طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحصي أهدافها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الضاحية الجنوبية مركزا للإعلام الغربي
طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحصي أهدافها
وسبق ان شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارات عنيفة ليل امس استهدفت هذه المرة دائرة اوسع من المربع الامني الشهير الذي كانت تقع فيه مكاتب حزب الله ومراكزه المدنية، وطاول القصف الليلي محيط الغبيري، لناحية منطقة حارة حريك (حيث المربع الامني) كما طاول اطراف منطقة برج البراجنة.
وفي مكان قريب من حارة حريك وقفت ثلاثة شاحنات اطفاء تابعة للدفاع المدني اللبناني تحوال اطفاء حريق ضخم شب في مصنع للفرش الاسفنجية، احدى السيارات تعرضت للاصابة ووقفت في مكانها، بينما عمدت سيارة اخرى الى الدخول بين المباني، ومع ساعات الصباح الاولى كان عناصر الدفاع المدني لا يزالون يحاولون كسر بوبابة المصنع لاطفاء الحريق الذي ارتفعت سحبه عاليا.
يقف احد رجال الدفاع المدني محاولا ضبط تسرب المياه من مواسير عربته، ثم يتحدث موضحا ان السيطرة على الحريق مسألة صعبة في هذا المصنع، خاصة انه مليء بالمواد الكيميائية المعدة لتصنيع الاسفنج.
يدقق بعض عناصر حزب الله بهوياتنا ويطلبون منا عدم التقاط الصور في محيط المبنى المدمر، دون ان يتخلوا عن تعابيرهم المهذبة بشكل يتناقض مع واقع الحال والمشهد المحيط المليء بالدمار. ومن منطقة الى اخرى يحاول مدنيون قلة البحث عن بقايا ثيابهم في ركام المباني المدمرة، يجد المحظوظون منهم مبانيهم القريبة من المربع الامني داخل حارة حريك وهي لا تزال واقفة على اعمدتها، فيما يعود البعض الاخر ادراجهم فور مشاهدتهم لمبانيهم وقد انطقبت طوابقها على بعضها مشكلة تلة صغيرة من الاسمنت المتراكم.
يبحث الاسرائيليون من الجو عن قائمة جديدة للاهداف، تحلق طائرات الاستطلاع دون طيار فوق المباني المدمرة، فترة الهدنة الصباحية هذه هي الفترة التي يسمح بها الطيران الحربي حتى ينخفض الغبار مما يتيح للكاميرات المعلقة في بطن الطائرات تصوير الاصابات المسجلة ليلا وتحديد الاهداف الجديدة المنوي ضربها.
حول هذا الرجل الذي يدعى ابو علي شرارة (50 عاما) والمولود في قرية بنت جبيل الجنوبية الحدودية، شريط طويل من المباني الخالية، وقربه يقف شاب من حزب الله بجهاز ارسال لاسلكي ومسدس غير ظاهر، يدعي عنصر حزب الله انه من تنظيم اخر، ومعه يقف متطوع ينسق امداد القلة من الباقين بالمنطقة بالخبز والمواد الغذائية.
شرارة ينظر حوله الى المباني الواقعة على طرف حارة حريك لناحية برج البراجنة، ينصاع لاوامر عناصر حزب الله الذين يطلبون منه البقاء تحت البناء، لمنع طائرات التجسس من كشف موقعهم، ثم يتابع حديثه الطويل وهو يؤكد انه لا ينتمي الى حزب الله ولا الى غيره، "القلب يميل الى لبنان، هذا بلدي، ومن بعتدي هو اسرائيل". يقول الرجل ثم يطلق شتيمة ويصمت.
الصحافيون يتجمعون هناك قبل ان يقودهم اعلاميو حزب الله في جولة اصبحت يومية تستغل فترة الهدوء الصباحية، وتشكل كتلة الصحافيين الغربيين والعرب بحد ذاتها حماية من اغارات الطائرات التي لم تعد تسجل في غاراتها في الضاحية الجنوبية اصابات في السكان. الا ان الجولة المبرمجة للصحافيين تكاد تكرر صورة نمطية للخراب والنزوح والصمود في ضاحية صارت سمتها الابرز الغبار الاسمنتي ورائحة الحرائق.