أخبار

طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحصي أهدافها

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الضاحية الجنوبية مركزا للإعلام الغربي
طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحصي أهدافها

سمير عيتاني من بيروت: بينما كان حزب الله هذا الصباح يشتبك مع القوات الاسرائيلية داخل الاراضي اللبنانية على الحدود الجنوبية، كانت الضاحية الجنبوية لمدينة بيروت تحت انظار الطائرات التجسسية الاسرائيلية. وفي محيط الضاحية اغلق عناصر حزب الله مداخل مؤدية الى المنطقة المنكوبة التي لا تزال تضربها الطائرات الحربية كل يوم. وحاولوا التخفيف الى اكبر حد من دخول المدنيين الى المنطقة. وفي حين امكن بوضوح سماع ازيز طائرات الـ"ام كا" من دون طيار من بين انقاض منطقة حارة حريك، اختفى المقاتلون التابعون للحزب عن الانظار، واكتفوا بحواجز بعيدة عن المربع لمنع المدنيين من الاقتراب ولضبط محاولات السرقة للمنطقة التي خلعت ابواب محالها التجارية واصبح مالها ومتاعها سائبا في الشوارع.

وسبق ان شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارات عنيفة ليل امس استهدفت هذه المرة دائرة اوسع من المربع الامني الشهير الذي كانت تقع فيه مكاتب حزب الله ومراكزه المدنية، وطاول القصف الليلي محيط الغبيري، لناحية منطقة حارة حريك (حيث المربع الامني) كما طاول اطراف منطقة برج البراجنة.

وفي مكان قريب من حارة حريك وقفت ثلاثة شاحنات اطفاء تابعة للدفاع المدني اللبناني تحوال اطفاء حريق ضخم شب في مصنع للفرش الاسفنجية، احدى السيارات تعرضت للاصابة ووقفت في مكانها، بينما عمدت سيارة اخرى الى الدخول بين المباني، ومع ساعات الصباح الاولى كان عناصر الدفاع المدني لا يزالون يحاولون كسر بوبابة المصنع لاطفاء الحريق الذي ارتفعت سحبه عاليا.

وعلى مسافة امتار قليلة من مصنع الاسفنج اسقط القصف الصاروخي للطائرات الحربية مبى كامل، واصاب مبنى اخر انهار منه عدة طبقات.

يقف احد رجال الدفاع المدني محاولا ضبط تسرب المياه من مواسير عربته، ثم يتحدث موضحا ان السيطرة على الحريق مسألة صعبة في هذا المصنع، خاصة انه مليء بالمواد الكيميائية المعدة لتصنيع الاسفنج.

يدقق بعض عناصر حزب الله بهوياتنا ويطلبون منا عدم التقاط الصور في محيط المبنى المدمر، دون ان يتخلوا عن تعابيرهم المهذبة بشكل يتناقض مع واقع الحال والمشهد المحيط المليء بالدمار. ومن منطقة الى اخرى يحاول مدنيون قلة البحث عن بقايا ثيابهم في ركام المباني المدمرة، يجد المحظوظون منهم مبانيهم القريبة من المربع الامني داخل حارة حريك وهي لا تزال واقفة على اعمدتها، فيما يعود البعض الاخر ادراجهم فور مشاهدتهم لمبانيهم وقد انطقبت طوابقها على بعضها مشكلة تلة صغيرة من الاسمنت المتراكم.

يبحث الاسرائيليون من الجو عن قائمة جديدة للاهداف، تحلق طائرات الاستطلاع دون طيار فوق المباني المدمرة، فترة الهدنة الصباحية هذه هي الفترة التي يسمح بها الطيران الحربي حتى ينخفض الغبار مما يتيح للكاميرات المعلقة في بطن الطائرات تصوير الاصابات المسجلة ليلا وتحديد الاهداف الجديدة المنوي ضربها.

يتحدث رجل عجوز عن مطولا عن مواقف الدول العربية، الرجل الذي اطلق ذقنه يقول انه اقسم اليمين الا يترك منطقته الا جثة هامدة، او يعيش في منزله.

حول هذا الرجل الذي يدعى ابو علي شرارة (50 عاما) والمولود في قرية بنت جبيل الجنوبية الحدودية، شريط طويل من المباني الخالية، وقربه يقف شاب من حزب الله بجهاز ارسال لاسلكي ومسدس غير ظاهر، يدعي عنصر حزب الله انه من تنظيم اخر، ومعه يقف متطوع ينسق امداد القلة من الباقين بالمنطقة بالخبز والمواد الغذائية.

شرارة ينظر حوله الى المباني الواقعة على طرف حارة حريك لناحية برج البراجنة، ينصاع لاوامر عناصر حزب الله الذين يطلبون منه البقاء تحت البناء، لمنع طائرات التجسس من كشف موقعهم، ثم يتابع حديثه الطويل وهو يؤكد انه لا ينتمي الى حزب الله ولا الى غيره، "القلب يميل الى لبنان، هذا بلدي، ومن بعتدي هو اسرائيل". يقول الرجل ثم يطلق شتيمة ويصمت.

يتجمع اكثر من مئة صحافي عربي واجنبي ومصور لوكالات الاعلام الدولية على احد مفارق حارة حريك (اوتوستراد هادي نصرالله) يطلب جنود نظاميون من حزب الله من الصحافيين عدم الدخول متفرقين الى داخل المربع الامني في الضاحية، جنود حزب الله هؤلاء مجهزين بالكامل سلاحا ودروعا وخوذات مرقطة، ويحاولون الشرح للاعلاميين الطرق التي تؤدي الى حيث سينطلق بهم وفد من "العلاقات الاعلامية" لحزب الله في جولة منظمة داخل المربع الامني.

الصحافيون يتجمعون هناك قبل ان يقودهم اعلاميو حزب الله في جولة اصبحت يومية تستغل فترة الهدوء الصباحية، وتشكل كتلة الصحافيين الغربيين والعرب بحد ذاتها حماية من اغارات الطائرات التي لم تعد تسجل في غاراتها في الضاحية الجنوبية اصابات في السكان. الا ان الجولة المبرمجة للصحافيين تكاد تكرر صورة نمطية للخراب والنزوح والصمود في ضاحية صارت سمتها الابرز الغبار الاسمنتي ورائحة الحرائق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف