، ولكن صواريخهم غير دقيقة وهي تعبر عن اعتراض متواضع على هجمات القوات الاسرائيلية ذات المستوى المرتفع والمتفوق عن أولئك الرجال الذين تصفهم إسرائيل والرئيس الأميركي بوش (بالارهابيين)".

"لماذا تهاجم إسرائيل وتدمر مصنعا للألبان في البقاع وهو أكبر مصنع للألبان في لبنان؟ ولماذا تدمر المصنع الذي يمثل المستورد الرئيسي لمنتجات بروكتر آند جامبل في بشمون؟ ولماذا يدمرون مصنع صناديق ورقية خارج بيروت؟ ولماذا تهاجم إسرائيل قافلة عربات إسعاف؟ فهل هذه جميعا أهداف "إرهابية"؟

"ولماذ تهاجم إسرائيل حي الأشرفية ذي الأغبية المسيحية في بيروت؟ هل يخفي حزب الله أسلحته في منطقة مسيحية؟". وأضاف قائلا "وفي بيروت والنبطية زعم الأمن اللبناني اعتقال متعاونين كانوا يعلمون البيوت والسيارات بالفسفور لارشاد الطائرات الحربية الاسرائيلية، في نفس الوقت قال جهاد عزور وزير المالية اللبناني إنه تم تدمير 45 جسرا في أنحاء لبنان وتشريد ربع مليون لبناني".

ونشرت الاندبندنت إلى جانب المقال صورة كبيرة لطفلة ملقاة على قارعة الطريق وهي واحدة من الذين لقوا حتفهم في الغارة الاسرائيلية على المدنيين المغادرين من قرية مروحين.

غارديان: الفوضى متعددة الأقطاب
وفي مقاله بصحيفة الغارديان كتب تيموثي جارتون آش يقول "مرحبا بالفوضى العالمية الجديدة متعددة الأقطاب، فاسرائيل تخوض حربا الآن مع حزب الله وليس الدولة اللبنانية التي لا تسيطر على أراضيها". وأضاف قائلا "وفي هذه الفوضى تتمتع إيران بنفوذ هائل، ولكنها لا تسيطر على حزب الله، وقد تكون روسيا التي خرجت منتعشة من قمة الثمانية الأخيرة في بطرسبرج هي أقرب أعضاء القمة لسورية (التي تمدها بالسلاح) ولايران".

ومضى يقول "مرحبا بالفوضى متعددة الأقطاب ووداعا لعالم القطب الواحد الذي تمتعت فيه أميركا بالتفوق". "ويرجع ذلك إلى ثلاثة عوامل الأول بزوغ دول مثل الصين والهند والبرازيل وروسيا والتي تتمتع بموارد كبيرة، والثاني تعاظم قوة التنظيمات التي لا تأخذ شكل الدولة ومنها الحركات مثل حماس وحزب الله والقاعدة والتنظيمات غير الحكومية مثل السلام الأخضر والشركات مثل شركات الطاقة والأدوية، والعامل الثالث هو التطور التكنولوجي لدى جماعات عنف صغيرة مما يجعلها تمثل تهديدا محتملا لدول كبيرة".

وأردف قائلا "إن تطور تكنولوجيا المعلومات يعني أن أكبر قوة عسكرية في العالم يمكن أن تخسر معركة الرأي العام العالمي". واختتم مقاله قائلا "إن الأحداث الأخيرة يمكن أن تعكس فوضى التعدد القطبي الأمر الذي قد يدفع البعض إلى الحنين لأيام التفوق الأميركي".

دايلي تلغراف: أزمة النازحين
وفي صفحتها الأولى أبرزت صحيفة الديلي تليجراف محنة النازحين اللبنانيين حيث أشارت إلى نزوح 500 ألف لبناني بسبب الهجوم الاسرائيلي.

وقالت الصحيفة إن الكثير من المدنيين قتلوا وهم يحاولون الفرار من القتال فيما اعتبرت إسرائيل الحافلات أهدافا مشروعة. ونسبت الديلي تليجراف إلى زينة عسل، البالغة من العمر 22 عاما وهي إحدى النازحات وتعيش حاليا في مدرسة ببيروت، القول " إننا محظوظون لأننا أحياء، فالطرق تعرضت للتدمير في أماكن كثيرة، ولا أعرف كيف نجوت".

ويقول تم بوتشر مراسل الصحيفة في بيروت "إن قصة زينة ردد صداها 450 نازحا لبنانيا في نفس المدرسة حيث تناضل جماعات إغاثة لبنانية صغيرة لمساعدتهم في ظل أوضاع سيئة".

الفايننشال تايمز: توازن الرعب
وفي صحيفة الفايننشيال تايمز كتب جاكوب فيسبرج يقول "قبل أسبوع واحد من تصاعد الأحداث كنت أقف عند ما يطلق عليه (الخط الأزرق) الذي يفصل لبنان وإسرائيل حيث كنت أقوم برحلة إلى المنطقة برعاية لجنة العلاقات العامة الاسرائيلية الأميركية إيباك".

وأضاف قائلا "ومن موقعي شاهدت مقاتلي حزب الله لا يفصلهم عن إسرائيل سوى الأسلاك الشائكة وقد شرح لنا ضابط إسرائيلي ان توازن الرعب الهش هو الذي يبقي المنطقة هادئة منذ انسحاب إسرائيل قبل 6 سنوات حيث أن حزب الله يهدد شمال إسرائيل بالصواريخ ولكنه لا يستخدمها خوفا من الرد الاسرائيلي، كما أن إسرائيل لم تحاول نزع سلاح الحزب حتى لا يمطر شمال إسرائيل بصواريخه".

ومضى يقول "ولا أعلم لماذا أنهى حزب الله هذا التوازن الهش بشن هجوم أسفر عن قتل 8 جنود واحتجاز اثنين آخرين؟ هل يعمل من منطلق التنافس مع حماس أو تضامنا معها؟.

"أم هل أصدرت إيران، الداعمة لحزب الله، الأمر بالهجوم أم تشجعه فقط؟ هل خططت سورية له؟ هل تتسامح الحكومة اللبنانية مع وجود حزب الله بسبب الضعف أم التعاطف"؟

ونشرت الصحيفة مع المقال كاريكاتيرا كبيرا وفيه الكل يضرب الكل حيث تحول كل أطراف النزاع إلى مصارعين فوق حلبة المصارعة الحرة وهم يضربون بعضهم فيما قام الرئيس الأميركي جورج بوش بدور الحكم الذي وقف مكتوف الأيدي.


صحف ألمانية: نشر القوات غير كاف
وحول إمكانية نشر قوات دولية على الحدود بين إسرائيل ولبنان علقت صحيفة فرانكفورته روندشاو Frankfurter Rundschau قائلة: "يعتبر نشر قوات دولية في جنوب لبنان الحل الأكثر واقعية لحماية الحدود الإسرائيلية. وقد تكون هذه بداية تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم ألف وخمسمائة وتسعة وخمسين ونزع سلاح المليشيات في جنوب لبنان. ومن يريد ضرب الوحدات الإسلامية المتطرفة المسلحة فعليه أن يدعم القوات المعتدلة. لقد تبين على ضوء تصاعد التوتر في الشرق الأوسط ضرورة التفاوض والحلول الديبلوماسية الناجعة. وعلى الرغم من أن حكومة الرئيس الأميركي جورج بوش قد تقاعست في تكثيف جهودها في المنطقة من أجل السلام، إلا أن الآمال معلقة على وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي ستصل نهاية الأسبوع إلى المنطقة لحث إسرائيل على وقف إطلاق النار."

من جهتها علقت صحيفة اوفينبورغه تاغسبلات Offenburger Tagesblatt حول نفس الموضوع:
"يعتبر الاقتراح الذي يدعو الأمم المتحدة إلى نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية لوقف إطلاق النار والحيلولة دون اندلاع حرب شاملة في المنطقة، يعتبر غير كاف. ومع أن الفكرة تبدو للوهلة الأولى مغرية جدا بحيث ستقف القوات الدولية حاجزا بين الجيش الإسرائيلي و مقاتلي حزب الله المتحصنة في جنوب لبنان. إلا أنه توجد في لبنان ومنذ ثمانية وعشرين عاما وحدة عسكرية دولية تتكون من ألفي جندي. إن نشر بضعة آلاف من الجنود الدوليين في منطقة التوتر لن يؤدي إلى تحقيق السلام، بل بالعكس، إنه قد يزيد الطين بلة مثلما هو الأمر في العراق حيث لم تنجح القوات الأميركية في السيطرة على الوضع. من هنا يتوجب على الأمم المتحدة وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي الضغط على كل من إسرائيل وحزب الله لوقف التصعيد العسكري."

وتشكك صحيفة أوستتورينغه تسايتونغ Ostthuuml;ringer Zeitung في مدى نجاح القوات الدولية في السيطرة على الوضع في الشرق الأوسط معلقة:
"نشك في أن مجرد نشر للقوات الدولية على الحدود بين إسرائيل ولبنان سيؤدي إلى السلام، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن العديد من المدنيين سيمتون تحت وقع القنابل والصواريخ إلى حين تتمكن هذه القوات من أداء المهام المنوطة بها. على كل حال فإن نشر قوات دولية لا يمكن فهمه إلا كخطوة أولى لتفادي ما هو أسوء. وطالما تمتنع منظمة الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي و مجموعة الثماني لأسباب سياسية واقتصادية متعددة عن وضع حدود دبلوماسية للمسؤولين عن التصعيد، فإن سقوط الضحايا سيستمر، علما بأن إيران تمكنت من صرف الانتباه عن برنامجها النووي، في الوقت الذي بينت فيه هذه الأزمة مدى الخطورة التي قد تشكلها إيران في حال تحولها إلى قوة نووية في المنطقة."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف