إخلاء الضاحية بانتظار الرد على اصابات بنت جبيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الطيران الاسرائيلي دمر عشرة مبان ليفي بوعد اولمرت
إخلاء الضاحية بانتظار الرد على اصابات بنت جبيل
وسائل الاعلام حينها كانت تتحدث عن تسعة جرحى اسرائيليين في معارك مارون الراس - بنت جبيل، وهو الرقم الذي عاد وارتفع الى 13 وتردد انهم 25 جريح. الا ان الشاب الذي يرتدي ثيابا مدنية ويحمل جهاز اتصال ياباني متطور يؤكد ان القتلى الاسرائيليين هم ستة لغاية اللحظة، ويضيف انه يتم حاليا اخلاء كل "المناطق الخطرة في الضاحية الجنوبية".
حين طلب الينا مغادرة الضاحية كنا قد وصلنا الى مبنى "كان" يضم في طبقته الاولى الاعلام المركزي لحزب الله، وهو على مسافة حوالي عشرين مترا (خط مباشر) من مباني الامانة العامة لحزب الله داخل المربع الامني في منطقة حارة حريك، وعلى الارض كانت ملقاة بطاقات عمل لصحافيون من العلاقات الاعلامية في حزب الله.
الوصول الى تلك المنطقة مغامرة، ورغم تنظيم العلاقات الاعلامية لجولات يومية الا انها عادة تجول على مناطق القصف الجديدة، بينما كنا نسعى الى استكشاف اوسع دائرة ممكنة. خاصة مع ورود اشاعات عن روائح جثث بشرية في المنطقة لاناس دفنوا تحت الانقاض في عمليات القصف.
نسأل احد مسؤولي العلاقات الاعلامية في الحزب "هل تؤكدون خلو المنطقة من المدنيين؟" نعم يجيب الرجل، ويتابع "لقد اخلينا المنطقة الخطرة داخل المربع في لحظات العدوان الاولى". وحين تحدثه عن عجائز رفضوا المغادرة يؤكد ان هؤلاء يتواجدون في المناطق البعيدة عن المربع الامني وخارج المناطق التي اغلقها حزب الله خشية تعرضها للقصف.
كان الصباح هادئا كالعادة فوق منطقة الضاحية الجنوبية، ومن التاسعة صباحا كان السكان يدخلون الى منازلهم وففق الاجراء المتبع من عناصر الحزب بالتدقيق بالهويات وباماكن سكن المواطنين، وحتى الساعة الحادية عشرة ظهرا، حين اغلق الحزب المنطقة بشكل كامل. واتخذوا اجراءهم العسكري المعتاد بالاختفاء كليا عن الانظار وتغيير مواقع انتشارهم.
وفي محيط المربع الامني كما في داخله ثمة تغيير يومي في ملامح المنطقة، المزيد من المباني تم تدميرها في غارات بعد ظهر امس، نجد صعوبة في التعرف على المفارق وعلى الشوارع، الدمار شامل في كل ما يحيط بمباني الشورى، وفي احد الاحياء التي يقطنها اغنياء من الشيعة في الضاحية (منطقة الرويس) تابع الطيران تدمير المباني الفاخرة القريبة من احد مقرات الاحتفالات لحزب الله، المنطقة التي زرناها بالامس (ونشرت "ايلاف" صور احد مبانيها المدمرة) تم تدمير عدة مباني جديدة فيها، وسويت بالارض.
وبالفعل يمكن احصاء اكثر من عشرة مباني دمرها القصف بشكل شبه كامل او بشكل كامل في المربع الامني وخارجه وهو ما كان قد اعلن عزمه على تنفيذه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهو اولمرت بعد ظهر الثلاثاء.
يقف احد مناصري حزب الله امام مبنى يشير اليه ويقول لنا "كنت اقطن هنا في الطابق الرابع" طبعا يكاد يستحيل تمييز الطابق الثالث من الرابع من الخامس، كل الطبقات في هذا البناء انطوت على نفسها وما بقي يمكن ان يشير الى ان بشرا قطنوا هنا في الماضي فقط.
بعدسة وائل اللاذقي