أخبار

صحف عالمية تختلف في نظرتها للحرب في لبنان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ضرب حزب الله.. ضرب مواقع النفوذ الإيراني
صحف عالمية تختلف في نظرتها للحرب في لبنان


بيروت، وكالات*: تفرد الصحف العالمية مساحات واسعة من تغطيتها للأوضاع في الشرق الأوسط وخاصة الهجوم الإسرائيلي على لبنان. وفيما تتحدث الصحافة العربية عن واقعية سياسية جديدة في العالم العربي وعن لعبة توزيع الأدوار في المنطقة، تبرز الصحف المأساة الإنسانية في لبنان وتتفاوت في رؤيتها للموقف الإسرائيلي.

ويرى محللون عرب كثيرون أنه من مصلحة العالم العربي إضعاف حزب الله لأن تنظيمات التطرف من هذا النوع تمثل عامل زعزعة استقرار دول المنطقة كافة لاسيما أن حزب الله يحظى بتأييد إيران الشيعية التي تعتبر منافسا للبلدان العربية الرئيسية في العالم الإسلامي. وبالتالي فإن ضرب حزب الله يعني ضرب مواقع النفوذ الإيراني.

صحف بريطانيا
وتتساءل الصحف البريطانية الصادرة اليوم - بحسب الترجمة التي نشرتها صحيفة عن الجهات القادرة على دعم وقف فوري لاطلاق النار، كما جاء في صحيفة اندبنتدنت البريطانية التي أجابت على هذا التساؤل بنشر صور أعلام جميع دول العالم ما عدا إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا.

اندبندنت
نعم لانان - لا لأميركا وإسرائيل وبريطانيا
وقسمت صحيفة الاندبندنت صفحتها الاولى إلى مربعين يعلوهما عنوان "الشرق الاوسط: من الذي يدعم وقفا فوريا لاطلاق النار؟". وجاءت الاجابة في شكل أعلام جميع دول العالم فيما عدا إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وقد وضعت في أحد المربعين الذي حمل كلمة "نعم" في إجابة على السؤال. أما المربع الثاني فقد بدا فارغا اللهم من أعلام دول إسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة وحمل كلمة "لا".

بجوار كلمة "نعم" في المربع الاول كتب تصريح للامين العام للامم المتحدة كوفي عنان يوم الخميس قال فيه "يتحتم وقف العقوبات الجماعية على الشعب اللبناني... ما نحتاجه بشكل ملح هو وقف فوري للاعمال العدائية". وقالت الاندبندنت إنه في الوقت الذي تلوح فيه في الافق كارثة إنسانية، تنكشف بريطانيا والولايات المتحدة لرفضهما الموافقة على طلب للامم المتحدة بوقف القتال في لبنان.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا أعلنتا تحديهما طلب الامم المتحدة بوقف فوري لاطلاق النار في لبنان، مضيفة أن الغموض في موقف الدولتين بشأن عمليات قتل المدنيين اللبنانيين أعطى لاسرائيل إشارة قوية أنه بإمكانها الاستمرار في هجماتها دون خشية من المسائلة.

الضوء الأخضر لاسرائيل
وفي تقرير آخر تحت عنوان "وزراء متهمون بإعطاء إسرائيل الضوء الاخضر لتقصف" قالت الاندبندنت إن وزراء واجهوا نقدا قويا الخميس من نواب مجلس العموم البريطاني الذين اتهم بعضهم الحكومة بالمساهمة في تأجيج الازمة في الشرق الاوسط، بحسب الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكت واجهت مزاعم غاضبة من نواب من حزب العمال الحاكم ومن المعارضة بأن الحكومة وفرت الغطاء الدبلوماسي لاستمرار القصف الاسرائيلي بعدم دعوتها لوقف فوري لاطلاق النار.

"خيانة الشعب اللبناني"
في افتتاحيتها وتحت عنوان "خيانة الشعب اللبناني" كتبت الاندبندنت تقول إنه قبل بدء أزمة الشرق الاوسط هدد رئيس أركان الجيش الاسرائيلي "بإعادة عقارب الساعة في لبنان 20 عاما"، وعلقت قائلة "والان أوشكت هذه العملية على الاكتمال". وقالت الصحيفة إن عملية الجيش الاسرائيلي في لبنان تسببت في "تركيع الدولة" اللبنانية.

وأشارت إلى وجود حوالي نصف مليون من اللبنانيين المدنيين المهجرين الذين لا يجدون ملجأ آمنا يتجهون إليه بعكس الرعايا الاجانب، بالاضافة إلى الدمار الشديد الذي لحق بالبنية الاساسية للبلاد. ورأت الصحيفة أن دعوة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة التي وصفتها بالمؤثرة والتي ناشد فيها المجتمع الدولي التدخل، قد تم تجاهلها. وأضافت أنه "يبدو أن كل تلك الكلمات الدافئة حول الثورة الديمقراطية في لبنان كانت مجرد كلام".

أما خيانة لبنان من جانب الولايات المتحدة، والكلام للصحيفة، فقد اتسم بشكل خاص بعدم الخجل، إذ قبل ثلاثة أشهر فقط رحب الرئيس الاميركي جورج بوش بالسنيورة في واشنطن وامتدح الشعب اللبناني وسعيه للديمقراطية، فأين ذهب تضامن أميركا مع الشعب اللبناني الان؟ كما تساءلت الاندبندنت.
لكن الصحيفة أشارت أيضا إلى مسؤولية حزب الله عن الوضع القائم حاليا واعتبارها خطف الجنديين الاسرائيليين عملا استفزازيا من جانبه.

دايلي تلغراف
قوافل الخوف
صحيفة الديلي تلجراف لم تفسح مجالا على صفحتها الاولى للوضع الملتهب في لبنان لكنها خصصت صفحتين داخليتين لتغطية الوضع هناك وخاصة الجانب الانساني منه. تحت عنوان "آلة الحرب تدفع أمامها قوافل الخوف" وصف مراسل الصحيفة في مدينة صور اللبنانية الساحلية تيم بوتشر قوافل السيارات التي تحمل النازحين والمهجرين اللبنانيين. وقال بوتشر إن السيارات كانت تمتلئ بأطفال ترتسم على وجوههم مشاعر الخوف والفزع وهم ينظرون مع ذويهم عبر نوافذ السيارات إلى المقاتلات الاسرائيلية المحلقة في السماء.

ونشرت الصحيفة صورتان كبيرتان إحداهما للمنطقة الساحلية في مدينة صور والدخان يتصاعد من بعض أبنيتها. والثانية لسيارة تقل أسرة نازحة ومعها طفلة لا تتجاوز الاعوام الاربعة ونظرات الحيرة والوجوم تبدو في عينيها الشاردتين. وقال مراسل التلجراف إن آلاف اللبنانيين فروا من صور خوفا من القصف الاسرائيلي وإنهم كانوا يلوحون بشكل مثير للشفقة بمناشف وقطع قماش بيضاء "وكأن ذلك يمكن أن يقيهم من بطش آلة الحرب الاسرائيلية".

بطل جديد للفلسطينيين
في تقرير آخر تحدثت التلغراف إلى بعض الفلسطينيين في بلدة بيت حانون في شمال غزة والتي تتعرض لعملية عسكرية إسرائيلية، حول الوضع في لبنان. وأجرى مراسل الصحيفة مقابلة مع صاحب محل بقالة صغير في البلدة، يدعى يوسف المصري، الذي قالت إن الجرافات الاسرائيلية هدمت متجره ونصف منزله.

ونقتل التلجراف عن المصري قوله "أتمنى لو كان هناك اثنان حسن نصر الله"، وأشارت إلى أن زعيم حزب الله اللبناني أصبح رمزا ملهما لدى الفلسطينيين.

العرب يبحثون عن بطل
وفي إحدى افتتاحياتها قالت التلغراف إن القوميين العرب مصابون بالاحباط الشديد منذ نصف قرن. فالقضية الفلسطينية، التي تعد أولى القضايا التي يتبناها القوميون، لم تصل إلى شيء ولم تقم دولة للفلسطينيين، بحسب الصحيفة. ورغم الثروة النفطية فالمنطقة العربية لم تحقق الافاق الاقتصادية المرجوة.

أما إسرائيل، وبدعم من الولايات المتحدة، فقد حافظت على تفوقها العسكري، بينما مال ميزان القوة فيما بين الدول الاسلامية لصالح دول غير عربية مثل إيران وتركيا.

وفي حالة الغضب واليأس تلك، كما تقول الصحيفة، ظل العرب يبحثون عن خليفة منقذ، فكان جمال عبد الناصر في الخمسينيات، مرورا بياسر عرفات ، وآية الله الخميني وصدام حسين، ثم العقل المدبر للهجوم الحالي على إسرائيل حسن نصر الله، الذي أصبح رمزا في الشارع العربي، كما يصفه مراسل الصحيفة في غزة.

والشيخ نصر الله هو عربي قومي، لكنه ينتمي للمذهب الشيعي الاصغر عددا، لكن الشيعة يمثلون الغالبية في إيران والبحرين والعراق، ولهم وجود كبير في لبنانن لكنهم أقلية في معظم دول الشرق الاوسط.

ورأت الصحيفة أن هذا يعد دلالة على تنامي قوة الشيعة حتى أن نصر الله أصبح بطلا لدى الغالبية السنية.

غارديان
لبنان يحصي تكلفة الهجوم الاسرائيلي
صحيفة الجارديان نشرت تغطية واسعة للوضع في لبنان تحت عنوان "لبنان المنكوب يحصي تكلفة الهجوم الاسرائيلي". ونشرت الصحيفة إحصائيات عن حجم الدمار الذي خلفه القصف الاسرائيلي وقالت إن الاضرار التي لحقت بالبنية الاساسية للبلاد ستكلف مليارات الدولارات لاصلاحها. ومن بين الارقام التي أوردتها الصحيفة ونشرت معها صورا لانواع المرافق المدمرة أو المتضررة: تدمير الجيش الاسرائيلي لـ 17 خزانا للوقود، و ثلاثة مطارات قالت إنها تضررت بشدة، و 12 محطة للوقود، و 55 جسرا، و ستة مصانع أو مخازن، وثلاثة مستشفيات.

محللون: ضرب حزب الله.. ضرب مواقع النفوذ الإيراني

"نيزافيسيمايا غازيتا" وجريدة "بوليتكوم" الإلكترونية
ولم تجد صحيفة "ارب تايمز" الصادرة في الكويت مفرا من الحرب في لبنان لأن الحكومة اللبنانية لم تتمكن من إدخال حزب الله إلى إطار السلطة الشرعية. واعتبرت الصحيفة أن العملية التي تستهدف حزب الله تستجيب لمصالح العرب والمجتمع الدولي.

أما صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية فقد نقلت عن مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن أنظمة عربية معتدلة تعبر عن تأييدها لإسرائيل.

وأرجع د. محمد السيد سعيد نائب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية "الأهرام" (القاهرة) السبب وراء "سكوت الأنظمة العربية" إلى كونها تواجه تنظيمات التطرف مثل حزب الله وحماس والإخوان المسلمين التي مثلت مصدرا للمشاكل في المنطقة دائما. وقال لصحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" (موسكو) إن البلدان العربية لا تملك وسائل دبلوماسية وعسكرية كافية للتأثير على الأحداث. وأضاف أن الأمر الآخر الذي يؤثر على موقف الأنظمة العربية هو أن الشيعة الذين تدعمهم إيران يهددون ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم الإسلامي حيث يقوم السنة بالدور الزعامي.

ومن جهته يرى المحلل الروسي سيرغي ماركيدونوف أن إسرائيل تستطيع تحقيق أهدافها "إذا لم توضع العصي في دواليبها". ويظن أن الاتحاد الأوروبي هو الذي يمكن ان يعيق إسرائيل عن تحقيق أهدافها. أما الولايات المتحدة فيرجح أن تساند إسرائيل، إذ أن "الولايات المتحدة لا تريد انتصارا آخر للمتطرفين في العالم الإسلامي".

صحف المانيا
أما الصحف الألمانية الصادرة يوم أمس، فقد تطرقت الى الحرب الدائرة في الشرق الأوسط. وكتبت "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" Frankfurter Allgemeine Zeitung:
"هناك إجماع لدى الأسرة الدولية حول التصعيد العسكري الذي طغى على النزاع في الشرق الأوسط: وهو أن القوى الإسلامية المتطرفة هي السبب في هذا التصعيد، أي القوى المتمثلة في منظمة حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان الذي أطلق صواريخه على إسرائيل. وباختطاف الجنود الإسرائيليين تجاوز حزب الله وحماس الحدود المؤدية إلى الحرب المفتوحة. لكن ليس الشقاق وحده الذي يخلق المشاكل إنما الإجماع أيضاً. لقد وضعت الولايات المتحدة وأوروبا سوريا وإيران على قائمة المنبوذين، وهما الدولتان اللتان تدعمان الإرهاب. والآن اتحدت طهران ودمشق لمواجهة الضغط الدولي بصورة أفضل، ولكي تستعرضا أيضاً إمكانياتهما في القيام بالأعمال المضرة. إن أحد مفاتيح حلّ أزمة الشرق الأوسط يكمن في فك هذا الارتباط المشؤوم بين سوريا وإيران".

وعلّقت "تاغسشبيغل" Tagesspiegel الصادرة في برلين على الموضوع نفسه:
"لقد مرّ زمن كان باستطاعة الولايات المتحدة الأميركية أن تلعب فيه دور الوساطة في الشرق الأوسط، وبالذات لأنها ملتزمة بحق إسرائيل في الوجود. لكن هذا الزمن قد مضى الآن، ودفن تحت أنقاض السياسة الخارجية التي حلت محلها طاقات البنتاغون ولغته. فما فعلته الدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط يمكن رؤيته دائماً من خلال العلاقة مع إسرائيل من ناحية ومع الأردن ومصر من ناحية أخرى. لكن آنذاك كان يحكم رؤساء في البيت الأبيض واثقون من أنفسهم لدرجة أنهم أظهروا شجاعة من أجل تعزيز السلام. وفيما إذا كانت أوروبا ستعلب هذا الدور فإن ذلك يبدو مجرد أمنية في الوقت الحاضر".

وكتبت "برلينر تسايتونغ" Berliner Zeitung:
"الدول الغربية بقيت مكتوفة الأيدي، ثم تسمي ذلك وقوفاً إلى جانب حق إسرائيل في الوجود. وهكذا فإن الولايات المتحدة الأمركية لم تعرقل فقط إصدار أي قرار حول الأزمة من خلال قناعتها الهوجاء بأن إضعاف حزب الله سيؤدي أيضاً إلى إضعاف إيران. الرئيس بوش يوجج بشعاراته حدّة الصراع أكثر فأكثر. والفرنسيون يتمنون أن يلعبوا من جديد دوراً في لبنان التي كانت واقعة تحت الانتداب الفرنسي. والسياسيون الألمان يخشون من تهمة العداء للسامية. والأوربيون الباقون يكتفون بالنداءات والمناشدات. والحكام العرب المتسلطون يخشون من أميركا وإسرائيل والإسلاميين ومن شعوبهم قبل كل شيء. فيجب حماية إسرائيل ليس فقط من المتطرفين العرب والفرس بل من إسرائيل نفسها أيضاً".


صحف عالمية
وتتحدث الصحافة العربية عن واقعية سياسية جديدة في العالم العربي وعن لعبة توزيع الأدوار في المنطقة.
صحيفة كوميرسانت الروسية كتبت معلقة على الحرب في لبنان:
"إذا لم تتمكن إسرائيل من تحقيق نصر سريع في حربها ضد حزب الله، فإنّ النظر إلى هذا الموضوع سيأخذ أبعاداً أخرى. وحقيقة أن حزب الله قد استفز إسرائيل أمر لا يجب إغفاله، إلا أنّه إذا طال أمد هذه الحرب، فإن المرء سينظر إليها على أنها حرب توسع تحت مظلة محارب الإرهاب وليست دفاعا عن النفس. ولذا لا مجال أمام إسرائيل سوى تحقيق نصر خاطف وسريع على حزب الله."


صحيفة ليبراتسيون الفرنسية علقت على الوضع في الشرق الأوسط:
"في ضوء الارتفاع المستمر لأعداد القتلى من المدنيين، أخذ الصليب الأحمر والأمم المتحدة يتحدثان عن انتهاك حقوق الإنسان وعن جرائم حرب ارتكبها قطبا الصراع في لبنان. وقد شرع حلفاء أميركا وإسرائيل في التململ وإعادة النظر في موقفهم الداعم لإسرائيل. هذا الأمر قد يسرع إمكانية التوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار وهو أمر قد لا يراه قادة الجيش الإسرائيلي ملحاً في هذه اللحظة."

صحيفة لوس أنجلوس تايمز طالبت إسرائيل في تعليقها بمزيد من القوة ضد حزب الله:
"تشكل إسرائيل طرفاً مهماً في حرب الولايات المتحدة على الإرهاب. ويجب على أميركا وحلفائها أن يبعثوا برسائل تؤكد دعم إسرائيل وحقها في الوجود. وهذا لا يتأتى إلا من خلال عمل دءوب يهدف إلى تغيير العقلية السائدة في المنطقة، لذا يتوجب على رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يثبت للساسة الأميركيين أن الخط الذي انتهجه يشكل جزءاً من استراتيجية طويلة الأمد وليست مرحلة عابرة في السياسة الإسرائيلية."

*المصدر: بي بي سي- وكالة نوفوستي للأنباء- وكالة الأنباء الألمانية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف